يسيران ميتين في أحد الشوارع في صيف قائظ أنه تموز معذب المقابر مساكين الموتى يعانون ألالام مبرحه كما يقول بودلير يمشيان بخطوات متوازيه لا يلتفت أحدهم للاخر وقد خرجت أعينهم من محاجرها حليقين الرئس
هزيلين كغاندي لكنهم لا ينون السلام فمن حدقتهم المكسورة يسطع ضوء الحرب والغضب سأل الاول الثاني
أيها الصديق أرأيت حلما البارحه؟
فأجابه لا وكيف لي أن أرى أحلاما وقد تعفن دماغي
من حسن حظي أن لاتزعجني الاحلام كما تزعج الاحياء
فأنا أنام في هوة معتمة
مساكين قالها الثاني هازئا
عندما كنت حيا جربت كل الأحلام
حلمت بالحب بالطموح بالرقي فأزعجني عدم تحيقيها
حلمت بكوابيس عديده فأزعجتني أيضا
ففضلت النوم صاحيا
أليست فكرة جيده يا صديقي ؟
سوف أعمم الفكرة على كل زائر جديد
لكن توقف
سمعتك البارحه تفتت التراب من حولك وتصرخ
ماذا حدث لك
اعتقدت أن مرض الصرع قد زارك مجددا بعد موتك
فقهقه عاليا
أجابه الاول لا كنت أرى حلما أزعجني
ماذا صرخ الثاني بصوت عالي
سمعت بكاء أمرأتي يأتي من بعيد
يناديني بصوت غير واضح
لم أكن أسمع جيدا
كون أذني قد ملأها التراب
وأسمع صوت أولادي وهم يضحكون ويلعبون
أعرف أنهم الان قد كبروا
لكني أسمع ضحكهم من بعيد
ويقترب صوت أمرأتي وأولادي
حتى أحسستهم فوق قبري يستقرون
فضحك الثاني بصوت عالي وساخر
ماذا بك يا كناس الجماجم المشؤؤم مابك تضحك كأنك سكران
كان صوت الأول حزين مخلوط بالأسى
فأجابه الثاني
أيها اللعين
أن هناك كلبه هي وجرائها يتجولان ليللا حول قبورنا
ماذا؟
لا أصدق ماتقول قال الاول
لكن الثاني الالتفت للاول وربت على كتفه وقال
للأسف ياصديقي فأن الموتى لا يرون أحلاما
المفضلات