أما قول القائلين من أهل الرأي الفاسد بأن الجنة لم تخلق بعد لأن خلقها وعدم استعمالها من باب العبث فيكفي الرد عليهم بإثبات وجودها قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم .
الكلام يطول .. وما ذكرناه فيه الكفاية إن شاء الله تعالى
من الأمور التي أدت إلى القول بأن الجنة التي دخلها آدم في الأرض وليست جنة الخلد؟
1- أن سبب تسمية الجنة بالجنة غير واضح عندهم، لغياب منهج فقه الجذور الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها، فمنه نعرف أن شروط قيام الجنات في الأرض وسبب تسمياتها يخالف وصف الجنة التي دخلها آدم عليه السلام.
2- أن الشجرة التي أكل منها آدم لم تكن داخل الجنة، بل كانت خارج حدودها، وأن آدم خرج إليها ليأكل منها .. وقد بينا في المبحث الأول سبعة عشر مسألة تشير إلى ذلك. فعد إليها، وفي ذلك رفع اللبس الذي حصل .... كيف يعصي آدم ربه في الجنة؟..... فآدم وزوجه عصيا الله بالأكل من الشجرة خارج الجنة وليس داخلها.
3- أن معنى الهبوط كما بيناه في المبحث الثاني هو: انتهاء المقام في مكان محصور، والتحول إلى غيره لينتشر فيه وتطلق يده فيه؛
· ومن ذلك هبوط نوح عليه السلام من انحصاره ومن معه في السفينة إلى الانتشار في الأرض واستعمارها،
· وهبوط بني إسرائيل من عزلتهم التي أمنهم الله تعالى فيها بغذائهم من المن والسلوى، إلى الانتشار في الأمصار والعمل في الأرض للحصول على ما سألوا موسى عليه السلام، ولو أريد به الهبوط من مكان أعلى إلى أدنى فالفارق بينهما إن وجد ليس ذا شأن، وإن أريد به من طعام أنفع وأطيب إلى طعام أدنى، فقد كانت رغبتهم في الأدنى وتحقيقه لهم، يدخل السرور في قلوبهم أكثر من المن والسلوى.
· وهبوط الحجارة من أعلى إلى أسفل يسبب تفتتها وانتشارها، وإحداث أثر على كل ما تمر به أو تسقط عليه.
· والهبوط من أعلى إلى أسفل يسمى هبوطًا ليس بسبب العلو والانخفاض بل لأن المكان العالي المرتفع كالجبال يحصر توجه وحركة من فيه، والمناطق السهلة والمنخفضة تطلق حرية الحركة فيها في كل الاتجاهات، فربط لذلك الهبوط بالتحول من أعلى إلى أسفل وابتعدوا عن سبب الحقيقي للهبوط وسر تسميته ،
· وهبوط آدم وإبليس من الجنة التي كان أمِّن لهما فيها رزقهما بلا عمل ولا كد ولا عبادة، تحولاً إلى الأرض وأطلقت أيدهما فيها باستعمارها، والتكاثر فيها وانتشار الذرية.
4- أنه لم يفهم من الآيات أنه كان هناك هبوطان: هبوط إلى خارج الجنة أسفل منها، ثم هبوط إلى الأرض بعد ذلك، وكان الهبوط الأول لإبليس إلى أسفل الجنة حيث توجد الشجرة، ومنها أطلقت يده في إغواء آدم عليه السلام وزوجه حتى أخرجهما إليها، فلما أرادا الرجوع ودخول الجنة، طلب منهما الهبوط إليها، ثم أهبط الجميع إلى الأرض التي نحن فيها بعد ذلك.... وكان في تفصيل الهبوط رفع اللبس في كيفية إغواء إبليس لآدم ... إذ كيف يغوي إبليس المبعد في الأرض وآدم في داخل جنة الخلد.... لقد كان الإغواء قبل الهبوط الثاني... وقد وضحنا ذلك في المبحث الثاني.
5- قولهم أن جنة الخلد ليست دار خوف ولا حزن وقد حصل للأبوين فيها من الخوف والحزن ما حصل، وقد ند فيها آدم هاربا فارًا، وطفق يخصف ورق الجنة على نفسه وهذا النصب بعينه، ... هذا صحيح لو حدث داخل الجنة، لكنة آدم خرج منها إلى الشجرة، وحدث له كل ذلك خارج حدود الجنة.
6- قولهم لا يسمع فيها لغوًا ولا كذابًا، وقد سمع فيها آدم عليه السلام كذب إبليس، لا يسمع فيها لغو من أهلها، وإبليس ليس من أهلها، وما بدا من إبليس ليس لغوًا، لأن اللغو كلام فاسد لا منفعة فيه ولا خير، وهذا تدبير بالمكر والخديعة، وإن كان كل ما يسمع من غير أهلها لغوًا، فمخاطبة أهل النار والرد عليهم سيكون من هذا الباب، وهو يجري في الآخرة.
7- أما قولهم كيف يفتن آدم بوسوسة إبليس؟، والجنة ليست دار فتنة، فقد رفعت الوسوسة همته بطلب رفع منزلته لينال الخلود وملك لا يبلى... فخرج منها لذلك، فحرم الرجوع إليها وخسر كل شيء، والفتنة وقعت بخروجه من الجنة وبقائه فيها هي السلامة له.
8- وقالوا الجنة ليست دار عبادة فيؤمر آدم فيها وينهى .... والصحيح أن الأمر كان له وهو خارج الجنة قبل أن يدخلها، والنهي عن شيء خارجها وليس داخلها... ولما دخلها نسي فقال تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) طه.
9- أما قوله عليه الصلاة والسلام: "فيها ما عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" ... وهذا الأمر أثير حديثًا... فهل كانت مدة مكث آدم عليه السلام كافيه للاطلاع على كل نعيم الجنة؟... والله تعالى يقول: (كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً(25) البقرة، فحتى يتكرر النعيم عليهم يتذكروا أنهم نالوا مثله منذ زمن بعيد، لكثرة النعيم، وما يذكروه فيشتهوه يؤتى بهم لهم، ... والحديث هو في حق من لم يطلعه الله على هذا النعيم، فقد أطلع تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام على كثير من نعيم الجنة في ليلة المعراج.
أين الشجرة التي أخرجت آدم من الجنة1/6 000 وهل كانت بداخل الجنة أمخارجها؟
أين الشجرة التي أخرجت آدم من الجنة3/6 000 ولماذا يجعل عيدًاللشجرة؟
أين الشجرة التي أخرجت آدم من الجنة2/6 000 وكيف استطاع إبليس غوايةآدم؟
أين الشجرة التي أخرجت آدم من الجنة5/6 000 ولماذا ينزع الشيطانعنهما لباسهما؟
أين الشجرة التي أخرجت آدم من الجنة6/6 000 ومن خلف آدم؟ هل هوالإنسان الأول؟
المفضلات