باتجاه الجنوب
(1)
لا طفل ... لا عصفور ..لا روح شاعر
لاعين تبكي ... لا أسف ..... لا ندامة
هم علموني كيف قتل المشاعر
وعلمتهم وشلون تحيا كرامه
(2)
إلى أين يمكن للريح أن تصل ؟
إلى آخر مصفرة من غصن أيلول .
أما للريح أن تستريح , أن تصالح الأخضر ؟
مهمتها حمل أموات الفصول إلى حيث
لا يجتمع الثقاب والرغبة في أشغال الحرائق وذر الرماد
هي لا تجتث الأحياء الثابتة بصلابة تستحق الحياة
لأتهم بالأخضر ولا تمر إلا مداعبه .
لعلها حسنة الريح المفقودة بين حطام السيئات ؟
بل ثمة حسنات موجودة وشاهدها ملء السمع وخلجات الحنين
ولكن ليس دائماً , كثيراً ما وقفت الضد
من (( صوت المنادي )) كم من الأصوات لم تصل ولم ترجع ؟
الأصوات التي تعلو مخضرة لا ترجع إلا بصحبة تليق
حقل صيفي أو حديقة من نيسان
فأين يمكن للريح أن تلقى بمستحيلها ؟
على حدود (( الصدى )
(3)
( شمالاً جهة القلب )
( .. باتجاه الجنوب )
عبارتان لم يرهقها السفر عبر الحناجر والسطور
والقليل من المتمثلين بهما سلباً وإيجاباً
القليل نالهم خصوص من عموم
إحداهما إذا لا تجتمعان , خصوص إذا ما حضر
أدمى أو أنه يشفى , بينما الأكثرية تتعاطى العبارتين
من باب الإعجاب بمدلولها المباشر .
العبارة الأولى :
حنين كلما ضاق جنوب الجفاء أتسع شماله
والمفترض في المؤمنين أن لا جهة للقلب إلا الشمال
وأن يستبقوا إيمانهم حتى لو أن أحبتهم ذهبوا إلى غير جهة
تبديل الجهات لعبة يحسبها الجريح شفاء ثم يكتشف
بأن القلب المحب لا يستطيع الكره
العبارة الثانية :
تعني أنه (( أحد )) الذات أولاً وثانياً وعاشراً
الجزء الخالي من الطاولة لا يألف الندماء
لايحن إلى جليس البارحة , من يصل مبكراً فهو صديق الليلة
الحاضر ينوب عن الغائب هو كل الغائبين
ذلك لأن المطلوب منه ممكن لايستحيل بغيابه
الجزء الملآن من الطاولة هو الثابت
أما الخالي فهو يمتلئ ولكن بالجلساء المؤقتين
لا أحد يستحق المكان لأكثر من ليلة
( إن جيت يامرحبا وإن رحت حياك
حنا هنا ... والعتب مقـفـول بابه )
* * *
هل المتجهون جنوباً كانوا باتجاه الشمال ذات يوم ؟
الإحباط من جهات القلب قد ينتج عنه أكثر من مجرد تغيير الجهة .
كيف للحنين المقبل نحو جهة الحب أن ينقلب
نحو جهة الذات المتجلمدة إن جاز التعبير
إنه السؤال القديم قدم الجفاء والحنين
قدم الشمال والجنوب ولكن هي محاولات عابثه
الكناري
المفضلات