"خدمة الوطن.. وكلمة الحق"...
هذه الشجرة العريقة التي توغل في أعماق تربة التاريخ...
وتستقي جذورها من أنهار العزة والكرامة... هذه الشجرة العريقة التي تفرعت غصونها وصافحت فروعها السامقة عنان السماء... هذه الشجرة التي ثبتت في وجه عواصف الفتن وأعاصير الضلال...وأعادت جيوش اليأس مهزومة كليلة، وصبرت على لسعات الشتاء.. ولهيب القيظ، وظلَّت كذلك؛ تزداد في تربة التاريخ عمقاً، وفي سماء المجد سموقاً.. حتى إذا فتح لها الأمل نوافذه، ومهد لها المجد طرقه، نظرت الى الآفاق من حولها نظرة ثقة وحب، وهزّت فروعها فتناثرت منها أشهى ثمار الخير.
هذه الشجرة العريقة ( الجزيرة العربية )، الأرض التي تضم بين جوانحها نوراً ميزها الله به، وجعلها بإشراقته سيِّدة الدنيا، وعروق الكون.
إنها تستحق من قلوبنا أصفى المشاعر، ومن عقولنا أسمى أنواع التفكير، ومن سواعدنا أصدق عمل وأخلصه للرقيِّ بها.. وهي الآن لا تريد منَّا ذلك وحده.. بل تطلب منا قبله أن نؤمن بالعقيدة التي رفعتها أوَّلاً، ثم بصدق القول والعمل، وصدق النصح ثانياً.
عندما نحب الوطن.. فإننا لا نحب ترابه فقط... ولا نحب أرضه وسماءه فقط، ولكننا نحب عراقته.. ونحب عقيدة الإسلام التي بزغ نورها في أرضه، وانطلقت مواكب الدعوة إليها من رحابه، ولا بد أن تتعانق هذه المعاني في قلوبنا في ترتيب لا يقبل الخلل، حب العقيدة الإسلامية، إيماناً بالله وملائكته وكتبه ورسله، ثم حب الأرض التي يتحقق لنا فيها تطبيق ما تأمر به تلك العقيدة حباً يجعلنا نخدم.. وندافع.. بل ونستميت في سبيل الحماية والدِّفاع. خدمة الوطن ليست كلاماً ينشر، ولا شعراً ينظم، ولا خطباً تدبَّج وتلقى في المناسبات..
خدمة الوطن.. حبٌّ له، وسعي إلى ما ينفع أهله، ويحقق له شخصيته، ويحفظ له كيانه، وذلك كله مرتبط عندنا بعقيدة الإسلام التي يقوم وطننا على أسس راسخةٍ منها.. هذه أمور لا مجال لإنكارها أو التشكيك فيها.. بل هي من أوجب واجبات المسلم نحو دينه ووطنه وأمته، فهل يدرك ذلك بعض المثقفين ؟
[GLOW][SHADOW]كلمات الدكتور العشماوي.. [/SHADOW][/GLOW]
المفضلات