بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
منذ ظهور شبكة الأنترنت و أنتشارها الكبير في العالم ظهرت معها العديد من المواقع العلمية و الثقافية و السياسية و الترفيهية و من أشهر المواقع الترفهية في العالم هي مواقع المحاثة.
ما هي غرف المحادثة ؟
هي عبارة عن أماكن افتراضية على الإنترنت حيث يستطيع الأشخاص كتابة رسائل تظهر على الفور تقريباً على أجهزة كمبيوتر الأشخاص الآخرين . فهي مكان مبرمج بلغة جافا (في الغالب) لأنها ذات سرعة وكفاءة، يدخل المستخدم فيها باسم مستعار وكلمة مرور، فهذه المنطقة تعد عالماً جديداً بالنسبة للشباب،حيث يجتمع فيه أناس من أجناس وجنسيات مختلفة،حيث التخاطب فيها يتم بالكتابة المباشرة، وأحياناً بالصوت والصورة أيضاً.
ما هو رأي الأسلام بالمحادثات (chat ) عبر الأنترنت ؟
قد سئل الشيخ ابن جبرين : ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات علما بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟
فأجاب :
لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه ؛ لما في ذلك من فتنة ، وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها ، ويغريها به ,ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير يجب الابتعاد عنها وإن كان السائل يقول : إنه ليس فيها عشق ولا غرام. ولاشك أن التخاطب عبر الشات أبلغ أثرا وأعظم خطرا من المراسلة عن طريق البريد .
والله أعلم .
ولا يجوز تكوين صداقات بين الرجال والنساء عبر هذه الوسائل للأسباب التالية:-
1-لأن هذا من اتخاذ الأخدان الذي نهى الله عز وجل عنه في كتابه الكريم.
2-لأنه ذريعة إلى الوقوع في المحظورات بداية من اللغو في الكلام، ومرورا بالكلام في الأمور الجنسية وما شابهها، وختاما بتخريب البيوت، وانتهاك الأعراض.
3-لأنه موطن تنعدم فيه الرقابة فلا خوف من رقيب ولا حذر من عتيد .
4-لأنه يستلزم الكذب إن عاجلا أو آجلا، فإذا دخل الأب على ابنته ، وسألها ماذا تصنع، فلا شك في أنها ستلوذ بالكذب وتقول: إنني أحدث إحدى صديقاتي .
5-لأنه يدعو إلى تعلق القلوب بالخيال والمثالية حيث يصور كل طرف لصاحبه أنه بصفة كذا وكذا، ويخفي عنه قبائحه، فإذا بالرجل والمرأة وقد تعلق كل منهما بالوهم .
ويقول الشيخ عبد الخالق الشريف- من علماء مصر- لشاب سأله عن نفس السؤال :-
ما الغرض من هذه المحادثة، وإذا كان بغية التبادل الثقافي والفكري والمعرفي والمحاورة، فلماذا لا يكون مع شاب مسلم، وماذا أنت قائل لشاب يفعل ذلك مع أختك أنت, فابتعد واستمع إلى هذا الحديث المتفق على صحته "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمها كثير من الناس فمن بعد عن الشبهات (نكرر بعد) فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام"، أسأل الله أن يحفظ أبناءنا وشباب المسلمين من هذا كله.
و يضيف : لا يوجد ما يُسمَّى علاقة عادية مع البنات.
قال عمر بن الخطاب: (لا تجالس امرأة وحدها ولو كنت تدرسها القرأن)
والله أعلم .
و يقول المفتي د . رياض بن محمد المسيميري :أنَّ ديننا العظيم قد حذرنا أشد تحذير من إقامة العلاقات بين الجنسين خارج نطاق الزواج، وأوصد الباب بشدة أمام مصيبة برامج التعارف التي انتشرت عبر شبكة الإنترنت،فهي فتنة.
ما هو رأي علم الأجتماع بغرف المحادثة ؟
الدكتور الحربي : التوعية ووضع الجهاز في مكان بارز أحد الحلول.الدكتور عبدالكريم بن عبدالله المجيدلي الحربي المتخصص في علم الاجتماع يقول : أن أكثر ضحايا غرف الشات، هن الفتيات لأنهن أكثر انسياقاً وراء العاطفة .ويضيف : لقد أجريت دراسة بعنوان (الإنترنت ودوره في الانحراف والجنوح) وأن نسبة من لديهم إنترنت داخل المنزل وضعت في غرف خاصة 87,8 ٪، وأن أغلبهم يترددون على المواقع الفنية والشات بواقع 50٪، ويقول الدكتور الحربي أيضاً : قد أثبتت إحدى الدراسات أن 90٪ من مستخدمي الإنترنت بالوطن العربي يستخدمونها للتسلية. ومن هنا يقع اللوم على أولياء الأمور الذين يتركون أبنائهم يسرفون باستخدام الإنترنت وخاصة غرف الدردشة.وعن الحلول والعلاج يقول : أولى وسائل العلاج التوجيه السليم لسلوك الأبناء وضبط استخدامهم للإنترنت، كذلك تحديد أوقات لاستخدام الأنترنت ,كذلك وجوب تقليص درجة الخصوصية للأبناء بحيث يوضع الجهاز المتصل بالإنترنت في مكان عام كالصالة مثلاً بحيث تحد الرقابة من الاستخدام السيئ للشبكة.و يضيف الدكتور محمود محمد أستاذ قسم الاجتماع في جامعة عين شمس أن أكثر المواقع أستخداما هي مواقع غرف الدردشة .
ما هو رأي علم النفس بغرف المحادثة ؟
في الدراسة التي أجرتها "كيمبرلي يونغ" أستاذة علم النفس بجامعة بيتسبرج في برادفورد بالولايات المتحدة الأمريكية أظهرت أن 6% من مستخدمي الإنترنت في العالم في عداد المدمنين، وهناك دراساتٌ تؤكد أن 64% من وقت الشباب على الإنترنت موجه للشات؛ هذا بالإضافة لدراسات أخرى تؤكد أن المنطقة العربية تستخدم الإنترنت بنسبة 90% في نطاق الترفيه والتسلية؛ وربما يرجع ذلك إلى أن النسبة العظمى من المستخدمين هم من فئة الشباب وصغار السن والتي تمثل 50% وهؤلاء لديهم أوقات فراغ كبيرة بالإضافة إلى ارتفاع قيمة الترفيه وعدم وجود برامج متنوعة ترفع قدراتهم الذهنية وتذكِّي قدراتهم بالإضافة إلى جانب نفسي أساسي أن فئة الشباب من الجنسين يفتقدونه وهو الإشباع العاطفي من الطريق الشرعي السليم فيقوم بإشباع وهمي من خلال الشات والتواصل مع عوالم جديدة يجهلها.
ما هو رأي علم الأقتصاد بغرف المحادثة ؟
يؤكد لنا الدكتور علي حافظ- أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة- أن هناك تأثيرًا مباشرًا لاستخدام الإنترنت على الاقتصاد، فالموظف الذي يسهر لبعد منتصف الليل يستحيل أن يملك نفس القدرة الذهنية أو ينتج بكامل طاقته المطلوبة ولكنه سيهمل واجبه، فالاقتصاد القوي يبنيه أناس جادون، والحل في رأيه أن الشباب بحاجة إلى التوجيه لأن يشغلوا وقت فراغهم وجهدهم بشكلٍ مفيد، وذلك بأن يتعلموا حرفة أو مهنة أو يهتموا بالقراءة.
لماذا يضيع الشباب وقته في مواقع الدردشه السخيفة؟
للترفيه والتسلية و لعدم وجود هدف والشعور بالملل والفراغ القاتل وعدم الشعور بالقيمة والرغبة في الهروب من واقع أليم والرغبة في خلق عالم خاص أو محاولة إيجاد أسرة بديلة للأسرة التي يفتقدونها بالواقع أو العزلة الاجتماعية أو الرغبة في التعبير عن رأيه والتنفيس عمَّا بداخلهم أو الرغبة في ممارسة متعة قوية يشعر بتحقيقه لذاته من خلالها . ولعلَّ أكثر ما يعجب الشباب في التواصل عبر شبكة الإنترنت هو عنصر المجهول، وهو ما يُضفي شعورًا بالحرية والانطلاق على العلاقاتِ الناشئة عبر شاشاته.
أما بالنسبة للفتيات فهن يلجأن إلى الإنترنت للبوح بمشكلاتهن خلف أسماء مزيفة و حرية التعبير عن رأيهن و الأفصاح عما يعانينه و ما يشعرن به ففي ضوء دراسه أجراها عدد من الباحثين في أمريكا على مجموعة من الطالبات أثبتت أن معدل الأفصاح عن الذات في المحادثات عبر الإنترنت يزداد مع غياب الأسم . تقول نوران عبد الكريم (25 عامًا- خريجة آثار) : أقضي على النت ما لا يقل عن 12 ساعة يوميًّا، فأهلي يسيطرون على اختياراتي، أما النت فهو حياتي التي أبنيها أنا وحدي، أنا مَن يختار أصدقاءه وكلامه، وأنا مَن يبني مجتمعه واهتماماته، دون أن يشاركه أحدٌ في الاختيار؛ وتضيف: أشعر بالاستقلالية وبقوة شخصيتي هذا بالإضافة إلى متعة إنني مجهولة،آخذ رأي مستشارين وأصدقاء في مشاكلي الشخصية عبر المنتديات المخصصة للفضفضة وعبر غرف الشات الخاصة ممن اتخذتهم أصدقاء،
يتبع ............................................
المفضلات