هلا شباب
هذي قصة ادهم صبير بعنوان امبراطورية السم
اذا عجبتكم رح نكملها
امبراطورية السم
1- مهمة منفردة.
هبطت الطائرة القادمة من ( ستوكهولم) في مطار القاهرة الدولي بهدوء، وتوجه ركابها إلى ( صالة) الجمارك لإنهاء إجراءات الدخول والإقامة ، ولم يلتفت موظفو الجمارك إلى الرجل الوسيم الطويل القامة، الذي تحرّك ببساطة، حملا حقيبة صغيرة، كانت تمثل كل الأمتعة التي حملها من السويد ، والذي انتهت إجراءاته بسرعة، وتوجه بقوامه الممشوق، وخطواته الواثقة، إلى بوابة الخروج، وما ان عبرها حتى ابتسم بودّ في وجه الشاب الذي ينتظره مستنداً إلى مقدمة سيارة صغيرة، زرقاء اللون، ومد يده يصافحه وهو يقول بلهجة أقرب إلى السخرية:
مفاجأة طريفة يا ( حازم) .. إنها المرة الأولى التي ينتظرني فيها أحدكم عند عودتي من السويد، هل بلغ بكم الشوق مبلغه هذه المرة؟
ابتسم المقدم ( حازم) وهو يصافحه قائلا:
ليس الشوق هو الدافع يا ( أدهم) ، وإنما هو العمل.
ثم أردف وهو يدلف إلى السيارة قائلا:
كيف حال النقيب ( منى توفيق) ؟
ألقى ( أدهم صبري) بحقيبته على المقعد الخلفي، ثم جلس بجوار ( حازم) وهو يجيب ببساطة:
لقد تحسنت حالتها كثيرا، ويؤكد لي شقيقي الدكتور ( أحمد) أنها ستتمكن من العودة لممارسة حياتها الطبيعية بعد أقل من ثلاثة شهور، وهي في حالة معنوية ممتازة برغم آلام ساقها اليسرى.
هز المقدم ( حازم) رأسه، وهو يقود السيارة إلى قلب القاهرة، وقال دون أن يلتفت إلى ( أدهم) :
أتعشم أن تعود إلى العمل قريبا، فالمدير يجد صعوبة بالغة في توفير زميلة جديدة للعمل معك، بعد إصابة النقيب ( منى) ، واستقالة الملازم ( هويدا).
التفت إليه ( أدهم) ، وقال بصوت يحمل نبرات الضيق:
لماذا يصر المدير على أن أعمل دائما بصحبة فتاة من فتيات المخابرات؟ .. لم لا أعمل وحدي كأيام الماضي، أو على الأقل بصحبة زميل؟
ابتسم المقدم ( حازم)، وقال:
من الأفضل أن توجه هذا السؤال إليه شخصيا يا صديقي، فهو يمنحك الكثير من الامتيازات الخاصة، بسبب طبيعتك الفريدة، ولعله يرى أنك تعمل بصورة أفضل إذا ما صحبتك زميلة، أو أن تواجد فتاة بصحبتك يبعدك بشكل ما عن الشكوك.
حرك ( أدهم) كتفيه علامة عدم الفهم، وقال وهو يستند إلى ظهر مقعده:
ولكنني كنت أعمل دائما وحدي يا حازم قبل أن يلزمني المدير بالعمل مع منى، ولقد كنت أفضل ذلك.
ابتسم المقدم حازم ، ولم يعلق على عبارة أدهم الأخيرة ، وساد الصمت بينهما قبل أن يسأله أدهم باهتمام:
ترى ماالمهمة العاجلة التي دفعتك لانتظاري في المطار يا حازم؟
أجاب المقدم حازم بهدوء:
لست أدري بالضبط يا صديقي، ولكنني تلقيت أمرا باحضارك فور وصولك من السويد إلى مقر الإدارة ، ولعلها مهمة جديدة، من تلك المهام المعقدة التي لاتصلح إلا لمن يحمل لقب رجل المستحيل.
***************
ابتسم مدير المخابرات وهو يصافح أدهم بحرارة قائلا:
حمدا لله على عودتك سالما أيها المقدم .. كيف حال منى؟
ابتسم أدهم وهو يجيب بود:
في خير حال يا سيدي .. شكرا لك.
قال المدير المخابرات وهو يسير بهدوء نحو خريطة ضخمة للعالم، تملأ نصف الحائط الأيسر للمكتب تقريبا :
أتعشم ألا تكون منهكا أيها المقدم، فسوف تسافر بعد ساعتين تقريبا إلى هذا المكان.
وأشار بإصبعه إلى موقع أثنيا عاصمة اليونان، فضاقت عينا أدهم، واكتسى وجهه بالاهتمام البالغ، وهو يقول بنبرات بطيئة قوية:
بم تتعلق المهمة هذه المرة يا سيدي؟
عاد مدير المخابرات إلى مكتبه، واستقر على مقعده قبل أن يقول وهو يشير إلى أدهم بالجلوس على مقعد مقابل:
أعتقد أن المهمة التي أانوي اسنادها إليك ستثير دهشتك هذه المرة أيها المقدم.
نظر إليه أدهم بتساؤل، فاستطرد قائلا:
في اجتماع مجلس الوزراء أمس دار نقاش طويل حول ظاهرة انتشار المخدرات داخل مصر، وتزايد معدل تهريبها واحضارها إلى داخل البلاد، وتركز اهتمام المجلس في أنواع المخدرات التي انتشرت حدبثا، مثل الهيروين و الماريجوانا و الكوكايين..
قاطع أدهم رئيسه قائلا:
ولكن مكافحة المخدرات من عمل رجال الشرطة ياسيدي ، وليس رجال المخابرات.
ظهرت علامات الضيق على وجه مدير المخابراتبسبب مقاطعة ادهم له، وانعكس هذا الضيق على نبرات صوته وهو يقول:
ان مكافحة المخدرات تخص رجال الشرطة داخل البلاد فقط، أيها المقدم، ولكننا في هذه المرة نفكر في عمل جديد.. عمل حاسم.
اعتدل ادهم في مقعده ، وظهر الاهتمام على ملامحه ، على حين تلبع مدير المخابرات قائلا:
لقد أكدت تحرياتنا ان الجانب الاكبر من المخدرات التي يتم تهريبها إلى هنا تأتي من مكان مجهول في اليونان عن طريق البحر، ولقد حاولنا التوصل إلى هذا المكان بمعاونة السلطات اليونانية، إلا أن كل محاولاتنا باءت بالفشل.
وصمت لحظة قبل ان يستطرد قائلا:
ليس الفشل التام، ولكننا استطعنا ان نحصر شبهاتنا في رجل اعمال يوناني ، يدعى نيقولاس اندرياس ، ولكننا برغم معاونة السلطات اليونانية لم ننجح في العثور على الدليل واحد يدينه، أو يقودنا إلى المكان الذي تصنع فيه هذه السموم، ولقد اتفقت مع زميلي مدير المخابرات اليونانية على ان هذا الامر يحتاج إلى تخطيط خاص، وليس إلى تحريات رسمية.
ابتسم مدير المخابرات وهو ينظر إلى ادهم قائلا بلهجة ذات مغزى خاص:
باختصار اتفقنا على ان هذا الامر يحتاج إلى رجل واحد .. رجل يستطيع بامكاناته وحده تحطيم امبراطورية السموم.
قال ادهم بهدوء دون ان تختلج عضلة واحدة من وجهه:
متى يمكنني ان أبدأ العمل ياسيدي؟
اتسعت ابتسامة مدير المخابرات وهو يتراجع في مقعده قائلا:
لقد أخبرتك ايها المقدم أنك ستسافر بعد ساعتين تقريبا ، ولقد وافق مجلس الوزراء على قيام مصر بهذه المهمة ، وبالتعاون مع السلطات اليونانية.
قام أدهم واقفا ، وأدى التحية العسكرية وهو يقول:
يسعدني النهوض بهذه المهمة يا سيدي.. وخاصة عندما لا ترافقني في أدائها زميلة.
ابتسم مدير المخابرات وهو يقول: نعم أيها المقدم ، لن ترافقك هذه المرة زميلة.. مصرية.
نبغي ردود مو تاخذون القصة وتقروها وما تردوا
المفضلات