مشاهدة النتائج 1 الى 4 من 4
  1. #1

    أكبر عملية تزوير في العالم

    قبل فترة قرأت كتابا ممتعاً عن أشهر حوادث التزييف والتزوير في التاريخ.. وحسب الكتاب (واسمه الأصلي History of forgery) فإن أكبر عملية تزوير للنقود حدثت خلال الحرب العالمية الثانية حين طبعت المخابرات البريطانية مليارات الماركات الألمانية على أمل إحداث تضخم في ألمانيا يؤدي الى سقوط نظام هتلر النازي..
    والكتاب يميز بوضوح بين التزييف والتزوير (ولم أدرك قبله وجود فارق بين المصطلحين).. فالتزييف هو تقليد الأشياء الأصلية لمجرد الاعجاب بها أو العجز عن اقتنائها. أما التزوير فهو خطوة أكثر تقدما يتم خلالها عمل «نسخة طبق الأصل» بنية الاحتيال وكسب المال!
    .. وفي مثل هذا الشهر من عام 1983 (وتحديداً في ابريل شهر الكذب والكذابين) مرت الاوساط الاعلامية والسياسية في اوروبا بأكبر عملية تزوير في العصر الحديث. فقد ادعى صحفي الماني من جريدة «شترن» انه اكتشف المذكرات الحقيقية للزعيم النازي السابق ادولف هتلر، وقال انه حصل على هذه المذكرات بعد وفاة احد المواطنين الذي انقذها من الاحتراق بعد سقوط احدى الطائرات الرئاسية في نهاية الحرب. وقد ساعده في تمرير هذا الادعاء استعداد الرأي العام لظهور هذه المذكرات بسبب الشائعات التي دارت طوال ثلاثين عاما حول اختفائها في مكان ما من ألمانيا!!
    وكانت المذكرات «المزورة» «مزيفة» بطريقة تطابق ما يعرفه الجميع عن هتلر (.. ولاحظ هنا الفرق بين كلمتي مزورة ومزيفة)؛ فالخط وأسلوب الكتابة ودقة المعلومات والملاحظات السريعة جميعها تشير الى الزعيم النازي؛ وبسبب براعة الحبكة ومهارة التقليد قبلت المجلة ادعاء الصحفي واشترت منه المذكرات المزعومة بتسعة ملايين مارك ألماني.. ولأن أي مذكرات تتعلق بهتلر تشكل - بكل ما تحتويه - جزءاً من تاريخ أوروبا والعالم سارعت صحف ومجلات عديدة لشراء حقوق نشرها من جريدة شترن. وهكذا تورطت في الموضوع صحف عالمية عريقة مثل التايمز من انجلترا وباري ماتش من فرنسا والنيوزويك من امريكا والبرافدا من روسيا..!!
    وفي المقابل تجاهلت السلطات الألمانية هذه القضية في بداية ظهورها - ثم اضطرت للتدخل بعد ضغوط اكاديمية وإعلامية مورست عليها - ، فبعد نشر عدة حلقات اثار بعض المؤرخين تحفظات عديدة ونشرت بعض الصحف - التي لم توفق في شراء حقوق النشر - تناقضات تاريخية أجبرت السلطات على التحقيق في الموضوع.. وشيئا فشيئا بدأت خيوط اللعبة بالانكشاف وأثبت مكتب التحقيقات الفيدرالي تزييف الخط المنسوب لهتلر وان الورق الذي كتبت عليه المذكرات صنع في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية (وإن لم يجد ثغرة في المعلومات التاريخية ذاتها)!!!
    أما الحقيقة بأكملها فلم تتضح إلا بعد عامين كاملين حين اثبتت التحريات ان المحرك الاساسي لهذه الخدعة كان احد المعجبين بتاريخ هتلر والحزب النازي، وان عملية التزييف اقتضت منه سنوات طويلة عمل خلالها على كتابة المذكرات (حسب خط هتلر) من مصادر تاريخية عديدة. وبالصدفة اطلع على عمله هذا احد الصحفيين العاملين في جريدة شترن وأقنعة بمحاولة بيعها على الصحيفة بملايين الماركات - ناهيك عن تسجيله شخصيا سبقاً إعلامياً كبيراً.. وقد حكم على كليهما بالسجن لأربع سنوات - ارتفعت لاحقا الى ثماني سنوات بعد رفضهما إعادة المبلغ الذي باعا به المذكرات!!
    أما الصحف التي نشرت المذكرات المزعومة فقد أصيبت في مصداقيتها وشهدت انخفاضا مفاجئا في مبيعاتها لم تتعاف منه الا بعد فترة طويلة.. وحينها أثبت هتلر مجددا انه لا يزال عنصر قلق لأوروبا وان مذكراته المزعومة غدت اكبر كذبة يشربها العالم!!.
    ea25ffe0b1a49fc8e13494d5c80da598


  2. ...

  3. #2
    شكرا ... وحيدا في الظلام..

    لقد أثار موضوعك فضولي واستمتاعي..يا له من شخصية مثيرة ذلك الهتلر!!

    تزوير مذكراته.. لابد أن الموضوع كان ضجة عنيفة..ليتني عشت أحداثها!!

  4. #3

  5. #4
    اعتقد سوو فلم عنه هذا الامر و اسم الفلم(cach me if you can )
    مشكور
    attachment
    اشكر اختي غدير المملوحة على تعديل التوقع smile

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter