تحية طيبة وبعد؛
أتابع اليوم بأذن الله حلقات سلسلة علوم الخوارق التي سبق وابتدأتها
للأطلاع
الاستبصار : هو القدره على رؤية الاشياء من بعد دون الاعتماد
على امور ماديه محسوسه
التنبؤ: فهو القدره على التعرف على امور لم تحدث بعد دون الاعتماد على امور ماديه محسوسه
معاني مختلفة في رؤية المستقبل
إننا ككائنات بشرية تعيش أكثر الوقت في المستقبل , حاضرنا غالباً ما ينساق وراء رؤيتنا لمستقبلنا , و تجري الذات الإنسانية بشكل مستمر في سبيل تحقيق أهداف تتصورها لمستقبلها , و كلما كان تصورنا لأهداف المستقبل أوضح و أجلى في تفاصيله و جزئياته , كلما كانت همتنا و عزيمتنا و إصرارنا أقوى كلما كان بالإمكان تحقيق هذه الأهداف المرغوبة و المطلوبة بدرجة أعلى من الإمكانية . كذلك فأننا في خطوات حياتنا المهمة نحاول أن نتعرف على إمكانيات المستقبل و احتمالات ما سيحصل لنا فيما لو اتخذنا هذه الخطوة أو تبنينا هذه السياسة أو تلك , فإن كانت تحفها المخاطر في المستقبل و احتمالات ما سيحصل لنا فيما لو اتخذنا هذه الخطوة أو تبنينا هذه السياسة أو تلك , فإن كانت إمكانية النجاح و السعادة فيها أخذنا بها و تبنيناها , و يساعدنا على هذا المنهج في حياتنا كبشر هو أن كل ما يجري من حولنا إنما يجري وفق نواميس أو علاقة السبب بالأثر و المقدمة بالنتيجة , مما يعطي الإنسان قدرة فائقة للغاية في السيطرة على الطبيعة و البيئة التي تحيط به بكل أنواعها و التحكم بدرجة التأثير التي يبغيها من هذا السبب أو ذاك .
هذا الأمر إذن يدخل كجزء من تركيبتنا الخاصة كبشر , و نمارسه كلنا و لكن بدرجات تختلف كبراً و صغراً بحسب كبر أو صغر هممنا و عزائمنا . و لكن هناك نوع آخر من الرؤية المستقبلية و هي أن يشاهد أحدهم حوادث ستجري بعد عشرة سنوات أو بعد مائة سنة من ساعة رؤيته , و هي قدرة ثبت وجودها لدى عدد من الناس و بدرجات متفاوتة , و يبدو أنها قريبة من ملكة أخرى أكثر شيوعاً منها و هي ما يعرف بالإستبصار و التي يقال عنها بأنها موجودة لدى كل واحد منا و لكنها إنما تنمو و تتطور دون البقية
منهم لعلةٍ غير معروفة .
فالاستبصار
هو الإحساس بحوادث تجري بعيداً و لمسافات قد تطول أو تقصر و يتم إدراكها من دون استعمال أعضاء حس معروفة و هي إما أن تكون قد حصلت في اللحظة التي تم بها إدراكها من جانب الشخص المستبصر أو أنها بعد لم تحصل دائماً يتم حصولها في يوم أو يومين أو أكثر من ذلك من ساعة الإحساس بها . و من الشائع تجد بعض الناس ممن يحصل لديهم إحساس مفاجيء أو ومضة معرفة حول أمر يحصل بعيداً عنهم ( مثل حادث أصاب أحد أهلهم أو أصدقائهم ) , و قد يكون هذا الإحساس أو الإدراك المفاجيء على هيئة حلم مما يراه النائم أو أثناء حالة تشبه حلم اليقظة أو أن تكون أحساساً بديهياً أولياً .
و هي تشبه بدورها ملكة ( التخاطر) أو القدرة على الاتصال على البعد أو قل أنهما من معدن واحد و ينبعان من موهبة واحدة , و لكن الفرق بينهما هو و أن التلبثه أو الاتصال على البعد هو عبارة عن انتقال فكرة أو صورة من شخص إلى آخر أو هي قدرة أحدهما على تسلم ما يدور في ذهن الآخر , أما الاستبصار فهو إدراك مباشر لحادثة وقعت في مكان آخر .
[IMG]http://www2.*********/2006/07/24/817839799.gif[/IMG]
و هناك عدد من التجارب التي أجريت منذ سنة 1930 و إلى اليوم و هي تشير إلى أن الاستبصار هو قدرة بشرية موجودة بالفعل . و تشير التجربة إلى أن كلا من الاستبصار و التخاطر هما في الأساس إمكانية واحدة , الأول هو إدراك فوق الحسي لحوادث أو حالات موضوعية و الثاني هو إدراك لحالات فكرية أو نفسية أو تصورية عند الآخرين . و يبدو من هذه التجارب أن هذه القابلية موجودة عند البشر بشكل واسع , و قد اكتشفوا في خصوصها عوامل تقويها إلى جانب عوامل أخرى تضعفها , فمن جملة ما يضعفها هو : الملل , انشغال الذهن و شروده , استعمال المواد المخدرة , الرتابة .
كما أن من العوامل التي تؤدي إلى شحذ هذه الطاقة و تقويتها هو : إثابة و مكافأة من يمارسها , التعاون معه , ظروف مختبرية مناسبة .
كما أن من غير المعروف ما هي طبيعة و نوعية الخصائص الشخصية و النفسية التي تصلح أن تكون دليلاُ على من يمتلك هذه القدرة بشكلها النامي المتطور .
[IMG]http://www2.*********/2006/07/24/817839799.gif[/IMG]
و من الواضح أننا نتحدث هنا عن قدرة أو ملكة تختلف تماماً عن مسألة التنبؤ المنطقي و العقلاني لما يمكن أن يأتي به المستقبل في مختلف المجالات العملية منها أو السياسية أو الاجتماعية و التي مارسها المفكرون على مر التاريخ , و قد أشتهر منهم في التاريخ القريب الكاتب الروائي أج . جي . ويلز المتوفى سنة 1946 و الذي كتب عن تصوراته للمستقبل على مدى خمسين عاماً من حياته و توقع فيها بناء الغواصة و المركبة الفضائية و وصول الإنسان إلى القمر و غير ذلك , كما اشتهر منهم الكاتب الروائي جورج أوروِل و خصوصاً في روايته التي أسمها 1984 و التي كتبها سنة 1943 و وضع فيها جملة تصوراته عن مستقبل العالم في الثمانينات , و غيرهما . و كما ذكرنا فقد كثرت الدراسات و البحوث في العقود الأخيرة حول هذا الموضوع و حول تفسير هذه الظاهرة , و بالإضافة إلى ذلك فإن عدداً ممن امتلك هذه الموهبة و وجد في نفسه هذه القدرة الغريبة على استكشاف المستقبل و رؤيته قد كتب في تجربته هذه و في طبيعة ما يجري له أثناء عملية الرؤية هذه .
[IMG]http://www2.*********/2006/07/24/817839799.gif[/IMG]
يتبع في الرد القادم....
المفضلات