استيقظت روان صباحاً .......على صوت والدتها .....انهضي يا روان ...انهضي يا بُنيتي.......حملت جسدها بتثاقل ...توضأت وصلت ........استعدت ليوم جامعي أخر
وكالعادة أخذت جميع المحاضرات .....مع صديقتها الدائمة ....التأفف والملالة........ انتهى الدوام
حان وقت العودة للمنزل ....وكالمعتاد .....الرجوع للمنزل مع صديقتها التي لا تفارقها
فهي لا بد أن تعاون والدتها التي تحاول إسعادها
قامت بغسيل بعض الأطباق حتى يراها والدها ويثني عليها .......وما إن غاب حتى خرجت وهي تقول
يا إلهي ما هذا ..........أتعب في الجامعة وهنا أيضاً .........هذا وضع لا يحتمل أففف
قالتها بكل امتعاض.....وذهبت إلى غرفتها ......لتتابع باقي يومها على هذا الحال
أعـــــــــــزائي...هناك أمر ما....في حياة هذه الفتاة ...هناك أمر ما ليس طبيعياً
ينقصها .....عامـــــــل .....يل ركيزة في حياتها
....هل تعرفونها ؟
حاولوا التخميــن قليلاً
هممممم هل حزرتم ؟
نعم إنها هي
الإخـــــــــلاص و النيــــــــــة
يا ترى هل نحن ...............من هذا الصنف ؟؟؟!!!!!
ربما لا نكون منه ....لكننا لا نعلم جيداً ......ما هي الفائدة والفضل الذي أضعناه على أنفسنا إذا استمرينا
على هذا الحال
الإخــــــــــلاص
إنه نقطة البداية الصحيحة ....... إنه شرط القبول
كل عمل دونه ضائع ..ولو أفنيت فيه السنون وأزهقت الدماء وأنفقت الأموال
بل لم تشرع العبادات إلا لتحقيقه كما قال ربنا سبحــــــــانه وتـعـــالى :
{ وما امروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }
وحديث لا يقل أهمية وخطورة عن جانب أخر منه وهو....سهولة فقده ...وخفاء ضده
كما قال نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم عن الرياء :
{ إنه اخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل }
قد نتساءل جميعاً ......ما دواعيه ؟؟؟!!!!!!!
مالذي يدعو إلى الحاجة إليه ؟؟؟؟؟!!!
هل هو مهم لهذه الدرجة ؟؟؟!!!
بالطبع الإجابة ........نعم
إذاً لم ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
أعزائي ...... الإجــــــــــــــــــــابة أسهل مما تتصورن
لأنه وبكــــــــــل بساطة
عليـــه مدار القبــــــــــول
فخير ما صعد من الأرض إلى السماء هو الإخلاص
يا إلهي....... هل تتخيل معي....... انك لو صمت يوم كااااااملاً متحمل جميع المشاق
غضضت بصرك ..امتنعت عن الأكل والشرب .....ولم تسمع أي شئ مما حرمه الله
ولم تتفوه أبداً بما يجرح صيامك ... وعفوت عن من أساء في ذلك اليوم
هل تتخيل.....أنك إذا نهضت في منتصف الليل....وقاومت شعورك بالنعاس
وتوضأت في ذلك البرد ......وصليت قيام الليل
هل تتخيل ان كــــــــــــل ما قمت به لو لم يكن في نيتك انه خـــــــالص لوجه الله
[glow]
فهـــو هبـــــــــاء ..............نعم هو هباء
[/glow]
أعرفتم قيمة ما أتحدث عنه ........الإخلاص والنية ؟
حسناً ......كيف نجعل الإخلاص شئ لا يفارقنا أبداً
أي كيف استطيع أن أكون مخلصاً؟!!!!!!!!
بالأمور التالية أعزائي...
1- أن يكون الإخلاص هماً لك......أن تدعو الله أن يرزقك إياه في كل قول وكل عمل
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول
( اللهم أجعل عملي كله صالحاً ولوجهك خالصاً ولا تجعل أحد فيه شئ )
2- حيثما تكون ....في البيت ....في المدرسة ....في العمل ....أينما كنت
أستشعر قرب الله منك .......حتى تتيقن انه اقرب إليك من أي شخص
كما قال سبحانه وتعالى { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
كيف تستشعر ذلك ........اترك الكيفية لكم .....فأنتم اعلم الناس بمواقف مرت بكم
لا يكن لا أحد أن يكون بها معك غير الله ......صح ؟
3- أن تتذكر أن ما صنع لغير الله فهو ضائــــع
فلتتذكر مثلاً صنيع أو معروف عملته لفلان ...ونسيه وطواه الزمن
4- أن تتيقن ...انه لا أحد يحفظ الجميل مثل الله جل جلاله
تذكر الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فانطبقت عليهم صخرة سدت فم الغار
فقالوا لن ينجيكم مما انتم فيه إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم...فدعوا الله بها فاستجاب لهم
أرأيتم ؟
5- الخـــامسة .
....الخامسة يا أعزائي خطيرة ربما غفل الكثير عنها
ان تتذكر أن ما يسرك الله له ( عمل أو قول مهارة أو أي شئ أخر ) ....وان ما مدحك الناس عليه من أمرك
فإنما هو..... فضل من الله عليك ......فضل من الله المنعم عليك
ومن الظلم أن تنسب أفضاله سبحانه وتعالى لغيره.....أليس كذلك
فصرح بأن ما تعمله هو لله لا تريد به احد سواه
لطفاً يتبع >>>
المفضلات