مشاهدة النتائج 1 الى 6 من 6
  1. #1

    هل نحن أغبياء أم مخدرون ؟

    في ساعات الصفاء حينما تنقشع الغواشي عن القلب وتتجلى البصيره
    وأرى كل شيء أمامي بوضوح , تبدو لي الدنيا بحجمها الحقيقي
    فإذا هي مجرد رسم ( كروكي ) أو ( ديكور ) مؤقت من ورق مقوى
    أو تجربة توزع فيها الأدوار لأختبار قدرات الممثلين
    أو مجرد عبور ومزار ومنظر من شباك في قطار
    وهي الغربه وليست الوطن . وهي السفر وليست المقر


    أعجب تماماً , وأدهش من ناس يجمعون ويكنزون ويبنون ويرفعون البناء وينفقون على أبهة السكن
    ورفاهية المقام وكأنما هو مقام أبدي...
    وأقول في لتفسي أنسوا أنهم في مرور ؟
    ألم يذكر أحدهم أنه حمل نعش أبيه , وغداً يحمل ابنه نعشه إلى حفرة يستوي فيها الكل ؟
    وهل يحتاج المسافر لأكثر من سرير سفري
    وهل يحتاج الجوال لأكثر من خيمة متنقله ؟
    ولم هذه الأبهه الفارغه ولمن ؟
    ولم الترف ونحن عنه راحلون ؟
    هل نحن أغبياء إلى هذه الدرجه ؟
    أم هي غواشي الغرور والطمع وعمى الشهوات وسعار الرغبات وسباق الأوهام ؟
    وكل ما نفوز به في هذه الدنيا وهمي
    وكل ما نمسك به ينفلت مع الريح
    والذين يتقاتلون ليبق الواحد منهم الآخر , أكثر عمى
    فالشارع سد عند نهايته وكل العربات تتحطم ويستوي بها السابق باللاحق
    ولا يكسب أحد منهم إلا وزر قتل أخيه .. بل إن أكثر الناس أحمالاً وأوزاراً في هذه الدنيا هم الأكثر كنوزاً
    والأكثر ثراء , فكم ظلمو أنفسهم ليجمعو , وكم ظلموا غيرهم ليرتفعو على أكتافهم .


    ولعلنا سمعنا مثل هذا الكلام ونحن نلهث متسابقين على الطريق ... فهو كلام قديم قدم التاريخ
    رددته حميع الأسفار وقاله جميع الحكماء ولكنا لم نلق له بالاً ولم يتجاوز شحمة الأذن .
    وما زلنا نسمع ولا نسمع برغم تطور أدوات الأستماع وكثرة الميكروفانات ومكبرات الصوت
    ولاقطات الهمس الإكترونيه من فوق الفضاء ومن تحت الثرى ..
    وما زلنا نزداد صمماً عن إدراك هذه الحقيقه البسيطه الواضحه وكأنها طلسم مطلسم ولغز عصى على الأفهام .


    هل نحن مخدرون ؟
    أم هناك ما هو أقوى أثراً وأكثر شراسة من الخمور والمخدرات
    هي ادية العصر التي طبعت الناس بذلك الشعار المسكر ؟
    شعار غامر وأكسب .. وأنهب واهرب .. وسارع إلى اللذه قبل أن تفوتك وعش لحظتك بملئها طولاً وعرضاً ولا تفكر ماذا بعد فقد لايكون هناك بعد .

    نعم تلك الخدعه التي يستدرج إليها الكل ..
    إنه لا شيء بعد وهي ليست خدعه بل هي روح الفلسفه الماديه ويقينها
    إنه لا شيء سوى مانرى ونسمع ونذوق ونلمس من ماديات وإنه ليس وراء هذه الدنيا شيء
    ونفوسنا الأمارة استراحت إلى هذه الفلسفه لأنها تشبع لها رغباتها وتحقق لها مشتهياتها
    والحيوان في داخلنا اختارها لا انفكاك من هذه العقبه إلا بالأنفكاك من طمعك ..
    فتفك الرقبه وتطعم المسكين وتؤثرغيرك على نفسك
    ولذلك لم يطلب الإسلام من المسلم نبذ الدنيا وإنما طلب منه قمع النفس وكبحها وشكمها
    لأن التفس هي الأصل .. والدنيا مجرد أداة لتلك النفس لتختال وتزهو وتتلذذ وتستمتع


    إن النفس هي الموضوع وهي ميدان المعركه ومحل الأبتلاء
    والدنيا ورقة أمتحانها
    ومطلوب الدين هو الأرتقاء بهذه النفس والارتفاع بها من شهوات البطن والفرج ومن شهوات الجمع والأكتناز ومن حمى الأستعراض والكبر والتفاخر ليكون لها معشوق أرقى هو القيم والكمالات ومعبود واحد هو جامع هذه الكمالات كلها ...
    وإنما تتدور المعركه في داخل النفس وفي شرع الدنيا حيث يتفاضل الناس بمواقفهم من الغوايات والمغريات وما تعرض عليهم شياطينهم من خواطر السوء ومن فرض اللذه كل لحظه .


    ولم يطلب الإسلام من المسلم أن ينبذ الدنيا بل طلب منه أن يخوضها مسلحاً بهذه المعرفه
    فالدنيا هي مزرعته وهي مجلى أفعاله وصحيفة أعماله .
    وقدم له فلسفة أخرى في مواجهة الفلسفة الماديه .. قدم له فلسفة استمرا وبقاء فهو لن يموت ويمضي إلى عدم .. بل إلى حياة أخرى سوف تتعدد فصولاً وتمضي به كدحاً وجهاداً حتى يلقى ربه :
    ( ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه )
    الحضارة الماديه لم تقدم للأنسان إلا الموت وحياة تمضي سدى وتنتهي عبثاً ...
    أما الإسلام فقدم للإنسان الخلود وحياة تمضي لحكمة وتنتقل من طور إلى طور وفقاً لنواميس ثابته من العدل الإلهي حيث لا يذهب أي عمل سدى ولو كان مثقال ذرة من خير أو شر :
    (( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ))

    لقد تركت لقلمي العنان لأرى ماذا سيكتب ويقدم لنا هذه المره
    فأعذروني على هذه الفلسفه الطويله

    الكناري
    اخر تعديل كان بواسطة » كناري الجنوب في يوم » 05-07-2006 عند الساعة » 16:52
    تم حذف التوقيع من قبل الادارة
    يمنع الاعلان لمنتديات اخرى


  2. ...

  3. #2
    كلام جميل ودقيق في نفس الوقت اخوي كناري فهو يوصف حالنا في هذه الدنيا
    ولكن لا تنسى ان الله سمح لنا بترف النفس والاستمتاع واضهار نعمته علينا اذا كنا من اصحاب الاموال
    طبعا بدون تبذير قوله تعالى (( بنعمة ربك فحدث)) الايه
    لكن صراحه كفيت ووفيت اخوي كناري وكلامك ما اعتبره فلسفة بل على العكس تماما

    واعذرني على المداخلة
    attachment

  4. #3
    كناري ليه هل التشائم ما تعودنا عليك هيك كلك امل بعدين نسيت شي مهم قول الامام علي (رض ) عش لدنياك كائنك تعيش ابدا وعمل لاخرتك كانك تموت غدا كل اشي عطيه حقو في حدود يعطيك العافيه
    جميل ان يكون لك قلب انت صاحبه والاجمل ان يكون لك صاحب انته قلبه صاحبك

  5. #4
    موضوع جميل ودقيق وهو بالفعل موجود وهو حقيقة لا يستطيع اح نكرانها
    ومع ذلك لا باس لمن انعم الله عليه ان يظهر هذة النعمة فالله تعالى يقول (ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عباده)
    شكرا لك اخي على هذا الموضوع
    سيدوم حبا قد حواه القلب عن صدق ودين
    ونظل نذكر بعضنا ...في لهفة عبر السنين

  6. #5
    إنه لا شيء بعد وهي ليست خدعه بل هي روح الفلسفه الماديه ويقينها
    إنه لا شيء سوى مانرى ونسمع ونذوق ونلمس من ماديات وإنه ليس وراء هذه الدنيا شيء
    ونفوسنا الأمارة استراحت إلى هذه الفلسفه لأنها تشبع لها رغباتها وتحقق لها مشتهياتها
    والحيوان في داخلنا اختارها لا انفكاك من هذه العقبه إلا بالأنفكاك من طمعك ..
    فتفك الرقبه وتطعم المسكين وتؤثرغيرك على نفسك


    أخي مناجي الخلان أنا لم ارفض ان تتحدث عن النعم
    فلقد قال سبحانه وتعالى (وأما بنعمة ربك فحدث )
    أي أشكر النعم التي من الله عليك بها ولا تنكرها
    واجعلها في الخير ولا تنسى الضعفاء منها
    زهذا ما كنت أصبو إليه

    ربما لم تفهم تلك الفلسفه إنها ليست مجرد خاطره عزيزي
    ولم أكن متشائم أرجو ملراجعة ما كتبت ليتسنى لك الأمر بشكل أوضح

    وأشكرك على طيب كرمك بهذا المرور الجيد
    وليكن في علمك هذا ما أريده المناقشه في المواضيع ولو أختلفت الأراء


    أخوك الكناري
    يشرفه حظورك مجدداً بأي موضوع

  7. #6
    سلمت لي رجاحة عقلك وهذا ما ذكرته وما قصدته بفلسفتي
    فلست متشأوم والله




    إن النفس هي الموضوع وهي ميدان المعركه ومحل الأبتلاء
    والدنيا ورقة أمتحانها
    ومطلوب الدين هو الأرتقاء بهذه النفس والارتفاع بها من شهوات البطن والفرج ومن شهوات الجمع والأكتناز ومن حمى الأستعراض والكبر والتفاخر ليكون لها معشوق أرقى هو القيم والكمالات ومعبود واحد هو جامع هذه الكمالات كلها ...

    اشكرك من أعماق قلبي لتواجدك
    وسأكون قريباً على متصفحك

    الكناري

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter