بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى , والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن لهديه اقتفى .
اللهم إني أسألك حبك , وحب من يحبك والعلم الذي يبلغنا حبك .. أما بعد :
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال : بينما أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم خارجين من المسجد ,فلقينا رجل عند سدة المسجد , فقال : يا رسول الله : متى الساعة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أعددت لها ؟ )) قال : فكأن الرجل استكان . ثم قال : يا رسول الله : ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله . قال : (( فأنت مع من أحببت ))
وفي رواية أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( فإنك مع من أحببت ))
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر , فأرجو أن أكون معهم , وإن لم أعمل بأعمالهم .
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - عن المحبة : (( المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون , وإليها شخص العاملون , وإلى علمها شمر السابقون , وعليها تفانى المحبون , وبروح نسيمها تروح العابدون , وهي قوت القلوب , وغذاء الأرواح , وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات , والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات , والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام , واللذة التي من لم يظفر بها , فعيشه كله هموم وآلام , تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والأخرة , إذ لهم معية محبوبهم أوفر نصيب )) .
فإلى من أراد أن يرقى من منزلة المحب لله , إلى منزلة المحبوب من الله , أقدم الأسباب العشرة التي ذكرها الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه العظيم (( مدارج السالكين )) مع شرح مختصر لها وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم فأعني يا معين .....
المفضلات