بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... أما بعد
وددت أن أطرح هذا الموضوع لما فيه من جدل كثير و واضح و يؤدي إلى مشكلات لا حصر لها ... ألا و هي الوصاية الأخلاقية في الدبلجة
و من خلال طرحي له فإني أرغب فيه بتوضيح نقاط و إبراز الأسباب و ليس لإثارة المشاكل و الجدل .. فلهذا الموضوع خطورته و أهميته .. و لست به منحازة إلى جانب أو آخر و إنما أعد نفسي من المحايدين ... كما أرجو بعد قراءة الموضوع كاملاً .. إضافة الآراء دون إثارة المشاكل و التسبب بإغلاق الموضوع ... و بسم الله نبدأ ..
لا أحد ينكر بالتأكيد حاجتنا نحن الأمة الإسلامية بالذات إلى الرقابة على المسلسلات الكرتونية "الأنميات" .. و كوننا أمة إسلامية ذات دين و أخلاق فإن هذه الرقابة ضرورية ...
أولاً: رقابة الملابس:
بالنسبة للأطفال الصغار فإنهم يعيشون في مجتمع طاهر اعتادوا فيه على رؤية الحشمة في الملابس و لم يتعرفوا على تلك التي تكشف العورات .. فإذا لم نقم بحجب هذه المناظر عنهم فسيبدأ العقل بالتفكير .. لماذا؟ لماذا ترتدي هذه الفتاة تنورة قصيرة مثلاً؟ لماذا تكشف الفتاة عورتها على عكس الفتى الذي يغرق نفسه بالملابس بارتداءه البنطال و القميص و ربطة العنق و السترة؟ ياإلهي كل هذا!! و السبب بالتأكيد من وراء هذا كله هو الإثارة و هي من الخطورة بماكان .. و لسنا بحاجة إلى الشرح و التفصيل في هذا الجانب حيث أن أفكار الأطفال قد اتلفت بسببها و إن قال أحدهم أن الأمر عادي إنها مجرد تنورة قصيرة فإنها مصيبة أكبر فالاعتياد على مثل هذه المناظر تؤدي إلى رؤية ماهي أكثر منكراً .. و أنا هنا أتكلم بالذات عن نفسي فبعد رؤية المصائب تلو و المصائب هانت علي المناظر و صرت أقول إنها رسوم كرتون !! عجيب !! و لكن بعض الرسوم تجسد بالشخصية لتحاكي بها الواقع تماماً .. غير بعض الرسوم التي نرى رسمها بسيطاً لا إثارة للأجسام فيه و قد يكون هنا عرضها عادياً و لا داعي لقطعه ..
و من هنا آتي بمثال من مسلسل يوغي يو .. قد يظن أحدكم أن هذا المسلسل لم يخضع للرقابة أبداً .. لكني أقول و بكل صراحة أنه خضع للرقابة و من أين؟؟ من شركة الدبلجة الأمريكية !! هل يعقل؟؟ نعم يعقل فبعدما رأت أمتهم الويلات من هذه المسلسلات احتاجوا للرقابة التي لجأوا إليها و الدليل أن النسخة اليابانية تختلف تماماً عن النسخة الأمريكية في الوحوش ..
المقارنة:
النسخة اليابانية: للوحش ملابس خليعة مخلة بالأخلاق و تصل في بعض الأحيان إلى حد العري!!
النسخة الأمريكية: قاموا بحجبها بتقنيات الحاسوب كي لا تخل بعقل الطفل ..
من هذه الوحوش التي خضعت للرقابة – اعذروني على أسماءها الانجليزية فلم أعرف أسماءها في النسخة العربية - :
Gemini elf: هذه صورة للبطاقة... الجزء العلوي من اللباس مضاف و ليس أصلياً...
Dark magician girl: قللوا من تجسيد جسمها!!
