بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ............
اكتب لكم اليوم القصة الثانية لي ليست فقط الثانية في المنتدى و إنما القصة الثانية التي أؤلفها في حياتي و ارجو أن تعجبكم .........
و طبعا لا تنسون أحب أن تكون آرائكم صريحة حتى لو القصة مو عاجبتكم لأن الآراء الصريحة تفيدني في إكتشاف أخطائي و العمل على تصليحها ....
قصتي تدور حول فتاة طموحة و شاب لا ينظر لأي شيء في هذه الدنيا بإهتمام و لو قليلا جدا و سوف نرى من خلال القصة ما يحدث بينهما من احداث.
توكلت على الله .........نبدأ:
أبطال القصة:
حسن : الشاب الذي أخبرتكم عنه بأنه لا ينظر إلى أي شيء باهتمام , طويل القامة , اسمر البشرة بني العينين و الشعر و أكثر ما يهمه أو بالأصح الشيء الوحيد الذي يهمه هو أن يلتزم بأوامر الله عز و جل و يجتنب نواهيه.
زينب : فتاة طموحة جدا تسعى لتحقيق اهدافها و هي فتاة بيضاء البشرة شعرها بلون الفحم و طبعا هي محجبة سوداء العينين و متوسطة القامة.
(حسن و زينب في نفس العمر تقريبا).
آمنة : أُخت حسن و هي صديقة زينب المقربة , أصغر من حسن بسنة واحدة و هي فتاة متوسطة البشرة بين البياض و السمرة , بنية الشعر و العينين مثل أخيها و متوسطة الطول و اكيد...محجبة...
مهدي : أخ زينب و هو شاب يملؤه الحماس و النشاط أكبر من زينب بسنة واحدة و هو طويل القامة , أسمر البشرة , اسود الشعر و العينين , يحلم أن يصبح طبيبا و يعالج الناس.
نبدأ و على بركة الله بالقصة:
كانت عائلة زينب مجاورة لعائلة آمنة و كما ذكرت سابقا لم يكن لزينب سوى أخيها مهدي , أي أنها لم تكن لها أخت , فكانت آمنة هي الصديقة و الأُخت لزينب ..في نفس الوقت و بالمثل آمنة لم يكن لها سوى أخيها حسن , فكانت الاثنتان صديقتان حميمتان لا تنفصلان أبداً مهما اختلفتا .
عندما كانوا صغاراً (أي تقريباً ما بين 5-7 سنوات) كان مهدي و زينب يلعبان مع حسن و آمنة , و كان حسن و زينب يتشاجران دائما لأتفه الأسباب لأن تفكيرهما كان مختلفاً تماماً , و هنا يظهر دور مهدي و آمنة اللذان يعملان على تهدئة الجو فقد كانا مذ هما طفلين لا يميلان الى العنف و الشغب , و كما قلت فقد كان حسن و زينب يتشاجران على كل شيء تقريباً و لكن الشيء الذي طالما تشاجرا عليه هو أن زينب كانت تقول دائما : عندما اكبر سأجوب العالم , سأزور الأماكن المقدسة و سأذهب الى بريطانيا لأرى لندن و الى امريكا لأرى نيويورك و تمثال الحرية , و سوف ازور اليابان لأذهب الى طوكيو وكذلك اوساكا كانت احلامها بالفعل أكبر من عمرها (و لكن كانت زينب تحب هذه الاماكن ايضا لسبب آخر و هو ان شخصياتها الكرتونية المفضلة كانت تعيش في تلك الاماكن) أما حسن فكان يجيبها بقوله : انت تحلمين....لن تحققي و لو ربعاً من احلامك السخيفة ...فتستعر نيران الغضب بزينب و يبدأ الشجار .
و بعد بضعة سنين اضطرت عائلة آمنة الى الانتقال الى بيت جديد لأن والدهم انتقل عمله الى مكان آخر . بقيت الصديقتان على اتصال دائم و لكنهما لم تكونا تريان بعضهما لان منزل آمنة الجديد كان في محافظة اخرى فكان من الصعب ان يلتقيا. كذلك بقي حسن و مهدي على اتصال دائم . و لكن لم تكن زينب تعرف شيئا عن حسن و لا مهدي يعرف شيئا عن آمنة ....... المهم ......مضت السنين بسرعة و دخل مهدي الى كلية الطب واضعا قدمه في بداية طريق تحقيق الحلم و قُبلت زينب في كلية الصيدلة و بالمصادفة قُبل حسن في كلية الصيدلة ايضاً و في نفس الجامعة حتى انهما كانا في نفس الشعبة و قد اخبرت آمنة زينب بأن اخاها قد قبل ايضا في كلية الصيدلة إلا أن زينب لم تعر هذا الموضوع اي اهتمام حتى انها لم تكلف نفسها و تسألها في أي جامعة قُبل .
و جاء اليوم الاول في الجامعة و التقى الاثنان كانا قد تغيرا كثيرا بمرور السنين لدرجة أن لم يتعرف احدهما على الآخر , لكن زينب كانت تشعر بأنها قد رأت حسن في مكان ما و كذلك حسن كان يشعر نفس الشعور بأنه قد رأى زينب في مكان ما .
لم تكن زينب تتكلم مع حسن بل لم تكن تتكلم مع الشباب بصورة عامة إلا في حالتين : إما السلام و إما السؤال عن مسألة صعبة مثلا (و طبعا بعد ان تضطر الى ذلك)لا اكثر و لا اقل .
و كانت رغم قلة كلامها معه إلا أنهما كانا يختلفان أيضاً فلو كان مثلا لمسألة ما طريقتين للحل اصر احدهما على طريقة بانها الاصح و اصر الآخر على ان الاخرى هي الاصح رغم انهما الاثنتين صحيحتين , إلا ان الخلاف بينهما كان محافظا على نفسه حتى بعد كل هذه السنين و لم ينتبها لهذا الامر.
و في يوم كان حسن مستعجلا فمر بسرعة من امام زينب حتى انه لم ينتبه لها و سقطت منه ورقة بيضاء انتبهت لها زينب فحملتها و إذا بها صورة لحسن عندما كان صغيراً كان بالصدفة قد وضعها بين اوراقه و نسي أن يتركها في البيت , صدمت زينب أشد صدمة (أمعقول أن تلعب الصدفة هذا الدور الكبير ليكونا في نفس الكلية و الجامعة و الشعبة !!!!!) و بعد لحظات افاقت زينب من الصدمة و ركضت وراء حسن لتعطيه الصورة و في آخر لحظة تمكنت من اللحاق به و اعطته الصورة و اخبرته بانها لاحظت الصورة و هي تسقط منه فاحضرتها و التفتت بسرعة لتذهب , لاحظ حسن ارتباك زينب و قد كان يشك في أن زينب زميلته في الدراسة هي نفسها زينب صاحبة الاحلام السخيفة (طبعا بالنسبة له) و مما زاد شكه ارتباكها الشديد الذي كان واضحا جدا و هي تعطيه الصورة فقال لها : ألست زينب نفسها التي كانت تحلم احلاما سخيفة (قالها بطريقة مازحة) فغضبت منه زينب كالعادة و قالت له بعصبية و هي موجهة ظهرها إليه : نعم و لكن احلامي ليست سخيفة و لا اسمح لك بقول هذا...!!! و تركته و ذهبت و شرارة الغضب تتطاير من عينيها .
و مضت الايام بسرعة .......اقصد .. مضت السنين بسرعة حتى وصلا الى السنة الاخيرة لهم في الكلية , كانت زينب كلما رأت حسن أحست بإرتباك شديد و بمرور الوقت بدأت تحس بمشاعر غريبة نحوه , كانت تفسر مشاعرها على انها الغضب من تصرفاته و لكنها كانت مخطئة , كان حسن ايضا يشعر تجاهها بشعور غريب و لكنه هو ايضا لم يستطع ان يفسر شعوره , كانت عندما تمرض و تغيب يظل مشغول البال عليها فيرتاح باله بمجرد رؤيتها و كانت هي كذلك تظل قلقة عليه اذا لم تره يوميا , و لكنهما و كما ذكرت سابقا لم يكونا يتحدثان غير بالسلام و الدراسة و قد اقتصر الامر على السلام فقط خاصة بعد ان وجدت صورته و لكنهما كانا يريان بعضهما دائما.
شعر حسن بمرور الزمن أنه فعلا يحب زينب و لكنه كان مترددا في خطبتها كثيرا , خصوصا و انهما كانا كلما تحدثا معا انتهى حديثهما بشجار و لو بسيط.
و في يوم من الايام قرر ان يفاتحها في الموضوع و لكن ليس مباشرة و اقصد ب(ليس مباشرة) أي ان لا يحدثها بنفسه ..لقد كان خائفا من ان تحرجه و ترفض طلبه ...و قرر حسن ان يلجأ الى اخته لمساعدته .. تكلم حسن مع آمنة و طلب منها ان تفاتح زينب في الموضوع .. آمنة كانت تخجل من هذه الامور و كانت مصممة ان لا تتكلم عن هكذا مواضيع مع اي شخص كان و لكن بعد اصرار اخيها و رغبتها في ان تكون زينب زوجة اخيها بالاضافة الى حبها لكلا الطرفين (اقصد العروس و العريس) وافقت آمنة على طلب حسن ..المهم .. تكلمت آمنة مع زينب في الهاتف و كانت هذه عادتهما يوميا , فقالت آمنة لزينب : سأقول لك شيئا , انا نفسي لا اصدق انني اتكلم عنه , لذلك سوف اخبرك به بسرعة , فاجيبيني انت ايضا بسرعة حتى ننتهي من هذا الموضوع و نواصل حديثنا و كأن شيئا لم يكن .
زينب : ما بك يا حبيبتي أهذه أول مرة نتحدث بالهاتف معا أم لانني مثلا صبي حتى تخجلي مني , تكلمي معي بحرية يا آمنة كما تفعلين دوما.
اخذت آمنة نفسا عميقا فقد كانت خجلة من الموضوع كما لو كانت هي المخطوبة ...فكما قلت سابقا آمنة تخجل من هذه المواضيع داااائما ...و لكن ما باليد حيلة ....و عندما سمعت زينب ما قالته آمنة بقيت ساكتة لفترة لا تصدق ما تسمع و لا تدري بماذا تجيب , عندها قالت آمنة : ألم أطلب منك أن تجيبيني بسرعة يا زينب ؟؟؟. أجابت زينب : أمون حبي (أمون الدلع لآمنة) سأجيبك و لكنني بعدها سأغلق سماعة الهاتف فورا لانني إن بقيت معك على سماعة الهاتف قد أموت من خجلي .
آمنة : حسنا و انا موافقة ...
فقالت زينب : نعم .. و اغلقت سماعة الهاتف بسرعة و كان قلبها ينبض بشدة حتى انها كانت تحس بأن جسمها يرتج مع كل نبضة .
بعد ان علم حسن بموافقة زينب اطمئن قلبه و تشجع كثيرا و فاتح مهدي في الموضوع و قد رحب مهدي بذلك و قال له : سأُخبر والدَيَ بما قلت لي اليوم و نحدد موعدا ليوم الخطبة ان شاء الله .
تحدد الموعد و صارت الخطبة و كذلك عُقِد قِرانهما و صارا يتكلمان معا اكثر فأكثر و فرح اصدقائهما في الكلية بزواجهما حتى انهم احتفلوا بهم في الكلية بحفلة صغيرة (طبعا كانت زينب لم تُزَفَ الى حسن بعد) .
و في يوم من الايام احست زينب بدوخة خفيفة بدأت تتكرر يوما بعد يوما و في كل يوم تزداد سوءا و قد قلقت امها عليها و ذهبت بها مع مهدي الى المستوصف القريب من منزلهم (طبعا حسن لا يعرف شيئا عن هذا لان زينب لم تجد من داعٍ لاخباره بموضوع سخيف مثل هذا) و بعد ان فحصها الطبيب و الذي كان معروفا عنه بأنه طبيب جيد , قال لهم بكل اسف : يؤسفني ان اخبركم بأن الفتاة تعاني من مرض السرطان في الدم و هي الآن تعيش ايامها الاخيرة . طبعا الام انهارت بالدموع , مهدي حس بأن قلبه انعصر من الخبر و عيونه غرقت بالدموع , قام بسرعة و قال للطبيب : دكتور ما كو علاج لمرضها ؟؟!!.
الطبيب : اكو علاج لكن ثمن العلاج غالي جداً و نسبة نجاح عمليتها هو 40% .
سمعت زينب كلام الطبيب فقالت لا اريد ان اتعالج (كانت حالة عائلة زينب المادية ليست على ما يرام و لم تكن تريد ان تبقى عائلتها مستدينة لوقت طويل , خصوصا و أن نسبة نجاح العملية ليست كبيرة) ثم ان الموت حق على كل انسان و سوف ارضى بما كتبه الله لي لأراه .
و قد اصر اهلها عليها كثيرا لأنهم لا يهمهم ان يستدينوا مالاً كثيرا بقدر ما تهمهم حياة ابنتهم العزيزة . و لكن زينب كانت عنيدة جدا و منعتهم من هذا ( طبعا اذا كان المريض غير مستعد نفسياً لإجراء العملية فمن الخطر المجازفة بإجرائها له ) فأضطر الاهل للموافقة على طلبها مرغمين فقد قالت لهم زينب : قد يكون هذا آخر طلب لي في حياتي فأرجو ا تنفذوه و ان لا تكونوا حزينين باتخاذكم لهذا القرار .....
كيف لا يكونوا حزينين و هم يرون ابنتهم الوحيدة تموت امام اعينهم و هم لا يستطيعون ان يحركوا ساكنا . و طلبت منهم ايضا ان لا يخبروا حسن بالموضوع لانها لم تكن تريده ان يشفق عليها و كذلك لم ترد له الحزن ابدا , ففضلت ان لا يعلم بالأمر .
المفضلات