الصفحة رقم 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 56

المواضيع: البئر الغامضة

  1. #1

    الرواية التي طال انتظارها (البئر الغامضة)

    قد وعدتكم بها...
    ولكن بعد الأختبارات...
    وها هي الأختبارات قد انتهت..
    لم تظهر نتائجها حتى الآن ولكني سأقدم لكم القصة وسأبدأ بالفصل الأول..
    أتمنى أن تنال اعجابكم
    بسم الله


    البئر الغامضة

    الفصل الأول
    كان هناك فتى يدعى فادي كان عمره في نحو السادسة عشر وكان متقد الذكاء وبدأ يحادث صديقاه الوحيدان من أهل القرية الصغيرة وكان الأول يدعى ثامر والثاني يدعى بدر .
    قال فادي:
    ألم تسأموا بعد مما نفعله كل يوم؟ ننام إلى الواحدة والنصف ظهراً ثم نستيقظ ونأكل ونجتمع ونلعب حتى المساء ثم نذهب لمنازلنا فنستحم ثم نعود لنلتقي في دارنا الصغير الذي بنيناه بأنفسنا على نور الفانوس،ونبقى نتحدث حتى منتصف الليل ثم ننام،أخبروني بصراحة ألم تسأموا من كل هذا؟ألم تفكروا بشيء جديد نفعله؟ شيء فيه نوع من المغامرة مثلاً.
    قال ثامر وهو يفرقع إصبع يده اليسرى الأكبر:
    بلى ،ولكن ماذا نفعل؟
    وتابع بدر:
    ما باليد حيلة فنحن نعيش في قرية صغيرة بجوار قرية مهجورة ونحن تقريباً منقطعين عن التطور الذي يحدث في بلادنا.
    وقف فادي وهو يقول في حماس منفعل:
    بلى يابدر، باليد حيلة.
    فقال ثامر وقد أراد أن يسخر من فادي:
    أرني يدك إذاً..
    قال فادي بجد:
    أنا لاأمزح ياثامر،أتذكر تلك البئر التي تقع في القرية المهجورة التي بجوارنا؟ لقد هجرها أهلها بعد أن فقدوا 10 أشخاص نزلوا إلى البئر ولم يعودوا حتى الآن،مارأيكم؟
    قال بدر مبهوتاً:
    وااو..،أتريدنا أن تذهب بنا إلى تلك البئر ؟ يا لك من مغامر!!
    كان بدر متحمساً جداً بينما قال ثامر متوتراً :
    لا بد أنك تمزح يافادي،فأنت تعلم أن العشرة أشخاص لقيوا مصرعهم حتماً،وإلا فما الذي تتوقع أن يحصل لهم غير ذلك؟
    قال فادي بحزم وإصرار:
    لن أجبر أحدكم على الذهاب معي ولكني أخبركم فقط بأني قررت أني سأذهب بعد أربعة أيام من الآن أي يوم الخميس وهي فرصة كافية للتفكير في الأمر ومن يريد الذهاب معي فليذهب ومن لايريد أن يذهب..
    ونظر إلى ثامر وتابع:
    فل يبقى وحيداً هنا.
    قال بدر بإنفعال :
    سأذهب معك يافادي وسنكتشف ماهو السر.
    ثم سأل ثامر:
    هل ستذهب معنا ياثامر؟
    بدا على وجه ثامر الأرتباك والتوتر ثم بدا أنه حزم أمره وقال:
    نعم سأذهب
    قال فادي بعد أن حدد موقع اللقاء ومكانه:
    حسناً،فلينصرف كل واحد منا إلى منزله ليحزم أغراضه ويعدّ نفسه ، فانصرفوا ولم يستطع ثامر النوم جيداً خلال هذه الأيام الأربعة بل كان يفكر:
    ما الذي سيحدث لهم؟..
    ترى هل سيلقون حتفهم؟...
    أم أن هناك سراً ما في هذه البئر؟..
    وظل السؤال يحوم في عقله باحثاً عن جواب له.

    * * *

    مرت الأربع أيام بالنسبة لبدر وكأنها أربع سنوات!!،فلقد كان ينتظر ذلك اليوم بصبر نافذ أما ثامر فكان بأنها أربع ساعات فقط!!.
    وعندما حان موعد اللقاء اتجه فادي وكان أكبرهم سناً مع بدر إلى مشارف القرية المهجورة حيث مكان اللقاء وكانت الساعة تشير إلى الثانية عشر والنصف ليلاً حيث كان القمر مضيئاً بلونه الفضي.كان فادي يحمل معه حقيبة رياضية اشتراها له والده من إحدى المدن التي كان يذهب إليها وكانت ممتلئة بعدة أغراض أما بدر فقد كان يحمل معه سلتان قد امتلأت بالأغذية والفطائر الشهية التي كان يتوجب عليه إحضارها كما اتفقوا من قبل ، وصل فادي وبدر إلى مشارف القرية المهجورة وعندها هتف بدر بدهشة:
    ثامر؟؟!!...متى وصلت إلى هنا؟؟.
    أجل..لقد كان ثامر أول الواصلين..
    قال فادي وكأن الأمر لا يهمه:
    هذا جيد منك...والآن مارأيكم أن نستريح لنأكل عشائنا ثم نتابع رحلتنا؟
    أجاب ثامر بسرعة:
    نعم هذا أفضل.

    * * *

    فتح بدر سلة الغذاء الأولى وكانت تمتلئ بفطائر اللحم الشهية وأنواع الأطعمة الأخرى من معلبات وغيرها والكثير من علب المياه الغازية،وكان فدي وثامر أيضاً ينظران إلى السلة ولعابهما يسيل ثم بدا على بدر بعض التوتر وهو يبحث عن شيء ما فقال ثامر:
    ما بك يا بدر؟هل نسيت شيئاً ما؟
    قال بدر ببعض التوتر:
    نعم،لقد نسيت منبع الحياة..
    لقد نسيت الماء،إنه خطأي..فقد قالت لي أمي أن أضع علب المياه أمام الباب حتى لا أنساها وأنا ذاهب ولكني نـ...
    قاطعه ثامر بعصبية:
    لا تقل لي أنك أخبرتها عن رحلتنا هذه؟
    أجابه بدر وهو يحاول أن يهدئه:
    لا تخف...لقد أخبرتها أنها نزهة معكم فقط.
    قال فادي:
    وأنت ماذا قلت لأهلك يا ثامر؟
    أجاب ثامر:
    أنت تعلم أني أعيش في بيت عمي بعد أن توفيا والديّ فقلت لعمي بأني أريد أن أخفف الحمل عليه قليلاً لأنه كثير الأولاد فسألني بما أقصد بذلك ولم أجبه..وها أنا معكم الآن.
    قال بدر:
    وماذا عنك يا فادي؟
    تعلمون أني أعيش مع جدتي (والدة أبي) بعد أن توفيت أمي رحمها الله وتعرفون أيضاً أن أسفار أبي لا تنتهي فخرجت دون علمها.
    قال بدر:
    ولكنك بهذا جعلتها وحيدة كم هي مسكينة جدتك.
    قال فادي:
    لا تخف سيأتي والدي غداً وعندما لايجدني لن يرحل مرة أخرى...دعونا من هذا الموضوع ،لقد نسيت يا بدر الماء فهل ستذهب لإحضاره؟
    شبّك بدر أصابعه ببعضها وهو ينظر إلى ساعته ويقول:
    أنا...ربما....لو يذهـ..
    قاطعه فادي:
    حسناً لا بأس،سأذهب وحدي لإحضار الماء ولكن أخبرني أين هي علب الماء؟
    أجاب بدر:
    إنها في غرفتي،وبإمكانك الدخول عبر النافذة فهي قصيرة.
    قال فادي وهو يفكر:
    ولكني بذلك أكون لصاً لو كشفني أحد ما.
    أجابه بدر:
    لا تخف فوالدتي نائمة الآن ونومها عميق جداً وإلاّ لما استطعت السهر معكم كل ليلة.
    قال فادي:
    حسناً لا بأس.
    ورفع إبهامه وضم قبضته وأشار بها إلى بدر فرد عليه بنفس الحركة وكانت هذه هي حركتهم المعهودة وكانت الساعة تشير حينها إلى الثانية والنصف بعد منتصف الليل ، ورحل فادي بعد أن أكل حصته من الطعام وبعد أن نبههم إلى أن لا يتحركوا من أماكنهم حتى يعود وأنه إذا لم يعد خلال ساعة جمعوا أغراضهم وعادوا إلى منازلهم..
    هذا لأن الطريق غير آمنة بين قريتهم وتلك القرية المهجورة..
    ولم يكن فادي يعلم أبداً بما هيّة الشيء الذي ينتظره..
    لقد كان فقط..
    يشعر ببعض القلق.
    وكم كان ذلك مخيفاً إلى أقصى درجة..

    * * *
    اخر تعديل كان بواسطة » dark's wolf في يوم » 08-06-2006 عند الساعة » 05:01


  2. ...

  3. #2

    الفصل الثاني

    مشى فادي عائداً إلى القرية وهو يصفر لحناً منغوماً ليرفه عن نفسه قليلا ويبعد عنها بعض التوتر والقلق وبعد ربع ساعة تقريبا كان على مشارف قريته، وهنا فقط أحس بالاطمئنان أو بشيء منه ...وفجأة لمح ظلا يتحرك إلى جانبه..
    فتوقف على الفور ولم يقم بأي خطوة ثم نظر إلى جانبه فلم يجد شيئاً فعاد يتابع سيره وهو يحاول أن يقنع نفسه بأنه كان يتوهم،هو لم يكن جباناً..ولكن الظل الذي رآه كان مخيفا فعلا وشكله غريب،وفجأة ظهر هذا الظل مرة أخرى ولكن إلى جانبه الآخر هذه المرة وعندها ركض فادي فراح ذلك الظل يجري خلفه فعرف حينها أنه لم يكن يتوهم أبداً وأن هذا الشيء الغريب حقيقي ولم ينتظر فادي كثيرا فلقد قفز صاحب ذلك الظل أمامه على الفور وعندها توقف فادي عن الجري ليجد نفسه واقفا أمام ثعلبة ناصعة البياض ذات ذيل يفوق في جماله ريش الطاووس هذا لأن الذيل كان مقسما إلى أذيال صغيرة منتشرة كذيل الطاووس.
    راح فادي ينظر إليها برعب...ماهذا الشيء الذي أمامه؟؟!
    تشجع فادي وسألها:
    من أنت؟
    قفزت تلك الثعلبة على صدره وأسقطته على ظهره فأطلق فادي آهة ألم وأجابته هي بصوت أشبه بالفحيح:
    أعتقد أن جدتك أخبرتك في يوم ما عن قصتي ولكنك لم تصدقها، ولكن لا بأس لدّي لغز واحد وعليك الإجابة عليه خلال عشر دقائق فقط،سأطرحه عليك وسأذهب وسأعود بعد انتهاء الوقت المحدد إن أنت أجبت عليه منحتك ما شئت وإن لم تجب..
    كشرت عن أنيابها وهي تتابع:
    سأمتص دمك..
    خفق قلب فادي بشدة عندما سمع الكلمتين الأخيرتين ثم قال:
    حسناً ما هو اللغز؟
    أجابته الثعلبة:
    هو أبيض من اللبن وأخفُّ من الريشة ولكنه أثقل من الجبل هل عرفت اللغز؟
    ثم ارتفعت إلى السماء ودارت حول نفسها بضع دورات رأسية مما أصدر بعض التوهج الذي أغشى عيني فادي وعندما فتحها مرة أخرى كانت الثعلبة قد اختفت تماماً..
    ولم يعد لها أي أثر..
    * * *

    قال ثامر بقلق:
    أتعتقد أن فادي قد وصل إلى منزلك يا بدر؟
    أجاب بدر وهو يفتح علبة مياه غازية ويرتشف منها قليلا:
    نعم والمفروض أنه في طريقه إلى هنا.
    قال ثامر:
    ولكن ماذا إن لم ينجح؟
    أجاب بدر بلا مبالاة:
    لقد قال أن لديه فكرة ذكية فربما تستغرق هذه الفكرة وقتاً أطول.
    صمت بدر قليلا وراح يرتشف من مشروبه الغازي قليلا ثم قال:
    ما رأيك يا ثامر أن ندخل هذه القرية ونذهب إلى البئر ثم نعود بسرعة على الأقل لكي لا نضيع وقتنا فيما بعد فنكون قد عرفنا الطريق؟
    شهق ثامر وهو يقول بخوف:
    أنت مجنون..أنت فعلا مجنون، ألم تسمع ما قاله فادي؟ هل تريد أن تعصي أوامر قائد الفرقة؟
    قال بدر:
    منذ متى أصبح فادي قائد الفرقة ، ألأنه أكبرنا سناً أم..
    قاطعه ثامر هذه المرة وقد رفع صوته:
    بل لأنه صاحب الفكرة وصاحب الفكرة يكون دائماً قائد الفرقة خاصة إن كان هو الأكبر سناً، ألم تفهم بعد يا فتى؟
    قال بدر بسخرية:
    أخفتني يا ثامر ...رباه أنقذني.
    ثم رفع صوته مثل ثامر وقال:
    إياك أن تتكلم معي بهذه الطريقة مرة أخرى و...
    بتر عبارته فجأة وتطلع إلى وجه ثامر وقال:
    ألم تسمع ما سمعته أم أني أتوهم؟
    قال ثامر وهو يطالع بدر بدهشة وقال:
    بلى، إنها صرخة...
    إنها صرخة فادي!!!!
    قال بدر بحماسة:
    إذا ماذا تنتظر يا ثامر؟
    وقام من مكانه وهو يتابع:
    هيا بنا لننقذ قائد الفرقة.
    فرح ثامر لاعتراف بدر بفادي قائداً للفرقة فقام على الفور وقال:
    هيا بنا اذاً.
    وانطلق الاثنان بسرعة إلى موقع الصرخة...
    وكانت المفاجأة بانتظارهم..
    كانت مفاجأة مذهلة إلى أقصى حد..
    لم يجدوا فادي هناك..لقد وجدوا فقط هيكلاً عظمياً..
    وكانت الدماء التي تسيل عليه ما زالت دافئة..
    وحمراء داكنة...
    * * *

  4. #3
    الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مســاء النور اخي وألف مبروك على نهاية الاختبارات
    وانا راح اكون متواجد بإذن الله معك في جميع مواضيعكsmile
    ثعلبة ناصعة البياض ذات ذيل يفوق في جماله ريش الطاووس
    لما وصلت لغاية هنا رااح خيالي لمنظر لا يوصف
    في ليله بارده عند الجبالsmile
    لم يجدوا فادي هناك..لقد وجدوا فقط هيكلاً عظمياً..
    وكانت الدماء التي تسيل عليه ما زالت دافئة..
    وحمراء داكنة...
    ياكرهي للانتظارbiggrin
    القصه رغم انها طويله لكن لغاية الان جميله ورائعه
    وانا انتظر التكمله بكل شغف

    والف شكر اخي على مواضيعك الحلوهgooood

  5. #4
    مشكور جدا يا أخي وأعدك بأني سأحاول أن لا أتأخر وسأنزل كل فصل بعد الأنتهاء من كتابته فوراً

  6. #5

    Thumbs up

    ما شاء الله عليك وصفك للأشياء وخصوصاً الثعلب
    مرررررررررررررررررره خطيرgooood
    بدايه رائعة وحماسية
    ننتظر منك التكملة


    أوووه نسيت أقول لك مبروك على نهاية الإختبارات
    و إن شاء الله تطلع بنتيجه ممتازه <<<<<<<<<<<<<<<<<<(يا ليت أنا كمان تدعولي)
    و شكراًasian

  7. #6

  8. #7

    الفصل الثالث

    بقي فادي نائماً على ظهره أرضاُ وهو يفكر قائلاً:
    أبيض من اللبن...وأخف من الريشة...وأثقل من جبل!!!...ما هو يا ترى؟؟ كيف يمكن أن يكون أخف من الريشة وأثقل من الجبل؟؟ ثم صمت فجأة وراح يفكر قليلا بعقله..
    ترى هل يمكن أن يكون..
    وهنا صرخ فجأة:
    نعم إنه هو لقد عرفته..
    وقبل أن يتم فرحته سمع صوت تلك الثعلبة وهي تقول بوحشية :
    هل وجدت الحل؟ أم أنك ستصبح عشائي الليلة ؟
    ولعقت شفتاها وهي تتابع:
    ودمائك لن أنساها أبداً،لا تخف لن أدعها تسيل هكذا هباءً..
    وراحت تضحك بصوت عالٍ ووحشية غريبة..ثم صمتت فجأة وقالت بسرعة:
    هيا أعطني الحل والآن.
    ابتسم فادي وقال:
    خفيفٌ كالريشة،ولكنه في الواقع أثقل من أي جبل على كوكب الأرض..وهو أبيض من اللبن،نعم إنه حتى أشدُّ بياضاً من أي شيء ولكن بياضه ليس كاملاً.
    وصمت قليلاً وهو يشير بيده إلى السماء ثم تابع بثقة:
    إنه القمر أيتها الثعلبة،أليس كذلك؟
    توهجت عينا الثعلبة البيضاء ثم صدرت منها زمجرة خافتة فقال فادي:
    لماذا لا تجيبين ؟؟أليس جوابي صحيحاً؟ أنا واثق منه،أم أنك تخشين الهزيمة؟
    لم تجبه هذه المرة وإنما بدت زمجرتها بالارتفاع أكثر وأكثر فقال فادي:
    هيا إن جوابي صحيح ستمنحينني ما أريد.
    كانت هذه العبارة الأخيرة سببا ً كافياً لأن تثير غضبها من أثر الهزيمة فأبرزت ملامحها وكشرت عن أنيابها وهي تقول:
    أنت فتى تستحق القتل.
    وقفزت عليه..
    ولكنها لم تكن تعرف أن فادي لم يكن شخصاً عادياً أبداً..لقد تظاهر بالخوف عندما رآها لأول مرة ليعرف هدفها وما الذي تريده منه..
    ولكن المسألة الآن هي مسألة دفاع عن النفس فالظروف تغيرت الآن وكان فادي يجيد الكثير من الحركات القتالية..
    وعندما قفزت عليه تفادى مخالبها ووجّه إلى صدرها ركلة قوية بقدمه اليمنى فسقطت وهي تتأوه من الألم ثم قفزت إلى الأعلى وهي تقول:
    أنت تستحق الموت حرقاً.
    وأطلقت من فمها لهباً طويلاً تسبب في إصابة فادي في ساقه اليمنى فسقط أرضاً وتوقفت هي عن إطلاق اللهب المحرق وراحت عيناها تتوهجان بشكل أقوى واحمّر لونها ولكن فادي كان أقوى من أن تهزمه حروق بسيطة ووقف مرة أخرى معتمداً على قدمه اليسرى وراح يبحث حوله عن سلاح يدافع به عن نفسه فوجد ألواح خشبية حادة واتجه نحوها وهو يقول:
    لماذا تفعلين هذا ؟ الأنك تخشين الهزيمة أم تخشين طلبي...بصراحة لم أكن أنوي الطلب منك سوى الماء.
    لم ترد عليه الثعلبة بل قفزت إليه مرة أخرى وكان قد وصل إلى الألواح الخشبية الحادة ووصلت الثعلبة إليه وكانت تنوي تمزيق ظهره بمخالبها ولكن فادي انحرف فجأة وأمسك باللوح الخشبي ووجه نحو عنقها بسرعة وقوة خاطفة..
    وهنا طار رأس الثعلبة بعيداً فانبثقت الدماء من عنقها بقوة حتى أنها أصبحت كنافورة من الدم المتدفق وعندما سقط الرأس تدحرج إلى أن و صل عند قدم فادي اليمنى المحروقة وخرج منه صوت متحشرج يقول:
    أنا...أنا لم أنتهي بعد....سوف يأتي..غيري....هناك الكثير من الـ.....
    وجحظت عيناها فجأة ثم توقفت عن الكلام...
    وإلى الأبد...
    وتحلل جسمها بسرعة إلى دقائق صغيرة جداً وتوزع في جميع الاتجاهات
    بينما بقي فادي حائراً يفكر:
    ماذا تقصد بالكثير من الـ..،لقد كانت تود أن تقول شيئاً ،ما هو يا ترى وهل هو خطير؟؟؟
    من يدري؟؟!!
    ربما...

    * * *


    لم يصدق بدر ما رآه وكذلك ثامر..
    أبهذه السرعة انتهى وتحول إلا هيكل عظمي؟؟
    لابد أن في الأمر سراً؟؟
    كيف تحول بهذه السرعة؟؟
    بدا على ثامر أنه سيبكي ولكنه جاهد على منع ظهورها وقال بدر بحزم:
    هيا بنا يا ثامر يجب أن نكمل ما بدأه فادي سنذهب إلى البئر ونكشف السر..
    فجأةً سمعوا تلك الصرخة..
    إنها نفسها..
    صرخة فادي وكأنه يقاتل..
    وهي قريبة جداً هذه المرة..إذاً فلقد توقفوا في المكان الخاطئ ،وهتف ثامر بفرحة:
    هيا يا بدر ألم تسمعه يصرخ ؟
    وراح الاثنان يركضان بسرعة وتجدد الأمل في نفوسهم مرة أخرى و ثامر يهتف كالأطفال :
    ما زال حياً ..فادي ما زال حياً
    قال بدر بسخرية:
    إذاً فلنسرع أكثر كي لا يتحول إلى هيكل عظمي مرة أخرى..
    وبعد أن وصلوا إلى فادي وجدوه ملقى على الأرض وممسكاً بساقه اليمنى.
    فصرخ بدر:
    فادي ما الذي حصل لك؟
    أجابه فادي:
    لاشيء مجرد حروق بسيطة..
    ثم قال محاولاً تغيير دفة الحديث:
    لماذا تركتم أماكنكم؟
    الم أخبركم بأن لا تتحركوا؟
    قال بدر:
    لقد طلع نور الفجر يا فادي ما بالك ،أنت تأخرت كثيراً
    نظر فادي إلى الأعلى ثم قال:
    غريب؟!
    ونظر حوله وهو يقول:
    يبدوا أن الثعلبة وفت بوعدها..
    سأله ثامر:
    أي ثعلبة؟ثم من أين أتيت بهذه المياه الباردة؟
    أجابه فادي:
    إنها قصة غريبة سأحكيها لكم في طريق العودة.
    هتف بدر:
    ماذا؟؟ هل قررت العودة إلى القرية؟!
    هتف ثامر بسرعة:
    هذا أفضل.
    نظر فادي إلى ثامر وقال:
    لا أنا أقصد العودة إلى البئر وإلى القرية فوراً..
    القرية المهجورة..
    وفي طريق العودة كان فادي متكئاً على بدر وحكا لهم قصته الغريبة بينما كان ثامر يحمل المياه وعندما وصلوا أمسك ثامر بحقيبته وأخرج منها بعض الأدوية الصغيرة وعالج ساق فادي بسرعة..
    واستعدوا لنزول البئر..
    لم يأخذوا شيئاً معهم سوى المصباح اليدوي الذي أحضره فادي..
    ونزلوا ثلاثتهم إليها...
    إلى البئر...
    البئر الغامضة..

    * * *
    اخر تعديل كان بواسطة » dark's wolf في يوم » 08-06-2006 عند الساعة » 07:10

  9. #8
    يااااااااااااااااااااااااااااااي
    مبروك على انتهاء الامتحانات وان شاء الله التوفيق

    كنت انتظر القصة بفارغ الصبر
    لقد استمتعت كثيرا بالقراءة
    شكررا لك وننتظر الجزء التالي...
    p9s12768




  10. #9
    شكراً لك أيتها المرعبة لقد كنت أنتظرك منذ مدة وأنتظر تعليقك على القصة..
    شكرا على أية حال وانتظروا المزيد من الأثارة......

  11. #10
    السلام عليكم

    سبق أن أبديت إعجابي بالقصة في موضوع (مقدمة رواية : البئر الغامضة)

    وأنا الآن أؤكد مرة أخرى على روعتها .. وتميزها ..

    بانتظار التكملة على أحر من الجمر..


    sHaDy G!Rl
    سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديقاً صدوقاً صادق الوعد منصفاً

  12. #11
    حسناً سأحاول أن أنزل التكملة في أقرب وقت ممكن..
    ومشكورين كلكم

  13. #12

    الفصل الرابع

    كان فادي أول من نزل إلى البئر وبعده بدر ثم تبعهم ثامر وكان بدر متحمساً كعادته بينما شعر ثامر ببعض التوتر أما فادي فلم يكن هو قادراً على وصف شعوره فقد كان مختلطاً مابين التوتر العنيف والحماسة المفرطة.
    سأل بدر فادي:
    هل ترى شيئاً غير طبيعي؟
    أجاب فادي وهو يتوخى الحذر في النزول:
    كل شيء على ما يرام و...
    بتر عبارته بغتة ثم انزلق بسرعة وهو يصرخ:
    احذروا... احذروا!! هناك مناطق زلقة ..
    وهوى بعنف إلى الأسفل..إلى حيث المجهول..
    وعندما رأى بدر ذلك يحدث أمام عينيه صرخ بقوة:
    انتبه يا فادي!!،أنا قادم إليك.
    ولكن صراخ فادي راح يبتعد شيئاً فشيئاً...
    وإن دل هذا على شيء...فإنه يدل على أن البئر سحيقة جداً..
    وأرضها بعيدة..
    * * *


    قال ثامر بتوتر:
    لا ..كيف حدث هذا؟!..
    هل مات فادي؟؟
    صرخ بدر وعيناه محمرتان:
    لا تقل هذا!!
    قال ثامر:
    ولكنه سقط..من الأفضل لنا أن نعود
    قال بدر:
    ارجع إن أردت ذلك...أما أنا فسألحق به..
    ودون أن ينتظر أي تعليق من ثامر أبعد يديه عن حجارة جدار البئر..
    وهوى هو الآخر...
    ولكن بدون صراخ...
    وهنا بقي فادي حائراً...
    ماذا يفعل؟
    هل يلحق بصديقيه؟؟
    أو يخرج؟؟
    (لا لست جباناً كما تعتقدون..)
    هتف بهذه العبارة وقفز خلف رفيقيه..
    ليلحق بهم إلى المجهول..
    * * *


    عندما سقط فادي صرخ قليلاً بسبب عامل المفاجأة وتلك الصرخة التي سمعها بدر و ثامر والتي قالوا أنها طويلة لم تكن سوى صدىً لصرخته الأصلية وبقي يسقط لمدة نصف دقيقة ولاحظ أن بعض الضوء بدأ يقترب وبعد ذلك انتهت مدة السقطة..
    لقد وصل إلى القاع وارتطم به...
    وبشدة...
    ولكن القاع كان اسفنجياً و اختفى فور سقوطه..
    و الضوء الذي كان يراه اختفى تقريباً مع أنه يرى كل شيء بوضوح.
    وقف على قدميه وراح يسير بغير هدى إلى أن وصل فجأة إلى ثلاثة أنفاق وبدون تردد دخل النفق الأوسط على الفور وعرف حينها مصدر الضوء ..إن هذا النفق يتجه إلى الأسفل ولذلك الضوء الذي يأتي منه ضعيف جداً ولكنه واضح.
    مشى فادي في الممر الذي راح يتجه إلى الأسفل تدريجياً إلى أن وصل إلى نهايته.. وخرج منه وهنا أغشا عينيه ضوء قوي كضوء الشمس... بل هي شمس ساطعة رآها بعد أن اعتادت عيناه على الضوء...
    و وجد نفسه على حافة جبلٍ عالٍ جداً...
    وما رآه في الأسفل كان لا يصدق بكل المقاييس..
    كان شيئاً رهيباً وعجيباً..
    إنه في عصر آخر..
    عصر يختلف عن عصره تماماً...
    عصر غريب جداً..
    وسكان هذا العصر ليسوا من البشر..
    ليسوا من البشر نهائياً...
    ولا يمدوا لهم بأي صلة..

    * * *


    سقط بدر وهو يهتف:
    انتظرني يا فادي أنا قادم.
    ثم لاحظ أن مدة سقوطه طالت فشعر بالخوف الذي تحول إلى شيء من الاطمئنان عندما سمع ثامر يلحق به وما إن سقط على الأرض الأسفنجية حتى سقط ثامر بجانبه،ثم راح الاثنان يهتفان باسم فادي بحثاً عنه ثم مشيا قليلاً حتى قال بدر وهو ينظر إلى الأسفل:
    لحظة إنها آثار أقدام فادي.
    وتبعاها ودخلوا النفق الثاني،ثم راح الاثنان يجريان إلا أن قال ثامر:
    احذر إنها تتجه للأسفل وما هي إلا لحظات حتى وصلوا إلا حيث يقف فادي الذي لم ينتبه لهم أصلاً فقد كان مذهولاً بما يراه وقال بدر:
    فادي ...هل أنت بخير؟
    انتفض فادي ونظر إلى بدر وقال:
    معذرة..لقد فاجأتموني.
    ثم أشار بيده إلى الأمام وقال:
    انظروا إلى هناك.
    تقدم بدر إلى حافة الجبل و ثامر يحذره من السقوط وهو يقترب بخوف ثم هتف بدر بصوت عالٍ:
    وااااااو.....أين نحن؟!
    وعندما رأى ثامر ذلك المنظر هتف هو الآخر:
    إننا فوقهم ...هذا مذهل!!!،ولكن من هؤلاء الغرباء؟!
    قال فادي:
    نحن الغرباء هنا وليسوا هم،لقد بقيت أراقبهم لفترة ورأيت أن أشكالهم ممزوجة ما بين البشر والحيوانات لذا فهي غريبة...أنظروا هذا مثلاً إن جسمه مثل البشر ولكن بإضافة رأس كالتمساح وذيله أيضاً...أنظروا ماذا يفعل عندما يلتقي بأحد أقرانه..
    قال بدر:
    إنه يقرصه وقرينه أيضاً يفعل ذلك،والآن يرحل كل واحد في اتجاه آخر..
    قال فادي:
    إنها تحيتهم،فكلما رأى واحدٌ فيهم أحد أشباهه يقرص كلٌ منهم الآخر حتى يصرخ أحدهم ثم يرحلون.
    أطلق ثامر ضحكة عالية وهو يقول:
    يا لها من تحية مضحـ...
    بتر عبارته فجأة عندما سمعوا صوت غريباً من خلفهم يقول:
    ماذا تفعلون هنا؟!
    إلتفت الثلاثة ببطء إلى الخلف ورأوا طائراً ضخماً كالنسر ولم يجب عليه أحد فيهم،فقال الطائر بعد تفكير:
    آه يبدوا أنكم جواسيس..إذاً يجب تقديمكم للمحاكمة وفوراً.
    ودون أن ينطق أحدهم ببنت شفة حملهم على ظهره واتجه بهم إلى المحكمة و ثامر يرتجف بشدة عجيبة حتى أن فادي طالعه باستغراب وقال له:
    ما بك خائف؟لن يصيبنا إلا ما كتب الله.
    قال ثامر:
    كان من الخطأ أن لا أخبر عمي بهذه الرحلة...لابد أنهم قلقون الآن.
    قال بدر:
    أنظروا لقد وصلنا.
    وهبط بهم ذلك الطائر الضخم أمام باب المحكمة وهم ينظرون في كل ما حولهم ورأوا الكثير من العربات التي ترتبط بحيوانات غريبة الشكل فهي تملك رأس حشرة ولكنه كبير والأرجل حدث ولا حرج من كل لون شكل وقادهم الطائر إلى الداخل وهنا هتف بدر :
    ياااه إنه مبنى جميل جداً!!
    قال الطائر الضخم:
    إنه مدخل المحكمة فقط.
    سأل بدر:
    وإلا أين ستأخذنا؟
    تطلع إليه الطائر بسخرية وقال:
    إلى الحاكم بالطبع.
    قال ثامر:
    وهل الحاكم عندكم مكانه المحكمة؟
    سأله الطائر وهو يسير إلى الأمام وهم يتبعونه:
    وأين تضعونه أنتم ؟
    قال بدر :
    في قصر وليس في المحكمة.
    تطلع ذلك الطائر إليه برهة ثم انفجر ضاحكاً وقال :
    ستعاقبون الآن أيها الجواسيس.
    قال فادي:
    نحن لسنا جواسيس ، لقد سقطنا في بئر بقريتنا ووصلنا إلى هنا بطريق الصدفة.
    أجابه الطائر وهو يفتح باب الحاكم:
    ابحث عن غير هذه الكذبة يا غريب الشكل..
    فادي:
    _!!!!!هـه
    وما إن فتح باب الحاكم حتى خرجت منه رائحة نتنة وكان الكثير من المخلوقات الغريبة متراصة على أطراف القاعة وفي آخرها كان يجلس على كرسي الحاكم دب أسود ضخم وإلى جانبه الأيمن يقف خنزير أبيض وفي جانبه الآخر ثعبان أحمر أشبه بثعبان الكوبرا وعندما نطق الحاكم سكت الجميع:
    من هؤلاء الغرباء أيها المراقب؟!
    انحنى الطائر وقال باحترام شديد:
    لقد وجدت هذه المخلوقات الغريبة على قمة جبل النار وأنا اعتقد أنهم جواسيس يا سيدي.
    بدا الغضب على وجه الدب وهو يقول:
    ماذا؟؟! جواسيس في مملكتي، سوف ينفذ الحكم عليهم فوراً وبلا رحمة.
    ثم صاح بصوت عالٍ:
    يا كاتب الأحكام.
    وقف من الجالسين مخلوق جسمه كالحمار ورأسه كالكلب وقال:
    أمرك سيدي الحاكم.
    قال له الدب:
    أكتب ما سأمليه عليك الآن..
    (إن المحكمة بعد دراستها للقضية واقتناعها بثبوت جريمة تجسسكم على مملكة الحاكم فقد أصدرت حكماً بإعدامكم شنقاً على المنصة العالية وأمام جميع الحيواناس، وإتماماً للعدالة فإننا سنفسح صدورنا لسماعكم بعد تنفيذ الحكم)
    ونظر عن يمينه فأومأ الخنزير موافقاً ثم نظر إلى الثعبان فأومأ برأسه مصدقاً للحكم.
    وعندها تحرك كاتب الأحكام تتبعه ثلاث حشرات ضخمة تحمل في أيديها ثلاثة أسلاك حديدية بينما، ووضع الحمار الكلب (كاتب الأحكام) الصحيفة التي كتب عليها الحكم في جيبه،واتجهت الحشرات إلى كلٌ من فادي وبدر و ثامر وقيدتهم وحملتهم على ظهورها بينما سار كاتب الأحكام أمامهم.
    وفجأة تكلم فادي وقال:
    هل لي بسؤال واحد أيها الدب؟
    صرخ الطائر المراقب:
    احترم الحاكم ولا تناديه باسمه هكذا..
    قال الدب بغرور:
    لا بأس إنه لا يعرف وأنا في العادة لا أسمح للجواسيس بإلقاء الأسئلة ولكن لأنكم غرباء وستعدمون بعد قليل فقد قررت أن أسمح لكل واحد فيكم بسؤال واحد فقط.
    سأل فادي:
    ما معنى كلمة الحيواناس؟
    بدا على الدب أنه تعجّب من هذا السؤال وأنه لم يكن يتوقعه وأجاب بطريقة عجيبة:
    نحن جميعاً ندعى الحيواناس،أهذا شيء صعب؟؟!
    أجابه فادي:
    كلا ليس صعباً ونحن ندعى البشر أو الناس.
    قال الدب:
    هل لدى أحد أقرانك سؤال؟
    نظر فادي وقد كانوا يرتجفون من الخوف وقال :
    إنهم يريدون بعض الطعام والشراب.
    صرخ الدب بعصبية:
    كلا وألف كلا،نحن لا نقدم الطعام للجواسيس.
    قال بدر مدافعاً:
    نحن لسنا جواسيس،أقسم لك بذلك
    وتابع ثامر:
    والتجسس عملية لا يقوم بها إلى الكبار...
    قاطعهم الدب وهو يصرخ:
    كفاكم كذباً أيها الجواسيس.
    ثم استطرد:
    يا كاتب الأحكام ،ارحل بهم ونفذ الحكم الذي أمرتك به.
    وخرج كاتب الأحكام من المحكمة وخلفه الحشرات الضخمة تحمل على ظهورها أبطالنا الثلاثة إلى المنصة...
    منصة الإعدام..
    شنقاً..

    * * *

  14. #13

  15. #14

  16. #15

    المزيد من التشويق والأثارة في الفصل القادم

    ترى هل هي نهاية الأبطال الثلاثة؟؟
    كيف سيتصرف فادي ورفاقه حيال هذا الأمر؟؟
    التفاصيل في العدد القادم...

  17. #16

    الفصل الخامس

    وصل كاتب الأحكام إلى المنصة العالية التي كانت تقبع وسط تلك البلدة،وتحركت الحشرة التي تحمل فادي إلى أعلى المنصة وفادي يعتصر ذهنه لينقذ رفاقه على الأقل من هذه الورطة التي وضعهم فيها...
    نعم...
    إنه نادمٌ على ذلك لأنه هو السبب فيما سيحصل لهم بعد قليل..
    وعندما جاء كاتب الأحكام لينفذ حكم الإعدام قال فادي:
    سيقتلك الحاكم!
    ضحك الكاتب وقال:
    لماذا إني أنفذ أوامره بدقة؟!
    قال فادي :
    أنت مخطئ فلقد قال هو:
    (وإتماماً للعدالة فإننا سنفسح صدورنا لسماعكم بعد تنفيذ الحكم)
    قال الكاتب وقد بدأ الشك يتسلل إلى أعماقه:
    هكذا كانت كل الأحكام التي أنفذها وحتى في عهد الثعبان الأحمر لم تكن هناك إلاّ القليل من الفوضى التي تحصل.
    قال فادي وقد نجح فيما يسعى إليه:
    إذاً فعهد الدب يختلف فهو ليس عهد فوضى كعهد الثعبان!،وإذا لم تكن تصدقني أعد قراءة الصحيفة.
    أخرج الكاتب الصحيفة من جيبه وراح يعيد قراءتها إلى أن وصل إلى عبارة (وإتماماً للعدالة فإننا سنفسح صدورنا لسماعكم بعد تنفيذ الحكم)
    توقف عن القراءة وبدأ بالتفكير :
    كيف يمكن أن يحدث ذلك؟!
    وقرر أن يعود بالجواسيس إلى المحكمة لمراجعة الأمر وعندما مثل فادي ورفاقه أمام الحاكم الدب وإلى جانبهم وقف الكاتب سأله الدب:
    ما الذي أتى بك؟! لماذا لم تنفذ حكم الإعدام؟!
    قال الكاتب:
    يا سيدي، جئت لأستبين أمراً مهماً في تنفيذ الحكم إنـ...
    قاطعه فادي:
    يا سيدي إن هذا الكاتب لا يريد أن ينفذ الحكم كما هو إنه يريد أن يعدمنا ثم تستمعون إلينا فكيف يكون ذلك؟! وبهذا يكون قد أخل بشرط من شروط الحكم.
    صمت قليلا ثم استطرد:
    وعندما أخبرته بذلك قال لي أنه كان ينفذ الحكم هكذا في عهد الثعبان فقلت له أن عهدك ليس كعهد الثعبان تعمه الفوضى إنه عهد لا يظلم فيه أحد.
    قال الدب متفاخراً وهو يلوح بيديه:
    نعم ، إن عهدي لا يظلم فيه أحد وليس كعهد الثعبان الأحمر تعمه الفوضى..
    استشاط الثعبان غضباً ولم يتمالك نفسه وانقض على عنق الدب ليفرز فيه سمه القاتل فسقط الدب على الفور بيد أنه عاود النهوض ليضرب رأس الثعبان الذي مات من فوره وبقي الدب يقفز قليلاً من حرارة السم ثم لم يلبث أن خمدت حركته ومات..
    وعمت الفوضى أرجاء المحكمة لخلو كرسي الحكم وراح أنصار الدب يضربون مؤيدي الثعبان الأحمر بينما انتهز الخنزير الأبيض الفرصة وقفز على كرسي الحكم وقال بصوت عالٍ:
    كفى...كفى أنا حاكمكم الجديد أيها الحيواناس.
    صمت جميع من في القاعة وكانت هذه هي عادتهم عندما يجلس أحدهم على كرسي الحكم فإنهم يعتبرونه الحاكم على الفور وقال الحاكم الجديد:
    فليخرج جميع من في القاعة عدا الخادم _وكان ثعلباً يمشي على قدمين_وليبقى الجواسيس الثلاثة أيضاً.
    أطاعه الجميع وخرجوا وقال فادي بابتهاج مصطنع ومتقن:
    إنا نهنئك على منصبك الجديد الذي لا يظلم فيه أحد ، ونحن كما تعلم لسنا جواسيس لأنه عمل لا يقوم به إلا الكبار وقد أتينا هنا للزيارة فقط كما أننا لم نأكل شيئاً من الصباح فنرجو من جلالتكم أن تقدم لنا بعض الطعام والشراب.
    فرح الخنزير بهذا المديح والثناء وطلب من الخادم الثعلب أن يقدم لهم ما يريدون وطلب منه أيضاً أن يدخل كرسي الحكم إلى الغرفة الخلفية فكما فكر الخنزير بأنه لا يستطيع مواجهة الحيواناس لو فكروا بالانقلاب عليه وقال له:
    أنت من الآن ستدعى بالثعلب الكبير وذلك لإخلاصك لي ، وستأتي كل يوم لتحضر لي الأوراق المهمة من تحت الباب وتستلمها مني حين أناديك ، وسأرسل لك بعد قليل الحكم الذي سأصدره على هؤلاء.
    ودخل الحاكم وأغلق على نفسه الباب وأحضر لهم الثعلب الكبير الطعام وبدو يأكلون بشراهة وبدر يقول :
    ما أشد حيلتك يا فادي لقد قلبت لهم المملكة على أعقابها.
    قال فادي:
    الخطر لم ينتهي بعد،فلا ندري ما الذي يجول بخاطر ذلك الخنزير النجس.
    قال ثامر :
    ربما سيفرج عنا لأنك مدحته ..
    لم يرد عليه فادي وإنما نظر إلى الثعلب الكبير الذي كان يذرع القاعة جيئة وذهاباً وسمعه يقول:
    يالغبائي ..كيف أسمح لخنزير بأن يحكم وأنا موجود؟
    لقد نفذت أوامره بطاعة عمياء وكأني خائف منه...حسناً لا بد من التفكير بحيلة ما..
    وصمت قليلاً ثم قال فجأة:
    نعم ..إنه يخشى مواجهة الحيواناس وسيظل يصدر لي الأحكام من تحت الباب ، عندئذ سأغيرها كما أريد ولا حاجة لي بكرسي الحكم .
    وراح يضحك بصوت عالٍ:
    يالغفلة الحيواناس....يالغفلتها.
    وعندها خرجت ورقة الحكم من تحت الباب والحاكم ينادي على الثعلب فقال الثعلب:
    حاضر يا سيدي ، أنا قادم .
    والتقط صحيفة الحكم فسأله ثامر على الفور:
    ما الذي كتب فيها؟
    قال الثعلب الكبير:
    للأسف،لقد حكم عليكم بالسجن مدى الحياة.
    شهق بدر وهتف:
    ولكن لماذا؟!
    قال فادي:
    إنه على الأقل أفضل من حكم الإعدام،ولكن إذا سجنتنا أيها الثعلب فسأخبر الخنزير بكل شيء.
    سأله الثعلب الكبير بدهشة:
    بماذا ستخبره؟!
    أجابه فادي :
    سأخبره بأنك لن تنفذ أوامره وأنك ستصدر الأحكام من عندك.
    قال الثعلب:
    ولكن كيف علمت بذلك؟
    أجابه بدر بزهو:
    كلنا سمعنا بما كنت تحدث به نفسك قبل قليل.
    تنهد الثعلب وقال:
    حسناً ، لن أسجنكم ولكن بشرط.
    سأله ثامر:
    وما هو؟
    قال الثعلب :
    أن ترضون بأول حكم أصدره عليكم.
    قال فادي:
    رضينا.
    قال لهم الثعلب:
    إذاً هيا اتبعوني وأخذهم إلى غرفة صغيرة مظلمة وأدخلهم فيه وهو يقول:
    ستنتظرونني هنا قليلاً.
    وما إن أغلق الباب حتى فتح نافذة صغيرة فيه وضحك وهو يقول:
    الآن أكون قد نفذت الحكم،وليكن في علمكم أن الخنزير الغبي قد أمر بالإفراج عنكم وحكم السجن مدى الحياة أنا من أصدرته،ولن تستطيعون الآن إخباره بأي شيء وابتعد وهو يضحك بصوت عالٍ وبدر يناديه:
    أيها الثعلب الكبير....أيها الثعلب الكبير...
    ولكن لا أحد يجيب...

    * * *

  18. #17

  19. #18
    شكراً على المرور وأد أسألكم أنه إذا كانت هناك أي انتقادات أو ملاحظات فأرجو منكم إعلامي بها
    حتى تظهر القصة بأفضل صورة ممكنة..

  20. #19
    هههههههههههههههههههههههههه
    يا حرام بحزنوا

    القصة رائعة جدا جدا
    ولا يوجد لدي اية انتقادات ولا اعرف ماذا اختار من المديح للقصة
    شكرااا
    انتظر التكملة ..

  21. #20
    شكراً لك أيتها المرعبة وأعدكم بالمزيد من الأثارة...
    القصة لسى في بدايتها..

الصفحة رقم 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter