بعد أن سار مسافة طويلة وهو يترنح بسبب قنينة الخمر التي يشربها ، سقط بجسده أمام إحدى الفلل الفخمة ، استلقى على ظهره رافعاً قنينة الخمر عالياً .
وبينما هو يدندن ويغني ويهذي ، إذ بكلب الحراسة واقفاً على رأسه !
السكران: أهلاً سيدي الكلب .
الكلب: لا أهلاً ولا سهلاً ، هيا احمل نفسك واذهب بعيداً من هنا يا عربي .
السكران: هوّن عليك يا سدي ، إني متعب وسكران كما ترى ، اصبر عليّ حتى الصباح .
الكلب: لا ، بل سترحل الآن .
السكران: يا سيدي دعني أبات هنا حتى الصباح ، وأعدك باني سأآتيك بشيء من اللحم في المرة القادمة .
الكلب: لا يثق بالعرب إلا المغفلون !
السكران: صدقت يا سيدي ، بل أن العرب أنفسهم لا يثقون بأ نفسهم !!
الكلب: إنهم اليوم في وضع مخجل ومزري .
السكران بعد أن جلس مقابل الكلب: نعم ، حتى خارطة طريقهم أصبح يرسمها لهم عدوّهم !! ، وأصبحوا يجتمعون ويتفرقون ويشربون ويأكلون وينكحون ويسهرون وينامون ويدخلون الحمام بأمر أمريكا !!
الكلب: أين تعمل ؟
السكران: الآن ، أم سابقاً ؟
الكلب: الآن ، وسابقاً ؟
السكران: كنت سابقاً أستاذ لغة عربية ، واليوم أنا " صبي عالمة " .
الكلب: ولما كان هذا التحول الغريب ؟!!
السكران: يا سيدي الكلب ، إن اللغة العربية اليوم لم يعد لها قيمة حتى عند العرب أنفسهم ،
كما أن مهنة التعليم أصبحت مهنة مقرفة في بلاد العرب ، لا يأتي منها إلا التعب والبهدلة من الطلاب وأولياء أمورهم ....
الكلب: فعلاً صحيح .
السكران مستطرداً: لذا قررت أن أشتغل صبي عند رقاصة عربية محترمة ، بعيداً عن مهنة التدريس التي لا تدُر عليّ إلا القليل من المال .
الكلب: وما هي طبيعة عملك ؟
السكران: أقوم بتجهيز ملابس الرقص الخاصة بالرقاصة ، وأساعدها في ارتدائها ، قبل أن تنزل للجمهور ، وبعض الأحيان أقوم بمساعدتها بنزع ملابسها إن طلبت مني هذا ، وهي دائماً تطلب مني هذا في كل ليلة !
الكلب: وهل هي وظيفة مربحة ؟
السكران: بالطبع ، فانا آكل وأشرب بالمجان ، بعكس أيام زمان !!
الكلب: وهل لهذه الوظيفة مستقبل مهم ؟
السكران: يا سيدي الكلب ، إن عرب اليوم سلموا ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم لـ نانسي وروبي وإليسا وهيفاء ، ولقد استطاعن بكل جدارة وثقة أن يسيطرن على ثقافة العرب اليوم ، وما عليك إلا أن تفتح أي قناة عربية حتى تتأكد من هذا بأم عينك !!
الكلب مد يده نحو قنينة الخمر وبدأ يشرب منها
الكلب بعد أن تنهد: تعرف يا أخي العربي، أنا عندما أتذكر أن الله تعالى خلقني كلب أحزن كثيراً ، لكني عندما أتذكر أن الله تعالى خلق العرب أيضاً ، أفرح بذلك كثيراً ، لأننا نحن الكلاب أحسن وأكرم منكم في هذه الأيام .
السكران: يا سيدي الكلب: أنتم لكم منظمات ومؤسسات وجمعيات عالمية خاصة تهتم بكم وتخصص لكم ميزانيات طائلة من أجل راحتكم ، أما نحن العرب فحكوماتنا لا تهتم بنا كما تهتم حكوماتكم بكم !! ، فنحن نعاني من التشرد والقتل والدمار في فلسطين منذ اكثر من 50 سنة ، وفي العراق كل يوم هناك العشرات من القتلى والتفجيرات ، وحكوماتنا العربية
لا تهتم إلا بما يعزز وجودها على الكرسي فقط !!
فنحن 22 دولة عربية لم نستطيع أن نقف في وجه إسرائيل وهي دولة واحدة !
ونحن نمتلك النفط والذهب والمعادن وثلثي شبابنا العربي عاطلون بدون وظائف !
ونحن بعض شوارعنا ومرافقنا وقرانا تحتاج للماء والكهرباء ، وحكوماتنا تبني الكثير من المشاريع في الخارج !
ونحن عندنا الكثير من العائلات الفقيرة المحتاجة ، وحكوماتنا تصرف أموالها على كرة القدم واستار اكاديمي !!
ونحن عندنا عقولاً عربية جميلة ، وحكوماتنا لا تقدرها، وتقدر كل من يكشف عن مؤخرته وفخذه وصدره وصرته !!
ونحن ( بعدما ) يموت عندنا مبدع تقوم حكوماتنا بتكريمه ، وعند ظهور أول بذرة لراقصة أو مغنية جديدة ، يهتم بها المسئولين في الحكومة !
الكلب: خلاص يكفي ، لقد أحزنتني أيها العربي !
السكران: معنى هذا أنك ستتركني أبات هنا حتى الصباح ؟
الكلب: بل وسأجعلك تنام معي في بيتي !!
السكران فرِحاً: أنا ممتن لك يا سيدي الكلب .
الكلب يرفع قنينة الخمر ويحدق بها: غريبة !!
السكران: ما هو الغريب يا سيدي ؟
الكلب: طعم الشراب الذي في القنينة !!
السكران: ما به ؟
الكلب: بدأ يصبح سخيفاً !!
السكران: لا عليك ، هذا شعور الشفقة ، بدأ يدب في جوفك !!
م ن ق و ل
(بس انا مش بنقل حاجة إلا و أنا مقتنعة بيها)
المفضلات