سيدي...
رحلت .. دوني .. ونأيت..
لمدن غيابك
خلف أسوار الجهات الأربع..
خلف حدود المسافة
خارج حدود الزمن
نأيت ورحلت .. هناك
لم تمهلني الوقت كي أودعك ..
وكأنني لم أكن هناك يوماً
رحلت ونأيت .. دون أن تودعني ..
سيدي
خلف أسوار ذاكرتي ..
مازلت ألمح طيفك
لم تزل .. أصداء صمتك تدوي بمسامعي..
أنا من رسمتك حلماً بحياتي قد كان
رحلت دون أن تودعني سيدي ونأيت.
أبداً لم يكن خياراً أن أعشقك
أن أعشق وجودي بقربك
أن أبني بحروف كلماتك
قصوري الواهية
لتتلاشى وكأنها لم تكن
بقرار لم يكن لي الخيار فيه أبدا
لأتلاشى معها.. للأبد
ها قد عدت مجدداً
والاستفهام ذاته يحاصرني
لم نلتق يوما سيدي ؟
أو لم نتحدث ونتحاور يوما ؟
ألم ألمحك بحروف كلماتي دوما ؟
أولم تكن هنا ؟
أم أنني لم أكن ..
شخص ما بحياتك ؟
لم أكن لك الحبيبة
ولم أكن لك الصديقة
لا لم نلتق يوماً سيدي ..
لقائي كان بآخر سواك..
كان مجرد.. طيف شكلته..
بحروف كلماتي ..
لأحاوره .. لأعاتبه .. لأحادثه ..
ربما لأنني سئمت أسوار عزلتي
سئمت غربة احتوتني ..
حتى غدت كطوق ...
يقيدني .. يحاصرني ..
فكان حلمي ..
لأرسم .. لأشكل .. بخيالي
أناس .. لألقاهم ..
أحاورهم.. وأعاتبهم..
وأخال وجودهم معي .. هنا
لم تغب .. ولم ترحل ..
لم تكن هنا .. يوماً
كي أودعك ..
سيدي ..
تحيــاتي
غـرور أنثــى
المفضلات