هذه القصة من تأليفى وهى طبعا ومن وحى الخيال
والقصة خيالية ولا يمكن أن تحدث , لكنها تحمل معانى كثيرة وترمز لأشياء من واقعنا
يحكى أن هناك رجل كبير فى السن وجد جوهرتين وكانتا مضيئتان وبراقتان جدا
وأخذهما وإعتنا بهما , وبعد سنوات حدث حوار بين هاتين الجوهرتين
الأولى قالت للثانية لقد مللت من خوف هذا الرجل
علينا دائما يضعنا فى علبة محكمة الغلق وفى غرفة متهالكة
ولا يجعل أى شخص أن يرانا أو يلمسنا
فرددت الثانية ماذا تقولين يا حمقاء تريدين أى شخص أن يلمسنا
بسهولة ماذا لو يده ملوثة , وما تطلبينه سوف يفقدك بريقك لا محالة
ضحكت الأولى مقهقهة , يالك من متخلفة حمقاء
أنت هكذا وستبقينى فى هذه العلبة السخيفة وهذه الغرفة المتهالكة
لكن أنا سأجعل الجميع يرا بريقى ويستمتع به
هذه الحياه ولابد أن نظهر هذا البريق , وفى الخارج عالم آخر
هيا معى ستشاهدين عالم آخر فى الخارج بدلا من هذه العلبة
فقالت لها الثانية , أنا لن أسمع كلامك ولن أذهب معك
وأنتى حرة وتفعلين ما تريدين , وأؤكد لك اليوم التى ستأتينى ذليلة
وقد فقدتى بريقك وستجدى نفسك فى الشارع مكسورة مهانة
فضحكت الأولى مقهقهة بصوت عالى جدا
وفعلا بيعت الجوهرة الأولى وحزنت الثانية لذلك كثيرا
وفعلا وبعد أيام أصبحت الجوهرة الأولى شهيرة جدا
وأخذت تتنقل بين يد هذا وذاك , وتتصور هنا وهناك
وزاد بريقها كثيرا حتى كانت تعمى الأبصار
وبقيت الجوهرة الأخرى فى علبتها سعيدة وفرحة
رفم أن أختها زاد بريقها كثييرا , ومرت السنوات
وشعر الرجل أن أجله إقترب فقرر ترك الجوهرة الثانية
وبدأ يبحث عن رجل حتى وجد من يستطيع حمايتها ويعتنى بها
وفعلا تركها لهذا الرجل وأخذها الرجل الى بيته
ووضعها فى علبة جميلة وفى أجمل غرف بيته
وبقيت الجوهرتين على هذا الحال سنوات وسنوات
الأولى متنقلة فى أيد الجميع ويرا بريقها كل الناس
والثانية مصانة ومحمية ولا يراه غير الرجل الذى إشتراها
لكن حدث شئ غريب أنقطعت كل الأخبار عن الجوهرة الأولى
لم تعد تظهر فى التلفاز والصحف , لم يعد يشتريها أحد
يقال أنها فقدت كل بريقها , لم تصدق الجوهرة الثانية وقالت لابد انهم يتحدثون عن أخرى
وفى يوم من الأيام عاد الرجل الى بيته ويحمل جوهرة أخرى بلا بريق ومكسورة
وعليها الكثير من التراب والطين , ومهانة مدمرة
إقتربت منها الجوهرة الثانية , وصعقت مما رأته
إنها أختى الجوهرة الأولى , وسألتها أخيتى ماذا حدث لك
رددت الأولى بحزن شديد والدموع تتساقط
صدقت أخى ودارت الأيام , وها أنا أتيتك
فقدت بريقى وكسرت وأهنت ورميت فى الشارع
رغم ما وصلت إليه من بريق يعمى الأبصار
وها أنت ما زلت براقة رغم السنوات الطويلة التى مرت عليك
وفى علبة جميلة وفى أجمل غرف البيت
وقالت يا ليتنى سمعت كلامك
وبقيت فى هذه العلبة والغرفة المتهالكة
لكننى تسرعت وأردت أن برانى الجميع
فإبتسمت الثانية بهدوء ورقة وقالت
أخيتى من الممكن أن يعود لكى بريقك
قالت الأولى بتلهف كيف , فرردت عليها الثانية بالتوبة الى الله
نهاية القصة
طبعا فهم الجميع ماذا أقصد بهاتين الجوهرتين , نعم ماذا قلت أسمع أحدهم قال الإجابة
فعلا , الجوهرتين هم بنتين من بنات أمة الإسلام
واحدة أختارت التبرج وجعلت الجميع يراها
ويرى مفاتنها من لبس عارى فاضح
وأؤكد لك أختى مهما زاد بريقك
فأؤكد لك بأنه سيطفأ بسرعة
ولن يحب أن ينظر اليك أحد فى النهاية
{ فَاسْألُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }
ولا تكونى عبدة لما يزينه الشيطان لك
{ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَـنُ أَعْمَـلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ }
وإسمعى كلام ربك سبحانه وتعالى ؛ عندما قال فى كتابه :
{ يَـبَنِي ءَادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَـنُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِنَ الجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَ تِهِمَا }
ولا تصدقى دعاه التقدم وتحرير المرأة من قيودها , لأنهم لا يريدون لك الخير
{ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَـبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَــنِكُمْ كُفَّاراً }
وسيرمك فى النهاية دعاة التقدم وتحرير المرأة , آسف فى اللفظ
كالحيوان الرخيص الذى لا قيمة له , وحينها ستفقدين كل شئ
لكن هناك أمل بأن تستردى بريقك بالتوبة النصوح الى الله
وسيكون بريق التوبة والإيمان , والقرب من الله
{ قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
والثانية إختارت الحجاب وهو العلبة التى قالت عليها الأولى سخيفة
وبقيت مع الرجل الصالح الذى ذكرته فى أول القصة
وهو الأب الحنون لكل بنت , حتى تركها لمن يخاف عليها ويحافظ عليها وهو الزوج الحنون
{ مَنْ عَمِلَ صَـلِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْييَنَّهُ حَيَوةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
والذى حافظ عليها ووضعها فى أجمل علبة وهى علبة الحنان والعفاف وعش الزوجية
ووضعها فى أجمل غرف البيت وهو غرفة العزة والكرامة وقمة التكريم
إحتفظت ببريقها رغم مرور السنوات , وستبقى ذات قيمة وغالية حتى الممات
وفى الجنة سيزيد بريقها أضعافا مضاعفة وتدخل جنة عرضها السموات والأرض
{ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }
أختى فى الله , أى جوهرة ستختارين الأول أم الثانية ؟
لكن أخيتى إحترسى أنها فرصة واحدة ولا يمكن أن تعودى بعد سنوات
وتختارى إجابة أخرى , لهذا فكرى كثيرا لأنها فرصة واحدة
وكونى أختى كما قال الله تعالى :
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... }
وإن كنت الجوهرة الأول فتوبى بسرعة قبل أن تفقدى بريقك
ويسلب منك أحد الوحوش أعز شئ تملكينه وهو شرفك وعفافك
والشرف والعفاف هما الشيئين الوحيدين الذين يعطونك بريقك
وإن فقدتيه وفات الآوان , لا لم يفت الآوان هناك أمل
أنه وببساطة التوبة النصوح الى الله , حينها الإيمان والتوبة الى الله والتقرب اليه
سيعيد اليك بريقك حينها ستعلمين قيمة الشرف والعفاف الذى فقدتيه بجهلك
من فكرتى و كتابتى الخاصة , ولا تنسونى بصالح الدعاء
أخوكم فى الله // أنصروا الله
المفضلات