السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قررت اني اضع احدى قصصي ووقع اختياري على قصة لي بعنوان (الربيع البارد )
ان شاء الله تعجبكم .........
واتمنى لكم قراءة ممتعة
هذا الفصل الاول فقط.......
**************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
************************************
الربيع ....نعم انه الربيع ....حيث يتلون كل شئ بالألوان الزاهية ..السماء...الأرض...الأشجار والزهور ...وقلوبنا اليافعة....
وعيناها ..نعم عيناها ...ففي عينيها ارى الربيع دائما ...وفي ضحكتها أرى النجوم اللامعة ....والأمل............
أرى الربيع ...حين تبتسم لتخضر الأشجار وتغرد الطيور ...حين تنظر الي بعينين كزرقة السماء الصافية........
اخبرني إذا ...كيف أنساها ؟.................
هاأنا أقف وحيدا تمتد أمامي السهول الى مالا نهاية...بينما يحرك السحب والأشجار أسى الرياح ...تقول لي انه الربيع ...فأقول لك ...(نعم انه الربيع دائما هنا ...لكنه سيضل الشتاء بعيني ...بارد.... قاسي....و فارغ ......
يجب ان اعود للمركبة الان ..فالأرجح أننا سنرحل الآن .
استدرت لارى الجد العجوز يمشي أمام حصانه الأصفر ...لقد اعتدنا ان نقول عنه انه هادئ لكنه الان ليس هادئ فحسب بل صامتا كقبر...
رأيت مركبتنا الصغيرة من بعيد ,بلونها الفضي اللامع ....إنها تتبع النظام الكوني أي ان لوحة التعرف الخاصة بها مكونة من مقطعين ...لون ورقم.
نظام غريب اليس كذالك ؟ اللون يدل على أي جهة ننتمي اليها...لوننا هو البني ..اي نحن من العامة ...مركبة نقل عادية ,اما عن الرقم فهو(67).
حين خطوت للداخل كان الامر كما توقعته ان يكون ....اننا راحلون.............
_(سنرحل الان ؟) قلتها للسيد سلاي .
_(نعم بقينا بما فيه الكفاية ...كما ان الجد العجوز ...يريد ان يترك وحيدا ).
استنكرت اليس بقولها:
_(بل على العكس تماما ...يجب ان لا يترك وحيدا ...من سيرعاه ؟).
قد يخدعك منظر السيد سلاي مثلما يخدع نفسه بالشعر الابيض على جانبي رأسه ,فتظن انه هو من يقودنا , لكن الحقيقة تختلف ...اليس هي من يفعل ذلك ....حتى بدون ان تشعر .
_(لا احد ..) قالها ايفان وهو ينظر لأسفل ومتكئا على الجدار كعادته.
فقال السيد سلاي (لا يمكننا ان نبقى هنا للابد...هو يستيع العناية بنفسه ....).
ادرت وجهي للنافذة الزجاجية بينما اتخذ ايفان مقعدة للإقلاع بالمركبة ,فمع ان السيد سلاي أرغمنا جميعا على ان نتعلم قيادتها الا ان الوحيد الذي اتقن ذلك هو ايفان.
الفضاء يمتد امامنا ....رحلنا تاركين الربيع مدفونا خلفنا ....اسف ........اسف يا ايرين لكنك تركتني ......
المركبة صغيرة جدا لدرجة انها احيانا تشعرني بالاختناق ,هناك فقط اربع غرف صغيرة ,اولا غرفة السيد سلاي المقفلة دائما....ثم غرفة الفتيات :اليس , جاين وروبي ثم غرفتنا انا. ايفان واندرو, وغرفة التخزين .
طبعا لا اشعر بشئ حتى لو كنا نحلق بسرعة هائلة,فكرت بذلك وانا أسير في الممر .
دخلت الى غرفة الفتيات عبر الباب المفتوح لارى روبي جوار النافذة وجاين تجلس على السرير .
استقبلتني جاين مبتسمة (مرحبا دايفيد).
_(مرحبا ) اجبت بهدوء وجلست على الكرسي قبل ان تتكلم روبي بطريقة حالمة :
_(من نحن ؟....من اين اتينا ؟...ماالذي نفعلة ؟)
ردت عليها جاين ضاحكة (مابك ؟ هل فقدت ذاكرتك ؟نحن مجموع بشر نتنقل في المجرات بحثا عن معيشتنا).
قالت روبي بضيق (لم اعن ذلك ...الحقيقة اننا لا نعرف شيئا عن ماضينا من كنا ؟من أي كوكب نحن ؟ من اهلنا ؟).
ردت جاين (كل ما نعرفه هو ما اخبرنا به السيد سلاي ....عائلاتنا من ضحايا مدينة راين التي تدمرت بالكامل بسبب الحرب جاك ونيكول اشتريانا من باعة الاعضاء الحية ...كل ما فكرت بما كان سيحدث لنا لو لم يأخذانا اقشعر جسدي وانتابتني الكوابيس !).
روبي : _( نعم اعرف القصة كاملة ...جاك ونيكول هما بقية اعضاء فريق السيد سلاي قديما ..الحقيقة هي اننا لا نتذكر شيئا قبل حياتنا عند نيكول وجاك).
فعادت جاين تقول (وماذا في ذلك ؟ السيد سلاي اخبرنا).
روبي بسخرية (نعم ...وهل نصدقه ؟).
لم ترد جلين بل استمرت بالنظر الينا ببراءة فاستدارت روبي تجاهي قائلة :
_(وما رايك انت يا دايفيد؟).
_(في الواقع...الامر لا يهمني ) قلتها بلا مبالاة مغادرا الغرفة.
كان السيد سلاي في غرفته حين وصلتنا رسالة نيكول وجاك, ظهرت صورتهما الشفافة معا في منتصف غرفة القيادة حيث جهاز الرسائل وضع .
كانت نيكول تبتسم بينما ظهرت معالم الجدية على ملامح جاك الذي قال ( سول عليك ان ....) سول سلاي ,لقد دعوناه بالسيد سلاي منذ كنا صغارا .
قاطعته نيكول (ياعزيزي...هناك وقت كاف لما ستقوله....فكيف حالكم اعزائي؟....هل تاكلين جيدا يا روبي ؟وانت يا ايفان لا ترهق نفسك كثيرا ......جاين ...القطة مشتاقة لك كثيرا ....سول ...هل تعتني بهم جيدا) لكن جاك عاد يتكلم : _( اعلم انك لن تتوقفي ابدا!...سأدخل في صلب الموضوع ...لقد تاخرتم كثيرا المتجر فارغ تماما وليس لدي شئ ابيعه ...عليكم ان تسرعوا ....وابتعدوا عن مخازن دروكس ...لقد وضعوا نظاما امنيا جديدا).
توقف عن الحديث قليلا ثم قال (خذوا حذركم ).
بعد فترة غير طويلة كان السيد سلاي يسأل اليس ( اليس ...ماذا لدينا ؟).
نظرت الى احدى الشاشات امامها وقالت (لدينا هذا المخزن انه لا يتبع لاي حكومة بل يملكه رجل اعمال ...البضائع لم يمض عليها وقت طويل ....كما انه قريب لنا نوعا ما ....).
قال السيد سلايبلهجة رسمية ( حسنا استعدوا ....سنهبط هنا.).
ذهبت للغرفة لاستعد كما امرنا السيدسلاي ,فوجدت اندروا هناك الذي قال عندما راني (انت هنا لستستعد ايضا ؟...كما فهمت المهمة هذه ستحتاجنا نحن الخمسة ....بالطبع ..فماكنت لاعتمد على جاين فقط لحماية ظهري !) قالها مازحا فابتسمت مجاملة له . لكنه عاد الى الحديث ممسكا باحد اجهزته الصغيرة (هل ترى هذا الجهاز ؟نعم الذي يبدو كالة حاسبة ...انه احدث مقتحم للابواب والانظمة الالكترونية ...لقد اخذته في اخر مهمة لنا !).
نظرت الى عينية اللامعتين ...انه سعيد ...سعيد حقا ...
_(فقط اتمنى ان تمر هذه المرة بسلام .....) .
الم تفهمها بعد ؟....نحن لصوص بضائع ...نحن نسرق اموال اناس اخرين وناخذ ما ليس لنا ...نعيش على جهد اشخاص غرباء ....فقط كي نحيا ....فياله من هدف سام في الحياة ....
اخرجت بندقيتي من صندوقها , انا اقوم باسوا واكثر الاعمال شرا في الفريق ...انا قاتل ...اقتل ...اريق دم ابرياء ...............
ما هذا الشعور الغريب الذي اشعر به ؟
الطفلة الصغيرة في السابعة من عمرها ....جالسة على الارض في الشارع ....تبكي ....تبكي بحرقة والم ....بينما عيناها الواسعتان الدامعتان تنظران للسماء في يأس ........
_(ايرين ....لماذا تبكي هذه الطفلة ؟).
نظرت الي ايرين ..لاول مرة في حياتي ارى عينيها الصافيتان ...تحترقان بالغضب هكذا ...قالت:
_(انها تبكي لان شخصا ما اطلق النار على والدها ....الان هو على فراش الموت لانهم لا يملكون المال الكافي لعلاجه ).
_(لم اقصد ان اصيبه هكذا ....جاك علمني ان اطلق رصاصاتي بدون ان اؤذيه ...لم يكن من المفترض ان يكون هنا ....لم اقصد .........).
رفعت صوتي حينما رايتها تبتعد عني بصمت (ايرين).
_(انا اسف ....ايرين ...).
يومها اطيت الطفلة كل مافي جيوبي وعدت للمركبة وفتحت خزانة السيد سلاي في غرفة القيادة بدون علمه واعطيت الطفلة البلغ الكبير الذي يحتاجه والدها ....لهذا غضب علي السيد سلاي كثيرا وصفعني ...وعوقبت بعدها لمدة طويلة ...في تلك الفترة ...بدأت افقد اهتمامي بما نفعله ...وبدأت افقد احترامي للسيد سلاي تدريجيا......
_(دايفيد... توقف عن ذلك ).افقت من شرودي على صوت اليس .
_(اتوقف عن ماذا يا اليس ؟).
_(توقف عن الغرق بذكرياتك ...السيد سلاي يحتاجك ...).
لم ارد بل ضحكت بسخرية...فقالت بجدية :
_(نحن نحتاجك ...لقد كنت اثق بقراراتك في المهمات وتركتك تقود الفري في الخارج ...فلا تدعني افقد هذه الثقة والان استعد ). قالتها ثم خرجت من الغرفة .
حسنا سأستعد ...امسكت ببندقيتي وبعلبة الرصاص الصغيرة ...انه ليس رصاصا عاديا ...انه لا يقتل ,بل يحتوي على مادة مخدرة قوية جدا وفعالة ,قمت بصنا عتها انا وايفان طبعا بدون علم السيد سلاي .
لن اقتل ...لست قاتلا الان...اصلحت اخطائي ولن ارتكبها مرة اخرى فهل انت سعيدة الان يا ايرين ؟..........
المفضلات