مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2
  1. #1

    نماذج مشرقة : أم مالك الحائلية تتحقق أمنيتها الغريبة !!

    ar-b1


    لو طلب إلى أن أصفها باختصار شديد لقلت ( جد كلها ) ، لقد أخذت من الحياة بجد وكأنما كشف لها من الغيب ستر رقيق عرفت منه قصر عمرها فكانت تسابق في أيامها اللحظات أن يفرط منها شيء قبل أن تنجز أعمالها وتصل إلى أهدافها .





    كانت في مرحلة الدراسة الثانوية حيث نضج عقلها وتحددت رؤيتها ، واتضح لها طريق حياتها فتجاوزت تفوقها الدراسي متوجهة بها لحفظ القرآن فأتمت حفظه في هذه المرحلة بجهدها الذاتي وحفظته حفظاُ متقناً . وكنت أعجب لقوة لحفظها حينما كنت أتدارس معها القرآن في شهر رمضان فكانت تقرا من حفظها وكان المصحف منشوراً أمام عينيها .
    ثم عرفت السبب فزال العجب !! عرفت أنها حفظت القرآن لتعيش معه وتعيش به ، حفظت القرآن وتشربته روحها فكانت تديم التلاوة مع وردها من قيام الليل الذي لا تخل به وكثيراً ما تختم القرآن في ثلاثة أيام لخفته عليها وحفظها لوقتها . ولما دخلت المرحلة الجامعية لم يشغلها تخصصها العلمي ( أحياء ) من التشوف لطلب العلم الشرعي وبجهدها الذاتي أيضاً ولكن مع الارتباط بعلم العلماء ، فكانت تستمع لأشرطة الدروس العلمية وتفرغ منها الفوائد وتتابع الجديد حتى كأنما كانت تدرس على الشيوخ في حلقاتهم حتى قادتها إلى التوسع المتدرج في كتب العلم الكبار ، ولذا تكونت مكتبتها بشكل تدريجي مدروس فلم تكن مكتظة ولكن فيها من الكتب الجوامع والمراجع التي يصدر عنها طلبة العلم الكبار، وكانت نظرة سريعة إلى كتبها تدل على أنها قدر ارتشفت ما فيها ومرت على سطورها ولا يزال منظر نسختها من فتح الباري وقد تراخت أوراقها وتباعدت أغلفتها يعلن كم أدمنت النظر بين سطورها .





    وفي عام 1425 هـ أتمت حفظ الجمع بين الصحيحين ، عاشت مع العم شغوفة به مستغرقة في طلبه ولكنها كانت بعيدة البعد كله عن التمظهر بالعلم والإدلال به فلم يكن يعلم بحفظها القرآن إلا القلة القليلة من أخواتها اللاتي كن يتدارسنه معها . ولم يكن يعلم برسوخها في العلم إلا من يتذاكر معها أو من تجيبه إذا سألها . لقد رأيت كثيرات يحاولن لفت النظر إلى مزاياهن بانتقاد من ليس مثلهن ، أما هي فقد رأيت من حفاوتها بالجوانب الإيجابية ونظرتها إلى مساحة المباح الواسعة التي يتمتع بها الناس مدخلاً للقرب منهم ورفع مستواهم . ولقد زرت مدرستها التي تدرس فيها وهي في قرية نائية تبعد عن مدينة حائل 180 كلم فرأيت أثرها في الطالبات واضحاً ليس في مظاهرهن ولكن في الارتقاء باهتماماتهن وتفكيرهن . لقد كان علمها هو ذات العلم الرباني المؤثر الذي يتشربه القلب ويظهر أثره في السلوك والمعاملة والتعبد ، فكانت صلاتها الصلاة الخاشعة إذا رأيناها رأينا كيف يكون الإقبال على الصلاة و الاستغراق فيها وإذا قرأت القرآن استمعنا إلى قراءة التدبر والخشوع وكانت شديدة المحافظة على الورد القرآني والأذكار مع مظاهر الإخلاص والتخفي بالعمل الصالح وعدم التظاهر به .


    لا أنسى يوماً دعتني للذهاب معها إلى مدرستها في قريتها النائية لمشاركتها في منشط للطالبات وكان المسير بعد صلاة الفجر مباشرة وطول الطريق كانت تقرأ في ملازم معها او تراجع حفظها ، وكان ظني أن بكور النهار ووفرة النشاط يساعدان على ذلك ولكني عجبت عند عودتنا بعد استنفاذ الطاقة وبلوغ الجهد . وإذا بها على نفس الطريقة ، ثم زاد عجبي عندما علمت من رفيقاتها في الطريق أن هذا هو دأبها كل يوم .



    أما نشاطاتها في المنطقة فقد كانت دلالة أخرى على الجد وعلى البذل والتفاني فهي مشاركة في المعهد الشرعي التابع لدار البيان لتحفيظ القرآن الكريم ولها محاضرات في الندوة العالمية للشباب الإسلامي ولها مشاركات في الانترنت . وفي النادي الأدبي كانت تلقي بعض المحاضرات وشاركت في مركز جمعية الملك عبد العزيز الخيرية لهذا العام . وقد تعدى نشاطها المنطقة وتجاوز الحدود فكانت تجمع عناوين المراسلات المنشورة في المجلات ثم تراسل الفتيات بأسلوب دعوي مميز ومؤثر ولدي بعض الرسائل التي وصلتها وتأثرت بدعوتها والمتتبع لبرنامجها اليومي يتساءل كم ساعات يومها بحيث يستوعب هذا العمل ؟ .
    تعرفت عليها من سنين فكانت الأقرب إلي والأثيرة لدي لا تنقطع اتصالاتنا ولا رسائلنا وما زادتني معرفتي وقربي إلا إعجاباً بها وحباً لها ، وكانت آخر مكالمة منها إلي قبل سفرها إلى العمرة وكان مما قالت : " أبشرك باني قد وجدت ما اسعي إليه طوال حياتي وهو العيش مع الله والقرب منه وأنا الآن أعيش روحانية عجيبة لم أشعر بها من قبل " . ومن آخر رسائلها والتي لا تزال لمحفوظة في هاتفي : " القرآن يهب القلوب قوة لا نظير لها " .
    كانت لها أمان في الحياة وفي الممات . تحققت كثير من أماني حياتها ومن أمانيها في الممات أن تكون وفاتها بعد عمرة تكفر ما قبلها وان يصلي عليها احد كبار العلماء الصالحين فكان ذلك حيث توفيت في حادث مروري وهي عائدة من العمرة وكان ذلك في يوم السبت 1427/7/11 هـ وصلى بالناس عليها وشيعها سماحة الإمام عبدالله بن جبرين الذي توافق وجوده لإقامة دورته العلمية بحائل ، وكان يوماً مشهوداً وجنازة حاشدة وذكراً طيباً استنطق الله فيه ألسنة شهوده في أرضه بالدعاء والثناء وإني لأرجو الله الذي حقق لها ما تمنته في الدنيا أن ينيلها ما سألته في الآخرة . وان يجمعنا بها في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وسلام الله ورحمته وبركاته على أم مالك ابتسام العيد في الآخرين .






    إضاءة من كلامها رحمها الله :
    " جددي إيمانك تتجدد لك الحياة اغرسي روح المحبة في أرض الأخوة لتعيشي بقلوب كثيرة . ارسمي أهدافك في هذه الحياة بتؤدة ثم استنفذي جهدك ووقتك في تحقيقها ولا تنظري ان تنزل عليك السعادة على طبق من ذهب بل اصنعيها بنفسك ، تعرفي على مواهبك اثبتي وجودك في مجتمعك بالعطاء المتواصل " .


  2. ...

  3. #2

    السلام عليكم




    أهلا ((عاشقة سينشي )) .. وإن شاء الله تكوني بخير



    شكرا على موضوعك المميز .. لكن للأسف المعلومات قليلة ermm ...

    لو ممكن توضيح أكتر عن أم مالك .. لإني أول مرة أسمع عنها biggrin ..

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter