*من أسباب تذكر الموت أمور سوف ألخصها لكم في ثلاثة أسباب:
*السبب الأول:
أن تزور القبور –بالنسبة للرجال- وأن تكثر من زيارتها فلا تلهك الأسواق عن زيارة القبور ولا المعارض ولا القصور ولا الدور ولا الحفلات ولا الأشجار والحدائق.
*اجعل زيارة واحدة للقبور ثم قف قليلا وتذكر..أين زملاؤك الذين عاشوا معك؟..أين الذين عرفتهم وعرفوك؟..أين الذين ضاحكتهم وضاحكوك؟
*عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد صلى العيد بالناس وخرج,فلما مر بالمقبرة وقف وبكى بكاءً طويلا..ثم قال: يا أيها الناس هذه قبور أجدادي وآبائي وأخواني وجيراني.
أتدرون ماذا فعل بهم الموت؟
ثم بكى طويلا فقال الناس: ماذا فعل يا أمير المؤمنين؟
قال: يقول الموت: إنني فقأت الحدقتين, وأكلت العينين, وفصلت الكفين من الساعدين, والساعدين من العضدين, والعضدين من الكتفين, والقدمين من الساقين, والساقين من الركبتين, وفصلت كل شيء على حدة!
ثم بكى فبكى الناس جميعا البر والفاجر.
*هذه المواعظ التي تعطيك دروسا لا تنساها أبدا, فلابد أن تقف عند المقبرة ولو مرة في الأسبوع لتتذكر أباك وعمك وخالك وأمك وجدت, تتذكر من صرعوا بهذا المصرع.
*السبب الثاني:
أن تقرأ كتاب الله بتدبر فتتباكى إذا لم تبكِ
يقول عمر: إذا لم تبكوا فتباكوا.
اقرأ وقف قليلا وتدبر لعل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك إنابة وأن يعيدك إلى حزبه.
*السبب الثالث:
صحبة الصالحين..ففي الجلوس معهم تتنزل الرحمات من السماء وتحفك السكينة ويغشاك الله بفضل من رحمته ويذكرك الله فيمن عنده. فيذكرونك بالموت وبالحياة الأخرى..ولا يلهونك عنهما بلهو أو لعب كغيرهم من الجلساء غير الصالحين.
*يقول الشاعر:
أتـيـت القـبـور فـنـاديـتـهـا....أيـن الـمـعـظـم والمـحـتقـر
تفانوا جميعا فما من مخبر...وماتوا جميعا ومات الخبر
فيا سائلي عن أناس مضوا...أما لـك فيما مضى معتبـر
تروح وتـغـدو بـنـات الثرى....فتمحوا محاسن تلك الصور
*قصة:
خرج رجل من الصالحين من مدينة الرياض متوجها إلى مكة مع زوجته وكانت صائمة, قائمة, ولية من أولياء الله الصالحين
خرج يريد العمرة ولكن قبل السفر ودعت الزوجة أطفالها وكتبت وصيتها وهي تبكي كأنه ألقي في خلدها أنها ستموت, فتعجب الرجل من حال زوجته
ثم ذهب واعتمر هو وإياها ثم أراد العودة إلى الرياض.
وفي الطريق جاء الأجل المحتوم إلى زوجته..لقد أنفجر إطار السيارة فانقلبت بهم ووقعت المرأة على رأسها وتوفيت في الحال لكنها إن شاء الله شهيدة,
خرج زوجها من الباب الآخر للسيارة, ووقف عندها وهي في سكرات الموت تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله...الله...الله...الله!
وتقول لزوجها: عفا الله عنك, اللقاء في الجنة...بلغ أهلي السلام.
ثم لفظت أنفاسها. أسأل الله أن يجعل أول ليلة لهذه المرأة في القبر سرورا وحبورا, وأن يجمع تلك الأسرة في الجنة وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة, إنه هو الحليم الرحيم.
بنتـم وبنـا فـمـا ابتـلـت جـوانـحنـا...شـوقـا إليـكـم ولا جفت مآقينا
نـكـاد حـيـن تـنـاديـكـم ضـمـائـرنا...يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
إن كان قد عـز في الدنيا الـلـقاء...ففي مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
*والله ينادينا سبحانه وتعال فيقول: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) {الحديد:16}.
*المصدر: كتاب وجاءت سكرة الموت بالحق لـ:عائض بن عبد الله القرني..
اضافة رد مع اقتباس
[GLOW][/GLOW]
المفضلات