الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 39
  1. #1

    267- الخداع البرئ - لـ جودي ترنر -رويات عبير الجديدة


    لتحميل كافة الرواية ,

    من (19) فصل


    كانت فنسيـا حزينة جداً , وكان الجميع يهتمون بها فقط من أجل ثروتها.
    هربت فانسيـا إلى لندن متنكرة بملابس رجل , وفي الطريق ,
    التقت بشاب نبيل فاتن , جيروم هاركورت ’ الذي يبحث
    عن زوجة غنية , ومن باب الحذر , أخفت عنه هويتها
    الحقيقة , وبسرعة وقعت فانسيـا في حبه , لكن هذه الكذبه
    أوقعتها في مواقف محرجة . . .


    (( اذا شفت تشجيع راح اكملها )))
    _ 1 _
    *****************************



    (( لو كان الامر يعود لي انا فقط , فأني سأسمح لك به بكل سرور ,
    فانسيـا , ولكن السيد فريدريك تالبوت هو الوصي عليك , وهو لا
    يريد سماع شيئ , ويقول بأنه عندما تبلغين الثامنة عشرة
    من عمرك سيصطحبك الى لندن , انه سيفعل كل
    ما هو مناسب,ولكن ليس قبل ذلك, حقاً يا عزيزتي,
    لا تنظري الي هكذا , لاني لا أستطيع ان اجعله يغير رأية )).
    ولكن الآ نسة فانسيـا باسكوب ظلت تنظر الى خالتها بغضب ,
    وكانت فانسيـا تربط شعرها الاشقر بشريطة بيضاء وترتدي
    ثوباً من الساتان وتنتعل حذاءً من الساتان ايضاً مستورد من
    فرنسا, الغضب البادي على وجهها الجميل .
    (( قولي له بأنني اصبحت بالغـة وانني اقرب الى السن الثامنة عشرة
    من سن السابعة عشرة , وقولي له بأنني سأموت من الممل في الريف,
    وليس لدي سوى ابنة خالتي , قولي له... قولي له انني سأذهب الى هناك)) .
    التفت خالتها نانسي الى الفتاة التي تجلس بقربها, وكانت الفتاة في العشرين
    من عمرها, والتي وضعت الكتاب من يدها ونهضت واقتربت من فانسيـا .
    (( فلنتكلم بجدية اكثر, ياابنة خالتي, انت تعلمين ان والدتي تقول الحقيقة,
    فهي لا تستطيع اقناع السيد تالبوت بالسماح لك بالذهاب
    الى عرافتك, تكوني متعقلة قليلاً )).
    (( رودا ياعزيزتي رودا, ليس من العدل ان انتظر الى حين بلوغي الثامنة عشرة,
    فأنا قد ذهبت الى سهرات كثيرة هنا, والى حفل خطوبة اونيل,والى حفلة
    باميلا التنكرية, وعدة شبان عاملوني باستخفاف والجميع
    يجدون انني صغيرة جداً )).
    (( هيا,فانسيـااليس هذا صحيحاً؟ لقد اخبرتني بنفسك ان رفيق باميلا قال بأنه
    لم يكن يعلم بأنه يسمح للاطفال بحضور هذه الحفلات,والا لكان احضر
    ابنة عمه الصغيرة التي لا تبلغ العاشرة من عمرها)).
    (( هيروم هاركورت كان منزعجاً .لاأننا نثرثر كثيراً,وكان يريد الاحتفاظ
    بباميلا, لنفسه, انه فظ وأنا لا افهم لماذا تريد باميلا الزواج منه )).
    (( انه رجل جميل وملئ بالسحر )).
    (( انا لاجده ساحراً انه ....)).
    (( لقد سبق واخبرتنا برأيك, اسمعي فانسيـا ,لقد قلت انك احببت سهرات
    الريف هذه, اذن لماذا لا تستغليها ايضاً,قبل رحيلك الى العاصمة؟)).
    (( هذه الفرصة لن تتكرر وانا لا اريد ان أفوتها؟ فعرفتي لن تدعوني مره
    ثانية اذا لم أذهب هذه المره, وانا لا ارغب ابداً ان اقدم عن طريق آل تالبوت,
    انهم بخلاء, ويريدون ان يؤخرو دخولي الى السنة القادمة فقط من
    أجل اسبابهم الانانية)).
    (( قد يكون صحيحاً,ولكن لماذا تعتقدين ان آل تالبوت لا يتركونك
    تذهبين الى منزل اللايدي هاريسون ؟)).
    (( لان ابنتهم المعكوفة الانف يجب ان تقدم في السنة القادمة,ويعتقدون
    انهم يوفرون المال بتركها تستغل حفلاتي , بعد كل شئ , ان اموالي هي
    التي تغطي نفقات الحفلات, وليست اموال تالبوت)).
    (( هيا فانسـا, هذا ليس لطيفاً)) قالت لها خالتها معترضة.
    (( كما وانهم يتمنون ان تتمكن ابنتهم من التاثير علي عندما اقيم عندهم لمدة شهر)).
    (( اذا طلبك الكابتن تالبوت للزواج, ستكونين حرة في الرفض)) قالت لها خالتها.
    ((واذا عاش تحت نمفس السقف معك خلال الشهر, واذا اصر على الزواج منك,
    سيكون بطلاً وانت ستكونين فخورة بالزواج منه)) اضافت رودا ممازحة.
    (( انا افهم ماتعنينه, ولكن بعض الرجال يتزوجن فقط بسبب الوضع
    المالي, والجميع وللاسف يعرفون انني ثرية جداً )).
    (( فانسيـاو ماهذه الوقاحة..)) صرخت خالتها.
    (( ليس هذا هو كل شيئ)) قاطعت رودا ولدتها
    (( هناك سبب آخر لدى السيد تالبوت من اجل الرفض, اشرحيلها يأمي )).
    ((حسناً يابنتي, السيد تالبوت والسيدة هاريسون في وضع سيئ منذ زواجها
    من افارارد هاريسون, ولهذا السبب رأت انه من غير الائق مقابلاتك لها
    بشكل مباشر وكان من الطبيعي ان اطالب موافقة الوصي عليك, فاجابني
    فوراً بانك يجب ان ترفضي,ةان يعرفك هو بنفسه على اللايدي هاريسون))
    (( لم اكن اعلم)) همست فانسيـاو ووقفت امام النافذة.
    (( ارأيت الآن, اننا لا نستطيع ان نفعل شيئاً)) قالت خالتها
    ثم انضمت الى فانسيـا (( يا الهي, الطقس ردئ جداً, وقد يتساقط الثلج )).
    (( انتِ محقة يا خالتي )) اجابتها فانسيـا بحزن
    (( سأصعد الى غرفتي واكتب للسيدة هاريسون, ولكن ايضاً للسيد تالبوت
    لاخبره بما أفكر به, تم سأرتدي معطفي واذهب لايداع الرسائل في
    بريد القرية, اتريدين مرافقتي رودا؟)).
    (( لا شكراً, فاطقس بارد جداً, وانا اريد ان انهي القبعة التي تتناسب
    مع ثوبي,فنحن مدعوون لسهرة مساء الثلاثاء القادم, وبما ان السيد تالبوي
    قد عاد من نيو كاستل, فأتمنى , ان يكون رفيقي في الرقص)).
    وكان السيد تالبوي خطيب رودا, وهو شاب محرتم وصاحب ثروة لا بأس بها.
    (( انا سعيدة لتعقلك فانسيـا فهذا يعني انك قطعتِ مرحلة الطفولة)).
    (( بدون شك, وانا لا اريد ان أكون صعبة, ولكن ...)).
    (( ولكنك لا تستطيعين)) قاطعتها رودا مبتسمة, (( فانا لا ازال اذكر عندما
    كنت في السابعة عشرة من عمري كان الريف يشعرني بالمملل المميت,آه,
    لدي فكرة قبل رحيله اخبرني السيد تالبوي انه سيصطحب معه ابن عمه
    يكبرك بعامين تقريباً, اتقبلين ان يأتي الحفلة وان يكون فارسك؟)).
    (( سيكون هذا رائعاً )) اجابتها فانسيـا.
    سرت رودا وكانت تعتقد ان الجميع يعتبرون خطيبها افضل منها.
    وبعد ساعة لو رأت رودا تللك القامة المتجهة نحو الأسطبل لاعتقدت
    ان فانسيـا ذاهبة الى مركز بريد القرية.
    لكنها لو رأت فانسيـا ترتدي ملابس شارلي موردريد وتضع في حزامها كل
    اموال خالتها الخاصة بمصروف الشهر القادم, لكانت اصيبت بالرعب
    والهلع, ولكنها لم تكن قلقة على فانسيـا, ولم تصعد الى غرفتها قبل عدة
    ساعات ولم تدري ان فانسيـا اتجهت الى لندن.
    كان جيروم هاركورت يتناول فطوره في قصر هاركورت وهو بمزاج
    سيئ, ويتأمل النافذة.
    (( انظر الى السماء, لن يمكننا الذاهب الى الصيد اذا تساقط الثلج, هل
    وصلني بريد اليوم, مانسنغ؟))
    ووضح(( هل تعاني من صداع سيدي؟)) سأله الخادم مانسنخ الذي يعمل
    منذ مدة طويلة في القصر, والذي اصبح كفرد من العائلة, وناوله رسالة.
    (( نعم, ياله من مشهد تسببت يه والدتي عند وصولي ليلة امس, انه شيئ
    يدف المراء للشرب كثيراً, انها تظن حقاً ان الأنسة كورتني, ورقة
    رابحة, وان ما كان سيحصل لو لم يحكم والدها على هذا الأرتباط...)).
    ((انا افهم قلق السيدة هاركورت, سيدي ان سعادتك..)).
    اخر تعديل كان بواسطة » Aisha-Mizuhara في يوم » 18-10-2012 عند الساعة » 16:40
    0


  2. ...

  3. #2
    _2_

    ******************************




    ((آه سعادتي, انها تتهمني بأنني أفسد حظي بالزواج, بالتلاعب مع فتاة صغيرة ...

    وأخيراً تركتني اغرق همومي بلكونياك الذي تركه والدي للمناسبات

    الكبيرة, هذه الرسالة من عمي السير توماس ريمنغتون..))

    وقرأها بسرعة ثم نهض ونظر الى النافذة من جديد.

    (( ما رأيك باطقس, مانسنغ؟ هذه رسالة مهمة جداً, كم نحتاج

    من الوقت لكي نرحل من هنا؟)).

    (( ساعتين تقريباً, ولكن لماذا انت مستعجل على السفر بسرعة؟)).

    (( بسبب هذه الرسالة, فالسير توماس يخبرني انه مظطر لاستقبال ابنة

    زوجته بالعمودية, ماتيلدا راندولف, في لندن, لديها ولد عجوز وليس

    لها ولدة, فعمي وعمتي اقترحا ان يقموما مكان ولديها في

    موسمها الاول, وهي غنية جداً كونها الابنة الوحيدة)).

    (( ويردي عمك ان تعود الى العاصمة؟)).

    (( نعم, ومن المؤكد انها بشعة وبشكل مخيف, وهو يتمنى بلطبع, ان

    اكسب قلبها , وثروتها)).

    (( كيف يعتقد عمك انك ستتمكن من اغرائها؟ وعامة, الاباء لا يهتمون بسحرك)).

    (( يبدو ان هذا الوالد يعبد ابنته, ويعتقد عمي انني سأتمكن من جعلها تقع

    في غرامي, وسيقبل والدها بزواجها))

    (( بهذه الحالة, ستتخلى عن اللعب, وعن سباقات الخيول , وعن عشيقات ...)).

    (( الم تلاحظ انني بدأت بذالك, والفاتنة دينا وجدت رجلاً اخر لحمايتها, وهذ

    ا مايجعلني حزين للافتراق عنها, ولكننا كنا معاً منذ عدة أشهر ..

    اسمع, مانسنغ اذا تمكنت من اغراء تللك الوريثة, فأني سأرتب كل

    شيئ, كنت سعيداً هنا, وانت ايضاً, عندما كان والدي لا يزال على قيد

    الحياة, واخي الكبير فيليب, اتذكر ذلك؟ كان القصر يعج بالخدم, وكان

    الجميع سعداء, حتى المزارعين, بالامكان البداء من جديد ....

    هيا, اسرع يا صديقي , واعد حقائبنا)).

    وخرج جيروم وهو مطأطأ الرأس, فأصدتم بوالدنه في المدخل.

    (( جيروم انتبه, الى اين انت ذاهب دون ان تنظر امامك؟)).

    وكانت دميتريا هاركورت سيدة جميلة, ومنذ سنوات كانت قد وقعت على

    بياض على هذا المنزل, ولكي تدفع تكاليف لذاتها ولذة ابنها الكبير

    فيليب الذي كانت تعبده, وبعد وفاة هذا الاخير في حادث صيد, وكان جيروم

    يبلغ الربعة عشرة من عمره فقط, وأصبح هو الوريث, ففهمت انه يجب عليها

    اما ان تقلل من النفقات او ان لا تترك لولدها سوى الديون, وببرود اختارت

    الحل الثاني, ةمنذ ثلالث سنوات اخبرها جيروم ومحاميه انها

    مضطرة للانفاق من مالها الخاص في المستقبل.

    ولهذا السبب اخذت تبحث لجيروم عن زوجة غنية.

    (( عفواً, ديمتريا كنت ساهياً, وسأسافر الى لندن بعد قليل)).

    وكانت منذ مدة طويلة قد توسلت اليه ان لا يناديها ماما, فهذا يشعرها بلشيخوخه,

    وهكذ كان جيروم يناديها باسمها دائماً الا عندما كان يسعى لاغضابها.

    (( الى لندن؟ كنت اعتقد انه بعد فشلك الذريع ستـ ...))

    (( نعم انا اعلم ماما, لا يجب علي ان ادع الآنسة كورتني وثروتها تفلتان

    من يداي, لقد اخبرتني مساء امس بذلك, ولكني احترم واجباتي العائلية, وانا

    ذاهب الى لندن لان عمي السير توماس وزوجته يستقبلان الفتاة ...))

    (( آه, هل هي الآنسة راندولف؟))

    (( يالفعل, لكن كيف ...؟))

    (( انا احاول ان اعرف كل شيئ عن , الوارثات يابني, سأرفقك, انا

    متأكدة ان ماريا العزيزة تريد ذلك)).

    (( يا الهي ,لا, بوجودك ...)).

    (( جيروم, يكفي ماحصل عندما تركتك وحدك مع الآنسى كورتيني, وقبل ذلك

    مع الآنسة سيرافيا كوبلاند, ومع الآنسة انابل و ...

    واذا لم اتدخل سيقال عنك انك تسعى وراء ثروة العازبات

    الوارثات دون لن تنجح في ذلك)).

    (( آه, يا الهي’ ارى انني لن استطيع منعك من الذهاب الى العاصمة

    ولكن ليس برفقتي, لانني سأذهب على الحصان بعد ساعة فقط.

    (( مستحيل, لا يمكني السفر الآن يلزمني يومان سألحق بك اذا تركت لي مانسنغ)).

    (( حسناً, ولكن الثلج سيجعل السفر صعباً’ وانتِ تكرهين الثلج))

    (( من اجلك انت جيروم, انا مستعدة لكل شيئ)).

    انطلق جيروم في رحلته وحده, وعندما رأى الغيوم المتلبدة فكر

    بالعودة الى منزله, لكنه خشي ان تقرر والدته مرافقته وهكذا سيكون مضطراً

    للتأخر اكثر, فتابع سيره نحو الجنوب, وسلك طريقاً فرعية, ومع غروب

    الشمس هب هواء قوي, فقرر البحث عن فندق في هذه المنطقة.

    وازدادت قوة الهواء ولكن جيروم قاوم’ واخذ يحث جواده على الاستمرار

    في السير, وفجاة لمح فارساً على جواده يسير ببطء تحت الثلج المتساقط

    بغزارة فحث جواده على اللحاق بهذا الفارس المجهول ليأله عن اقرب فندق.

    وعندما اقتربت المسافة بينهما, التفت الفارس المجهول الى الوراء , وبدل

    ان يتوقف لكز جواده وتابع سيره, ناده جيروم ونكز حصلنه ايضاً للفارس

    وتوقف , لكن الفارس المجهول لم يجبه وتابع سيره.

    تفاجا جيروم بتصرف هذا المجهول وتبعه غاضباً, ثم امسك بزمام حصانه, وهكذا

    وقع الحادث, وتعثر الحصان ووقع الفارس المجهول في حفرة عميقة مليئة بالثلوج.

    حاولت فانسيـا ان تتعلق بأي شي لتخرج من هذه الحفرة, وخافت من هذا

    الرجل, وتساءلت ايكون لصاً ام مجرماً, ام انه مرسل من قبل خالتها نانسي

    لكي يعيدها يالقوة الى باكسومب هال.

    قفز جيروم عن فرسه, واقترب منها.

    (( لماذا خفت مني؟ كنت اريد فقط ان أسألك عن اقرب فندق,

    انا لست لصاً, دعني اساعدك, فقد تكون اصبت بكسور.

    ثم ابتسم, وساعد فانسيـا باصعود, وللاسف لا مست يداه المنطقة الاكثر دغدغة

    في جسمها, فضحكت وهو يساعدها في وضع اقدامها على الارض الصلبة.

    كانت دهشته كبيرة عندما لاحظ انها ليست رجلاً.

    (( عفواً سيدتي, اعتقدت انك ...انك...)).

    واخذ يتأمل قامتها, وكانت قبعتها وقعت على الارض وظهر شعرها الطويل,

    لكنه ظل يتأمل ملابسها وحذائها الذي استعارته من ابن خالتها شارلي
    0

  4. #3

    غمزه

    شكـــــــــرا على الروايــــــة
    الحلــــــوووةasian asian

    وفي انتظـــــــــار التكمـــلة

    ^^
    عفواً .. اذا كان لديكم اي استفسار خاص بقسم التوون بشكل عام والمانجا توون بشكل خاص برجاء وضعه
    هنـا وسيتم تجاهل اي رسائل من هذا النوع
    0

  5. #4
    شكرا أختي على الرواية الرائعة
    و ننتظر التكملة
    شكرا للاخ Arcando على الاهداء الروعةهنا

    شكرا أختي Hill of itachi على أروع اهداء
    attachment

    أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
    إذا انتهكت محارمنا
    إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
    إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
    إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
    فأخبرني متى تغضبْ؟
    0

  6. #5
    واااااااااااااااااااو


    خطيييييييرة الرواية !

    انتظر التكملة بفارغ الصبر

    شكرا ليلة بحر smile
    0

  7. #6
    ألف شكر لكم جميعاً وراح اكملها واذا شفت تشجيع عندي روايات كثير وراح انزلها

    اكمـــــــــل

    . _3_

    ***********************



    وتأملت فانسيـا الرجل بدورها, وظهرت الدهشة على وجهها, انه جيروم

    هاركورت نفسه, الذي كان يراقص باميلا, والذي سخر من صغر سنها

    لحضورها تلك الحفلة لكنه يبدو انه لم يتعرف عليها.

    (( فتاة تتنكر بزي صبي, ولكن شعرك ...))

    ثم تناول قبعتها واعادها الى رأسها, لاحظت فانسيـا جوادها قد اختفى فركضت

    الى الخلف الاشجار تبحث عنه وتنادية, لكنها لم تجده ورجعت غاضبة.

    (( ايها الغبي , انظر ماذا فعلت, لقد هرب حصاني, ومعه حقيبتي التي تحتوي

    على كل ما املكه, لا تبق هكذا, اذهب وابحث عنه الا تسمعني؟)).

    (( ابحث عنه؟ لا يمكني ان اخاطر بحصاني على ارض مجهولة مطموره

    بالثلوج, ولو كنت مكانك لحافظت على امكانياتي المتاحة لي, فأنا وسيلتك

    الوحيدة فأرجوك, القليل من الأدب لو سمحتِ )).

    فدفعته فانسيـا عنها واخذت تركض وتصرخ منادية على حصانها بادن, ثم

    سمعت خلفها ضجة وفجاة وجدته يحملها ويضعها امامه على حصانه الاسود.

    (( ايتها الغبية, ماذا سأفعل لو كسرت رجلك هنا؟ لقد اصبح بادن بعيداً جداً,

    وانا اعتقد لنك هاربه,اذن قولي لي الحقيقة لو سمحتِ؟ اريد ان اعيدك

    الى الهلك بأسرع وقت ممكن,لابد انهم قلقون عليك, ولا اريد نقاشاً)).

    وكان يمسكها بين ذراعيه بحزم, فاحست فجاة بأنها صغيرة جداً, وضعيفة

    وتائهة, فسالت دموعها على وجهها بمراره.

    (( انا .. انا ليس لدي اهل , اعيش مع خالتي, ولدي وصي علي وهو عجوز

    لئيم بخيل, يدفع لخاتي لكي تهتم بي لانه لا يستطيع تحملي, وافضل الموت

    على ان اعود الى هناك)).

    (( يا الهي , ولكن دعي هذا جانباً, الى اين كنتِ ذاهبة؟))

    (( الى معمدتي, في لندن , لقد دعتني لقضاء الموسم عندها, ولكن الوصي

    علي منعني, ولهذا السبب هربت)).

    (( وما اسم معمدتك؟)).

    (( وماذا يعنيك انت من كل هذا ؟ اتريد ترغمني على العودة الى المنزل؟

    لن اعود ولن اقول لك شيئاً , انا . . . أنا ...)) واجهشت بالبكاء.

    (( كفى, لن ينفع البكاء, سأضعك في عربة المسافرين الى العاصمة , وسأدفع

    اجرة نقلك, وانا نفسي ذاهب ايضاً الى العاصمة, وسأعيدك الى اهلك بنفسي,

    ولا تفكري انني سأتركك وحدك في المدينة يبدو لي انك نشأت في بيئة جيدة,

    ولا تدركين الاخطار التي قد تواجهك في لندن, هيا اذن

    واعطيني اسم وعنون معمدتك)).

    انها الايدي هاريسون, زوجة السير ايفارارد, ويسكنان في شارع جورج)).

    (( حسناً وانت؟ ماسمك؟ واعدك ان لا ارغمك على العودة الى اهلك قبل

    ان تتغير الظروف جذرياً)).



    (( اية . . . انا . . . فيولا توريس )) .

    (( وانا جيروم هاركوت , واتساءل ماذا سيكون موقف اللايدي هاريسون

    عندما تراك , وبعد كل شي , لقد رفض السماح لك و . . . )) .

    (( لا )) صرخت فانيسا وابتسمت لاول مرة اللايدي هاريسون لاتعلم

    شيئاً لان الوصي علي يكرهها وهما لا يتكلمان معاً , وهو يعتقد انني

    كتبت اليها لكي ارفض )) .

    (( آه , يالك من مخادعة , اذن سأرافقك إلى لندن , هيا اني ارى منازل امامنا ,

    آمل ان نجد لنا مكاناً في الفندق , فأنا سأموت من البرد والجوع )) .

    وكان الفندق مضاءً والنار مشتعلة في الموقد .

    (( آنسة نوريس , الافضل ان نقول انك ابنة عمي , وسأناديك ... اوليفر ...

    ايمكنك الاجابه عندما اناديك اوليفر ؟ )) .

    هزت فانيسا رأسها فاستقبلتهما صاحبة الفندق وقادتهما نحو السلم .
    0

  8. #7
    (( اتريدان غرفة ؟ بامكاني ان امنحكما افضل غرفة في الفندق , ورغم

    اننا بعيدون عن الطريق العام , الا ان الفندق مليء بالنزلاء )) .

    (( الا يمكنك تأمين غرفتين لنا ؟ )) سألها جيروم

    (( لان ابن عمي يتكلم كثيراً وهو نائم )) .

    (( آسفة سيدي , ولكن اذا اردت بامكان ابن عمك ان ينام مع ابني في غرفته )) .


    نظرت اليه فانيسا وقد عقدت حاجبيها .

    (( لا . لا بأس سأضع القطن في اذني )) ونظر بمكر الى فانيسا .

    رافقتهما السيدة الى غرفتهما فطلب جيروم ان تؤمن له الماء الساخن

    بسرعة , وبعد خروجها تأملت فانيسا الغرفة .

    (( ياإلهي , سرير كبير واحد , يجب عليك ان تنام على الارض , بامكاني

    ان اتابع رحلتي , اذا اعارتني صاحبة الفندق حصاناً ولكن . . . )) .


    قاطعها جيروم وفتح حقيبته وناولها فرشاة شعر .

    (( هيا سرحي شعرك , واغسلي وجهك قبل ان ننزل لتناول العشاء )) .

    فأذخت فانيسا تسرح شعرها بهدوء , فغضب جيروم وتناول الفرشاة من

    يدها , ووقف خلفها يسرح شعرها بعنف وبدون رحمة .


    (( كفى , آي , بامكاني ان اسرحه بنفسي )) .

    (( لايمكنني ان اترك العشاء يبرد , بينما انت ستقضين ثلاثة ساعات في تسريح

    شعرك , هيا لاتتحركي , والا سأستعمل هذه الفرشاة على مكان آخر من جسدك

    وسأجعلك تشتكين حقاً )) .

    وبعد قليل دخلت الخادمه ووضعت الماء الساخن على الطاولة , واخبرتهم

    ا ان العشاء سيكون جاهزاً بعد ربع ساعة .

    (( كان يجب ان نقفل الباب )) قال لها جيروم , ثم تأملها قليلاً .

    (( حسناً هيا بنا الآن لنتناول العشاء )) .

    كان العشاء لذيذاً , وكان يجلس قربهما طبيب من الريف , ومزارعان مسنان ,

    وبعد تناول العشاء طلب جيروم كأسين من البانش , فشرب كأسه وكأس فانيسا

    , واصبح بمزاج مرح , ولم يصعدا الى غرفتهما الا بعد ان نام الجميع .

    (( يا الهي , هذه الغرفة باردة جداً واخذ يخلع ملابسه .

    (( هيا اخلعي حذاءك ومعطفك ونامي )) .

    (( ماذا تفعل ؟ اتريدني ان انام على هذه الكنبة ؟ )) .

    تمدد جيروم على السرير ووضع شرشفاً بالطول في وسط السرير .

    (( طبعاً لا , سننام معاً على هذا السرير لاتخافي سأحترم هذا الحاجز , ولن اتخطاه )) .

    تأملت فانيسا الكنبة الصغيرة , ولم تشعر بالرغبة في النوم عليها, خلعت معطفها

    وبوطها, وصعدت الى لسرير, وسحبت الغطاء حتى ذقتها , وعندما فك

    جيروم ازرار قميصة وظهر صدره العاري , نظرت اليه فانسيـا بذهول.

    (( لا تخافي)) قال لها بسخرية

    (( لن اطلب منك ان تفعلي مثلي, فهذا القميص الوحيد , ولا اريده ان يتجعد)).

    (( يبدو لي أنك لست بحاجة لقميص مع كل هذا ...))

    (( هذا الشعر على صدري ؟)) ثم تمدد على السرير وانحنى فوق الحاجز

    الذي وضعه (( والآن قولي لي انك آسفة وقبليني )).

    (( لن أعتذر ولن اقبلك واذا تجرأت ...))

    (( آه , اهذا تحدى ؟ )) ثم ضمها اليه بيديه القويتين , واطبق شفتيه على شفتيها.

    حاولت فانسيـا ان تتخلص منه, لكنه كان قوياً جداً, وعندما احست بشفتيه, شعرت

    برغبة غريبة وتمنت لو تبادله القبلة لكن هذا جنون فأخذت تقاومه الى ان تركها.

    (( انا آسف, لقد شربت الكثير من البانش , هيا , نامي الىن, لادعي للقلق, فأنا

    انفر من ذوات الشعر الاحمر تصبحين على خير, ايتها القطة الصغيرة)).

    ثم ادار ظهره وغط بسرعة بنوم عميق, وظلت فانسيـا تنتظر النعاس, ولكنها

    لم تتمكن من النوم, واخذت تفكر بهذا الوضع, الغريب ؟ وكيف ستكون ردة

    فعل رودا ؟ اما الوصي عليها وزوجتة, فسيقولان انهما كانا يتوقعان ذلك,

    وسيرغمان جيروم على الزواج منها لانقاذ سمعتها, انتفضت فانسيـا لهذه

    الفكرة, وجيروم المسكين, سيعاقب على طيبته.

    واذا ارغمت على الزواج, من سيهتم اذا كانت سعيدة ام لا ؟

    لقد مضت اربعة سنوات على وفاة ولديها, وقضت سنة كامله عند آل تالبوت, وكانت

    تكرههم, وتأسف على الحياة في باسكومب هال وعلى ولديها, واخيراً قرر

    السيد تالبوت ان تقيم العمة نانسي بذالك واعتقدت ان عمتها تهتم بها بدافع

    المحبة, لكنها غضبت كثيراً عندما علمت ان السيد فريدريك تالبوت يدفع لها

    المال لكي تربي فانسيا. _
    0

  9. #8
    -4-
    ***************************



    وادركت فيما بعد ان عمتها وابنتها رودا وابنهما شارلي قبلوا بالعيش معها من اجل

    المال الذي يحصلون عليه, وفكرت وهي مستلقية على الجانب الايسر من السرير

    بانها اذا ادخلتها معمدتها في العالم الكبير, فهي لن تكون متقدمة جداً وهي

    لا تعلم اذا كان الرجال الذين تقدموا للزواج منها يحبونها لشخصها ام يحبون ثروتها.


    هذا كثير, واحست باليأس وخبأت وجهها تحت الوسادة واجهشت بالبكاء.

    وفجاة احست بيدين ترفعانها, ووجدت نفسها بين ذراعي جيروم يحاول

    تهدأتها, فرفعت رأسها نحوه, وقررت ان لا تخبره شيئاً.

    (( لماذا)) سألها بحنان وهو يداعب شعرها (( فأنتِ ذاهبة الى اللايدي هاريسون,

    وستتسلين كثيراً, وثم ستتزوجين دوقاً او امير تعيشين معه بسعادة وتنجبين

    اطفالاً جميلين)).

    (( لا اريد الذهاب الى معمدتي, فهي لم تدعوني الا من اجل اغاظة الوصي

    علي, اريد البقاء مع احد ... احد يرديني لنفسي )).


    واسندت رأسها الى صدره بيأس كبير, فأحس جيروم بدقات قلبها, وبدفء هذا

    الجسد الصغير الذي يستند اليه وبرائحة هذا الشعر الاحمر الذي يشعره بالدوار.

    فقبل خدها المشتعل, ثم قرب شفتيه من شفتيها, واحست بانها امام رجل شريف

    يحاول ان يوايسيها, وكانت تعتقد انه سيكتفي بضمها وبتقبيلها, ولكن الحقيقة

    المختلفة جداً, وهذ الحقيقة يعرفها جيروم جيداً, ويعرف انها امرأة كاملة, رغم

    انها ترتدي ملابس رجل, ويجب ان يتوقف في الوقت المناسب فدفعها عنه بهدوء.

    (( اتشعرين بتحسن ؟ هيا, يجب ان تنامي, امامنا غداً طريق طويلة وشاقة)).

    فابتعدت عنه واحست بالاسترخاء, والنعاس, ورمت برأسها على الوسادة

    وعندما اغمضت عينيها همست

    (( جيروم)).

    (( نعم)).

    (( كنت اعتقد انك تنفر من ذوات الشعر الاحمر)).

    (( في الليل, كل القطط تتشابه, نامي, فيولا)) ثم ضحك.


    استيقضت فانسيـا ولاحظة ان راسها يتند على شيئ دافئ, لم تكن ترغب في ان

    تنهض لا نها كانت تشعر بانها سعيدة, وسمعت تنفساً عميقاً وهواء فاتراً على شعرها.

    فتحت عيونها بصعوبة وكاد قلبها يتوقف انها تنام بين ذراعي جيروم وأسها على

    صدره العاري ...وتذكرت الحاجز الذي وضعه جيروم لها, وشعرت بالعار,لكنها

    لم تستطع لن تمنع نفسها من الابتسام, لقد نجح جيروم في ازالة قلقها ومخاوفها,

    ولكن هل هذا حقيقي ؟ انه نفس ذلك الفاتن الذي احتقرها في حفلة باميلا بسبب

    صغر سنها, واخذت تتأمل وجهه انه فاتن جداً, اكان صاحياً ام نائماً لقد وقعت

    في الغرام, تمتت فانسيـا ولكنه في الثلاثين من عمره تقريباً, وصاحب

    مغامرات عديدة, ولست فقط احبه, بل اشاركه الفراش.

    فأرادت النهوض, وبنفس اللحظو فتح جيروم عينيه ببطء وابتسم لها بحنان, فابتسمت

    له وهي ترتعش, وتذكرت قبلاته, فهي لا تعلم جيداً ماذا يدور بين الرجل والمرأة

    في السرير, ولكنه فجاة فتح عينيه جيداً وابعدها عنه.

    (( لماذا ايقضتني الآن, لا بد ان الوقت لا يزال باكراً, هيا انهضي كفتاة لطيفة

    وانظري كم الساعة الآن, انها هناك على الكرسي, بامكاننا ان ننام ساعتين ايضاً))

    خضعت فانسيـا ونظرت الى ساعته.

    انها السادسة تماماً, ايمكنني ان اعود الى النوم ؟ ))

    (( كما تشائين ؟)) واعاد الحاجز الى الوسط السرير

    (( ولكن كيف الطقس في الخارج ؟ ))

    (( لا يزال الثلج يتساقط)) وعادت الى السرير ونظرت الى جيروم بتحد, فتأملها

    ثم رفع راسه بهدوء.

    (( هيأ, هيا, لا يحب ان نفكر بأشياء اخرى)) قال لها غاضباً.

    (( لا يمكنني ابداً اقبلك في وضع النهار اتعلمين ذلك ؟ )).

    احست فانسيـا بألم كبير في قلبها وحبست دموعها, وسألته.

    (( لماذا انت غاضب هكذا ؟ )).

    (( لانني تصرفت بغباء مساء امس)) قال لها بجفاف

    (( فأنتِ لستِ سوى فتاة صغيرة, لكنني امس كنت ارغب بك )).

    (( و ... هذا الصباح, انت لا ترغب بي ؟ انا مسرورة جداً )).

    (( ها انت فتاة متعقلة, نامي الآن’ بامكاننا ان ننام ساعتين ايضاً, وعندما

    تستيقضين ستجدين ان افكارك الرومنطقية قد تبددت, وانك مستعجلة للذهاب

    الى لندن, ولحظور حفلاتها )).

    احست فانسيا انها ستختنق, لا بد ان فهم ما يجول بخاطرها عندما ابعدت الحاجز

    الذي وضعه, واحست بالعار, لابد انه يضحك عليها في قرارة نفسه.

    واخيراً انقذها كبريؤها, لقد كانت مجنونة عندما اعتقدت انها وقعت في غرام

    اول رجل يقبلها, انه جميل وقوي, نعم لكنها ستلتقي برجال آخرين غيره, ولكنها

    ستحتفظ الى آخر يوم في عمرها بذكرى اول قبلة لها وبابتسامته الحنونة وهو

    يضمها اليه, ويجب ان تكون تعلم بأنه لو حاول اغرءاها لما كانت تستطيع

    ان تتخلص منه.

    وما ان سمعت تنفسه العميق حتى نهضت على رؤو اصابعها لقد طلع النهار,

    ولم تعد بحاجة لمشاركته الفراش’ ستنزل الى الاسفل فهي تسمع حركة هناك,

    وستطلب فنجانا من الشولا الساخن, ثم رمت المعطف على كتفيها, وانتعلت

    بوطها والتفتت نحو النافذة, وكانت دهشتها كبيرة عندما رأت حصانها

    بادن يقوده رجل الى اسطبل الفندق, واتجهت نحو الباب.

    (( الى اين انت ذهبة؟ )) سألها جيروم فجاة.

    (( سأخرج قليلاً)).

    (( تحت الثلج, اذا قمتِ بأية حماقات فأنا لن أدفع عنك في عربة الركاب

    المتجهة الى لندن )).

    (( سأنزل واشرب شيئاً ساخناً)).

    (( حسناً, واخبري الخادمه توقظني في الساعة الثامنة)).

    خرجت فانسيـا واغلقت الباب وراءها, ولم تهتم بهذه الرسالة فلينم حتى

    الظهر, اما هي فتناولت فطورها واخذت حصانها واتجهت نحو لندن.

    استيقظ جيروم وسمع ضجيجاً قوياً فأدرك انه نام كثيراً, فنهض وهو غاضب يلعن

    البانش ويشعر بالصداع, الم يطلب من هذه الصغيرة ان تطلب من الخادمة

    ايقاظه ؟ لا بد انها نسيت, فلتذهب كل النساء الى الجحيم, واخذ يفكر بما

    قاله لفيولا, يبدو انها ابنة عائلة مهمة, وسيلاحقونه اذا علموا انه استغل الموقف,

    وسيكون من الصعب ان يقنعهم ان جيروم هاركورت لم يحاول اغراء فتاة

    شاركته الفراش ليلة كاملة, ونزل غاضباً, وقرر ان يلقن فيولا درساً

    قاسياً لانها تركته ينام حتى هذه الساعة.
    ***************************
    0

  10. #9
    _ 5 _


    ***********************


    احضرت له صاحبة الفندق القهوة وسألها عن ابن عمه.

    (( لست ادري الى اين ذهب ؟ )) وظهر الخوف والقلق على وجهه, هل هي غاضبة من كلامه الجارح؟ كان يريد حمايتها كي لا تقع في حبه, لكنه لم يكن يرديها ان تهرب في مثل هذ الطقس.

    ( آه, عفواً لقد تذكرت لقد ترك لك رسالة))

    فتح جيروم الرسالة وانقبض قلبه.

    (( لقد رحلت لا تتبعني )).

    (( ولكن كيف رحل؟)).

    ثم اتجه لزريبة, ووجد ان حصانه موجوداً, فسأل حارس الاسطبل.

    (( هل عاد ؟ )).

    (( عاد انه لم يعد لقد ترك الفندق منذ الصباح الباكر)).

    (( لكن كيف فهو لا يملك نقوداً ... ؟ )).

    (( آه, انت لاتعلم)) قال له الحارس الاسطبل.

    (( لقد وجد المزارع ستون حصاناً قرب منزله, فجاء به هذا الصباح الى هنا

    ليسأل عن صاحبه, وكنت انا قد لا حظت انكما جئتما بالأمس على حصان واحد )).
    فعقد جيروم حاجبيه, ماذا تفعل هي الآن ؟ هل توجهت الى لندن بمثل هذا الطقس
    الردئ ؟ فقد تعود العاصفة من جديد, وفكر قليلاً, ثم دفع حساب الفندق

    وشرب قهوته قبل ان تبرد, لم يتناول اية لقمة من طعامه, وعاد الى الاسطبل
    وكان الصبي قد اسرج له جواده.

    (( اريت اي اتجاه سلك؟)).

    (( لقد سلك اتجاه الطريق العام )).

    بهذا الوقت , كانت فانسيـا على ظهر جوادها, وسعيدة جداً لانها وجدت حقيبتها واموالها سالمة, ولم تكن قلقة لان جيروم لا يزال نائماً, وفكرت انه قد يكون سعيداً لانه تخلص منها, وقررت ان تبدل ملابسها في مكتب بريد البلدة, وتترك بدن هناك وتركب عربة المسافرين, ورات ان تكتب رسالة لعمتها كي تأتي لاعادة الحصان بادن.

