منتهى الجنون
خطة أمريكية لتشويه الخطاب الديني لدى المسلمين
لا يمكن لعقل أن يتصور كيف تفكر الإدارة الأمريكية الآن ، فلقد أصبحت تتدخل في كل كبيرة وصغيرة في العالم ، حتى أحوال الناس الشخصية والدينية أصبحت تتدخل فيها، ومن ذلك ما نشرته صحيفة الأسبوع المصرية من أنه جري بالفعل تشكيل لجنة داخل الخارجية الأمريكية أطلق عليها لجنة تطوير الخطاب الديني في الدول العربية والإسلامية، وأن هذه اللجنة انتهت من إعداد تقريرها النهائي، وأن الإدارة الأمريكية ستبلغ الدول العربية بمضمون هذه التوصيات في نشر الدعوة الدينية، أو كل ما يتعلق بأمور الدين الإسلامي. وتشير المعلومات إلي أن تقرير اللجنة أكد أهمية أن يتم التركيز علي تقليل الاهتمام بالجانب الديني في الحياة الاجتماعية العامة، وأن يبرز الدور الديني كمعيار ثانوي في أساليب الحياة الاجتماعية للمواطنين! ، حيث يري أن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت إلي انتشار الموجات الإرهابية هو الاهتمام بالجانب الديني في فترة السبعينيات.
ويري التقرير أن إحدي الوسائل الأساسية للقضاء علي الجانب الديني يجب أن تتضمن اغراق الشعوب العربية والإسلامية بأنماط مختلفة من الحياة العصرية الغربية، وأن نقنع شعوب هذه المنطقة بالتسابق إلي حيازة أنواع مختلفة من أدوات التكنولوجيا الحديثة، وأن يتم نشر أنماط جديدة من التنمية في هذه المجتمعات تعتمد بالأساس علي الأسلوب الغربي.
ويقول تقرير اللجنة: إن هناك مشكلة أساسية تواجههم في مصر وهي أنه مع زيادة معدلات الفقر وانتشار البطالة فإن هناك تفكيرا تلقائيا ينشأ لدي الأفراد في اللجوء إلي الدين كوسيلة للخلاص من متاعب وأزمات الحياة الاجتماعية، وأنه لذلك يجب التركيز علي تطوير الخطاب الديني في مصر تحديدا. وحسب المشروع الأمريكي فقد تم التركيز علي مصر في برنامج المعونة الأمريكية الجديدة بعد أن جري التوصل إلي نتيجة مفادها أن الدعاة المصريين ورجال الدين المصريين هم الأكثر شهرة وتأثيرا في بقية الدول العربية والإسلامية، في حين احتل رجال الدين السعوديون المرتبة الثانية.
ويري المشروع أن خطة تطوير الخطاب الديني في مصر سيجري تنفيذها من خلال دورات تدريبية مكثفة، وهذه الدورات ستنعقد بين القاهرة وواشنطن وأن مدة كل دورة تدريبية ستكون ستة أشهر، ويلتحق بها من 500 600 من الدعاة ورجال الدين المصريين يمكثون منها ثلاثة أشهر في واشنطن وبقية المدن الأمريكية، وثلاثة أخري في القاهرة. وسيتم اختيار عدد من رجال الدين الكبار الذين يرفضون الإرهاب ولديهم تفسير عقلاني للدين، وذلك ليكونوا محاضرين رئيسيين في هذه الدورات التدريبية، كما يحصل رجال الدين هؤلاء أيضا علي دورات تدريبية مدتها شهر واحد في واشنطن تتضمن كيفية إلقاء المحاضرات والتركيز علي الجوانب المعنية من هذه الخطة.. وتشمل خطة تطوير الخطاب الديني التركيز علي مفردات هذا الخطاب وليس موضوعاته فقط، خاصة ما ! ورد في القرآن أو في أقوال سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الحديث لأنه وفق رؤيتهم فإن هذه المفردات هي التي تشكل السلوك العام والتفصيلي الذي يلتزم به الأفراد، بل إن هذه المفردات هي التي تؤدي إلي الإرهاب كما يرون. وعلي سبيل المثال يقول المشروع: إنه بعد أن تشاور أعضاء اللجنة مع عدد كبير من أبناء الجالية الإسلامية في أمريكا رأوا أن لفظة الجهاد يجب أن يتم قصر معناها علي جهاد النفس مع الالتزام بالعبادات فقط، وبالتالي يجب ألا يمتد معناها إلي القتال أو التحريض عليه أو أية تفسيرات أخري .
أما لفظة اليهود فيجب أن يكون التفسير هو أنه لا يقصد بهم اليهود أو الإسرائيليون الذين يعيشون في عصرنا حاليا، وإنما المقصود بهم قوم من البدو المتنقلين الذين عاشوا في الماضي السحيق، وأن أسباب الخلافات بين هؤلاء اليهود وأصحاب الرسول محمد (صلي الله عليه وسلم) في ذلك الماضي غير معروفة علي وجه الدقة حتي الآن، وأنه لا يجوز أن يمتد العداء مع اليهود الذين يعيشون حاليا بسبب عداء غير مفهوم تم في الماضي القديم!! وهكذا تسعي اللجنة إلي تمرير هذه الأفكار من خلال خطة تطوير الخطاب الديني الذي يوصي برفع شعار الع! الم الأفضل والذي من خلاله تتشكل لجنة دينية عليا من المحمديين والمسيحيين واليهود تهدف ¬كما يقول المشروع ¬إلي تبصير كل شعوب العالم بالتقاء وجهات النظر والتقارب بين الديانات الثلاث.
<<<<<<<<<continue
المفضلات