وحش الدفاع : بطاقة دفاعية لاأذكر اسمها فعلاً .. لكنها ظهرت في مبارزة يوغي ضد جوي عندما تمكن ماريك من عقل جوي .. و كان يوغي هو من فعَّل البطاقة ... و البطاقة عبارة عن فتاة غير محتشمة أبداً .. أضيفت لها الملابس في الدبلجة الأمريكية ..
وحوش أخرى إذا أظهرت أماكن أخرى من جسدها ... كلها تتعرض للتستير من قبل الدبلجة الأمريكية .. و هذا الكلام ليس من عندي و إنما كلام موثق و أكيد كل التأكيد ...
هم الآن يخضعون برسومهم للرقابة و نحن نقول لسنا بحاجة للرقابة حتى تتدهور و تنتهي بنا الأمور في حفرة لا خروج منها!! أنننتظر أن تنحط أمتنا كما حصل لأمتهم ثم نقول: آه .. والله الآن عرفنا أهمية الرقابة فقط!!؟؟
ومع أن أمتهم ليست بحاجة للرقابة أبداُ ... إلا أنهم يحاولون إعادة الأمر السليم .. أرأيتم؟؟ إنها الفطرة الانسانية التي جبل عليها البشر !!
قد يظن البعض أن الطفل لا ينتبه لمثل هذه الأشياء و لكنه أشد انتباهاً منا لها .. فأنا عن نفسي عاشرت مجموعة من الأطفال ما إن ترى الفتاة ببنطال فقط .. حتى تكرهها أو عندما تراها برفقة شبان حتى تشتمها لأذنيها .. إن أطفالنا اعتادوا على البراءة في أفكارهم و هم بحاجة أشد الحاجة لمثل هذه الرقابة .. و بعض الأطفال على عكسهم تماماً فهم شياطين في أفكارهم .. فما إن يروا مشهداً حتى يفتحوا عيونهم و يقولون: هه!! هذا عيب لقد قام ذلك الفتى ب(......) الفتاة .. انظر .. تعال .. هه!!
ياللدهشة !! لم يعتد أطفالنا على رؤية هذه الأشياء في حياتهم فهذا يعني أن المشهد قد فتح عقولهم على أشياء ليسوا بحاجة لأن يتعلموها في سنهم ..
ثانياً: رقابة المقاطع البشعة:
كالقتل و التعذيب و غيره .. و مشاهد الأكشن الزائدة عن الحد أو الخطرة.. و هذه لا كلام عليها إلا ان بعضها لايحتاج للحجب ...
و قد قامت شركة فور كيدز الأمريكية بدبلجة الأنمي الرائع ون بيس و انظر أخي القارئ و تأمل في المشاهد المحذوفة ..
1. مشهد كامل حذف عندما كان لوفي صغيراً في الحانة و تحدى فيها لصوص الجبال ليقع في مشكلة معهم .. مقطع لا شبهة عليه فلما الحذف؟؟
2. في النسخة اليابانية نامي تتجه نحو فتيل الفنبلة المشتعلة لتمسكه بيدها و تظل تصارع الألم لإطفاءها و من ثم تصرخ من الألم بينما ماحدث في النسخة الأمريكية هو أنها اتجهت نحو الفتيل و صرخت فور إمساكها له: حااااااااااااااااااار!! و قد استمر المشهد في النسخة اليابانية أطول بكثير منه في النسخة الأمريكية الذي انتهى بسرعة البرق!!
3. رجل يهدد لوفي بقتل صاحبه بالمسدس في النسخة اليابانية تحول إلى آلة عجيبة الشكل في النسخة الأمريكية
4. أحد بحارة شانكس أطلق النار على رأس لص أمام الجميع ليصرخوا في ذهول .. و سقط اللص صريعاً بالتأكيد .. اما النسخة الأمريكية دبلجوا قول شانكس بعد سقوط اللص قتيلاً إلى: عندما يستفيق فليخبره أحدهم أنها كانت مخدرة و حسب!!!!!!!!
5. أحدهم يوجه المسدس لرأس شانكس .. تحول في النسخة الأمريكية إلى مسدس ذو سدادة مطاطية ..
و هذه هي الصور ...
الجزء الأيمن هو النسخة اليابانية أما الأيسر فهي الأمريكية .....
ثالثاً: الرقابة الرومنسية:
لسنا بحاجة للتفصيل فهي ضرورية كل الضرورة لعدم إفساد أخلاق العامة .. و من الأفضل أن يتعرض بعضها للتحريف و تقطع مشاهدها دون شك ..
قد يعتقد البعض أن الدبلجة العربية الآن قد بالغت في الحذف و التحريف و أن الدبلجة القديمة كانت تتسم بالصراحة و النقل الكامل للنص .. الأمر صحيح و لاحاجة للإثبات لكن كان منها ماتعرض للتحريف عند الضرورة .. منهما مسلسل ليدي أوسكار .. الذي يتحدث عن قصة رومنسية رائعة لم يكن بوسعهم التحريف فيها بالإضافة إلى مسلسل جورجي و قد تعرض للتحريف في العديد من مشاهده ..
أما المشاهد التي حذفت في أوسكار فكان منها حلقة كاملة تتعلق بالقمار و مشاهد أخرى فيها الكلام مخل بالأخلاق كل الخل لذا يصعب علي ذكرها و هي تقريباً 4 أو 5 مشاهد حرفت !!
مسلسل جورجي تعرض لتحريف بسيط حيث أن الفتى النبيل لويل واعدها بالزواج عندما كان في الكهف و لكن الكلام كان مختلفاً تماماً .. كما وجد تحريف مشهد في نهاية مسابقة الرمي و بعد مغادرتها استراليا الكثير من الكلام و المحادثات مختلفة و محرفة ..
أما عن سبب أن الدبلجلة القديمة كانت واضحة و صريحة فهي أننا لم نكن نهتم أو نعي الكلام الدقيق للحب و غيره فلم تكن تعني لنا شيئاً إطلاقاً و حتى اللباس أيضاً و أكبر دليل هو عرض مسلسل الماسة الزرقاء كلكم يذكر لباس البطلة فيه لم يكن محترماً أبداً و لكنه الآن عند أطفالنا كبيرة من الكبائر .. فلماذا نفتح عقولهم على مثل هذه الأفكار؟؟
و ليس قصدي هنا الانتقام أو الاقتصاص من أولئك الذين يتحاملون على الرقابة الحالية و إنما توضيح أننا بأمس الحاجة إليها مهما تغيرت الدنيا و الأحوال .. من يقول أن الدنيا تطورت و تغيرت و أصبحنا في عصر الانفتاح أقول له أننا أمة عربية إسلامية تأبى أن تقودها تطورات الأمم الأخرى إلا أن يكون في منفعتها و منفعة أمتها أما أن تتطور الأمة بالسفور و المجون فهذا لا يعد تطوراً و إنما تخلفاً و النزول بالإنسان إلى المرحلة البهيمية التي لا يهمها سوى المتعة و اللذة و العيش دون دين أو أخلاق .. صحيح .. نبادل الأمم آرائنا و أفكرنا و هم كذلك و لكننا لا نأخذ كل ماهب و دب .. و بدلاً من أن يكونوا هم الجانب المؤثر لما لا نكون نحن من يؤثر؟؟؟؟
اسمحوا لي إن كان الموضوع طويلاً .. و لكنه بحاجة إلى الشرح و التفصيل حت ى أكثر مماذكرت .. و أرجو مرة أخرى أن لا تكون الردود عليه مسببة للمشاكل حتى لا يتم إغلاقه ..
إذا كان لديكم ردود أو استفسارات أو إضافات مفيدة فأرجو أن لا تبخلوا و إن كان موضوعي فيه بعض الأخطاء أو النقص فكلنا بني آدم و بني آدم خطاء ..
المفضلات