    وصلت فانسيـا الى البلدة برونويل, وعهدت بالحصان الى صبي الاسطبل, ودخلت الى الفندق, وكانت تشعر بالبرد القارس, ثم جلست امام النار, وتساءلت وهي تشرب القهوة اذا كان يجب عليها ان تحجز غرفة, وفجاة سمعت ضجيجاً مع وصول مسافرين جدد, ودخلت فتاو انيقة وصرخت الى مرفقها.

    (( انقلوها الى السرير فوراً, وطلبوا لها طبيباً, لم يعد بامكان سماع ألمها وشكواها)) نهضت فانسيا وصرخت.

    (( ماتي, يا الهي ماذا تفعلين هنا ؟ ))

    التفت الفتاة واخذت تتأمل فانسـا بدهشة, وتنظر الى ملابسها والى حذائها الملئ بالوحل.

    (( فانسيـا؟ هل هذه انت حقاً ؟ ولكن لماذا هذا التنكر؟ اذا رأك ولدي لن يصدق رغم رأية الجيد بك)).

    (( آه, متي يالها من صدفة, لقد هربت من عمتي نانسي, وانا متجهة الى لندن, لكن عاصفة ثلجية اخرتني, وانتِ؟ )).

    (( هريتِ ؟ يا الهي وانا ايضاً تعرضة لمشاكل, لقد انقلبت عربتي, ووقعت مربيتي, مارسي, ولم يسبق لي ان رأيت انساناً مثلها يكثر من الشكوى ومن الأنين, انا ذاهبة ايضاً الى لندن, ولا أريد ان أتاخر في هذا الفندق)).

    (( الى لندن؟آه, ماتي , ايمكنني مرافقتك؟ فأني ذاهبة الى معمدتي في شارع جورج)).

    (( ليس قبل ان تروى لي كل قصتك, وكيف هربتِ, ولماذا هذا التنكر؟ وانا سأكون مسروره برفقتك لكننا قد نتأخر ريثما يتم اصلاح العربة, وريثما تتحسن صحة مارسي, بامكاني ان أستاجر عربة, ولكن كيف سأقنع مارسي؟)).

    (( لا تقلقي, سافعل ذلك بنفسي, سأغير ملابسي, وعندما تتعرف علي لن تمانع في ان نستأجر عربة)).

    (( اولاً, أريد اسمع قصتك)) ثم طلبت فنجانين من الشوكلا, وروت فانسيا لها كل القصة, الا أنها لم تلمح الى جيروم واكتفت بان اخبرتها بانها تناولت عشاء مع احد المسافرين, وكانت ماتي صديقتها المفضلة عندما كانتا معاً منذ عامين في المدرسة الدخلية.

    (( نعم, انا افهمكجيداً, لديك اسباب مهمة للهرب ... ولكن ماحصل قد حصل, وسنسافر معاً, لاني متأكدة من ان مارسي تفضل البقاء في السرير لعدة أيام فهي لن تتحمل السفر مع هذا الرشح القوي الذ اصابها)).

    ((ولكن كيف سأبد ملابسي)).

    (( اذهبي الى السطبل, وبدلي ملابسك وانتظريني)).

    (( الطقس بارد جداّ في الخارج, لا تتأخري ولا سأصاب بالرشح)).

    بعد قليل خرجت فانسيا, وبدلت ملابسها وفجاة دخلت خادمة الى السطبل, وقالت لفانسيـا
    (( الآنسة ماتي تدعوك لشرب الشاي معها, وهي بانتطارك)).

    ضحكت فانسيـا كثيراً لهذه الخدعة التي قامت بها صديقتها.

    (( برافو, فانسيا, لقد عدت آنسة محترمة, تعالي وسرحي شعرك)).

    وبعد لحظات اختفى اوليفر وعادت فانسيا باسكومب.

    (( هيا لنودع مارسي , ثم نستأجر عربة جديدة)).

    (( ولكن الطقس بدأ يتغير ومن المستحيل ان نتابع السفر في هذا اليوم))

    مر جيروم على مكتب البريد, فلم يجد اي أثر لاوليفر ولا للحصان الرمادي, فتابع طريقة وهوو قلق على هذه الفتاة الغبية, واخذ يتصورها قد وقعت في قبضة اللصوص او تاهت في العاصفة بدون مال وبدون طعام . . .

    ومع غياب الشمس وصل الى الفندق الذي تنزل فيه فانسيـا وكان غضبه قد ازداد حدة, وما ان دخل الى الاسطبل حتى رأى حصانها وادرك ان ابحاثه قد انتهت,فأسرع الى الدخل الفندق ودفع الاب ودخل فراى الفتاة ترتدي ثوباص أخظر تجلس اما النار, وشعرها الحمر مسترسل على كتفيها, وما ان رأته فانسيـا حتى شحب لونها.

    (( آهو وأخيراً وجدتك, اهكذا تهربين ولاتتركي لي سوى رسالة موجوزة, وتتركيني في خوف كبير عليك؟ اريد ان القنك درساً قاسياً ولماذا بدلت ملابسك؟ كيف سيمكنني ان اضعك في عربة المافرين دون ان يالحظك احد؟ من معك هنا؟ رجل؟ ها اهانك احد؟ اذا فعل احدهم, فأنني سأقتله بيدي هاتين)). وأخذ يهزها بعنف.

    (( جيروم لا. انا لست بخطر هنا, انا برفقة صديقتي دعني قبل ان ينتبه لنا احد )).

    للحظة من الجنون, رغب جيروم بأن يضمها بين ذراعية ويقبلها, لكنه تركها ودفعها عنه.

    (( جيروم ؟ كيف تجروء؟ هل أنت مجنون؟ لا يحق لك معاملتي هكذا, بامكانك متابعة سفرك فوراً, لانني متأكدة انك لن تجد غرفة لك هنا )).

    (( اريد اصطحبك معي )).

    (( لن اذهب معك)) قالت له وابتسمت بمكر ثم جلست من جديد ( سأبقى هنا مع ماثي))

    (( ماثي , حسناً فيولا, أنا آسف لتصرفي معك مساء امس, كنت قد شربت كثيراً ولكنني مسؤول عنك واريد ان اوصلك بنفسي الى لندن سالمة معافاة؟ ولا اريد ان تتلطخ سمعتك, هيا, اجمعي اغرضك بتعقل وتعالي معي ...))

    (( لا يمكننا السفر قبل ان يتحسن الطقس, وكما ان صديقتي وعدتني بمرافقتي الى العاصمة, اذن بامكانك ان تهدأ, واذا كنت ترغب بقضاء الليلة هنا فسأعرفك عليها في الصباح)).

    ***********************
    ************************
    0

  11. #10
    مشكورة حبيبتي ننتظر التكملة..
    attachment
    يمه تمنيتكـ تجينــــي مع الليلـ ..
    والااا تجيني مع صباحـ البشاير ..
    يا وحشتي لمشاهدكـ تشتعلـ حيلـ ..
    في ناااظري جفت جميع العباير ..
    يمه ترى الدنياااا عقب ناظركـ ويلـ ..
    أرجي متى شوفكـ يبل الضماير ..
    يا ريحـ ثوبكـ كنها المسكـ والهيلـ ..
    هو وين صوتكـ لا غدا القلب حااااير ؟؟
    .................................................. ....
    من دفاتري...
    http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=191801
    0

  12. #11
    يسلموا يا عمري
    بسرعه التكمله و شكرا على مجهودك
    0

  13. #12
    أحس جيروم بخيبة كبيرة عندما صدق اخيراً بوجود ماثي, لكنه لم يكن يرغب بترك فانسيـا برفقة فتاة صغيرة اخرى.

    (( حسناً, سأقضي الليلة هنا, ولكني جاد في اصطحابك معي, فيولا, صباح الغد, فأنا مستعجل للوصول الى اقاربي الذي ينتظروني و ...))

    (( آه, يا الهي, ان اسمي ليس فيولا بل فانسيـا, وانا مضطرة الأن للاعتراف لك بحقيقة اسمي كي لا تخدعني ماثي دون قصد منها))

    (( فانسيـا)) ثم خلع معطفه وجلس بقربها (( والآن انا متعب جداً, اروى لي كيف التقيتِ بهذه الآنسة))

    (( كنا معاً في المدرسة الدخلية, والتقيت بها هنا, لان مربيتها اصيبت بجروح عندما انقلبت عربتها)).

    واحذت تضحك (( قد يدهشك موقف الآنسة راندولف ازاء خادمتها, لكني اتساءل هل كانت ستعاملها بهذا الكرم لو لم يمنعنا الثلج من السفر ؟ ))

    (( آه, خادمه مصابة ؟ ثم الآنسة راندولف .. . راندولف ))

    (( نعم ماثي , هي ماتلدا راندولف , لماذا ؟ لاتقل لي انك تعرفها جيروم ))

    (( اعتقد انها تلك الفتاة التي ستقيم في هانوفر سكوير عند عمي السير توماس ريمنغتون, اذا كانت حقاً هي, ي لها من مصادفة’ ولكن لماذا نهضتِ ؟ اتريدين النوم الآن ؟ ))

    (( اذا لم يكن يوجد غرفة لك , ياعزيزي جيروم, فأقل ما يمكنني ان أفعله من أجلك ان اطلب من صاحبة الفندق ان تعطيك غرفتي , وسأنام انا مع مارسي, فقد تحتاج لشيئ في الليل, تصبح على خير سيد))

    (( تصبحين على خير, هل سأراك اثناء تناول الفطور؟ )).

    ((هذا ممكن ...)) وقبل ان تبتعد نادها جيروم وسألها.

    (( هل الآنسة راندولف اكبر منك سناً ؟))

    (( انها في الثامنة عشرة, ولكن بفضل تربيتها وظروفها تبدو اكثر قدرة مني على الدفاع عن نفسها , ولن تخف منك )).

    في الصباح تفاجأة ماتيلدا كثيراً عندما اخبرتها فانسيـا ان جيروم وصل الفندق الى ليلة أمس, واخبرتها بأنها ستعرفها به اثناء تناول الفطور, واسرعت ماثي وجلست امام المرآة, وسرحت شعرها بحماس كبير.

    (( وكيف هو شكله , وكيف تعرفت عليه ؟)).

    (( انه جميل وجذاب, اعتقد انني اخبرتك انني التقيت بيمسافر لطيف, ولقد تبعني الى هنا, وكان قلقاً علي, بالمناسبة انه يعتبرني فانسيـا نورس, واتمنى ان لا تخبريه بأسم عائلتي))

    (( ولكن لماذا لا تريدينه ان يعرف ؟ آه فانسيـا لا تقولي لي بانه يبحث عن ميراث فتاة عازبة غنية , ان والدي يخاف كثيراً من هؤلاء الاشخاص )).

    (( لا , لا , انه رجل محترم جداً , انه ابن اخ السير توماس وانا لا اريده ان يرسل الى عمتي نانسي ويخبرها بمكان وجودي قبل وصولي الى السيدة هاريس, هذا كل ما في الامر))

    اخذت الصديقتان تتذكران بعض الحوادث التي وقعت لهما في المدرسة , ثم نزلتا وهما تضحكان الى الصالة السفلى , وكان جيروم با نتظارها , وما ان رأها حتى نهض وانحنى بلطف , وابتسم لماتيلدا , فعرفتهما على بعض .

    (( لقد اخبرتني الآنسة نوريس مساء امس , انك ذاهبة لزيارة السير توماس ريمنغتون واظن ان لقاءنا هنا سيسمح لنا بالتعرف اكثر خلال هذه الايام ))

    (( لماذا؟ )) سألته فانسيـا بقلق (( كنت اعتقد انك مستعجل للسفر بأسرع وقت ممكن ))

    (( طبعاً )) اجابها مبتسماً (( ولكن طالما ان الطقس يحول دون متابعة السفر , فأنا سعيد برفقة آنستين جميلتين ))

    كان كلامه موجهاً الى الآنستين , لكن نظراته موجه نحو ماتيلدا فقط , انقبض قلب فانسيـا , وتساءلت لماذا يتصرف هكذا ؟ بدون شك لان ماتيلدا اجمل منها , ولكن لا يمكنه ان يتعلق بها بهذه السرعة , ومع ذلك كانت ماثي كالفراشة التي تحوم حول الضوء , وتحاول لفت نظر جيروم اليها , وكانت تتكلم كثيراً , وتضحك كثيراً , وترميه بنظرات الدلال .

    وفي المساء لعب الثلاثة الورق , وكانت فانسيـا معجبة بهذه اللعبة , لكن ماتيلدا كانت تشعر بملل كبير , وبعد هذا النهار الطويل صعدت الفتاتان الى غرفتهما , وتركتا جيروم يقرأ كتاباً قرب النار .

    (( كيف الطقس اليوم آنسة ؟ )).
    سألتها مارسي التى كانت تجلس في السرير وفي يدها فنجان الحليب .

    (( لقد توقفت العاصفة , ولكن الطبيب لن يسمح لكِ بمغادرت السرير )) اجابتها فانسيـا , وكانت قد بدلت ملابسها , وسرحت شعرها (( الآنسة ماتيلدا تريد متابعة السفر )) .

    (( هذا ماعتقده , لكنها ستهتم بي , والا فان والدها سيغضب كثيراً ))

    (( طبعاً , ستهتم بك , فهي ليست فتاة شريرة )) .

    (( نعم , لكنها معتوهة , وانانية , ووالدها رجل طيب ويخضع كثيراً لها )) .

    (( نعم , طالما ان الطقس جيد , سأقوم بنزهة قصيرة حول الفندق , اتريدين شيئاً ؟ )) .

    (( حاولي ان تجدي لي كتاباً اتسلى به وانا في سريري ))

    (( حسناً , لن انسى ذلك , مارسي )) .

    (( شيئاً كقصة قصر او ترانت , مثلاً )) .

    وجدت فانسيـا صديقتها تشرب الكولا في صالة الفندق وتفاجأت عندما علمت ان ماتيلدا لم تقرأ كتاباً منذ خروجها من المدرسة منذ عامين .

    (( القراءة مضيعة للوقت , وستصابين بالدهشة عندما تعلمين انني اتناول فطوري عادة في سريري )) اجابتها ماتيلدا .

    (( هذا لانه لديك خادمة تهتم بك , لكن هنا , لقد علمت منذ قليل ان الطباخ لم يأتِ من القرية بعد )) .

    (( انني اتاءل متى سينزل جيروم من غرفته ؟ )) .

    (( ماتيلدا , يجب ان تنادية بالسيد هاركورت )) .

    كانت ماتيلدا ترتدي اليوم ثوباً ازرق وتبدو رائعة , فنظرت بمكر الى صديقتها واجابت .

    (( لماذا ؟ فأنتٍ نفسك ناديته بأسمه مرتين مساء امس )) .

    (( آه نعم .... لانني عندما تعرفت عليه كنت ارتدي ملابس رجل , فكان من الطبيعي ان انادية جيروم و ولقد توسل الي كي اناديه بأسمه فقط )) .

    (( اذا اردتِ ان تعرفي فأنا رجةته ان يناديني بأسمي فقط , فنحن قريبان تقريباً عمه ومعمدتي ... ))

    (( اما انا فأفضل ان يناديني فانسيـا بدل الآنسة نوريس ارجوك ماتيلدا , لا تخبريه بأسم عائلتي , لقد بدأت اندم لانني لم اخبره الحقيقة منذ البداية )) .

    بهذا الوقت دخل جيروم وهو يرتجف واسرع ومد يده الى النار .

    (( صباح الخير ايتها الآنسات , لقد نهضت منذ ساعات , واهتممت بالجياد , الطقس بارد جداً في الخارج , وعندما سيذوب الثلج ستكون الطريق موحلة جداً , وسيصعب على اية عربة العبور بسهولة )) .

    (( ماتيلدا ؟ )) سألتها فانسيـا (( كنت اعتقد انك ستستأجرين عربة ؟ )) .


    ************************
    (( حسناً , الآنسة نوريس , فلنرى ماذا يمكننا ان نجد لكِ )) .

    واخذ يتفحصا الرفوف , الى ان صرخت فانسيـا بدهشة وفرح .
    (( آه , هذا قصر اوترانت , انه يلاقي نجاحاً ولقد طلبته مارسي مني , لكن ماهو كتاب باميلا ؟ يبدو لي انه قد يعجب مارسي كثيراً )) .

    (( طبعاً وهذا كتاب سمولت , سيساعدها على قضاء الوقت , وهذا آخر لجوناثان سويفت )) . ثم نظر الشاب اليها وهي تحمل كل هذه الكتب .

    (( اوه , آنسة نوريس لا يمكنني تركك تعودين الى الفندق وانتِ تحملين كل هذه الكتب , ولا يمكنني مرافقتك لانني انتظر صديقاً على الغداء , ولكن بامكاني ان اوصلك بعربتي بكل سرور )) .

    (( افضل السير , شكراً لك , فأنا لا ارغب بالعودة بسرعة الى الفندق , لانني امل فيه كثيراً بانتظار متابعة رحلتنا , ولكن اذا سمحت بامكاني ان آتي غداً لا حضار بقية المتب , وسأكتفي الآن بالكتاب الاول )) .

    (( فكرة ممتازة , وقد ازورك بعد ظهر اليوم , مارأيك ؟ وقد تفكران انتِ وصديقتك بقبول دعوتي للعشاء , بامكاني ان اؤكد انه يسرني كثيراً استضافة آنستين جميلتين )) .

    (( حسناً , لست ادري .... ولكن ..... )) .


    (( اتعتقدين ان ثلاثي لن يكون شيئاً لطيفاً ؟ لا تقلقي , سأحضر صديقي كولنز ابن الكاهن الاكبر , وسيكون سعيداً بالتعرف عليك وعلى صديقتك )) .

    (( لا .... لكن صديقتي الآنسة راندولف هي برفقة احد .... اقربائها ... اقصد ابن عمها ... السيد جيروم هاركورت الذي سيرافقنا الى لندن ...))

    (( عظيم , اذن سأحضر بعض الظهر ومعي بقية الكتب )) .

    ثم شكرته واكدت اه انها والآنسة راندولف سينتظرانه بغاية السرور .

    ****************************
    0

  14. #13
    _ 8 _


    ****************************



    وما ان خرجت من القصر , حتى تنهدت ’ هذا الشاب لطيف جداً , وطيب ايضاً , وفكرت بانه اذا ظل الطقس سيئاً فليست الخادمة مارسي هي فقط التي ستكون بحاجة للتسلية .

    تابعت فانسيـا سيرها وهي ترفع ثوبها عن الارض وبدأت تفكر بالجلوس قرب النار , وبشرب شاي ساخن , وفجأة سمعت انيناً , فتلفتت حولها بخوف كبير , عاد الانين من جديد , فجمعت شجاعتها واقتربت بأتجاه الصوت , فوجدت كلباً صغيراً ينام على الارض وقد علقت رجله في فخ حديدي , فنحنت فوقه , وكانت تحب الحيوانات كثيراً , فنظر اليها الكلب بعيون حزينة متوسلة واخذ يئن من شدة الالم .

    (( ما هذا؟ هل انت تشتمني ؟ انا احول انقاذك )) ثم وضعت المتاب جانباً وفتحت الفخ واخرجت رجل الكلب منه .

    (( انتظر سأرى ما يمكنني فعله من اجلك )) .

    وجدت فتنسيـا جرحاً في احدى قوائمه , وكان الكلب متسخاً ومبللاً .

    (( ستكون جميلاً بعد ان تستحم وتأكل , وتضمد جروحك )) ثم حملت المتاب والكلب وتابعة سيرها , ولاحظت ان ثوبها اصبح متسخاً ومبللاً ايضاً ’ فأخذ الكلب يلحس يدها .

    (( ايها الغبي , انا بحاجة لحمام وليس الى لسانك , سأخذك معي الى الفندق , ولكن يجب ان لا يراك احد )) .

    وحاولت فانسيـا ان تنفذ كلامها , فأقتربت من الفندق بهدوء ووقفت امام نافذة المطبخ , وكانت دهشتها كبيرة عندما رأت ماتيلدا في المطبخ تضع طنجرة صغيرة على النار , وفجأة ظهر جيروم واقترب منها بعد ان اغلق الاب وراءه .

    وقال جملة , فالتفت ماتيلدا نحوه وصحكت وهددته بالملعقة الخشبية , لكن جيروم اقترب منها اكثر وضمها اليه , فأدركت فانسيـا ماذا سيحصل بينهما , ورغبت في الهرب , لكنها ظلت مسمرة مكانها , تنظر الى جيروم وهو يحدق طويلاً في عيون ماتيلدا ثم ينحني وتلتقي شفاههما .

    تحت ذراع فانسيـا اخذ الكلب يئن من الالم , فاعتذرت منه , وحاولت ان تنسى الصدمة والالم بعد ذلك المشهد , ثم دفعت باب الخدم وصعدت السلم وقد تملكها غضب كبير , فهي لم تعرف من قبل اية تجربة من هذا النوع , لكنها كانت تعلم ان الرجل الشريف لا يقبل فتاة ثم يقبل فتاة آخرى في اليوم التالي , لقد تلاعب بها , وهو اليوم يتسلى بماتيلدا )) .

    (( مارسي , احضرت لك زائراً ))

    (( فانسيـا ماذا لديك ؟ ماهذا الوسخ على ثوبك ؟ ...
    اوه المسكين تعالى ياصغيري , مارسي تريد ان تتفحصك )).

    (( انه كلب وقع في فخ , انا متأكدة انه غير مصاب بجروح , ولكنه بحاجة لمعالجة جروحة , كما وانه بحاجة لبعض المحبة وللطعام ...))

    (( الافضل ان تأخذيه الى الاسطبل فلديهم هناك مراهم خاصة , ولكن اين كنت انتِ ؟ )).

    (( اسمعي , انا لا اجروء على النزول هكذا , سأتركه هنا قليلاً , ريثما اغير ملابسي , وبعد ذلك سأنظفه واعالجه )) .

    (( اذاً , اطلبي من الخادمة احضار الماء الساخن ))

    (( لا , سأغتسل بالماء البارد , فأصحاب الفندق يمنعون اصطحاب الحيونات الى الغرف , وانا اعترف ان هذا الحيوان متسخ جداً )) .

    اخذت مارسي تتأمل الفتاة بعد ان خلعت ملابسها واغتسلت وسرحت وشعرها .

    (( اليس لديك ثوب آخر ؟ )) سألتها عندما رأتها تحاول تنظيف ثوبها الاخضر بالفرشاة , (( بامكان ماثي ان تعيرك احد اثوابها )) وبهذا الوقت دخلت ماثي وهي تحمل صينية بيدها .

    (( هيا , مارسي يجب ان تأكلي هذه الشوربة , لقد اعددتها مع ... اوه , فانسيـا ماذا تفعلين هنا نصف عارية ؟ )) .

    (( لقد بللت ملابسي .... وكنا نفكر ...))

    (( هذا الثوب ليس مبللاً فقط , انه متسخ ايضاً , سأعيرك احد اثوابي , هيا , قبل ان تصابي بالبرد )) .

    (( انتِ لطيفة ماثي )) قالت لها فانسيـا بصوت مرتجف (( حسناً سأرتدي واحد من اثولبك ريثما يجف ثوبي هذا)) . ولاحظت بريق عيون صديقتها وتذكرت سبب هذا المرح .

    (( آه , ماهذا ؟ )) صرخت ماتيلدا عندما رأت الكلب الابيض .

    (( ياله من كلب مسكين , ماسمه ؟ )) ثم انحنت لكي تداعبه لكن الكلب خاف منها .

    (( سأحمله الى الاسطبل حيث انظفه وادوي جرحه )) قالت لها فانسيـا مبتسمة .
    0

  15. #14
    (( سأرفقك )) قالت لها ماتيلدا (( بامكاننا ان نطلب مساعدة جيروم )) .

    (( لا , شكراً ماثي , انه تحت حمايتي , ولا اريد ازعاج السيد هاركورت )) اجابتها فانسيا بجفاف .

    (( ماذا ؟ لقد اصبح السيد هاركورت الآن ؟ ماذا اصابك ؟ لقد كنتما صديقين امس )) .

    (( آه , هل ابدو غاضبة ؟ لم اكن اقصد , لكني لا يمكنني ان اطلب من جيروم الاهتمام بهذا الكلب )) وفجأت توقفت وضربت على جبينها .

    (( لقد نسيت مارسي , ذهبت الى القصر ووجدت المتاب الذي طلبته مني , انه على الكرسي , وسيد القصر ,. السيد فورتسكي سيزورنا بعد الظهر وسيحضر لك بقية الكتب , لانني لم استط حملها كلها )).
    وبعد ان ارتدت فانسيا ثوباً آخر , نزلت الفتاتان الى الاسطبل , ووافق الصبي على الاهتمام بالكلب واخذت الفتاتان ترقبانه وهو يغسل الكلب بالماء والصابون .
    (( لا تتحرك كن عاقلاً )) امرته فانسيـا بحنان وهو يرتجف , وكانو الثلاثة ينشفونه عندما دخل جيروم .
    (( ياله من منظر رائع , اين وجدتم هذا الروكي ؟))
    (( هذا ليس...)) اعترضت فانسيـا , لكن ماتيلدا قاطعتها بسرور.
    (( بروك , هذا اسم يناسبه كثيراً , فنسيا , وروركي سيكون اسمه المختصر)).
    (( نعم , بروك , لابأس به , انظري كم اصبح جميلاً الآن). اقترب جيروم وتفحص الكلب.
    (( لقد وقع في احد الافخاخ اليس كذالك ؟))ثم التفت الى الصبي الاسطبل وسأله عما لديه من مراهم , واخذ يعالج جرح الكلب بنفسه , ثم اقترح على الفتاتين ان تعودا الى الفندق لانه حان موعد الغداء.
    (( يجب ان اهتم اولاً باطعام بروك )) قالت فانسيـا (( اسبقاني انتما وسألحق بكما بعد ان اصطحب بروك الى المطبخ )).
    لا حظ جيروم انها تتجنب النظر اليه مباشرة , فتردد لحظة ثم امسك ذراع ماتيلدا ودخلا الى الفندق , وكان متأكداً ان غضب فانسيـا مهما كان سببه فانه لن يطول , فهي لن تتكهن ابداً لنه يحاول اغراء ماتيلدا بكل الوسائل , فهذه فرصته المناسبة ولا يجب عليه ان يفوتها , لانه لن يجد وريثة غنية مثل ماتيلدا , لكنه رغم ذلك لا ينوي ايلام فانسيـا ابداً . 9 _


    ***************************************




    وكان كلما ازعجة حديثه مع ماتيلدا او كلما شعر بالنفور منها او من غيرها من النساء اللوتي كان يحاول القبض على ثرواتهن , يتذكر قصره ومزرعته المهجورة , ان الوجب يحتم عله ان يعقد زواجاً جيداً , ينقذه وينقذ اكلاكه .
    وكان يعلم ان فانسيـا معجبة به , مع انها تقاوم عواطفها بشدة , كما وانه يعلم بأن شخصيته القوية وتجاربة الكثيرة تدهش ماتيلدا .

    والقبلة في المطبخ كانت كردة فعل طبيعة لوجود رجل وحدياً مع فتاة جميلة , وغياب فانسيـا شجع على ذلك , وكان قد رسم خطة لا قناع ماتيلدا حتى ولو اضطر الى الهرب معها , وهكذا ستقبل بالزواج منه , ويخضع والدها لامر الوقع , ولكنه لن يتمكن من فعل هذا امام عيون فانسيـا الخضراء الحزينة .
    (( يالها من طفلة لعينة )) فكر جيروم وهو يدخل برفقة ماتيلدا لماذا يجب ان تدخل حياته وتربك وجودة ؟ انها جميلة وحنونة.. لكنها آخر فتاة يفكر الزواج منها .

    بعد ان اطعكت فانسيـا الكلب , اتفقت مع الصبي الاسطبل على ان يتركه ينام في الاسطبل وان ينتبه عليه , وعندما عادت الى الصالة الفندق , وجدت ماتيلدا وحدها ويبدو عليها الانزعاج .
    (( اين كنتِ ؟ لقد انتطرناك وانتظرناك , وعندما تأخرتي تناولنا الغداء من دونك ))
    (( لا بأس , انا لست جائعة , لقد تركت بروك في الاسطبل , سأصعد لكي اطمئن على مارسي ))
    (( لن يمكنك ذلك , لان الطبيب عندها الآن ))
    ( مابك ماثي ؟ تبدين لست على مايرام , مع انك كنتِ سعيدة
    ونحن ننظف الكلب الصغير )).
    (( انه جيروم , لقد طلب مني ان نقوم بنزهة بعد الظهر , وهو على متن جواده , وانا على متن جوادك بادن , لكنني تذكرت زيارة السيد فورتسكي الذي يريد دعوتنا للعشاء , واخبرت جيروم بانه لا يمكنني تركك وحدك , فغضب كثيراً وخرج .
    (( هذه طبيعي , يجب ان تكوني مسرورة , يبدو انه يفضل التنزه معك على الثرثرة مع السيد فورتسكي )).
    (( هذا ممكن )) اجابتها ماتيلدا وابتسمت (( ولكن لم يكن يجب عليه ان يتركني بهذه الطريقة )).
    0

  16. #15
    ابتسمت فانسيـا , وفكرت بأن تدخل صاحب القصر منع جيروم من الخروج مع ماتيلدا , ولكن لماذا هو غاضب لهذه الدرجة , وبعد قليل نزل الطبيب واعلن ان الخادمة مارسي بصحة جيدة , لكنها مضطرة لملازمة الفراش لمدة اسبوعين على الاقل .
    (( اذن , انا سأتدبر امرها مع صاحب الفندق )) قالت ماتيلدا للطبيب (( ولك عندما تشفى مارسي , ايمكنك ان تضعها في عربة الماسفرين المتجهة الى لندن ؟ )).
    وافق الطبيب ثم انحنى وترك الفتاتين وحدهما .
    (( انني انساءل ماذا يفعل الفقراء اذا كسرت رجل احدهم في الطريق السفر , وكيف سيدفعون تكاليف الاقامة في الفندق ؟ ))
    ((لست ادري)) اجابتها ماتيلدا , (( هذا الايهمني )) ثم وقفت ماتيلدا امام النافذة وفجأة التفتت نحو فانسيـا .
    (( فانسيـا ان شاباً جميلاً يدخل الآن الى باحة الفندق , ترى من يكون ؟ ))
    (( هل هو طويل واشقر ؟ ))
    (( نعم , لا تقولي لي انه .....))
    (( بلى , انه سيد القصر )) اجابتها فانسيـا ضاحكة (( لقد نسيت ان اخبرك انه شاب عازب هيا بنا نستقبله امام الباب )).
    (( لا , الافضل ان نبقى هنا وستدله صاحبة الفندق على مكاننا )) واكن دهشتهمما كانت كبيرة عندما دخل الشاب برفقته جيروم , وكان الشابان جميلين وانيقين .

    طلب جيروم النبيذ ثم اجاب على دعوة السيد فورتسكي من اجل العشاء , بانه يترك الخيار لرفيقتي سفره , وقال بأنه سيمكنهم متابعة السفر في الصباح الباكر , على امل لن ترفض الفتاتان السهرة لهذه الليلة.
    (( بامكاننا تنازل العشاء عند السيد فورتسكي ثم نعود بوقت مبكر )) اقترحت فانسيـا (( ماريك ماتيلدا ؟ )) وتجاهلت فانسيـا نظرات جيروم .
    (( فكرة رائعة , سنقبل هذه الدعوة بكل سرور )) اجابتها ماثي بحماس.
    (( حسناً سنتظركم عربتي وستعيدكم ساعة تشاؤن الى اللقاء الآن )) قال سد القصر بلطف وخرج .
    (( هكذا سنمضي سهرة لطيفة )) قالت فانسيـا يمكر بعد خروجه .
    (( سأذهب لا تفقد بروك )) وابتسمت لجيروم الذي رمقها بنظرة قاسية .
    وتساءلت وهي في طريقها الى الاسطبل اية لعبة يلعب جيروم ؟ لماذا يعارض هذه السهرة البريئة في القصر برفقة شاب لطيف ومهذب ؟ .
    وبعد خمسة دقائق لحقها جيروم الى الاسطبل .
    (( هل انتِ مسرورة من نفسك ؟ )).
    (( لماذا ؟ )) سألته بدهشة.
    (( يبدو انك تحاولين ابعاد ماتيلدا عني , وانتِ تعلمين انها معجبة بي , ولا تريدين اتقع في غرامي , ولكني لا افهم مذا فعلت لك كي استحق مثل هذا ...))
    (( انا اجهل عما تتكلم , اما بالنسبة لا بعاد ماتيلدا عنك , فهذه الفكرة لم تخطر بالي , فلديها والد مسؤةل عنها و مادخلي انا بكل هذا ؟ )).
    (( نعم , لماذا ؟ كوني متأكدة ان ماتيلدا ستكون سعيدة جداً بالزواج مني و... ))
    (( بازواج منك ؟ جيرو , هل فقدت عقلك ؟ انا لا عتقد ان ماتيلدا تنوي تأسيس عائلة الآن ... لقد كانت تنتظر دخولها الى العالم منذ سنين طويلة وبفارغ الصبر , ولن تقرر الزواج قبل ان تتذوق طعم اللذة )).
    (( نعم , ولكن ... سارفقها الى لندن , وساجعلها تكتشف معي اشياء كثيرة , ولا اعتقد ان هذا لن يكفيها )) .
    (( انت لديك خبرة طويلة , جيروم , لكنك لا تعرف الفتيات الصغيرات , ليس الرقص و الحفلات هو الذي يعجبهن فقط , بل هن يرغبن بان يحيط بهن عشرات الشبان , ولكن اذا وقعت ماتيلدا في حبك , فان هذا لن يهمها , لكنها لا تحبك ولن تحبك , انها ممتازة باندفعها كما ترى ))
    وكانا وحدهما في الاسطبل , فلاحظة فانسيـا تبدل ملامح وجه جيروم , ولقد اصبحت نظراته اكثر رقة , فأمسكها من كتفيها من كتفيها , ثم ابتسم بسخرية .
    (( انتِ تحتقريني لا نني اريد الزواج من ماتيلدا مع انني بالكاد اعرفها و ولكن الضرورة تعلمك كيف تستغلين العواطف الرقيقة , وبدون هذه الضرورة لكنت انتِ من سيكون في خطر هنا , لا ماتيلدا ثم تركها وحدها وخرج .
    فنظرت فانسيـا الى بروك الذي كان قد انهى طعامه ’ ونام على القش , واخذت تفكر وتحلل كلام جيروم .
    ماذا يعني باضرورة التي ستعلمها ؟... انها لا تتذكر كلماته باضبط , لانها كلمات بدون معنى , ولماذا يلمح الى ان ماتيلدا في خطر .
    0

  17. #16
    0

  18. #17
    - 10 -



    ***************************




    وعندما خرجت من الاسطبل , خطرت فكرة في راسها , واذا كان لهذه معنى ؟ اذا كان جيروم حقاً من الباحثين عن الثروة ؟ واذا قرر خطف ماتيلدا ؟ يا الهي , ستكون هي المسؤلة لانها اخبرته بان ماتيلدا لن تقبل بالزواج منه قبل الاستفادة من موسمها .
    (( دون هذه الضرورة لكنت , انتِ من سيكون في خطر هنا , لا ماتيلدا )) هذا ماقاله جيروم , وبدأ قلبها يدق بسرعة , اذن هي تعجبه , واكثر من ماتيلدا .

    واسرعت الى الفندق لكي تطمئن على ان جيروم مهما كانت اهدافه لن يسبب بضياع ماتبلدا من اجل الوصول الى اهدافه الانانية .
    ارتدت فانسيا ملابس السهرة , ورشت شعرها بالون النحاسي , وكانت قلقة كثيراً على صديقتها وليست تدري ماذا يمكنها ان تفعل لمساعدتها , فمن المستحيل ان تترك ماثي تقع في الفخ الذي ينصبه لها جيروم , ولكن اي فخ ؟ كيف سيحاول جرها الى مثل هذا الفخ ؟ فهو لا يشك بانها تشجعه على مغازلتها , طالما انها سمحت له بتقبيلها , ولكن مخطئ في اعتقاده انها ستتحمس لاقتراحه , صحيح انها فاتنة ورومنطيقية كن فانسيـا واثقة ان ماثي لن تترك قلبها يسطير على عقلها .
    خلال تناول العشاء كانت فانسيـا اكثر صمتاً من عادتها , وظل فكرها مشغول في البحث عن حل , وبعد تناول الحلوى رافقت مضيفها الى غرفة المكتبة لاختيار مجموعة من الكتب , تعهد بالكتاب الى الآنسة ماتيلدا راندولف دائماً ليطمئنها على صحة مارسي .
    (( اتعلمين آنسة نوريس , بانك عندما دخلت مع الآنسة راندولف , احترت ولم استطع التميز بينكما ؟ فأمنِ شعرك احمر وهي شعرها اشقر , ولكن مه هذه البودرة التي ترشين منها على شعرك تبدوان متشابهتين )) .
    (( آه , نعم ... بدون شك فأنا ارتدي احد اثوابها , نعم , انا افهم جيداً....))
    (( انكما كاتوأم جميلتان , وعندما تنظران الى بعض اعتقد ان صورة احداكما تنعكس على مرآة)).
    عندما عادت فانسيـا وانضمت الى الآخرين , اخذت تفكر بهذه الملاحظة , بامكانها ان تحل مكان ماتيلدا ؟
    ولكن متى ؟ اثناء الحديث , قال جيروم انه حجز عربة لمتابعة السفر غداً .
    (( سنرحل مع الفجر )) اضاف جيروم (( يجب ان تودعا مارسي هذا المساء )).
    رافقهم سيد القصر , واصبحوا اصدقاء , وتواعدوا على اللقاء في لندن , وعند وصولهم الى الفندق , دخل جيروم الى الاسطبل ليتفقد حصانه , بينما صعدت الفتاتان لتناما , ظلت فانسيـا مستيقظة طويلاً وبعد تفكير رأت ان جيروم لن يؤخر تنفيذ خطته , وسينتظر حتى مساء الغد عندما يصبحون قريبين من لندن .
    وفي صباح اليوم التالي استيقظو ا باكراً , وركبت الفتاتان العربة ومعهما بروك , وكانت هذه اطول رحلة قامت بها فانسيـا واقلها راحة و لانهم كانوا يسيرون بسرعة وفي طرقات وعرة وموحلة , وكان من الواضح ان جيروم يفكر في خطة معينه وهو مصر على الوصول قبل هبوط الليل .
    حاولت فانسيـا ان تعترف مراراً بالحقيقة لصديقتها ماثي , لم تكن تريد ان تخبرها ان جيروم يسعى لخطفها , لكنها اردت اخبارها بنيته بازواج منها , وتساءلت ماذا ستكون ردة فعل صديقتها و فاذا كانت مدركة جيدا , فهذا سيجنبها كثيراً من المشاكل , وكلما كانت تفتح معها موضوع الزواج , كانت ماثي لا تبدي اب هتمام , وتغير الموضوع وتحدثها عن الحفلات وعن الرقص .
    ومع غروب , توقفوا في احدى المحطات وبدلوا الخيول , ولا حظت فانسيـا صدفة ان جيروم وهو يتكلم مع احد عند خروجه من الاسطبل , فاعتقدت انهم سينزلون في هذا الفندق , لكن عربتهم تابعت سيرها , يتبعها جيروم على جواده .
    وكان الظلام قد حل عندما وصلوا الى الفندق يسمى الريزان , لكنهم كلهم كانو بمزاج سيء , من شدت التعب , قفز بروك الى الارض , فتبعته فانسيـا واخذت تتأمل السماء وكان الطقس اكثر دفئاً من الايام الماضية .
    خرج جيروم من الاسطبل حيث ترك حصانه , وابتسم ونظر الى الكلب .
    ((لابد انه متعب , اتريدين ان اهتم به , بينما تنضمين الى ماتيلدا ؟ ))
    (( لا شكراً )) ثم دخلت تحمل الكلب الى الفندق , تبعهم جيروم وطلب القهوة والبسكويت ونصحهما بالرحة قليلاً قبل العشاء .
    (( لا بد انكما متعبتين بعد هذه الرحلة الطويلة , لكني اردت ان نتقدم اليوم , كي تكون رحلتنا غداً قصيرة , سيكون العشاء جاهزاً بعد ساعتين , هل ستسامحاني على هذه الرحلة المتعبة ؟ )).
    (( بالتأكيد )) اجابت ماتيلدا , (( واعدك بان احجز لك اول رقصة في حفلتي , والثانية ايضاً )) ورمقته بنظرات الدلال .
    (( هذا ماسيغيظ النساء المسنات )) اجابها جيروم ضاحكاً .
    (( اليس هذا ماتريدينه ؟ )) كانت فانسيـا واثقة انه يمزح لكن ماتيلدا اخذت كلامه على محمل الجد .
    (( بالطبع , فأنا اريد ان تكون حفلتي رائعة , يتكلم عنها الجميع لعدة سنوات , حيث تكون الآنسة راندولف ملكة كل الرقصات , وبعد ذلك , سأتزوج رجلاً فاحش الثراء ومهم جداً )).
    فكرت فانسيـا وهما تصعدان السلم ان ماتيلدا كتبت الآن قدرها فكل امال جيروم دمرت , ولم يعد امامه سوى وسيلة واحده لكسب هذه الوريثة .

    كانت الغرفتان متواجهتين , فدخلت فانسيـا الى الغرفة التي تطل على الشارع , ثم غسلت وجهها ويديها واستلقت على السرير , واخذت تتأمل سقف الغرفة وتفكر , وعندما دخلت الخادمة , طلبت فانسيـا منها ريشة وورقة وحبر للكتابة .
    وعندما عادت الخادمة , جلست فانسيـا وكتبت كلمة موجزة ثم وضعت الرسالة في احد الجوارير بجانب السرير .
    تناولوا العشاء بشهية , ثم جلسوا امام النار يثرثرون وكان جيروم صامتاً اكثر الوقت على غبر عادته , وفاجأته فانسيـا عدة مرات وهو يختلس النظر اليها , وكان كل مرة يدير رأسة بسرعة , ففكرت بانه يفكر بعد بردة فعلها عندما ستجد نفسها وحيدة في الصباح , فاذا لم تكن مخطئة , فأنه لم يكن ينوي تركها في مثل هذه الظروف الصعبة , وضميره يؤنبه , بعد كل شيء اذا تركته يخطف ماتيلدا , فأنها ستجد نفسها وحيدة في الصباح , بدون عربة وبدون رفقة . وحيدة مع كلبها الصغير ! ان قراره اناني جداً , ولن يعرف حقيقة الوضع الذي سيخلفه وراءه ! لكن ماتيلدا لن تبق وحدها في الفندق دون اية تفسيرات , وستعلم بكل ماحصل او بكل ماتريد فانسيا اخبارها به , وذلك بعد ان تقرأ تلك الرسالة .
    (( الم يزعجك ضجيج المطبخ آنسة ماثي ؟ )) سالها جيروم بقلق (( لقد لاحظت حركة كثيرة بينما كنت أنتظركما )).
    (( لا , ابداً كنت متعبة جداً , ونمت ولم استيقظ الا عندما دخلت الخادمة )). _
    0

  19. #18
    11

    *********************************************



    اصطنعت فانسيا الابتسام على شفتيها , وفهمت ان جيردم عرف الآن اية غرفة تشغل كل واحدة منهما .
    (( وانتِ فانسيـا ؟ هل كانت غرفتك هادئة ؟ )).
    (( نعم , شكراً كم نبعد عن لندن , الآن ؟ )).
    (( بعد ثمانية محطات , وسنصل الى هانوفر سكوير في وقت الغداء , اذا انطلقنا باكراً )).
    (( حسناً , بما اننا سنتستيقظ باكراً , يجب ان لانتأخر بالنوم , هيا بروك )) قالت فانسيـا .
    (( سأرفقك )) قالت لها ماثي (( وهكذا تساعديني من خلع ملابسي , انني افتقد لمارسي حقاً )).
    ثم صعدت الفتاتان وبروك بين ذراعي فانسيا , بعد ان بدلت ماثي ملابسها وسرحت شعرها , استلقت في سريرها وقالت لصديقتها .
    (( تصبحين على خير , فانسيا)).
    (( تصبحين على خير , ماثي ... اسمعي , اتريدن ان تسدي لي خدمة ؟ )).
    (( بالتأكيد , اتريدين ان اساعدك في خلع ثوبك ؟ )).
    (( زلكن لا! فأنا لست كسولة مثلك ! لا ولكن المسألة ... ايستطبع بروك ان ينام هذه اليلة في غرفتك ؟ لقد انزعج كثيراً بعد الظهر , وكان كلما اقترب عربة او حدثة ضجة يبدأ بالنباح , انا اعلم ان السير سيكون خفيفاً في الليل , ولكنه سيزعجني مع بزوغ الفجر ومع بدء الحركة في الشارع , الديك مانع ؟ )).
    (( لا , ابداً ولكني اتمنى الا يبداء بالنباح عند اول حركة في المطبخ , كما وانني لا يمكني رفض طلبك خاصة بعد ان كنتِ لطيفة مع مارسي هيا , اذهبي انتِ الى غرفتك , وبروك تعال الى جانبي )).
    واخذت تضحك عندما نظر الكلب اليها بخوف , ثم تثاءبت وجلست .
    (( حسناً )) قالت فانسيـا (( سأقوم معه بجولة في الخارج ثم نعود ))
    (( لا تتأخري والا سأنام )).
    نزلة فانسيـا ووجدت جيردم يشرب كأساً من البيرة في الصالة فسعلت وعندما التفت نحوها ابتسمت له .
    (( اريد ان انزه بروك قليلاً , اتريد مرافقتي جيردم ؟ )).
    تردد جيردم قليلاً ثم شرب كأسه وانضم اليها.
    (( لماذا ترغبين فجأة بمرافقتي ؟ كنت اشعر انكِ تتجنبيني , ولست ادري السبب )).
    (( ماهذا الكلام ! )). ونظرت اليه بعيونها الملائكية , (( اذا كنت غاضبة من احد , فأنها ماثي , لو لم تكن من وضع هذه الفكرة في رأسها ... ولكن اخيراً ...))
    (( ماذا تعنين ؟ واي خطأ ارتكبت أنا ؟ .... هيا فانسيا , اخبريني مالذي يشغل بالك )).
    (( ليس بشيء الخطير , كنت أمزح . لقد غيرت غرفتي مع ماثي لأنك تكلمت كثيراً عن ضوضاء الشارع والمطبخ . وخافت ان يزعجها الخدم الذين سينزلون في الصباح )).
    ((اذن , صديقتك انانية جداً )) قال لها جيردم وقد بدا عليه القلق , نكرت فانسيـا ذلك , وكانت تعلم انه هو الاناني .
    (( حسناً , اتمنى ان تنامي جيداً , فانسيـا ولاتكوني فكرة سيئة عني , ارجوك )).
    قد يبدو هذا كلام طبيعياً لكن فانسيـا لم تشك لحظة بمحتوى هذه الملاحظة , ولا بالتعبير الحنون في عيون جيردم السوداء , فتمنت له ليلة هادئة وصعدت السلم , ثم التفت اليه من جديد , ورأته ينظر بعيون ساهمة , وكأن هموم الدنيا كلها في رأسه .
    ترك بروك مع ماتيلدا كان سهلاً اكثر مما توقعت فانسيـا , في البداية , رفض ان تتركه وتذهب , وكل مرة يراها تتجه نحو الباب , يقفز من السرير ويتبعها , ولكنه اخيراً وبعد عدة محاولات , اصبح متعقلاً ونام بهدوء .
    عادت فانسيـا الى غرفتها , لكنها لم تنم , وظلت تنتظر اي حركة على السلم , وبعد ساعتين تقريباً , سمعت طرقات خفيفة على الباب وصوت ينادي بما يشبه الهمس .
    (( ماتيلدا ؟ آنسة راندولف ؟ ارجوك استيقظي )).
    0

  20. #19
    12 -

    *********************************



    وكانت فانسيـا قد رشت شعرها لكي تبدو مشابههة لماتيلدا , فنهضت من السرير ووضعت الشال على رأسها .
    (( ماذا هناك ؟ ايوجد حريق في الفندق ؟ )) سألته بصوت مرتفع .
    فأسرع ووضع يده على فمها .
    (( صه, ستوقضبن كل من في الفندق ! لا اطمئني انها فانسيـا الغبية ! )) .
    (( اوه , ماذا فعلت ؟ ولماذا تزعجني في منصف الليل ؟ )).
    (( لقد هربت ! ولهذا السبب كانت تسألني كم نبعد عن لندن , لقد تركت لي هذه النعتوهة رسالة , واخذت حصاني , ولو كنت تعرفين حصاني تيرور و لأدركت الخطر الذي تواجهه , وهي تقول في رسالتها انها ذاهبة الى صديقة لها في لندن , يجب ان نتبعها ! )).
    (( لماذا ؟اذا كان هذا هو ملتريدة هي...)) سألته فانسيـا محاولة ان تكون غاضبة , فابتسم جيردم.
    (( ليتها الساذجة البرئية , تذكري كلامي عن النساء المسنات المثرثرات , فأنهن سيغظن كثيراً اذا علمن اننا كنا وحدنا في الفندق واحد , ولهذا السبب يجب ان نجد فانسيـا ونعيدها مهما كلف الامر , لكي يبق فريقنا محترماً)) .
    (( آه , حسناً ! سأرتدي ملابسي فوراً )) .
    (( عظيم , سأحظر عربة , هل ستكوني جاهزة بعد عشرة دقائق ؟ )).
    (( نعم , ولكن متى وجدت رسالتها ؟ كم مضى على هربها ؟ )).
    (( لقد رمت الرسالة تحت باب غرفتي , واعتقدت انني نائم , لكني سمعت الضجة , اذن هي لم تسبقنا بكثير )).
    (( حسناً , سأسرع )).
    بعد قليل التقيا في البهو , وفانسيا ترتدي معطف ماتيلدا وتنزل قبعتها على جبينها مع انها تعلم ان خل الشعر الشقراء ستزيل كل اشكوك جيردام , ولكن لا يوجد سبب للقلق.
    ساعدها جيردم في الصعود الى العربة , ثم جلس بجانبها .
    (( لقد طلبت من الحوذي ان يسير ببطء بسب الظلام , وتيرور متعب ولن يبتعد كثيراً , بإمكانك ان تحاولي النوم قليلاً )).

    اسندت فانسيـا رأسها على جانب المقعد , وغفت ولم تستيقظ الا عندما توقفت العربة , فجلست وتثائبة وهي تضع يدها على فهمها كما كانت ترى ماتيلدا تفعل دائماً .
    (( هل وصلنا ؟ هل ترى حصانك ؟ )).
    (( لقد عطتني فانسيا اسم الفندق , وبالكاد اقرأ اسم هذا .... نعم لقد وصلنا )).
    نزل جيروم ثم قال لها بصوت ضعيف .
    (( ابق هنا قليلاً , اريد ان اتأكد اولاً اذا كانت هذه المجنونة هنا )).
    وبعد دقائق عاد جيردم وهو يحمل مصباحاً في يده .
    (( نعم , انها هنا و انزلي ماتيلدا سنتمكن نحن الاثنان من اقناعها وانا متأد انها لا تشك ابداً بالقلق الذي نعيشة بسببها )).
    كان كلامه مقنعاً , ولو لم تكن هي نفسها فانسيـا لكانت صدقته بسهولة ! امسك جيردم يدها ورافقها الى المدخل ثم اشار نحو السلم .
    (( لا تثيري ضجة يا صغيرتي , لا يجب ان نوقظ الجميع , فانسيـا تنزل في الغرفة الاولى الى اليمين , واعتقد من الافضل ان نرها معاً )).
    ترددت فانسيـا قليلاً , تلفتت حولها بقلق .
    (( لماذا يجب ان نصعد ؟ الا يمكننا ان نرن جرس الخدم ليصعد احدهم ويوقظها ؟ )).
    (( الجميع ينام الآن , ماعدا الخادمة التي فتحت لي الباب , تعالي ! )).

