الفيلم يرتكز على ثلاث محاور وهو السيناريو ، ثم الأخراج يخرج السيناريو من الورق إلى الشاشة ، وأخيرا ً الممثل الذي يمثل نقطة التقاء السيناريو بالأخراج بشخصه وأدائه.
السيناريو لا يشترط أن يكون راقيا ً أو تافها ً لكي يكون رائعا ً ، فكما استمتعنا " بذهب مع الريح " "Gone with the Wind " و" صمت الحملان " " The Silence Of The Lambs " و" العراب " " The Godfather "فإننا أيضا ً استمتعنا " بمستودع الكلاب " " Reservoir Dogs " و" Pulp Fiction " و" لباوسكي الكبير " " The Big Lebowski " وربما أكثر.
السيناريوهات لا تخرج عنها أصلي ومقتبس حتى أن بعضهم يعتبر الأفلام المعادة للأنتاج ( الريميك ) يعتبرها سناريو مفتبس مع أنني أنا لا اعتبر ذلك وأكبر دليل على ذلك هو " الوجه ذو الندبة " " SCARFACE " كان إعادة أنتاج مع الحفاظ على الاسم فقط.
يبقى موضوع التفضيل
فقط هذه هي حسنة السينارو الأصلي التي في نظري تفوقه على المقتبس ، السيناريو الأصلي تضمة مه القصص والروايات الموجودة في المكتبة كرواية جديدة أو قصة جديدة ، أما المقتبس فكأنه أعاد صياغة أقتباسة بشكل جديد ، فكأنه لم يأتي بجديد ، أنا لا أقصد أنه لا يوجد أبداعا ً فيها بل على العكس والأمثلة التي سرتها هي أكبر دليل على ذلك ، لكن هذا هو الشيء الوحيد الذي يميز الأصلي عن المقتبس ، الأصلي يقدم شيء جديد كليا ً ، أما المقتبس فأنه يقدم القديم بشكل جديد فيصبح للقديم شكلان ، لكن لا يبدع في هذا ولا ذاك إلا القليل.
ما يميز السيناريو المقتبس عن الأصلي سهولة إيجاد مادته وكتابته على عكس الأصلي الذي يواجه صعوبة في ذلك ، التفاوت بين النصوص الاصلية تجده كبيرا ً على عكس المقتبسة تجده طفيفا ً ، كثيرا ً من الكتاب يستخدمون السيناريو المقتبس لسهولته ولكن القليل من يبرع في ذلك مثل ديفيد لي في" لورنس العرب " " Lawrence of Arabia " وفرانسيس فورد كوبلا في " دراكولا " " Dracula " و مارتين سكورسيزي في " الثور الهائج " " Raging Bull ".
أما السيناريو الأصلي فالقلائل الذين يبرعون فيه ابداعاتهم تتنافس فيما بينها كتشارلي تشابلن في " الأزمنة الحديثة " " Modern Times " و " الدكتاتور الأعظم " " The Great Dictator " وكوانتين تارنتينو في " Pulp Fiction " و " مستودع الكلاب " Reservoir Dogs " وغيرهما الكثير.
في نهاية القول:-
قد لا تكون الأفلام المصنوعة من سيناريوهات أصلية مكتوبة للفيلم تحمل عمقا فكريا, ولكنها على الأقل تقدم سينما ممتعة لا مثيل لها, وقد يكون فيلما واحد من هذه الأفلام مدرسة سينمائية لا مثيل لها كما حصل مع فريدريكو فيلليني وترانتينو وودي آلان, فأغلب المخرجين والكتاب يحاولون مضاهاتهم ولكن .. ( ماذا يحصل للنجوم عند قربها من القمر؟ )
و قد لا يتيح السيناريو المقتبس إبداعا بصريا في لغة السينما لمحدوديته. ولكنه بالمقابل يقدم عمقا فكريا لكل من أردا نزهة فكرية في رياض السينما. ولكن هذا لا يمنع كبار العباقرة من المخرجين أن يطوعوا السيناريو لقدراتهم الإخراجية, ففيلم ( طفلة المليون دولار ) قدم فيه كلينت إيستوود إبداعا بصريا رائعا في استخدام الإضاءة الخافتة والسطوع وما إلى ذلك من الأمور التي منحت الفيلم عمقا ودفئا ليحتضن جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ومخرج
والشكر موصول للجميع .........، والسلام ليس الختام
اخوكم جرورماكي
المفضلات