أبتاه ماذا قد يخط بناني..والحبل والجلاد ينتظراني
سمعتها .. تغنيها بصوتها العذب الرقيق ..
صبيحة هذا اليوم ..
أرتني ورقة جثا عليها الزمن..فبدت صفراء باهته ..
يا إلهي .. تذكرت .. تذكرت سمعت هذا اللحن .. وصوت أشجاني
طافت بي الذكرى .. وهاجت مقلتي .. وأثارت أدمعي..
فانحدرت دمعة تصف إحساسا عشته .. قبل 16 عشر عاما ..
صورة أبي الحبيب .. وهو يسحب أمام ناظري .. من حضن أمه وهي تبكي وتصرخ..
ابني..لا تأخذوه ..
اختبأت تحت الدرج بمنزلنا..لم أعي شيئا .. ولكنه منظر .. لم أعلم أأبكي له ؟؟
وأمي .. أتذكرها تسترق النظر وهي باكية من خلف الباب..
خائفة وحزينة ..
لا تعلم أتخرج وتحتضنه ؟؟ أم تظل مختبئة لتعتني بصغارها ؟؟
حتى لا يفقدوا الأب والأم بآن معاً؟؟
هل عشت هذه الحقبة من عمري حقاً؟؟
أذكره بملامحه الهادئة المبتسمة .. وهو يقول لأمه : لا تحزني يا أماه .. سأعود
بكى الجميع .. أنا كنت طفلا .. وكانت أمي تسمعني بصوتها هذه الأنشودة ..
كل ليلة ..
الليل من حولي هدوء قاتلٌ .. والذكريات تمور في وجداني
ويهدني ألمي فأنشد راحتي .. في بضع آيــات من القرآن
كنت أسمعها بصوت أمي.. وكنت أراها تقلب الصفحات وتبكي أبي وترثي فقدانه ..
كانت تسمعني تلك الأنشودة في المسجل .. اذكر شكله ولكني لا أذكر المنشد ..
حكت لي قصة الشهيد .. هاشم الرفاعي.. الذي كتب هذه الأبيات ..
أبي .. أبي الحبيب .. عد إلينا أرجوك ..
دموع أمي جفّت .. ودموع أمك كذلك ..
قد هاجت بي الذكرى .. لم يصدق أحد أني تذكّرت الموقف .. فقد كنت طفلا صغيرا..
كنت بعمر أقل من الإدراك ..
قدر الله .. وكل شيء يرخص في سبيله .. لإحقاق الحق..
أبي الحبيب .. سأسير بخطاك .. ولن أرضخ ..
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم .. قسمات صبحٍ يتقيه الجاني
دمع السجين هناك في أغلاله .. ودم الشهيد هنا سيلتقياني
أي ألم تجرعته أيها الشهيد ؟؟هاشم الرفاعي؟؟
رحمك الله وأسكنك فسيح جنّاته ..
وأبي.. سيبقى ما بذاكرتي رمز تقديري وحبّي لك أيها الغالي..
لن أنسى مثلي الأعلى .. ونبض فؤادي..
أبي الحبيب..
أطال الله بعمرك وحفظك من كل شرّ..
أبقاك الله رغم حقد الحاقدين وحسد الحاسدين ..
ما مررت به .. لن أسمح أن يؤذيك أحد بعد أن كبرت أنا..
موقف ..يهتز له جسدي بأكمله ..
موقف لن أنساه ما حييت..
هاقد كبرت .. لن أقف مختبئا تحت الدرج أنظر ..
بل سأفديك بروحي..
هذا عهد علي..
لا عشت إن لم أكن درعك الواقي يا أبي ..
وسلامي..
عاشق الأفلام:
Cracker Angel
المفضلات