    وحاولت فانسيـا ان تدعي انها الآن فقط بدأت تشك بصدق كلامه .
    (( ولكن اين هي هذه الخادمة ؟ لماذا اختفت اصعد انت جيروم , انا .... انا نادمة لأنني رفقتك ! )).
    ترك جيردم يدها , واحاط قامتها بذرعية ودفعها نحو السلم .
    (( لا نقاش ماتيلدا , لقد جئتِ معي , وانا ارجوك لا تصرخي ! ))
    لم يعد بإمكان فانسيـا ان تتظاهر بالخوف , لأنها كانت تخاف حقاً و وتساءلت ماهو هذا المنزل و ولماذا جاء بها الى هنا ؟ .
    (( لا و لا انا لا اريد ! )) وإمسكت بحافة السلم بيديها .
    لكنه جعلها تترك السلم وحملها حتى باب الغرفة المفتوحة , وكانت النار مشتعلة في الموقد , ويوجدزجاجة خمر على الطاولة وبقربها كأسان , وكان السرير واسع ومغطى بشرشف من الحرير , والغرفة مضاءة بالشموع , فشعرت فانسيـا ببعض الاطمئنان , لكنها عادت وشعرت بأن جيردم سيخنقها عندما يعرف هويتها الحقيقية .
    ادر جيردم المفتاح في قفل الباب , ثم دخل وسكب كأسين من النبيذ .
    (( ماتيلدا ياعزيزتي ! كنت اريد لن اطلب يدك للزواج بطريقة تقليدية مختلفة , ولكن لأسف ! اصبحت مقتنعاً اكثر واكثر انك لا تريدين الزواج مني , ولهذا انتِ تفهمين ياصغيرتي ان هذه افضل وسيلة لإقناع والدك بالموفقة على زواجنا انا آسف حقاً لأنني اخفتك , واتمنى ان تقسمي على الانجيل انكِ ستقبلين الزواج مني فوراً والا فأني سأحاول ارغامك وانتِ من ستختارين , ياعزيزتي والآن , اخلعي هذه ...))
    ثم تقدم نحوها , فرفعت القبعة عن رأسها ونظرت اليه على ضوء الشموع , وتمنت لو تغمض عيونها ولكنها ظلت تنظر اليه بخوف كبير .
    عنئذ عرفها جيروم فوراً , واخذ يرتجف من الغضب .
    (( انتِ ! ماهذه الازدواجية ؟ كيف .....)) واخذ يزيل البودرة عن شعرها و ثم امسكها بكتفيها ورماها بعنف على الكنبة , فاعتقدت انه سيضربها بعنف , لكنه امرها بحدة .
    (( اجلسي ))
    فأطاعته بخوف , وجلس قبالتها و وتأملها للحظة واليأس بادِ على وجهه .
    فأحست فانسيـا بالشفقة عليه عندما لاحظت مدى خيبته .
    (( حسناً )) قال غاضباً .
    فأخذت تبحث عن جواب , عن كذبة تنقذها , لكنها فهمت ان الحقيقة فقط هي التي تفرض نفسها .
    (( لقد كذبت عليك , وانا لم اغير غرفتي مع ماثي )).
    ( وهذا مااراه لماذا؟ )).
    (( لقد فهمت انك ستفعل شيئاً من هذا النوع و ولا يمكنني ان اسمح لك بذلك , فماتيلدا صديقتي )).
    فهز رأسه وناولها كأساً من النبيذ , وشرب كأسة جرعة واحدة .
    (( لماذا لم تخبريها اذن ؟ لماذا لم تحذريها مني ؟ )).
    شربت فانسيـا جرعة , واحست ببعض الشجاعة
    (( لم تكن ستصدقني , ولكني لو فعلت , لكانت ماتيلدا قضت عليك , جيردم )).
    ( ماذا تعنين ؟ اتعنين انها كانت ستخبر الجميع بأنني لست شريفاً ؟ )).
    (( نعم )).
    (( ولماذا تقتلين نفسك ؟ )).
    (( يجب علي ذلك , فبعد كل شيء , انت لم تستغلني في مساء اليوم الاول في ذلك الفندق و...))
    __ كان بإمكاني ان افعل , وبامكاني الآن ان افعل )) ونظر اليها بغضب شديد , وخافت فانسيـا وانزوت في زاوية الكنبة وشربت جرعتين من كأسها .
    (( لا , جيروم كنت تريد خطف ماتيلدا بسبب مالها ؟ ))
    فهز رأسة , ونهض وسكب لنفسه كأساً آخر ثم حمل الزجاجة ووضعها بقربه .
    (( نعم , انا بحاجة ماسة للمال , قصري وارضي ... ولكن , ماذا يهم الآن ؟ اعتقد انك لعبتِ ماتيلدا لكي ترغميني على الزواج بك ؟ )). - -
    0

  21. #20
    ********************************
    13

    *





    فنهضت فانسيـا بسرعة لشدة دهشتها , واوقعت الكأس على ثوبها .
    (( يا الهي لا ! هذه الفكرة لم تخطر ببالي ابداً , كل ما كنت اريده ان لا تحصل اية فضيحة , وعندما ستستيقظ ماتيلدا , ستقرأ رسالتي , وستفهم ان كل شيء يسير على مايرام , ولكن يجب ان نعود الى الفندق , وبأسرع وقت ممكن )) ثم وقفت لكنه اشار اليها بأن تجلس من جديد , وعندما لم تطعه فوراً دفعها بعنف .
    (( مستحيل , لقد قضينا ساعتين حتى وصلنا الى هنا و.... ولكن ماذا كتبتِ في رسالتك؟ )).
    نظرت فانسيـا اليه بقلق وهو يسكب كأساً جديداً وادركت فانسيـا انه سيحاول اغرائها , هذا واضح في عيونه , انه اصبح خطيراً و****************اً )).
    (( لقد كتبت لها انني تذكرت مربيتي القديمة التي تسكن بالقرب من هنا , وبأنني استعرت حصانك تيرور , ثم كتبت رسالة اخرى سلمتها للخادم ووقعتها بسمك انت , وكتبت فيها بأنك لحقت بي لأن تيرور بدل العربة لكني اخشى ان هذا لن يفيد بشيء : ياصغيرتي , لقد تركت رسالة انا ايضاً )).
    (( اوه لا ! كنت اعتقد انك ستتركني بكل بساطة و.... و..... لكن هذا ليس مهماً طالما انني لن اكون هناك لأقرأها )) فضحك جيردم بمرارة , ثم شرب كأساً آخر .
    (( بدون شك , ولكني كتبت رسالة ايضاً لولدتي , وهي تنزل في الفندق الذي مررنا امامه بالامس , واسمه ...))
    (( تايل هاوس , نعم لقد رأيتك تخرج من الاسطبل )).
    (( نعم , لقد توسلت اليها ان تتجه فوراً الى الفندق الريزان , وان تصل اليه قبل الساعة الثامنة صباحاً لكي ترافق فتاة موجودة هناك وحيدة حزينة , واخبرتها بأنني انوي اغراء وريثة ثرية , وطلبت منها المساعدة في هذه المسألة )) ثم ضحك بمرارة واضاف .
    (( يالهي ! لن تسامحني ديمتريا ابداً ! ان اخطأ بالفتاة ! ان اخطف الآنسة البسيطة بدل الآنسة راند ولف الثرية ! كل هذا لأنني لم آخذ في الحسبان طيش فتاة ملعونة غبية ! )).
    (( لكنك لن تخطف احداً , جيروم , كل شيء سيتدبر وستقرأ والدتك الرسالة , وستأتي الى الفندق , لكنها ستفهم فوراً بأنه سواء تفاهم عندما ستجد نفسها وجهاً لوجه امام ماتيلدا رندولف ! ))

    (( لم يسبق لها ان رأتها من قبل , ووالدتي ستدخل الى بهو الفندق وستصرخ بأعلى صوتها , انها جاءت لإنقاذ الآنسة رندولف من مصيبة اكبر من الموت ! وهكذا , يا صغيرتي سيعلم الجميع ان الآنسة رندولف خطفت , نعم ولهذا السبب طلبت من والدتي ان تتدخل )).
    (( اذن يجب علينا ان نعود فوراً لكي نمنعها من الوصول الى الفندق ! )) ونهضت لكن جيردم نهض ايضاً وامسكها وضمها اليه , واحست الفتاة بضربات قلبه .
    (( لقد فات الأوان بالنسبة لذلك , وفات الأوان بالنسبة لك ! بالتأكيد انا لن اتزوجك ولكن ....))
    واطبق شفتيه على شفتيها وكأنه يريد معاقبتها , ارادت الفتاة ان تصرخ لكنه منعها واجبرها على فتح شفتيها , وهو يفك ازرار قميصها , واحست باصابعه على جسدها لكنه خنق كل محاولاتها للتخلص منه .
    وفجأة تركها لإاخذت تبكي وخبأت وجهها بيديها .
    (( الى السرير ! )) امرها بحدة .
    (( ماذا ؟ لكن .... )) واحست بالدوار , وادركت ماذا سيفعل , انه غاضب جداً لأنها افسدت مخططه , ويريد معاقبتها لأنها جعلته يخسر تلك الوريثة ! تقدم جيردم , نحوها وعيونه تلمع ببريق لم يسبق لفانسيـا ان رأته , وجفت حنجرتها ولم تعد قادرة على الكلام .
    (( لا , لا ! جيردم ارجوك ..)) ومن خلال الدموع رأته يقترب منها اكثر وقد اصبح شكله مخيفاً .
    (( نعم , نعم ! ايتها الفتاة الغبية ! )).
    ثم حملها ورماها بعنف على السرير .
    اصبح بروك الكلب الصغير مطيعاً عندما فهم ان سيدته تريده ان يقضي هذه الليلة مع ماتيلدا , لم يكن سعيداً , لكنه امتثل لرغبتها , وكان سيبقى هادئاً حتى الصباح لو لم يسمح حركات في الممر فأدرك ان هذا الرجل هو نفسه الذي ضمد جروحه , والذي كان يتكلم دائماً بحنان مع فانسيـا .
    فتردد قليلاً وحرك ذنبه بهدوء , زائر ! اينبح قليلاً ؟ لكن لم يعلمه احد ان يقوم بأي انذار , فاكتفى بالجلوس وثبت نظراه على الباب مستعداً للقفز اذا اقتضت الظروف .
    لكنه سمع الرجل يتكلم مع فانسيـا ثم سمع خطوات الرجل يبتعد و وفانسيـا تغلق الباب وراءه , وعندما لم يعد يسمع شيئاً عاد الى النوم ولكن بعين واحدة , وكان قلقاً دون ان يدري سبب قلقه , وعندما خرجت فانسيـا من غرفتها وابتعدت بهدوء , نهض بروك فوراً , وسمعها تنزل السلم وتجتاز المدخل , ثم سمع وشوشة , ثم فتح باب الفندق واغلق من جيدي , فأسرع الكلب نحو الباب لكنه لم ينجح في فتحه , لقد رحلت سيدته وتركته وحيداً منسياً .
    عندئذ قفز الى سرير ماتيلدا واخذ بنباح , ولكن عندما لم تتحرك بدأ ينهش بالفراش بقوائمه , ويحاول ابعاد الغطاء عن ماتيلدا , فنهضت ماتيلدا وبدأت تصرخ وتشتمه .
    وعندما فتحت له الباب اخذ يروح ويجيء في الممر , ثم عاد وكأنه يريد منها ان تتبعه , لكن ماتيلدا سرت لأنها تخلصت منه , وعادت للنوم , اما بروك فلم يتردد ونزل السلم واخذ يبحث بصمت ثم عاد وصعد السلم كالسهم وجلس امام باب غرفة ماتيلدا وعاود النباح , لكنها لم تفتح له , استيقظ بعض الزبائن الفندق واضطروا ماتيلدا لكي تخرج من غرفتها وهي في قمة الغضب , وما ان رآها بروك حتى اسرع الى باب غرفة فانسيـا وعاد للنباح من جديد , فخطرت ببال ماتيلدا افكار سوداء , وقلقت على فانسيـا ففتحت باب غرفتها واشعلت الضوء وكانت دهشتها كبيرة عندما وجدت السرير خالياً .
    فنظرت الى الكلب بشيء من الاحترام , لقد كان محقاً , ولكن الى اين ذهبت فانسيا في هذا الليل ؟ ادرك بروك انه استطاع افهام ماتيلدا , فعاد ونزل السلم , واخذ يضرب الباب الخارجي بقاوائمه ثم صعد من جديد , فأخذت ماتيلدا تبحث في الغرفة عن تفسيرات لهذا اللغز , واخيراً وجدت رسالة موجهة لها بخط صديقتها , ففتحت الورقة وقرأتها بسرعة.
    (( عزيزتي ماتيلدا .
    لا تقلقي اذا لم تجديني في غرفتي , بما ان الطقس جميل جداً هذا الصباح , فلقد قررت زيارة مربيتي القديمة التي تسكن قريباً من هنا , واخذت الحصان تيرور , سأعود قبل الغداء , فانسيا )) .
    عادت ماتيلدا الى غرفتها وهي تشعر بحيرة كبيرة , هذا لا معنى له كيف توقعت فانسيـا ان هذا الصباح سيكون جميلاً ؟ فالنهار لم يطلع بعد , وهذا ليس وقتاً للقيام بزيارات وعلى جواد ؟ .
    فقررت ان توقظ جيردم , لأنه سيكون غاضباً اذا لم تخبره , لكنها لم تكن تعلم في اية غرفة ينام , ولكن بروك كان بضجته في الممر مما ايقظ احدى الخادمات التي خرجت من غرفتها وهي تحمل شمعة بيدها .
    (( ماذا هنالك ؟ )) سألت الخادمة ماتيلدا بقلق (( هل يوجد لصوص في الفندق ؟ )) .
    (( لا , لكني لا استطيع اسكات هذا الكلب , واريد اعادته الى سيده , ولا اعرف اية غرفة ينام السيد هاركورت , ايمكنك ان ترشديني الى غرفته ؟ انه ذلك الشاب الانيق صاحب الشعر الاسود )).
    (( نعم , نعم انه في آخر الممر الى جهة اليمين , تصبحين على خير آنسة )).
    0

الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter