كنت في الثانية عشرة من عمري ، تلبستني حالة تشبه جنون المغامرات ..
ربما هذا ما اوجده في تفكيري " توم سوير " وما كنت أشاهده من أفلام الأكشن
القصة بدأت عندما قدم أحد البخلاء الى حارتنا وفتح " سوبر ماركت "
كرهته لشدة بخله وخوفه على ما يملك
جمعت أصدقائي من أولاد الحارة وأتفقنا على سرقته يوميا وبإستمرار .
فكنـا نسرق ما تطوله أيدينا وكانت أشياء بسيطة جدا لم تشفي غليلي من هذا البخيل
لم تكن سرقتنا ، لرغبة بالسرقة ، أبداً
كنّا نسرف غيظاً من هذا البُخل
تمنيت كثيراً أن أجعله يتلوى بنار بخله وجشعه
بقينا على هذا الحال نسرقه ونباغته حتى جاءت اللحظة التي لم نتوقعها ،
ففي يوم ونحن واقفون بجانب باب السوبر ماركت جاء أحد أصدقائنا ومعه مفتاح بيتهم
وخلال حديثنا وضع المفتاح في باب المحل صدفة ، وقام بتحريكه ، لم نصدق ما شاهدناه
نظرنا في وجه بعضنا وأنسحبنا بهدوء .
أن المفتاح مطابق للباب .. سنسرقه الليلة ، هذا ما اتفقنا عليه
وقمت بتوزيع المهام .. ثلاثة يبقون في الشارع للمراقبة وأثنين يدخلوا بمصابيح
يدوية .
وجاءت لحظة العملية وكما خططت حدث .. دخل اثنين جمعوا كل ما يلزمنا
والبقية يراقبون الشارع ، وخرجنا دون أن نترك أي أثر وذهبنا الى مكان نلتقي فيه وهناك خبئنا ما سرقناه وعدنا الى بيوتنا ونمنا ....
في اليوم التالي إلتقينا وذهبنا الى احد المناطق المخفية القريبة وقمنا بتقسيم الغنيمة ونحن
في فرح لا يوصف على هذا الانجاز
عدنا بعدها للحارة لنجدها مقلوبة رأساً على عقب ، الجميع يفتشون ، يبحثون ويتسألون
وبطبيعة الحــال المجرم مجهـــــــول ......
وقفنا بين جموع الناس نمثل الاستغراب مما حدث وقلوبنا ترقص فرحاً
وذلك البخيل يدقق في وجوه الواقفين لعله يصل لشئ .
تفرق الجمع بعد مد وجزر من التحليلات والتخمينات دون أن يصلوا لنتيجة ، ونحن عدنا
الى بيوتنا بعد إتفاقنا أن نلتقي في المساء
بعد مغيب الشمس إلتقينا ، وجلسنا نحضر للخطوة القادمة، قلت لهم :
ماذا لو كررنا العملية وقمنا بسرقته مرة أخره ؟
هم لم يعرفوا طريقة الدخول بعد ولا أحد يتوقع أن نعود بهذه السرعة
الجميع وافقوا على ذلك ووضعت الخطة التي سنسير عليها
هذه المره سيكون ثلاثة على مداخل الحارة وأثنين في المحل وأن مر أحد
من الشارع ستكون الاشارة بيننا " صافرة قوية " كفيلة بأن تجعل الليل
بعدها يدب في سكون ن ن .
ذهبنا الى المحل بعد يومين فقط من الحادثة الأولى ، دخلت أنا وصديقي والبقيه في اماكنهم يراقبون ،
ذهبت لمكان الأكياس و أحضرت أكبر كيس جمعت فيه كل ما أريد ، وصديقي ذهب فوراً الى صندوق النقود
جمعها كلها في كيس يحمله ، وخرجنا دون أن يلاحظنا أحد
وكما في المرة الأولى خبئنا ما سرقنا وأتفقنا أن نلتقي في صباح اليوم الثاني
عدنا الى بيوتنا وانتظرنا بشغف طلوع الشمس
في صباح اليوم التالي التقينا واخذنا ما سرقناه وذهبنا الى مكان بعيد وجلسنا نأكل
ونقسم النقود بيننا ،، حتى جاء موعد عودتنا
عدنا للحـارة وعند دخولنا اليهــا .. صاح الجميع : ها قد جاؤوا إمسكوهم ....
يتبع
اضافة رد مع اقتباس
!!
!! هي هي!!
المفضلات