الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 26
  1. #1

    Thumbs up تاريــــــــــــــــــخ كــــــــــــــأس العــــــــــالم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف حالكم عساكم بخير

    بما أن كأس العالم بعد أقل من شهر تقريبا بقدم لكم اليوم

    نبذة عن تاريخ كأس العالم

    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع


  2. ...

  3. #2
    1930: الأوروجواي - 13 فريقا يشاركون في نهائيات كأس العالم الاولى التي فازت بها أوروجواي


    عندما صعدت أربع مجموعات من لاعبي كرة القدم من أربع دول على ظهر الباخرة "كونتي فيردي" من ميناء "فييفرانش سور مير" في طريقها إلى أمريكا الجنوبية في 21 حزيران/يونيو 1930 لم تكن لديهم أي فكرة عن أنهم سيصبحون روادا لبطولة صارت الاشهر والاكثر أهمية في العالم في القرن العشرين.

    وصعد إلى ظهر الباخرة أيضا إلى جانب هؤلاء تمثال صغير لسيدة تفرد جناحيها كتعبير مجازي عن النصر يستقر على قاعدة مثمنة ويزن نحو أربعة كيلوجرامات ويصل ارتفاعه إلى 35 سنتيمترا من تصميم النحات الفرنسي آبل لافلير.

    وتماما مثل اللاعبين الذين مثلوا المنتخبات الوطنية لكل من فرنسا /الوحيدون الذين سافروا بالدرجة الاولى/ ورومانيا وبلجيكا ويوغوسلافيا /وقد سافروا جميعا بالدرجة الثالثة/ كان التمثال متوجها إلى مونتيفيدو في أوروجواي حيث انطلقت أول بطولة لكأس العالم في 13 تموز/يوليو.

    وظهرت فكرة إقامة بطولة كأس العالم للمرة الاولى بمجرد تكوين الاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1904 لكنها لاقت معارضة من بعض الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد التي كانت تخشي من خسارة نفوذها كما أنها كانت ضد إقامة بطولة تكتسب صفة الاحتراف.

    لكن هذه الدول سمحت لكرة القدم بأن تصبح رياضة أولمبية وبفضل مسابقة كرة القدم في الدورات الاولمبية زادت شعبية اللعبة وتجددت النداءات لاقامة منافسات مفتوحة أمام كل اللاعبين وتشمل كل أرجاء العالم.

    وفي عام 1924 تجمع 50 ألف متفرج في استاد باريس لمشاهدة أوروجواي تفوز على سويسرا 3/صفر في نهائي مسابقة كرة القدم لدورة الالعاب الاولمبية مما دفع الاتحاد الدولي للعبة إلى التأكيد على أنه هناك حاجة لاقامة بطولة عالمية مستقلة لكرة القدم.

    وشكل الفرنسي جول ريميه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك لجنة لدراسة إقامة بطولة عالمية خاصة بكرة القدم.

    وقدم هنري ديلواناي رئيس اللجنة والامين العام للاتحاد الفرنسي لكرة القدم تقريره النهائي خلال دورة الالعاب الاولمبية التي أقيمت في أمستردام في عام 1928 مؤكدا إمكانية إقامة البطولة المنشودة للمرة الاولى في عام .1930

    وبعد عام واحد اختيرت أوروجواي لتستضيف أول بطولة لكأس العالم وكلف آبل لافير بمهمة تصميم جائزة تقدم للفائز بهذا الحدث وأطلق على عمله الفني اسم كأس جول ريميه.

    ولم يحظ اختيار أوروجواي لاستضافة هذا الحدث بفضل فوزها بمسابقة كرة القدم في دورتين أولمبيتين متتاليتين فضلا عن احتفالاتها بالذكري المئوية لانشائها بترحيب كبير بين الدول الاوروبية التي أبدت قلقها بسبب تكاليف الرحلة والفترة الزمنية التي يحتاجها اللاعبون للوصول إلى أمريكا الجنوبية.

    وأقيمت هذه البطولة على أساس توجيه الدعوات لمجموعة من الدول للمشاركة فيها لكن الكثير من هذه الدول رفضت استثمار فرصة اللعب في أول بطولة عالمية واعتذرت عن المشاركة.

    وقبل شهرين من انطلاق المنافسات لم تكن أي دولة أوروبية قد أكدت مشاركتها وفي النهاية كانت الفرق الاربع التي سافرت على ظهر "كونتي فيردي" هي الوحيدة التي شاركت في البطولة الاولى.

    وانضم إلى هذه الدول سبع دول من أمريكا الجنوبية هي أوروجواي والارجنتين والبرازيل وبوليفيا وشيلي وباراجواي وبيرو إلى جانب المكسيك والولايات المتحدة الامريكية.

    وحتى لا تتعرض المسابقة لمفاجآت أخرى قرر المنظمون عدم إجراء سحب قرعة البطولة قبل اكتمال وصول الفرق المشاركة إلى أوروجواي.

    وبعد أن سحبت قرعة لتصنيف الفرق التي وزعت وفقا لمواقعها الجغرافية تأهلت يوغوسلافيا والولايات المتحدة والارجنتين وأورجواي إلى الدور نصف النهائي حيث فاز الفريقان الامريكيان الجنوبيان على الفريقين الاخرين بنتيجة واحدة هي 6/.1

    وفي المباراة النهائية التي مثلت إعادة لنهائي مسابقة كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية عام 1928 تقدمت الارجنتين 2/1 في نهاية الشوط الاول لكن الروح عادت إلى أصحاب الارض في الشوط الثاني الذين نجحوا في قلب تخلفهم إلى فوز كبير 4/.2

    ومن الطريف والمثير للدهشة أن الشوط الثاني لعب بكرة مختلفة عن الكرة الارجنتينية التي لعب بها الشوط الاول حيث توصل الفريقان إلى اتفاق قبل المباراة إلى لعب كل شوط بكرة تخص الفريق الاخر لانهما لم يتفقا على خوض المباراة بأي كرة من كرتي الفريقين.

    وشهدت أول بطولة لكأس العالم البطل الاول لتسجيل الاهداف فيها وهو الارجنتيني جويرمو ستابيلي الذي فاز بلقب الهداف حيث سجل ثمانية أهداف في أربع مباريات.

    وتميز المهاجم ستابيلي بحسن التحرك والسرعة وأطلق عليه لقب "إلفيلترادور" أي "الحشرة الطائرة" بسبب قدرته على اختراق المدافعين الخصوم وكان قد انضم إلى المنتخب كلاعب بديل إذا لم يسبق له أن شارك مع الفريق الوطني من قبل.

    ولم يتم اختيار ستابيلي لخوض المباراة الاولى التي فاز فيها منتخب بلاده على فرنسا 1/صفر لكن عندما خاض المباراة الثانية لم ينظر أبدا خلفه حيث سجل ثلاثة أهداف في مرمى المكسيك في المباراة التي فازت فيها الارجنتين 6/.3

    وعاد ستابيلي وسجل هدفين في مرمى شيلي حيث فاز فريقه 3/1 ومثلهما في مرمى الولايات المتحدة في لقاء الدور نصف النهائي الذي انتهى بفوز الارجنتين 6/.1

    وفي المباراة النهائية نجح في إحراز هدف التقدم الثاني للارجنتين قبل أن تنهي أوروجواي المباراة في صالحها 4/.2

    وبالمباراة النهائية انتهت أول بطولة رسمية لكأس العالم ومنذ هذه اللحظة بدأت البطولة في تحقيق قفزات ووثبات كبيرة.

    لقد كانت الايام طويلة ومرهقة كما يصفها اللاعب الامريكي الدولي جورج بروان الذي شارك والده جو بروان في البطولة الاولى لكأس العالم والذي قال: "عندما لعب في أورجواي في أول بطولة لكأس العالم غاب لمدة ثلاثة أشهر. لقد ذهبوا إلى هناك بالباخرة واستغرقت الرحلة 14 يوما ذهابا و14 يوما إيابا وحصل كل لاعب على 300 دولار وحلة جديدة".

    لقد كانت الايام طويلة ومرهقة أيضا بالنسبة للفرق التي تدربت معا كما حصل مع فرنسا ورومانيا وبلجيكا ويوغوسلافيا خلال الرحلة البحرية إلى أوروجواي.

    واليوم لم تتغير فقط وسيلة المواصلات ولكن أيضا أصبح ما يقرب من 200 دولة تشارك في التصفيات (بطولة كأس العالم 1930 هي الوحيدة التي أقيمن بدون تصفيات) ولم تعد الفرق المتأهلة تتحمل نفقاتها بل على العكس فهى تحصل الان على ملايين عدة من الدولارات من الاتحاد الدولي لكرة القدم لتمويل مشاركاتها في النهائيات.

    لكن الشيء الاساسي الذي لم يتغير هو أن عناصر الفريق الفائز باللقب يمكن أن يطلقوا على أنفسهم لقب أبطال العالم لمدة أربع سنوات على الاقل.

    صورة منتخب الإرجنتين الذي لعب ضد الأوروجواي عام 1930
    attachment

    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  4. #3
    1934: إيطاليا - حامل اللقب يغيب والدولة المضيفة تخوض التصفيات


    بعد كأس العالم التي أقيمت في أوروجواي في عام 1930 والتي حققت نجاحا مقبولا زاد الاهتمام بالمشاركة في الدورة الثانية للبطولة التي أقيمت بعد أربع سنوات في إيطاليا.

    ولعل السبب المنطقي الاول وراء هذا الاهتمام تمثل في إقامة البطولة في القارة الاوروبية مما جعل المنتخبات الاوروبية ليست في حاجة إلى قضاء أسابيع في السفر إلى الدولة المنظمة كما أنها لن تتحمل تكاليف عالية للوصول إليها كما حدث قبل أربع سنوات.

    ومع مشاركة 31 دولة في المنافسات قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم تنظيم تصفيات للمرة الاولى من أجل تحديد 16 فريقا تلعب في النهائيات.

    حتى إيطاليا الدولة المضيفة كان عليها أن تخوض التصفيات لكنها نجحت في تجاوزها بسهولة. فبعد الفوز على اليونان 4/صفر في ميلانو قرر الفريق الضيف عدم خوض مباراة الاياب. وتعويضا للجماهير اليونانية اشترت الحكومة الايطالية مقرا للاتحاد اليوناني لكرة القدم في أثينا تردد أن قيمته بلغت 400 ألف دولار.

    ويمكن أن يقال عن اهتمام دول أمريكا الجنوبية بالمشاركة أنه كان فاترا حيث قررت بيرو وشيلي والارجنتين والبرازيل فقط المشاركة في التصفيات.

    لكن قبل أن تبدأ التصفيات انسحبت شيلي وبيرو وبناء على ذلك تأهلت البرازيل والارجنتين إلى النهائيات مباشرة.

    وردا على مشاركة أربع دول أوروبية فقط في نهائيات عام 1930 قررت أوروجواي حاملة اللقب أن لا تدافع عن لقبها. وعلى الرغم من أنهم أرجعوا سبب انسحابهم الرسمي إلى عدم توفر المال اللازم للمشاركة فإن قليلين فقط هم الذين اقتنعوا بأن شيئا آخر غير الغضب من الاوروبيين هو الذي منع منتخب أوروجواي من رد الزيارة إلى إليهم.

    وكان من اللافت أيضا غياب الانجليز عن هذه البطولة فهم اعتبروا أن نهائيات كأس العالم مناسبة لا تستحق مشاركتهم فيها.

    وعندما بدأت النهائيات انضم فريقا أمريكا الجنوبية إلى 12 فريقا أوروبيا إلى جانب الولايات المتحدة التي تغلبت على المكسيك ومصر التي فازت على فلسطين في التصفيات.

    لكن لسوء الحظ قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تلعب الفرق غير الاوروبية الاربع مبارياتها بطريقة خروج المغلوب من مرة واحدة. وهكذا بعد أن قطعت منتخبات هذه الدول آلاف الكيلومترات لتصل إلى موقع الحدث عادت إلى ديارها أسرع مما كانت تتوقع بعدما خسرت كلها في الدور الاول.

    وقرر بينيتو موسوليني رئيس إيطاليا آنذاك أن يجعل من المباراة النهائية عرضا خاصا للفاشية أمام العالم (تماما كما فعل هتلر بعد عامين في دورة الالعاب الاولمبية) لكن من أجل أن يقوم بذلك كان بحاجة إلى فريق إيطالي قوي.

    ولم تجد الدولة المضيفة صعوبة في تخطي الدور الاول تحت قيادة المدرب فيتوريو بوتسو بعد تغلبها على الولايات المتحدة الامريكية 7/1 حيث سجل أنجلو سكيافيو ثلاثة أهداف للفريق المضيف.

    وواجه الايطاليون في الدور ربع النهائي المنتخب الاسباني المتألق الذي أخرج البرازيل من الدور الاول. وبعد أن انتهى اللقاء الاول بينهما بالتعادل فازت إيطاليا 1/صفر في المباراة المعادة التي قادها الحكم السويسري رينيه مارسيت والذي تردد أنه جامل أصحاب الارض.

    وفي الدور نصف النهائي تغلبت إيطاليا على النمسا التي لقب فريقها بفريق الاحلام وتأهلت للمباراة النهائية لتواجه تشيكوسلوفاكيا التي فازت على ألمانيا في لقاء نصف النهائي الاخر.

    وفي لقاء تحديد البطل قدم المنتخب الايطالي عرضا متواضعا على عكس المتوقع ونجح فقط في الفوز باللقب بفضل هدف آخر لسكيافيو سجله في الوقت الاضافي محققا الفوز لايطاليا بالمباراة 2/1 وبالبطولة التي اضطرت إلى خوض تصفياتها أيضا.

    وكانت واقعتا خوض الدولة المضيفة للتصفيات واعتذار الدولة حاملة اللقب عن الدفاع لقبها بمثابة علامة فارقة في تاريخ نهائيات كأس العام.

    ولعب مع إيطاليا في المباراة النهائية لويس مينوتي المولود في بوينس أيرس والذي سبق له الفوز بأربعة ألقاب للدوري الارجنتيني مع فريقي هورانكان وسان لورينزو قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس الايطالي ويفوز معه بأربع بطولات أخرى للدوري الايطالي.

    وما جعل قلب الدفاع يحظى بمكان خاص في سجلات كأس العالم أنه سبق له أن خاض المباراة النهائية مع منتخب الارجنتين قبل أربع سنوات.

    ومينوتي هو اللاعب الوحيد الذي لعب لدولتين مختلفتين في نهائيات كأس العالم.

    جويسبي ميازا - الهداف الإيطالي
    attachment

    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  5. #4
    1938: فرنسا - بطولة متميزة أقيمت مع دنو ظلال الحرب العالمية الثانية


    في المرة الثالثة التي أقيمت فيها احتفالية بطولة كأس العالم لكرة القدم كانت أحد أكثر المرات تميزا في تاريخ اللعبة.

    فالعالم كان يسوده جدل سياسي واسع قبل انطلاق البطولة وتلاها أصداء سياسية أوسع. وشهدت البطولة مشاركة عدد من المنتخبات التي لم تعد إليها مجددا. كما شهدت مواجهات رياضية بارعة ولعبا شديد الخشونة في ذات الوقت. أما نجم البطولة فقد كان يشاهد خروج فريقه من الدور قبل النهائي وهو جالس على مقاعد البدلاء.

    ولكن أهم ما ميز بطولة كأس العالم 1938 بفرنسا أنها أقيمت مع اقتراب الحرب العالمية الثانية التي بدأت بعد أكثر من عام بقليل والتي غيرت العالم إلى الابد.

    وعلى سطح الامور بدا عالم كرة القدم وكأنه الشيء الوحيد الذي ظل "طبيعيا" في ذلك الوقت. حيث دافعت إيطاليا بقيادة المدرب فيتوريو بوتسو عن جدارة واستحقاق عن لقبها كبطلة للعالم لتثبت أنها أحد أنجح فرق كرة القدم في التاريخ. ولكن الجدال الاول حول البطولة أثير بسبب اختيار الدولة المنظمة لها عندما لم يتم الوفاء بالالتزام الذي ينص على مداولة تنظيم كأس العالم ما بين أوروبا وأمريكا الجنوبية.

    ففي عام 1936 اتفق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في برلين على منح فرنسا حق تنظيم بطولة كأس العالم 1938 تقديرا للاعمال التي قدمها جوليه ريميه رئيس الاتحاد للعبة في ضوء قيام بطولة كأس العالم.

    كما قرر المجلس المثير للجدل نفسه إقامة البطولات المقبلة من كأس العالم في ألمانيا ثم النمسا ثم تشيكوسلوفاكيا الا أن الحرب جاءت لتغير كل هذه المخططات.

    لقد جاء القرار المتحيز لفرنسا صدمة كبيرة للارجنتين التي كانت واثقة تماما من حصولها على حق تنظيم كأس العالم في .1938 ونتيجة لذلك ظلت الارجنتين بعيدة عن بطولات كأس العالم لعقدين كاملين كنوع من الاعتراض.

    واستمرت المشاكل في المشهد السياسي. حيث عانت أسبانيا من الحرب الاهلية. أما النمسا التي كانت قد تأهلت بالفعل لنهائيات البطولة فقد ذابت داخل ألمانيا النازية. هذا بالاضافة إلى أنه أثناء التصفيات نفسها رفضت تسع دول مختلفة المشاركة فيها من بينها أورجواي أول بطلة لكأس العالم.

    وبوجود حاملة اللقب إيطاليا وفرنسا التي تأهلت للنهائيات مباشرة بوصفها البلد المضيف وصل عدد الدول الاوروبية المشاركة في البطولة إلى 12 دولة من إجمالي 15 مشتركا بكأس العالم.

    وكانت الدول الثلاث التي شاركت في هذه البطولة من خارج "القارة العجوز" هي البرازيل ودولتان أخريان لم يشاركا في البطولة العالمية منذ ذلك العام وهما كوبا (التي فازت على رومانيا في الدور الاول للبطولة) وجزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا حاليا).

    وأجريت بطولة كأس العالم 1938 في الفترة ما بين الرابع و19 حزيران/يونيو في عشرة مواقع مختلفة. وهو ما اعتبر زيادة كبيرة بعدما أجريت بطولة 1930 في ثلاث مواقع فقط بأورجواي وأجريت بطولة 1934 التالية في ثمانية مواقع بإيطاليا. وكالعادة حققت البطولة الفرنسية نجاحا مدويا.

    وبعكس دورة الالعاب الاوليمبية لعام 1904 التي حصلت فرنسا على حق تنظيمها تكريما للبارون دو كوبرتين ولم تنل تأييد كل الشعب الفرنسي .. فقد تكاتفت فرنسا كلها على تأييد استضافة البلاد لكأس العالم .1938

    وشهدت البطولة العديد من اللحظات المتميزة مثل فوز البرازيل الرائع على بولندا 6/5 في دور المجموعات. وسجل النجم البرازيلي ليونيداس الذي لعب حافيا أربعة أهداف لبلاده. وسجل إرنست فيليموفسكي أربعة أهداف أيضا لبولندا.

    كما جاءت مباراة دور الثمانية بين حاملة اللقب إيطاليا والبلد المضيف فرنسا على مستوى التوقعات حيث انتهت 3/1 لايطاليا ولكن هذه المباراة ظلت خالدة في التاريخ لسبب آخر فقد كانت هذه هي المرة الاولى التي تخرج فيها الدولة المضيفة من بطولة كأس العالم.

    أما الوجه الاخر للعملة فقد كان يحمل أشكالا للعنف الذي اقترفه عدد من اللاعبين على أرض الملعب. فقد جاءت مباراة دور الثمانية بين البرازيل وتشيكوسلوفاكيا كأول معركة حقيقية ببطولة كأس العالم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان فقد طرد ثلاثة لاعبين من المباراة وانتهى الامر بالنسبة لخمسة لاعبين آخرين في المستشفى اثنان منهم كانا مصابين بكسر في الذراع.

    وفي الدور قبل النهائي للبطولة أجلس أدينيار بيمنتا مدرب المنتخب البرازيلي نجمه الاول ليونيداس على مقاعد البدلاء لثقته المفرطة في بلوغه النهائي حيث قال "إنني احتفظ به لمباراة النهائي" الا أنه لم يكن هناك أي نهائي للبرازيل بعدما تغلبت عليها إيطاليا 2/.1

    وفي المباراة النهائية الحاسمة اتفق المؤرخون الرياضيون على أن اثنين من أفضل فرق العالم قد واجها بعضيهما البعض وهما إيطاليا والمجر.

    ونجحت إيطاليا مجددا في الفوز باللقب أمام 55 ألف متفرج في "ستاد دو كولومبس" بعد تغلبها على المجر 4/.2

    ومقارنة بنهائي كأس العالم 1934 الذي جرى على أرضها .. فقد جاء فوز إيطاليا في فرنسا عن استحقاق كامل ونجحت في إضافة لقب ثاني ببطولة العالم لقائمتها الشرفية تحت قيادة نجم خط وسطها المبدع جوزيب ميتسا وهو الانجاز الذي عادلته البرازيل لاحقا مع نجمها بيليه في بطولتي كأس العالم بالسويد عام 1958 وشيلي عام .1962

    وبعد انتهاء البطولة بدأت إيطاليا تنسج أحلامها حول إحراز اللقب للمرة الثالثة في ألمانيا 1942 بينما ظل ليونيداس يفكر في الثأر من بيمنتا لقرار إبقائه على مقاعد البدلاء أمام إيطاليا. ولكن في النهاية لم يسر شيء وفقا لهذه المخططات. فقد جاءت الحرب العالمية الثانية لتلقي بظلالها القاتمة على حياتهم وحياة الملايين من الناس في مختلف أنحاء المعمورة.

    صورة المنتخب الإيطالي مع مولوسيني بعد فوزه بكأس العالم 1938
    attachment

    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  6. #5
    1950: البرازيل - كبرى المفاجآت بتاريخ البطولة بفوز الأورجواي باللقب


    كان العالم يستعد للعودة إلى وضعه السابق بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي عام 1950 حان الوقت بالنسبة لكرة القدم للعب دورها.

    وهذا ما حدث فعلا عندما شهدت بطولة كأس العالم لذلك العام كبرى المفاجئات في تاريخ كرة القدم - فالبرازيل الدولة المضيفة للحدث والمرشحة الاولى لاحراز لقبه خسرت في المباراة النهائية أمام أورجواي فيما عرف لاحقا بأسطورة "ماراكانازو" وهو اللقب الذي يصف الهزيمة المفاجئة باستاد "ماراكانا" البرازيلي.

    بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم في العمل على إعادة بطولة كأس العالم إلى خريطة الاحداث العالمية عام 1946 الا أنه واجه عدة صعوبات كان في مقدمتها مكان إقامة الحدث. ونظرا للدمار الذي حل بأوروبا بعد الحرب فقد اتجهت الانظار على الفور نحو المركز الاخر البالغ الاهمية لكرة القدم في العالم وهو أمريكا الجنوبية.

    وكانت الارجنتين والبرزيل اللتان أمدتا العالم بالغذاء والمواد الخام طوال فترة الحرب العالمية الثانية هما الخياران الحقيقيان الوحيدان. كانت المنافسة شرسة على استضافة البطولة. فكلتا الدولتين اللتين تجمعها خصومة تقليدية كان لديهما رجلان كل منهما يسعى لاظهار مدى قوته ونفوذه للعالم.

    فقد كانت الارجنتين في ذلك الوقت تحت حكم خوان دومينجو بيرون. وفي البرازيل كان جيتوليو فارجاس المحرك الحقيقي للسلطة من الكواليس الخلفية قبل عودته لرئاسة البلاد رسميا في .1950

    وفازت البرازيل التي وعدت ببناء العديد من الاستادات الجديدة من بينها أفضل استاد في العالم بحق تنظيم بطولة كأس العالم مما أثار استياء بيرون والارجنتين التي كانت مازالت تعاني من آلام خرق الالتزام بتناوب أوروبا وأمريكا الجنوبية على استضافة البطولة العالمية في عام .1938

    كما أثير جدل كبيرحول تحديد الفرق المشاركة بالبطولة. فمن بين 32 دولة أعربت عن نيتها في المنافسة بكأس العالم انسحبت سبع دول من البطولة قبل انطلاق التصفيات. من بين هذه الدول كانت الارجنتين لان بيرون منع منتخب بلاده من خوض مباريات تأهيلية أمام شيلي وبوليفيا. ولم تعد الارجنتين إلى منافسات كأس العالم قبل بطولة عام 1958 في السويد.

    ولم تشارك تركيا والنمسا واسكتلندا أيضا في كأس العالم .1950 وزادت أعباء البطولة عندما رفضت فرنسا والبرتغال اللتين كانتا قد خرجتا بالفعل من التصفيات الدعوة التي وجهت إليهما للمشاركة بالبطولة. كما لم تكن مشاركة ألمانيا بالبطولة ممكنة حيث أنها لم تكن قد انضمت مجددا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد الحرب.

    وبرغم كل ما واجهته من صعوبات حققت بطولة كأس العالم التي جرت في الفترة ما بين 24 حزيران/يونيو و16 تموز/يوليو من عام 1950 كعادتها نجاحا عالميا كبيرا بمشاركة 13 دولة كان من بينها وللمرة الاولى في مسابقات كأس العالم إنجلترا صاحبة الفضل في ابتكار لعبة كرة القدم الحديثة بعد أن قررت دعم المسابقة العالمية.

    وبدأت منافسات كأس العالم 1950 بخلاف جديد حول توزيع المجموعات. فقد تسبب انسحاب بعض الدول في اللحظات الاخيرة قبل انطلاق كأس العالم في ضم مجموعتين فقط بالبطولة لاربعة منتخبات بينما ضمت مجموعة أخرى ثلاث منتخبات وضمت المجموعة الاخيرة منتخبين فقط.

    ونتيجة لذلك فقد تأهلت أورجواي لمباراة النهائي بعد أن لعبت مباراة واحدة فقط بالبطولة.

    وجاء الاحتجاج الكبير الاخر الذي شهدته بطولة كأس العالم 1950 بسبب قرار حسم لقب البطولة عن طريق التأهل لمجموعة نهائية من أربعة منتخبات مما يعني إلغاء الدورين قبل النهائي والنهائي.

    وبذلك فقد خرجت السويد وأسبانيا من حسابات اللقب بعدا تأهلهما للمجموعة النهائية وأصبحت المباراة الاخيرة بين أورجواي والبرازيل هي النهائي الحقيقي للبطولة وكان مجرد التعادل فيها كافيا لمنح اللقب للبرازيل.

    ولكن على ملعب استاد "ماراكانا" وبحضور 200 ألف متفرج نجحت أورجواي في الفوز 2/1 على البرازيل بعد أن كانت متأخرة بهدف. وسجل سكيافينو وجيجيا هدفي أورجواي ليكملا مأساة "ماراكانازو".

    وتوجت أورجواي بطلة لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بينما غرقت البرازيل المذهولة في بحر من الدموع. وبعد مرور نصف قرن على كأس العالم 1950 مازالت هذه الهزيمة مصدر ألم للبرازيل برغم أنها أصبحت بطلة العالم خمس مرات.

    ومن شدة الصدمة التي أصيبت بها البرازيل نسيت الدولة المضيفة إعطاء كأس جوليه ريميه لاورجواي. كأس البطولة التي ظلت مخبأة تحت فراش الايطالي أوتورينو باراسي نائب رئيس الفيفا خلال الحرب العالمية الثانية.

    وسجل النجم البرازيلي أديمير تسعة أهداف خلال كأس العالم 1950 ليحصل على لقب هداف البطولة التي برغم كل ما واجهته من صعاب إلا أنها نجحت في تحقيق هدفها الرئيسي - فقد عادت كرة القدم وبقوة لمكانها السابق على خريطة الاحداث العالمية.

    أوبدوليو فاريلا الملقب ب "الزعيم الأسود" كابتن منتخب الأوروجواي
    attachment
    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  7. #6
    1954: سويسرا - معجزة بيرن ترد الإعتبار لألمانيا


    اعتاد السياسيون في الماضي على وضع العقبات في طريق بطولات كأس العالم ولكن في عام 1954 بسويسرا أخذت كرة القدم بثأرها.

    فقد تولت الرياضة إدارة الدفة وبدأت تؤثر في عالم السياسة. وجاء فوز ألمانيا غير المتوقع بلقب هذه البطولة كأفضل رد اعتبار لها عقب الحرب العالمية الثانية معلنة اندماجها من جديد في المجتمع العالمي.

    ومع عودتها إلى أوروبا اتخذت بطولة كأس العالم بعدا جديدا بإقامتها في سويسرا. فقد استغلت الدولة الاوروبية الصغيرة بطولة كأس العالم لتروج لنفسها كمنتجع سياحي وباعت أول تذكارات لكأس العالم كما شهدت أول تغطية تليفزيونية للحدث.

    وتحولت بطولة كأس العالم إلى أحد أكبر احتفاليات كرة القدم على الاطلاق. وبوصول رصيد الاهداف الذي سجل خلالها إلى 140 هدفا بمتوسط 38ر5 أهداف في المباراة الواحدة احتفظت بطولة كأس العالم 1954 في سويسرا بمكانتها في التاريخ بأفضل معدل تهديفي.

    كما شهدت البطولة العديد من الاحداث التي كانت لها أهمية كبيرة في مساهمة سويسرا في حركة تطور عالم كرة القدم. فقد شاركت الفرق الافريقية بنهائيات كأس العالم للمرة الاولى في تاريخها. كما وضع اللاعبون أرقاما على قمصانهم للمرة الاولى أيضا.

    وتقدمت 45 دولة بطلبات للمشاركة في كأس العالم .1954 وإن كانت سبع من هذه الطلبات قد وصلت خارج الفترة المحددة للتسجيل. وفي النهاية لم يذهب إلى سويسرا سوى 16 فريقا. وأجريت بطولة كأس العالم 1954 في الفترة ما بين 16 حزيران/يونيو والرابع من تموز/يوليو بست مدن سويسرية واشتملت على أكثر أنظمة جداول المباريات تعقيدا في تاريخ كرة القدم.

    ففي الدور الاول للبطولة وزعت الفرق على أربع مجموعات كل مجموعة تضم فريقين "مصنفين" وفريقين "غير مصنفين" وكل من القسمين لم يضطر لمواجهة الاخر. وفي دور الثمانية لم يلتق أوائل المجموعات مع ثواني المجموعات المقابلة لها كالمعتاد وإنما التقى الاوائل بالاوائل والتقت المنتخبات صاحبة المركز الثاني ببعضها البعض.

    وكان أفضل من فهم هذا النظام هو المدرب الالماني سيب هيربرجر الملقب بالرجل العجوز أو "دير ألته" والذي لقن الجميع درسا في فن التخطيط.

    ففي مباراتها الاولى فازت ألمانيا على تركيا 4/1 وفي مباراتها الثانية دفع هيربرجر بالفريق الاحتياطي لمنتخب ألمانيا ليخسر 3/8 من المجر التي كانت المرشحة الاولى لاحراز اللقب وشاركت بالبطولة بسجل نتائج خالي من الهزائم طوال أربعة أعوام.

    ولكن هيربرجر تأكد من أن نجم المنتخب المجري فيرنك بوشكاش قد خرج من المباراة مصابا. وتعدلت الحسابات لاحقا عندما فازت ألمانيا على تركيا مجددا 7/2 في لقاء فاصل مما يعني أن ألمانيا أنهت الدور الاول في المركز الثاني بمجموعتها.

    وفي دور الثمانية الذي تغلبت فيه المجر على البرازيل وأورجواي على إنجلترا لم تواجه ألمانيا أي مشاكل في التغلب على يوغوسلافيا.

    وفي الدور قبل النهائي وبينما دخلت المجر وأورجواي في معركة شرسة بلوزان انتهت بفوز الفريق الاوروبي 4/2 بعد الوقت الاضافي تأهلت ألمانيا إلى النهائي بسلاسة تامة بتغلبها على النمسا 6/.1

    وفي نهائي كأس العالم 1954 فرض لاعبو المجر الذين عرفوا بلقب "المجريين الساحرين" سيطرتهم منذ صفارة البداية وأحرزوا هدفين خلال العشر دقائق الاولى بالمباراة. ولكن مع الارهاق الشديد ووجود بوشكاش بنصف قوته فقط تمكنت ألمانيا من العودة للمباراة. وفاز لاعبو هيربرجر 3/2 وسط ذهول 64 ألف متفرج كان من بينهم 40 ألف ألماني اكتظ بهم استاد "فانكدورف" في بيرن. وأثار الفوز الالماني غير المتوقع كل أنواع الشك والريبة. ففي البداية تردد أن الاتحاد المجري لكرة القدم قد "باع" المباراة لالمانيا مقابل الحصول على جرارات لبلاده. ثم أثيرت شائعات لاحقا عن تعاطي اللاعبين الالمان للمنشطات بعد عدة حملات من التحامل عليهم.

    ولكن كل هذه الشائعات كانت في المرتبة الثانية من حيث أهمية المباراة التي ربما تكون صاحبة التأثير الاعظم في التاريخ خارج إطار كرة القدم. لقد أعادت "معجزة بيرن" كما أطلق على المباراة منذ ذلك الوقت الكرامة والهوية الوطنية لالمانيا. وأصبحت ألمانيا مجددا دولة ذات وزن في المجتمع الدولي. وبات بوسع الالمان أن يفخروا علنا من جديد بكونهم ألمان.

    لم تكن قد مرت أكثر من تسع سنوات على نهاية الحرب العالمية الثانية وكانت ألمانيا قد قسمت وتعيش في حالة من الخزي الاخلاقي نتيجة للجرائم التي اقترفت باسمها. وسعى معظم الالمان يبحثون عن الملاذ الامن وفي عام 1954 وقفت البلاد على أعتاب ما سمي بالمعجزة الاقتصادية.

    فمن وسط الرماد المادي والمعنوي تأسست دولة جديدة مزودة بالنظام الديمقراطي الليبرالي الذي طبقته قوات الحلفاء بدعمها الاقتصادي القوي.

    وأصر أول مستشار لجمهورية ألمانيا الفيدرالية كونراد أديناور على اندماج جمهوريته الشابة في مجتمع الدول الغربية. ولكن عدم ثقة الحلفاء والدول المجاورة في ألمانيا ظل مؤثرا.

    وكان انتصار ألمانيا في كأس العالم 1954 هو بداية نهاية الكابوس الذي عاشت فيه البلاد طوال سنوات ما بعد الحرب.

    كابتن منتخب ألمانيا فريتز والتر يرفع الكأس عام 1954
    attachment
    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  8. #7
    1958: السويد - (بيليه) يبرز على مسرح كأس العالم والبرازيل تفوز بأول ألقابها


    ربما تكون نهائيات كأس العالم التي أقيمت في عام 1958 قد سجلت في ملفات هذا المحفل العالمي الكبير على أنها دورة باهتة افتقرت للجماهير وللحماس ولم تكن الافضل بين الدورات التي سبقتها لكنها أفرزت نجما خارقا للعادة تجاوز بالكاد عامه السابع عشر وقاد بلاده البرازيل إلى أول لقب عالمي لها.

    ووصل بيليه الذي اعتبره كثيرون في ما بعد أفضل لاعب كرة القدم في كل الاوقات إلى السويد لاعبا مغمورا لا يعرفه أحد خارج بلاده لكنه عاد إلى البرازيل بعد عدة أسابيع من مغادرتها وقد صار أفضل موهبة كروية في كل أنحاء العالم.

    ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى بدء نقل المباريات تلفزيونيا اعتبارا من هذه الدورة حيث أذيعت 11 مباراة لعدد من الدول الخارجية.

    ومنح حق استضافة هذه البطولة إلى السويد خلال نهائيات كأس العالم التي أقيمت في سويسرا عام .1954

    ولم يحضر الاب الروحي لكأس العالم الفرنسي جول ريميه نهائيات كأس العالم التي أقيمت في السويد عام 1958 لانه توفي في عام 1956 بعدما استقال من منصبه رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1954 بعد بلوغه الثمانين.

    واختيرت الدولة الاسكندنافية بالاجماع. وللمرة الثانية في تاريخ كرة القدم لم ينفذ الاتفاق الضمني على تناوب الدول الاوروبية ودول أمريكا الجنوبية على استضافة نهائيات كأس العالم.

    ومن بين الدول ال16 التي شاركت في نهائيات السويد كانت هناك أربع دول غير أوروبية لكن البرازيل أثبتت أنه في مقدور فريق ليس من بين دول القارة التي تستضيف الحدث أن يفوز باللقب.

    وبفوز البرازيل أيضا بلقبي بطولتي 1994 في الولايات المتحدة و2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا أصبحت أول دولة تحقق إنجاز الفوز باللقب ثلاث مرات خارج أرضها.

    وشاركت 55 دولة في التصفيات أي بزيادة 10 دول عن الفرق التي شاركت في تصفيات عام 1954 مما أكد أن شعبية كرة القدم تزداد في كل أرجاء العالم.

    ووقعت عدة مفاجآت في التصفيات حيث أخرجت باراجواي منافستها أوروجواي وفعلت ايرلندا الشمالية الشيء ذاته مع إيطاليا وبقيت ألمانيا وحدها من بين الدول التي سبق لها الفوز بكأس العالم بين الدول المتأهلة للنهائيات.

    وأخفقت أسبانيا التي كان منتخبها يضم في غالبيته لاعبين من فريق ريال مدريد الذي كان يهيمن على اللعبة في الوصول إلى النهائيات بعد أن تمكنت اسكتلندا من تصدر مجموعتها والتأهل بدلا منها.

    وللمرة الاولى والاخيرة شاركت كل المنتخبات الاربعة التي تتكون منها بريطانيا العظمى وهي إنجلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية في النهائيات.

    وعادت الارجنتين لتظهر في نهائيات السويد للمرة الاولى منذ نهائيات عام 1943 ووصل للنهائيات أيضا منتخب الاتحاد السوفيتي للمرة الاولى كأحد المنتخبات المرشحة للفوز باللقب بعد أن حصد الميدالية الذهبية لدورة الالعاب الاولمبية التي أقيمت في ملبورن باستراليا في عام .1956

    لكن بمجرد أن بدأت الكرة في الدوران في السويد أصبحت كل هذه الامور من الماضي وانبهر المشجعون بذلك اللاعب النحيف الصغير الاسمر ذو الشعر القصير والذي يحمل اسم ادسون ارانتس دو ناسيمنتو الملقب بيليه والذي قاده مصيره في ما بعد إلى أن ينال لقب "الملك".

    وكان بيليه مصابا عندما وصل إلى السويد وانتظر حتى المباراة الثالثة للبرازيل في دور المجموعات ليتمكن من خوض أول مباراة له أمام الاتحاد السوفيتي.

    وقبل ذلك سجلت البرازيل وإٍنجلترا أول تعادل سلبي في تاريخ كأس العالم.

    وإلى جانب بيليه برز في منتخب بلاده جيلمار سانتوس وجالما سانتوس ونيلتون سانتوس وديدي وجارينشيا وفافا وزاجالو لكن الاداء البارع لبيليه غطى عليهم جميعا.

    وسجل اللاعب الذي ينتمي لفريق سانتوس الهدف الوحيد في الدور ربع النهائي في مرمى ويلز وافتتح التسجيل في مباراة نصف النهائي أمام فرنسا في المباراة التي انتهت في مصلحة البرازيل 5/2 ثم سجل هدفين في المباراة النهائية في مرمى السويد حيث فازت البرازيل مجددا بالنتيجة ذاتها 5/2 أمام 49 ألف متفرج انبهروا بما رأوه أمامهم.

    وسجل الفرنسي جوست فونتين 13 هدفا في ست مباريات وهو رقم قياسي لم يتمكن أحد من تحطيمه حتى الان في نهائيات كأس العالم.

    لكن ما يتذكره محبو كرة القدم في كل أرجاء المعمورة أكثر من أي شيء آخر هو العرض الفني الرائع الذي قدمه بيليه من خلال التلاعب بالكرة بقدمه وبأحاسيس وعواطف المتفرجين بدموعه التي انهمرت من عينيه بعدما قام زملاؤه بحمله على الاكتاف بعد انتزاع الفوز في المباراة النهائية.

    وزرعت تقاوي هذا النصر قبل ثماني سنوات وفي اللحظة التي فاجأت فيها أوروجواي البرازيل وتغلبت عليها على ملعبها في المباراة النهائية لكأس العالم عام .1950

    وتذكر بيليه الذي كان يبلغ تسع سنوات آنذاك تلك الاحداث المؤلمة المتعلقة بخسارة البرازيل قائلا: "أبي كان يبكي بجوار الراديو الذي كان يذيع تلك المباراة.. احتضنته وقلت له لا تبك يا أبي ففي يوم من الايام سأفوز لك بكأس العالم".

    بيليه يسجل 3 أهداف على فرنسا في مباراة نصف النهائي
    والتي إنتهت لصالح البرازيل 5-2
    attachment
    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  9. #8
    1962: تشيلي - البرازيل تفوز مجددا بدون (بيليه)


    ما زال العالم يتذكر نهائيات كأس العالم السابعة لكرة القدم التي استضافتها شيلي عام 1962 بالعديد من مبارياتها المملة والحضور الجماهيري الضعيف ولكن قبل كل ذلك بالمنتخب البرازيلي الرائع الذي أحرز لقب البطولة العالمية للمرة الثانية على التوالي.

    وأجبرت البرازيل على قطع معظم مشوارها بالبطولة بدون بيليه المصاب الا أنها كان لديها المتألق جارينشا.

    وبدأت ملامح بطولة كأس العالم 1962 بشيلي تتشكل منذ عام 1954 بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنح السويد حق تنظيم بطولة 1958 لتبقي على البطولة العالمية في أوروبا رغم الاحتجاجات الساخنة من دول أمريكا الجنوبية.

    فقد أقيمت البطولة في أورجواي عام 1930 وفي البرازيل عام 1950 وفيما عدا ذلك أقيمت بقية بطولات كأس العالم في أوروبا. لذلك كان من المتوقع أن تفوز الارجنتين الحانقة بالفعل لعدم استضافتها كأس العالم عام 1938 بحق تنظيمها هذه المرة عندما تعبر البطولة المحيط الاطلسي من جديد. ولكن شيلي قامت بحملة ترويجية ممتازة بلغت أوجها خلال التقديم الرائع لكارلوس ديتبورن رئيس الاتحاد الشيلي لكرة القدم لملف بلاده لطلب استضافة كأس العالم خلال انعقاد مجلس الاتحاد الدول لكرة القدم (فيفا) عام .1956

    وفي تلك الجلسة تحدثت الارجنتين أولا وقال ممثلها في النهاية "لدينا كل شيء. بوسعنا تنظيم كأس العالم غدا".

    أما ديتبورن الذي توفي قبل انطلاق الحدث العالمي على أرض شيلي بأشهر قليلة فقد تحدث في اليوم التالي وأسر قلوب الوفود الموجودة عندما أنهى خطابه قائلا "ليس لدينا شيء ولذلك يجب أن يكون لدينا كأس العالم". وأصبحت هذه الجملة فيما بعد شعارا للبطولة.

    ولاشك أنه كان أمام شيلي الكثير من العمل لتقوم به قبل البطولة سواء بحشد شعبها لذلك الحدث العالمي أو بناء استادات البطولة من الصفر إلى جانب إنشاء الطرق السريعة ووسائل النقل والاتصالات. وبمجرد أن بدا كل شيء جاهز لاستقبال كأس العالم ضرب زلزال قوي شيلي.

    وأودت هذه الكارثة التي ضربت البلاد قبل عام من انطلاق كأس العالم بحياة 50 ألف شخص ودمرت ملاعب كرة القدم في فالديفيا وتالكا وكونسيبسيون وتالكاهوانو. أما مدينتي أنتوفاجاستا وفالبارايسو فكانتا قد اضطرتا للانسحاب من البطولة لنقص الامكانيات المادية.

    وفي الواقع فإن المدينة الوحيدة التي ظلت مستعدة لاستقبال مباريات كأس العالم هي العاصمة سانتياجو. ولكن الشعب الشيلي كله اتحد سويا لضمان إقامة الحدث العالمي على أرض بلاده. حيث نجحت مدينتي فينا ديل مار وأريكا في إكمال استعداداتهما بينما سمحت شركة تعدين في رانكاجوا باستخدام استادها الخاص. كما تبرعت الفيفا بالمال لمساعدة شيلي على إنجاز مهمتها.

    ولكن بعد بذل كل هذه الجهود الرائعة أصيب الشيليون بخيبة الامل بسبب المستوى الفني الضعيف لعدد من الفرق التي تأهلت للنهائيات حيث أن نظام التأهل الغريب جعل المؤهلين من آسيا وأفريقيا يلتقون في أدوار فاصلة مع فرق أوروبية. وفي النهاية لم يتأهل لنهائيات البطلولة سوى منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية إلى جانب المكسيك.

    وسيطر الصراع البدني على العديد من المباريات بدلا من اللعب الجميل. ومن الامثلة الواضحة على ذلك "معركة سانتياجو" بين شيلي وإيطاليا. فقد تحولت هذه المباراة التي جرت ضمن منافسات دور المجموعات إلى مباراة ملاكمة أدت إلى طرد لاعبين من إيطاليا وخروج إيطالي ثالث من الملعب بأنف مكسور.

    وبالاضافة إلى فقر مستوى الكرة التي قدمت بالبطولة فقد تسبب ارتفاع أسعار التذاكر في عزوف الجماهير عن حضور المباريات. ونتيجة لذلك لم يحضر مباراة الدور قبل النهائي للبطولة في فينا ديل مار بين منتخبي تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا سوى 5890 مشجع.

    وازداد الوضع سوء بإصابة النجم الشهير بيليه في مباراة البرازيل الثانية بالبطولة مما حرمه من المشاركة في بقية مباريات كأس العالم 1962 كلها.

    ومع ذلك لم يكن غياب بيليه مشكلة كبيرة بالنسبة للبرازيل حاملة اللقب مع توافر المواهب الاخرى في صفوفها. وأصبح جارينشا نجم البرازيل الاول في هذه البطولة حيث كانت تمريراته القصيرة الرائعة على المرمى تذهل المدافعين.

    ومن رأوا جارينشا وهو يلعب قالوا أنه لاعب من طراز نادر. وتوجد صور قليلة تصف معجزات جارينشا في شيلي ولكن أكثرها تعبيرا تلك التي تصوره وهو يداعب الكرة ومن حوله ثمانية لاعبين مكسيكيين.

    وواجهت البرازيل عقبات قليلة في طريقها لاحراز لقبها الثاني لبطولة كأس العالم. ولم تفقد حاملة اللقب سوى نقطة واحدة طوال هذا المشوار كانت أمام تشيكوسلوفاكيا في دور المجموعات عندما تعادلتا بدون أهداف.

    الا أن البرازيل عوضت هذه النقطة بالفوز على تشيكوسلوفاكيا نفسها 3/1 في نهائي البطولة أمام 68 ألف متفرج في الاستاد الوطني بسانتياجو.

    وكم كانت الجماهير الشيلية سعيدة عندما تغلب فريقها على نظيره اليوغوسلافي 1/صفر في مباراة تحديد المركز الثالث بالبطولة فقد بدأت شيلي كأس العالم 1962 بلا شيء ولكنها أنهت البطولة بأداء ممتاز من منتخبها وسحر جارينشا.

    المنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم 1962
    attachment
    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  10. #9
    1966: إنجلترا - هدف إنجليزي يقود إلى نقاش حاد دائم


    عادت كرة القدم إلى مهدها في عام 1966 ونظمت إنجلترا، حيث ولدت اللعبة، نهائيات كأس العالم في ذلك العام وفازت بلقب هذه البطولة التي شهدت عروضا جيدة وأهدافا كثيرة وتركت ذكريات لا تنسى.

    ودخلت بطولة كأس العالم في ذلك الوقت مرحلة جديدة بعد أن حققت نجاحات كبيرة في السابق تمثلت في التحرك تجاه العالمية وأصبح الحدث كبيرا كما هو عليه الان.

    وقاطع الانجليز بطولات كأس العالم في البداية لكنهم بدأوا في المشاركة فيها منذ عام 1950 ثم تقدموا بعد 10 سنوات بطلب لاستضافة الدورة التي ستقام في عام .1966 وترشحت ألمانيا أيضا لاستضافة الحدث ذاته وسحبت أسبانيا ترشيحها قبل عقد جلسة التصويت.

    وبعد شهر واحد من نيلها حق استضافة البطولة لاقت إنجلترا دعما كبيرا آخر بعدما انتخب الانجليزي ستانلي ماتيوس رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

    وتحت قيادته أصدر الاتحاد الدولي قرارين بشأن بطولة عام 1966 وهما بدء اختبارات الكشف عن المنشطات ومنع تجنيس اللاعبين الاجانب.

    كما أصدر بعض القرارات المثيرة للجدل قبل أن تبدأ الكرة في الدوران. ففي عام 1964 قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يخوض المنتخب الفائز بالتصفيات الافريقية مباراة حاسمة مع الفائز من التصفيات الاسيوية-الاوقيانوسية. وقاطعت الدول الافريقية ال16 التي كان من المقرر أن تشارك في التصفيات البطولة احتجاجا على هذا القرار.

    وعلى الرغم من ذلك شاركت 70 دولة في التصفيات، وهو رقم قياسي في تلك الاونة، بحثا عن مقعد من بين المقاعد ال16 المتوفرة في النهائيات الانجليزية والتي خصصت لعشرة دول من أوروبا وأربع من أمريكا الجنوبية وواحدة من أمريكا الشمالية والوسطى وواحدة من آسيا وأوقيانوسيا.

    وتمثلت المفاجأة الكبرى في البرتغال التي أخرجت تشيكوسلوفاكيا ثم في كوريا الشمالية وكلاهما واصل إبهار الخبراء في النهائيات.

    وقبل أربعة أشهر من افتتاح البطولة اهتزت إنجلترا كلها بعدما سرقت كأس جول ريميه التي كانت معروضة في لندن. وبحثت الشرطة الانجليزية عن الكأس في كل مكان لمدة أسبوع بدون جدوى إلى أن وجدها كلب صغير يدعى "بيكلز" بينما كان يتنزه مع صاحبه في إحدى الحدائق وأثناء نبشه تحت أحد الاشجار في الحديقة. وعلى الفور أصبح بيكلز بطلا قوميا.

    ونسيت كل هذه المشاكل للابد حين بدأت المنافسات تدور في 8 مدن من 11 إلى 30 تموز/يوليو وخصوصا أن المباريات خرجت على مستوى أعلى مما كانت عليه قبل أربع سنوات في شيلي.

    ومثل خروج البرازيل بطلة عامي 1958 و1962 مبكرا أكبر مفاجآت البطولة. وأخفقت البرازيل في تجاوز الدور الاول بعدما تعرض بيليه للاصابة في المباراتين اللتين شارك فيهما.

    وتحولت الانظار إلى لاعب ساحر آخر هو البرتغالي أوزيبيو الذي خاض مع منتخب بلاده منافسات المجموعة ذاتها التي كانت تلعب بها البرازيل. وحصلت البرتغال على المركز الثالث وحصد أوزيبيو لقب الهدافين بعدما سجل تسعة أهداف.

    ولعل النتيجة الاكثر إزعاجا كانت خسارة إيطاليا أمام كوريا الشمالية صفر/.1 وكاد الفريق الاسيوي أن يفجر مفاجأة كبرى أخرى عندما تقدم على البرتغال 3/صفر في الدور ربع النهائي لكن البرتغاليين انتفضوا وسجلوا خمسة أهداف متتالية وفازوا بالمباراة 5/.3

    وبعد 31 مباراة مثيرة التقى المنتخبان الالماني والانجليزي في اللقاء النهائي على استاد ويمبلي في لندن أمام نحو 100 ألف متفرج. وبعد أن انتهت الدقائق التسعين كان الفريقان متعادلان 2/2 مما دفعهما إلى خوض وقتا إضافيا هو الاول في تاريخ نهائيات كأس العالم وقد أثمر أيضا عن أكثر المناقشات الجدلية في تاريخ اللعبة.

    ففي الدقيقة 102 سدد جوف هيرست الكرة بقوة فارتطمت بباطن العارضة وارتدت إلى الارض. وبعدما استشار مساعده الروسي احتسب الحكم الكرة هدفا ظل دائما محل نقاش منذ احتسابه.

    وانتهت المباراة بفوز إنجلترا 4/2 وانفجرت الاحتفالات في كل أنحاء البلاد.. فلقد صارت إنجلترا بطلة للعالم أخيرا.

    اللاعب الإنجليزي جيف هيرست الذي سجل
    ثلاثية (هات تريك) في كأس العالم 1966
    attachment
    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  11. #10
    1970: المكسيك - البرازيل تقدم بعضا من أفضل عروض كرة القدم في التاريخ


    عبرت بطولة كأس العالم لكرة القدم المحيط الاطلسي مجددا. وهذه المرة إلى المكسيك لتستضيف البطولة في دورتها التاسعة عام .1970 كان تنظيم البطولة رائعا ونقلت على شاشات التليفزيون الملون في مختلف أنحاء العالم كما شهدت تطبيق لوائح جديدة.

    ولكن أكثر ما يميز هذه البطولة هو جمال كرة القدم التي قدمتها البرازيل في طريقها نحو إحراز ثالث ألقابها في بطولات كأس العالم.

    عندما فازت المكسيك بحق تنظيم البطولة عام 1964 تزايدت الشكاوى في البلدان الاخرى حول نقص المعدات والتجهيزات وابتعاد المسافات بشدة بين المواقع المخصصة للبطولة إلى جانب وجود اختلافات في ارتفاع سطح الارض هناك.

    الا أن المكسيكيين حلوا كل هذه المشاكل بسهولة. ولم تحقق احتجاجات الارجنتين التي رفض طلبها لاستضافة كأس العالم مجددا أي نجاح. وتضاعفت آلام الارجنتين بخروجها من التصفيات المؤهلة للبطولة على يد بيرو. والاسوأ من ذلك هي "حرب كرة القدم" التي اندلعت بين هندوراس والسلفادور خلال مرحلة التصفيات. فقد فازت السلفادور على الملعب لتتأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الاولى في تاريخها. ولكن التوتر المشتعل على حدود البلدين ومشاكل مهاجري السلفادور في هندوراس أدت لاحقا إلى أزمة مسلحة بين الدولتين الجارتين بأمريكا الوسطى.

    أجريت نهائيات كأس العالم 1970 في ست مدن مكسيكية من 31 أيار/مايو وحتى 21 حزيران/يونيو بمشاركة منتخبات من مختلف أنحاء العالم باستثناء قارة أوقيانوسيا للمرة الاولى بتاريخ البطولة. ولكن هذه البطولة شهدت عدة شكاوى في بدايتها.

    فقد أصرت الشبكات التليفزيونية ذات النفوذ الكبير وقتها والتي كانت تنقل مباريات البطولة بالالوان للمرة الاولى على إقامة المباريات في وسط النهار برغم اعتراضات اللاعبين بسبب الحر الشديد في المكسيك خلال الصيف.

    ومع ذلك فقد قدمت بطولة كأس العالم 1970 عروضا كروية رائعة ولم يطرد لاعب واحد طوال مباريات البطولة. وكان اللعب النظيف الذي شهده كأس العالم 1970 مفاجأة كبيرة بالنظر إلى ما شهدته بطولتا 1962 و1966 من مباريات شديدة الخشونة دفعت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى تطبيق لوائح البطاقات الحمراء والصفراء واستبدال اللاعبين.

    ولكن أفضل ما كان في كأس العالم بالمكسيك هو "الاداء الجميل" الذي قدمه اللاعبون البرازيليون أمثال بيليه وجايرزينيو وتوستاو وريفيلينيو وجيرسون وكارلوس ألبرتو في بطولة شهدت عددا من المواجهات التي لن تنسى أبدا.

    إحدى هذه المواجهات كانت مباراة دور الثمانية بين منتخبي ألمانيا الغربية وإنجلترا - في تكرار لنهائي كأس العالم 1966 الشهير في ويمبلي - عندما عوض الالمان تأخرهم بفارق هدفين ليفوزوا 3/2 في النهاية.

    وفي الدور التالي بالبطولة منيت ألمانيا بخسارة درامية بنتيجة 3/4 أمام إيطاليا في مباراة شهدت تسجيل خمسة من أهدافها السبعة في الوقت الاضافي. وفي النهائي قدمت البرازيل أحد عروضها الرائعة لتهزم إيطاليا 4/.1

    كان هذا الفوز بمثابة نهاية عصر من عصور كرة القدم. حيث احتفظ المنتخب البرازيلي الفائز بلقب بطولة كأس العالم ثلاث مرات بكأس جوليه ريميه للابد. بينما ودع النجم الكبير بيليه بطولة كأس العالم بعد أن أصبح اللاعب الوحيد في التاريخ الذي يفوز باللقب مع بلاده ثلاث مرات.

    ولكم استمتع بيليه الذي طالما كان ضحية لخشونة مدافعي الفرق المنافسة في بطولتي كأس العالم السابقتين ببطولة ذلك العام في المكسيك. فقد ضحك عندما رأى فريقه يؤدي العديد من المباريات الرائعة وبكى قبل المباراة النهائية لعلمه أنها ستكون نهاية مشواره مع كأس العالم كلاعب وأن تاريخه مع البطولة قد بدأ يكتب بالفعل.

    وصنع بيليه اثنتين من أكثر اللحظات الخالدة في ذاكرة الكرة العالمية من بطولة كأس العالم 1970 برغم أن كلاهما لم تؤد إلى هدف في النهاية.

    ففي مباراة البرازيل الاولى بالبطولة أمام تشيكوسلوفاكيا أطلق بيليه تسديدة قوية من وسط الملعب محاولا مفاجأة إيفو فيكتور حارس مرمى تشيكوسلوفاكيا. وبرغم أن التسديدة لم تدخل المرمى الا أن المحاولة الشجاعة كوفئت بإطلاق اسم "هدف بيليه" عليها.

    وجاءت اللحظة التاريخية الاخرى في مباراة البرازيل الثالثة بالبطولة أمام إنجلترا في لقاء بين بطولتين سابقتين لكأس العالم. فقد لعب بيليه كرة رائعة برأسه من وسط منطقة الجزاء باتجاه أحد ركني المرمى. وبدأ بيليه في الاحتفال بالهدف بالفعل عندما ظهرت يد جوردن بانكس حارس إنجلترا من العدم لتغير اتجاه الكرة وتجعلها تمر من فوق العارضة مباشرة فيما يراه البعض "أفضل تصد في تاريخ كرة القدم".

    وحصل الالماني جيرد مولر على لقب هداف بطولة كأس العالم 1970 برصيد عشرة أهداف بينما كان للبرازيلي جايرزينيو شرف التسجيل في كل مباراة لبلاده خلال مشوارها بتلك البطولة الخالدة حيث لم تشهد ملاعب كرة القدم العالمية أداء بتلك الجودة العالية التي قدمت بالبطولة منذ ذلك الوقت.

    بيليه يحتفل بتسجيل الهدف الأول في الدقيقة 18 في النهائي ضد أيطاليا
    حيث فازت البرازيل بنتيجة 4-1
    attachment
    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  12. #11
    1974: ألمانيا - ألمانيا الغربية تهزم الكرة الشاملة


    بعد العفوية والتلقائية الرائعة التي اتسمت بها نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في المكسيك عام 1970 اكتسب هذا المحفل العالمي الكبير مفهوما جديدا في البطولة التي استضافتها ألمانيا في عام 1974 حيث تغلبت فكرة الاداء الجماعي للفريق وعمله مثل ماكينة واحدة على الفنيات الفردية والاداء الابداعي الممتع.

    وجاء أداء المنتخب الهولندي في هذه البطولة أشبه بأعجوبة تكنولوجية محكمة وهو ما عرف آنذاك بالكرة الشاملة لكنه فشل في تحقيق الفوز على البلد المضيف ألمانيا (الغربية).

    واتسمت منافسات كأس العالم منذ هذه البطولة بالعالمية بالفعل حيث شاركت 99 دولة في التصفيات سعيا وراء المشاركة في النهائيات.

    ومرة أخرى ضربت المفاجآت بقوة خلال مراحل التصفيات فلم تتمكن إنجلترا وفرنسا والمجر من التأهل للنهائيات عن القارة الاوروبية.

    وفي تصفيات وسط وشمال أمريكا تمكنت هايتي إحدى جزر الكاريبي من التأهل بدلا من المكسيك التي اعتادت الظهور في النهائيات السابقة.

    ووضعت أستراليا أوقيانوسيا على خريطة كرة القدم العالمية عندما تأهلت للنهائيات للمرة الاولى بعد تغلبها على كوريا الجنوبية في مباراة فاصلة.

    وأظهرت السياسة وجهها القبيح في هذه البطولة أيضا عندما جاء الدور على الاتحاد السوفيتي ليلتقي مع شيلي. وبعد التعادل صفر/صفر في موسكو رفض المنتخب السوفيتي السفر إلى سانتياجو واللعب في الاستاد الوطني الذي شهد سوء معاملة مجموعة من المنشقين على النظام العسكري في شيلي. وقرر الفيفا إبعاد الاتحاد السوفيتي وتأهلت شيلي إلى نهائيات كأس العالم.

    ولم تسهل وطأة الاوضاع السياسية العالمية من مهمة الدولة المضيفة لان البطولة أقيمت بعد فترة وجيزة من أزمة النفط في عام 1973 وفي بلد كان يعج بالجواسيس في وسط ما سمي بالحرب الباردة.

    وفوق كل ذلك خشي المنظمون من وقوع هجمات إرهابية محتملة لان الاحداث التي وقعت في دورة الالعاب الاولمبية التي استضافتها مدينة ميونيخ الالمانية في عام 1972 عندما قامت مجموعة فلسطينية بالهجوم على مقر البعثة الاسرائيلية مما خلف 11 قتيلا كانت لا تزال حية في ذاكرة العالم خصوصا والالمان عموما.

    ولحسن الحظ ومع تكثيف الاجراءات الامنية لم تتكرر الواقعة في كأس العالم .1974

    وكما كان الحال في كل مرة وبمجرد أن بدأت الكرة في الدوران نسي الجميع كل هذه المشاكل. وأقيمت المنافسات في الفترة من 13 حزيران/يونيو إلى 7 تموز/يوليو وتميزت بظهور الفريق الهولندي بقيادة لاعبه الفذ يوهان كرويف.

    وكان نادي أياكس أمستردام الهولندي الذي فاز بكأس أوروبا ما بين عامي 1971 و1973 هو أول من ابتكر طريقة "الكرة الشاملة". وغيرت هذه الطريقة مفهوم كرة القدم بنسبة 180 درجة. ولم يعد اللاعبون يشغلون مراكز ثابتة في الملعب أو يتولون بعض المهام بعينها حيث ميز الاداء الهولندي الهجوم الجماعي والدفاع الجماعي وتغيير أماكن اللاعبين في ما بينهم باستمرار أثناء المباراة الواحدة.

    وساعدت هذه الطريقة الديناميكية الفريق الهولندي، الذي ضم مجموعة من الاسماء البارزة مثل كرويف ويوهان نيسكينس وجوني ريب وروب رينسنبريك، والذي تغلب على الارجنتين والبرازيل وسط دهشة عالم كرة القدم.

    وفي الوقت ذاته كان المنتخب الالماني (الغربي) يتقدم من الجهة الاخرى وبورقة لعب تشبه إلى حد بعيد الاداء الجماعي لكنه كان أكثر بدائية.

    وزادت كفاءة المنتخب الالماني فقط عندما أضيف إليها حماس اللاعبين. لانهم عندما افتقدوا إليه عندما التقوا مع أبناء العم في ألمانيا الشرقية في المباراة الاخيرة من دور المجموعات خسروا اللقاء.

    وانتهى اللقاء الوحيد الذي جمع بين الدولتين الذي كان يفرق بينها السور الشهير بفوز ألمانيا الشرقية 1/صفر بفضل الهدف الذي سجله يورجن سبارفاسر.

    وبعد تجاوز هذه الصدمة واصلت ألمانيا الغربية طريقها إلى المباراة النهائية بثبات حيث كان ينتظرهم المنتخب الهولندي كما كان متوقعا. وكان على رأس قيادة الفريقين عملاقين من عمالقة كرة القدم حيث قاد المنتخب الهولندي كرويف والالماني فرانز بيكنباور.

    وأشارت الترشيحات التي أتت من مختلف أرجاء العالم إلى أن كفة الهولنديين أرجح للفوز باللقب لكن القدر وقف إلى جانب ألمانيا أمام 78 ألف متفرج شاهدوا اللقاء في استاد ميونيخ الاولمبي.

    وافتتح نيسكينس التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية لكن الالمان أدركوا التعادل بواسطة بول برايتنر من ركلة جزاء أيضا ثم تقدموا بهدف ثان سجله جيرد موللر من ضربة رأس قبل نهاية الشوط الاول.

    وحصلت ألمانيا الغربية على لقبها العالمي الثاني بعد عام .1954 ورفع بيكنباور قائد المنتخب الالماني كأس العالم الجديدة ليحتفل بها مع الجماهير.

    وكانت البرازيل قد احتفظت بكأس جويل ريميه للابد بعد فوزهم بها للمرة الثالثة في عام 1970 وقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم كأس جديدة.

    واختير التصميم الذي قدمه الايطالي سيلفيو جاتسانيجا. وبلغ ارتفاع الكأس الجديدة 36 سنتيمترا واحتوت على نحو خمسة كيلوجرامات من الذهب الخالص وهي على شكل يد تمسك بالكرة الارضية.

    الكابتن الألماني فرانز بيكنباور يرفع الكأس بعد
    تغلب ألمانيا على هولندا في النهائي بنتيجة 2-1
    attachment
    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  13. #12
    1978: الأرجنتين - نهائيات الأرجنتين الاكثر جدلا في تاريخ منافسات كأس العالم


    حاولت الارجنتين لعدة عقود استضافة نهائيات كأس العالم ونجحت في ذلك فقط في عام .1978

    لكن التوقيت لم يكن مناسبا بالمرة حيث كانت الارجنتين تعيش تحت وطأة الحكم الديكتاتوري الدموي للجنرال جورج فيديلا مما جعل البطولة التي صار بعدها أصحاب الارض سادس فريق يفوز باللقب مثار جدل كبير.

    وتمشيا مع مبدأ التناوب في تنظيم نهائيات كأس العالم بين أوروبا وأمريكا الجنوبية وبعد أن نظمتها أوروجواي والبرازيل وشيلي والمكسيك جاء الدور على الارجنتين بعد أن رفض طلبها في أكثر من مناسبة.

    وكان واضحا للجميع أن القرار أتخذ في عام 1966 كما أنه لم تترشح أي دولة أخرى لاستضافة هذه البطولة.

    ولم تكن الاوضاع السياسية في الارجنتين مثالية آنذاك لكنها تأزمت أكثر بعد 12 عاما. فلقد كانت ديكتاتورية فيديلا محور اهتمام العالم مما اثر على البطولة من كافة النواحي.

    وتماما كما فعل موسوليني في إيطاليا عام 1934 وهتلر في ألمانيا عام 1936 استغل فيديلا الحدث الكروي العالمي ليظهر نفسه إلى العالم كشخصية محبوبة وتحظى بشعبية كبيرة في بلاده.

    وأنفق فيديلا أموالا كثيرة بدون أن يهتم بتداعيات الموقف. وزادت الازمات الاقتصادية واستمرت عمليات اغتيال وقتل السياسيين والجنود والدبلوماسيين.

    وتسببت أعمال هذا الديكتاتور وخصوصا من حيث خرق أبسط قواعد حقوق الانسان إلى إثارة الجدل حول المشاركة في البطولة وطلب العديد من الحكومات من منتخباتها أن لا تشارك فيها وهوت الدورة تقريبا.

    وفي النهاية شاركت الدول التي تأهلت للنهائيات في المنافسات وجاء الاحتجاج الوحيد من اللاعب الهولندي يوهان كرويف الذي قرر الاعتزال حتى لا يسافر إلى الارجنتين.

    ولم يحدث أي جدل سياسي خلال مراحل التصفيات لكن عدة فريق مرشحة لم تتمكن من الوصول إلى النهائيات ومن بين أبرزها إنجلترا وأورجواي اللتان فازتا باللقب من قبل ومعهما تشيكوسلوفاكيا المتوجة لتوها بطلة لاوروبا.

    وزادت حالة التوتر بفعل بعض المحررين الذين اهتموا بالتركيز على الاوضاع العسكرية الديكتاتورية أكثر من أحداث البطولة التي أقيمت في الفترة من أول حزيران/يونيو إلى 25 منه.

    وجذبت بيرو الانظار بشدة في الدور الاول حيث فازت بصدارة مجموعتها متقدمة على هولندا الحائزة على المركز الثاني في بطولة عام 1974 واسكتلندا وإيران.

    ولسوء الحظ خرجت بيرو من الدور الثاني.

    وتأهلت البرازيل والارجنتين إلى الدور الثاني بنفس عدد النقاط لكن البرازيل سجلت أهدافا أكثر.

    ولعبت البرازيل أولا وتغلبت على بولندا 3/1 وأصبح على أصحاب الارض الفوز على بيرو بأكثر من 4/صفر لكي تتقدم إلى الدور التالي.

    وفازت الارجنتين 6/صفر في لقاء اعتبره الكثيرون من المتابعين "خيانة حقيقية لروح كرة القدم".

    ولم يثبت أي تورط مطلقا لكن الشكوك والحديث عن تلقى رشاوى لم ينقطع أيضا.

    ولعل الوجه "الانظف" لهذه البطولة تمثل في المباراة النهائية إلى جانب الحضور الجماهيري المميز.

    وأقيم اللقاء النهائي على ملعب "استاديو مونومينتال" في العاصة بوينس أيرس أمام 77 ألف متفرج متحمس. وأصابت الارجنتين الترشيحات التي سبقت انطلاق البطولة وفازت على هولندا 3/1 بعد وقت إضافي وحصدت أول لقب عالمي لها.

    وحصل المنتخب الهولندي للمرة الثانية على التوالي على المركز الثاني ولم يتمكن من تحقيق هذا المركز مجددا.

    وكاد التاريخ ينقلب في هذه الدورة بطريقة مختلفة لو لم تجد الارجنتين من يساندها بشكل خاص في المباراة النهائية. ففي الدقيقة الاخيرة من المباراة وبينما كان الجميع ينتظرون إطلاق صفارة النهاية والانتقال إلى الوقت الاضافي لاحت فرصة ثمينة لروبي رينسينبرينك لتسجيل هدف الفوز لهولندا.

    لكن ما حصل أن اللاعب الهولندي الذي تسلم الكرة في الدقيقة الاخيرة من الوقت الاصلي للمباراة وهو على بعد أمتار قليلة من مرمى الحارس أوبالدو فيللول اثر هجمة مرتدة سريعة أطلق تسديدة قوية بقدمه اليسرى. وخيم الصمت على الملعب تماما حيث بدت الكرة وكأنها في طريقها إلى الشباك الارجنتينية لكنها ارتطمت بالقائم وعادت إلى أرض الملعب لتتنفس الجماهير الصعداء ويفلت المنتخب الارجنتيني من الهزيمة.

    وسجل ماريو كمبس هدفه وهدف بلاده الثاني والسادس له في الدورة في الوقت الاضافي مما جعله يتصدر لائحة الهدافين. ثم أضاف دانييل بيرتوني الهدف الارجنتيني الثالث فبدأت الجماهير تحتفل بالانتصار.

    ووحد هذا الانتصار الذي تحقق بقيادة المدرب لويس سيزار مينوتي الارجنتين كلها وسمح للمواطنين بأن ينسوا على الاقل في هذه اللحظات مآسي الديكتاتورية التي كانوا يعيشون تحت وطأتها.

    الهداف الأرجنتيني ماريو كمبس يسجل في مرمى بيرو حيث إنتهت
    المباراة 6-0 وتأهلت الأرجنتين للنهائي
    attachment
    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  14. #13
    1982: أسبانيا - زيادة الفرق المشاركة بالبطولة وإيطاليا تحرز لقبها الثالث


    استضافت أسبانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1982 عندما شهدت البطولة زيادة كبيرة في عدد المنتخبات المشاركة بها من 16 فريقا إلى .24 الا أن هذه الزيادة لم تؤد إلى تحسين مستوى الكرة المقدمة بالبطولة.

    فقد كان اللعب شديد الملل خلال هذه البطولة حتى أن إيطاليا حائزة اللقب لم تفز في أي من مبارياتها بدور المجموعات.

    وبمنح أسبانيا حق تنظيم بطولة 1982 نجح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في تسوية حساباته منذ عام 1966 عندما سمح لانجلترا بتنظيم كأس العالم في ذلك العام برغم عدم مشاركتها في أول ثلاث دورات للحدث العالمي.

    وجاء منح إنجلترا حق تنظيم البطولة على حساب ألمانيا الغربية وأسبانيا الا أن الفيفا أعطت كلا البلدين حق تنظيم البطولتين التاليتين اللتين استضافتهما القارة الاوروبية لاحقا.

    كانت أجواء بطولة 1982 مختلفة تماما عن أجواء البطولة السابقة التي أجريت قبل أربعة أعوام بالارجنتين. فبينما كانت الدولة الامريكية الجنوبية خاضعة لحكم الجنرال خورخي فيديلا الديكتاتوري. كانت أسبانيا قد خرجت لتوها من عباءة حكم الجنرال فرانشيسكو فرانكو قبل سبعة أعوام. وكانت البلاد تخطو خطواتها الاولى في عالم الديمقراطية وكانت مشاعر البهجة والاحتفال تسود الاجواء.

    ومع زيادة عدد الدول المشاركة في كأس العالم بمنح أفريقيا مقعدين بدلا من مقعد واحد ومنح أوروبا 12 مقعدا بدلا من تسعة لم تشهد مرحلة التصفيات المؤهلة للبطولة الكثير من المفاجآت. الا أن كبرى هذه المفاجآت القليلة كانت أشبه بالصدمة فقد فشلت هولندا صاحبة المركز الثاني في بطولتي 1974 و1978 في التأهل للنهائيات بسبب فرنسا وبلجيكا.

    وبدأت بطولة كأس العالم 1982 بأسبانيا بجدل كبير حول قرعة توزيع فرق البطولة على مجموعات والتي تسببت لوائحها المعقدة التي عمدت إلى تجنب مواجهة الفرق المرشحة لاحراز اللقب لبعضها البعض في المراحل الاولى في إثارة العديد من الاحتجاجات والاتهامات بالتزوير.

    وأقيمت البطولة نفسها من 13 حزيران/يونيو وحتى 11 تموز/يوليو وسط تشجيع جماهيري ضخم حتى مع الفشل الكبير الذي واجهه المنتخب الاسباني برغم أن نظام جدول مباريات البطولة أهداه طريقا مفروشا بالورود حتى النهائي وبرغم المساعدة الواضحة التي حظي بها من حكام البطولة.

    فقد احتاجت أسبانيا لضربة جزاء للتعادل مع هندوراس ثم فازت على يوغوسلافيا 2/1 بضربة جزاء غير صحيحة على الاطلاق أهداها لها حكم المباراة بل وأمر الحكم بإعادتها مرتين حتى تمكن اللاعب الاسباني خوانيتو من تسجيلها وأخيرا تعرضت أسبانيا لخسارة مهينة من أيرلندا الشمالية في ثالث مبارياتها بدور المجموعات.

    وفي النهاية خرجت أسبانيا من الدور الثاني للبطولة بعد أن كانت قد حققت فوزا واحدا وتعادلين وهزيمتين في أسوأ سجل نتائج تحققه دولة مضيفة بكأس العالم حتى أقيمت البطولة في الولايات المتحدة عام .1994

    وشهدت المرحلة الاولى من البطولة العديد من النوادر. مثل موقف حاكم الكويت عندما ترك مدرجات الجماهير ونزل إلى أرض الملعب يأمر لاعبيه بمغادرته بسبب قرار ظالم من حكم المباراة.

    وهناك أيضا المباراة الفضيحة بين ألمانيا الغربية والنمسا في خيخون. فقد تقدم الالمان 1/صفر في بداية المباراة وأمضى الفريقان بقية المباراة يمرران الكرة فيما بينهما بوسط الملعب لعلمهما بأن هذه النتيجة كافية لتأهل كل منهما للدور التالي وإخراج الجزائر من البطولة. وكانت الجزائر قد تغلبت على ألمانيا في مرحلة سابقة من البطولة نفسها.

    وأثار هذا الامر غضب واستياء الجماهير التي أطلقت الصفارات والهتافات الساخرة ضد الفريقين حتى هتفت في النهاية تقول "فليقبلوا بعضهم البعض".

    من ناحية أخرى كان نجوم المنتخب البرازيلي أمثال زيكو وسقراط وإدير مصدر بهجة وإمتاع للجماهير بفضل مهاراتهم الكبيرة ولكنهم في النهاية خسروا 2/3 من إيطاليا في لقاء كلاسيكي بين الطرفين. فقد لعب كلا الفريقين ومعهما الارجنتين الدور الثاني للبطولة في "مجموعة الموت" التي أجريت مبارياتها بمدينة برشلونة بشمال شرق أسبانيا.

    وكانت الارجنتين قد جاءت للمشاركة بالبطولة في أعقاب هزيمة قواتها المسلحة في حرب جزر فولكلاند. ولكنها كانت حاملة اللقب ومعها النجم الشاب دييجو مارادونا الذي وإن كان لم يشارك في كأس العالم 1978 الا أنه قد بات نجما مشهورا في جميع أنحاء العالم. ولكن الارجنتين فشلت في تحقيق الامال المعلقة عليها.

    وبخلاف البرازيل فقد انبهرت الجماهير كثيرا بالمنتخب الفرنسي الراقي تحت قيادة نجمه الكبير ميشيل بلاتيني والذي كان طرفا في أفضل مباراة بالبطولة عندما التقى في الدور قبل النهائي بمنتخب ألمانيا الغربية. فبعد نهاية الوقت الاصلي للمباراة بتعادل الفريقين 1/1 تقدمت فرنسا بهدفين في الوقت الاضافي الا أن الماكينات الالمانية نجحت في إدراك التعادل. وانتهت أول مباراة بكأس العالم تحدد نتيجتها ضربات الجزاء بفوز ألمانيا الغربية وتأهلها للنهائي.

    وفي مباراة النهائي كان الانهاك قد حل بالالمان عندما انطلقت مباراة النهائي أمام 90 ألف متفرج في استاد "سانتياجو بيرنابيو" بالعاصمة الاسبانية مدريد. أما الطرف الاخر لمباراة النهائي وهو إيطاليا فقد كان مستواها في تحسن مستمر حيث أنها تأهلت من دور المجموعات بفارق هدف واحد عن الكاميرون بعد أن تعادلت في مبارياتها الثلاث بذلك الدور.

    وفازت إيطاليا 3/1 على ألمانيا في النهائي الذي حضره الرئيس الايطالي ساندرو بيرتيني برغم أنه كان في العقد التاسع من عمره بين الجماهير.

    كان باولو روسي هو نجم إيطاليا في كأس العالم .1982 ونجح روسي الذي كان موقوفا لمدة ثلاثة أعوام بالدوري الايطالي لدوره في فضيحة تلاعب في نتائج المباريات في رد اعتباره بأسبانيا عندما حصل على لقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف.

    الإيطالي باولو روسي يحتفل بالهدف الأول لإيطاليا على ألمانيا في النهائي
    attachment
    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  15. #14
    1986: المكسيك - مارادونا يفوز بكأس العالم الثانية للارجنتين


    لا خلاف على أن ماتسولا وبيليه وجارينشيا وتشارلتون وبيكنباور وكيمبس وروسي نجوم لمعت في مباريات مختلفة لكن ليس هناك لاعبا شكل عنصرا مؤثرا في نتائج مباريات فريقه في كأس العالم مثلما فعل الارجنتيني أرماندو دييجو مارادونا في المكسيك عام .1986

    وأعطي صاحب القميص رقم 10 كل ما عنده من فنيات كرة القدم في أوقات كان فيها في أوج عطائه وفي قمة براعته وخداعه ودهائه وقاد الارجنتين إلى الفوز بلقبها العالمي الثاني.

    ومنحت المكسيك حق تنظيم نهائيات كأس العالم في عام 1986 بعدما اعتذرت كولومبيا عن تنظيم هذا الحدث وأصبحت المكسيك بذلك أول دولة تنظيم نهائيات كأس العالم مرتين وهي البطولة التي فاز بها مارادونا للمرة الثانية لبلاده بعدما قدم واحدا من أفضل العروض الحاسمة في تاريخ هذه المسابقة.

    وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد منح حق تنظيم نهائيات كأس العالم المقررة في عام 1986 إلى كولومبيا لكن متطلبات الاتحاد الفائقة وشروطه العنيفة أجبرتها على الاعتذار عن التنظيم في عام 1983 "لان العالم كان يجب أن يساعد كولومبيا لا أن يقف ضدها".

    وأعرب الاتحاد الدولي لكرة القدم في البداية عن رغبته في إقامة هذه الدورة في الولايات المتحدة التي تمثل الجنة بالنسبة للرعاة لكن اعتراضات وتهديدات أمريكا الجنوبية بالانفصال عن الاتحاد كانت بالاجماع.

    وعملت المكسيك كوسيط سياسي بين الطرفين كما أنها كانت تملك بنية أساسية معقولة سمحت لها بأن تصبح أول دولة تستضيف كأس العالم للمرة الثانية.

    وكان على المكسيك أن تناضل مع المشكلات ذاتها التي واجهتها عندما استضافت نهائيات عام .1970 فالمباريات أقيمت تحت شمس الظهيرة الحارقة بطلب من الشركة التي نقلت المباريات على الهواء تلفزيونيا إلى جانب المسافات البعيدة والارتفاعات المختلفة بين مواقع الملاعب وفوق هذا كله تعرضها لهزة أرضية عنيفة في عام .1985

    على أي حال تغلبت المكسيك على كل هذه المشاكل وخرج التنظيم مثاليا.

    وضرب عدد الدول المشاركة في التصفيات الرقم القياسي إذ شاركت 121 دولة فيها ووقع خلالها أيضا بعض المفاجآت.

    وغابت كولومبيا عن "نهائياتها" وتأهلت العراق عن آسيا على الرغم من أنها لم تلعب مباراة واحدة على أرضها في التصفيات بسبب حربها مع إيران.

    وخرجت هولندا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا من التصفيات الاوروبية.

    وأقيمت البطولة في الفترة من 31 أيار/مايو إلى 29 حزيران/يونيو في 12 مدينة. وصار المغرب أول فريق أفريقي يتجاوز الدور الاول.

    وعندما بدأت البطولة لم تصب الترشيحات للفوز باللقب في صالح فريق بعينه لكن سرعان ما برهن مارادونا على أنه سيكون اللاعب الذي يجب متابعته في هذه البطولة.

    وكان سيزار لويس مينوتي مدرب المنتخب الارجنتيني في عام 1978 قد أغفل ضم مارادونا الذي كان يبلغ آنذاك 18 عاما. كما أنه لم يشارك في نهائيات عام 1982 في أسبانيا لكنه تمكن من أن يخلق مملكته الخاصة به في نهائيات كأس العالم في عام 1986 بوضوح.

    وتألق لاعب نادي نابولي الايطالي آنذاك من بداية البطولة وحتى نهايتها وخاض مبارياتها بكل ثقة وتحكم وصحة بدنية تامة ورؤية ثاقبة وذكاء حاد وفوق كل ذلك قدرة فائقة على التكيف مع كل مباراة.

    وتجمعت كل هذه العناصر في الفوز الاسطوري الذي حققته الارجنتين على إنجلترا في الدور ربع النهائي على استاد آزتيك في أول لقاء للبلدين بعد حرب جزر فوكلاند.

    وسجل مارادونا هدفين ليظل بين أشهر اللاعبين في تاريخ كأس العالم لكن لاسباب مختلفة. فعندما سجل الهدف الاول استخدم القواعد التي تعلمها في الطرقات والشوارع حيث استخدم يده التي وصفها في ما بعد بأنها كانت "يد الله" في تحويل الكرة إلى مرمى الحارس الانجليزي بيتر شيلتون وبطريقة فنية لم يتمكن لا الحكم ولا مساعده من مشاهدة ما شاهده ملايين المتفرجين عبر شاشات التلفزيون من خلال إعادة اللعبة من مختلف الزاويا.

    وعلى النقيض سجل الهدف الثاني بعد عرض رائع لمهارته وسرعته وحسن تحكمه في الكرة التي تسلمها في منتصف ملعبه ثم راوغ عدة منافسين ومن بينهم حارس المرمى قبل أن يسكن الكرة الشباك بهدف يحلم كل لاعب في تسجيل مثله وهو ما يعتبره البعض أفضل هدف سجل في نهائيات كأس العالم حتى الان.

    وخاض المنتخب الارجنتيني المباراة النهائية ضد ألمانيا الغربية أمام 115 ألف متفرج اكتظ بهم استاد آزتيك.

    ولم تكن المباراة رفيعة المستوى لكنها كانت مليئة بالحماس. وتقدمت الارجنتين 2/صفر لكن ألمانيا تمكنت من إدراك التعادل 2/2 وبتمريرة حاسمة من مارادونا إلى جورج بوروتشاجا تمكن الاخير من تسجيل هدف الفوز الارجنتيني.

    وحصل الانجليزي جاري لينكر على لقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف وحل مارادونا ثانيا بخمسة أهداف.

    لكن "بيبه دي أورو" أي "الطفل الذهبي" فاز باللقب والمجد واحتفلت الارجنتين بفوزها بكأس العالم للمرة الثانية بعد ثلاث سنوات من عودتها إلى الحكم الديمقراطي وبدون الجدال الشديد الذي صاحب فوزها باللقب الاول.

    مارادونا يقفز بعد تسجيله الهدف الشهير بيده
    attachment

    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  16. #15
    1990: إيطاليا - ألمانيا تفوز بلقبها العالمي الثالث


    فاز المنتخب الالماني باللقب العالمي الثالث له في نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في إيطاليا عام 1990 واتسمت بتواضع المستوى والاداء الدفاعي.

    وكانت تلك هي المرة الثانية التي تستضيف فيها إيطاليا نهائيات كأس العالم بعد عام 1934 وبدا الامر وكأن كل شيء معد للاحتفال بفوز أصحاب الارض باللقب.

    على أي حال حققت ألمانيا فوزا حمل دائما أهمية اجتماعية-سياسية تماما كما حدث ورد الالمان اعتبارهم بعد الحرب العالمية الثانية اثر فوزهم بكأس العالم في سويسرا عام .1954

    فبعد أقل من عام واحد على سقوط جدار برلين واقتراب الوحدة احتفلت ألمانيا كلها للمرة الاولى منذ ما يقرب من نصف قرن بالنصر.

    وتميزت تصفيات هذه البطولة بغياب المكسيك حيث صدر قرارا بإيقافها لمدة عامين عن المشاركات الدولية بسبب تلاعبها في أعمار لاعبي فريق الناشئين وأيضا بخروج فرنسا المبكر التي صعدت للدور نصف النهائي في البطولتين السابقتين.

    ومن سلبيات هذه البطولة أن تصفياتها دارت في أوقات شهدت مواجهات سياسية وأزمات اقتصادية كثيرة فهبط عدد الدول المشاركة فيها من 121 إلى 112 دولة.

    وأقيمت الدورة خلال الفترة من 8 حزيران/يونيو إلى 8 تموز/يوليو في 10 ملاعب جددت بالكامل وملعبين جديدين تماما. واتسمت ليالي هذه البطولة بتشديد الاجراءات الامنية أثناء الليل. وترأست إنجلترا مجموعة عمل للتأكد من عدم وصول مثيري الشغب (الهوليجانز) إلى جزيرة سردينيا.

    ووضعت القرعة إنجلترا مع ايرلندا وهولندا وأقيمت مبارياتها في باليرمو في جزيرة صقلية وكالياري في سردينيا حيث تحولت المدينتان إلى حصن للشرطة.

    وعلى أرض الملعب تجلى بوضوح غياب فنيات كرة القدم باستثناء الكاميرون التي صعدت إلى الدور ربع النهائي بعدما قدمت عروضا مثيرة وسريعة في كرة القدم إلى جانب ظهور موهبة لاعبها الفذ روجيه ميلا (38 عاما).

    ووضعت الكاميرون بصمتها على البطولة منذ مباراتها الاولى عندما فازت على الارجنتين 1/صفر في مباراة الافتتاح.

    واتسمت البطولة إجمالا بالاداء الدفاعي البحت مما تسبب في خفض نسبة تسجيل الاهداف إلى 21ر2 هدف في المباراة الواحدة وهي الاقل في تاريخ نهائيات كأس العالم.

    وحسمت نتائج أربع مباريات في الوقت الاضافي وأربع مباريات أخرى بركلات الترجيح من نقطة الجزاء من بينها مباراتان في الدور نصف النهائي. والفريقان اللذان نجحا في التكيف مع هذه الاجواء تمكنا من الوصول إلى المباراة النهائية.

    وفازت ألمانيا بمباريات الدور الاول بطريقة مثيرة للاعجاب بقدر كاف ثم تغلبت علي هولندا في دور ال16 وفازت على إنجلترا بركلات الترجيح من نقطة الجزاء في الدور نصف النهائي.

    وأنقذ الحارس الالماني بودو إليجنر فريقه من ركلة جزاء حاسمة لكن الاكثر براعة منه كان الحارس الارجنتيني جويكوتشيا الذي قاد بلاده إلى المباراة النهائية بعدما أنقذ مرماه عدة مرات من الركلات الترجيحية في الدورين ربع ونصف النهائي وخصوصا في المباراة الاخيرة التي خاضتها الارجنتين ضد إيطاليا على ملعب سان باولو في مدينة نابولي حيث كان يعتبر مارادونا فيها آنذاك بمثابة إله.

    ولعبت الارجنتين مع ألمانيا المباراة النهائية في استاد روما الاولمبي أمام 73 ألف متفرج. ولم تختلف هذه المباراة عن بقية مباريات البطولة التي جاءت متواضعة المستوى ولم تتمكن ألمانيا من حسم اللقب إلا بركلة جزاء وتمكن فرانز بيكنباور من أن يفوز بكأس العالم لاعبا في عام 1974 ومدربا في عام .1990

    أما بالنسبة للبلد المضيف والذي كان من المتوقع أن يتوج بطلا للعالم للمرة الرابعة فقد اكتفى بجائزة هداف البطولة التي حصل عليها المهاجم سلفاتوري اسيكاتشي الشهير ب"توتو" والذي حقق مجده الشخصي بتسجيله ستة أهداف.

    الكابتن الإلماني لوثار ماتيوس يرفع الكأس احتفالا وخلفه الهداف كلينسمان
    attachment

    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  17. #16
    1994: أمريكا - نهائيات كأس العالم تتنقل إلى أمريكا الشمالية للمرة الاولى


    أقيمت نهائيات كأس العالم لكرة القدم في عام 1994 في موقع جديد على البطولة حيث انتقلت إلى الولايات المتحدة الامريكية وأصبحت بذلك أول دولة لا تمثل فيها كرة القدم اللعبة الشعبية الاولى وتنال حق تنظيم هذا الحدث الكروي الكبير. ورغم ذلك حققت هذه البطولة نجاحا منقطع النظير تنظيميا واقتصاديا وشعبيا حيث فازت البرازيل بلقبها الرابع وهبط مارادونا إلى أدنى الدرجات.

    وكانت الولايات المتحدة قد ضمنت نيل حق تنظيم هذه البطولة في عام 1988 لكن الاستعدادات كانت قد بدأت بصورة خفية منذ عام .1980

    ونجح هنري كيسنجر وزير الخارجية الاسبق واحد محبي كرة القدم حتى النخاع في اقناع الحكومة الامريكية بالمنافع الاقتصادية التي يمكن أن تجنيها البلاد إلى جانب تحسين صورتها إذا ما نظمت نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

    واهتمت الولايات المتحدة ورئيسها رونالد ريجان آنذاك بالفكرة واعتمدت على الدعم الذي يمكن أن يقدمه لها الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي اعتبر أن إقامة البطولة في أمريكا الشمالية يعني "مزيدا من الاعمال والمكاسب لكأس العالم". وعلى هذا الاساس فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم شروطا قاسية على كولومبيا مما دفعها إلى سحب ترشيحها في عام .1983

    ومنح الاتحاد الدولي الضمانات الكافية لاستضافة الولايات المتحدة لهذا الحدث العالمي في اجتماع اللجنة التنفيذية في استوكهلم في العام ذاته.

    وشهدت تصفيات هذه البطولة التي خصص فيها ثلاثة مقاعد لافريقيا للمرة الاولى خروج فرنسا وإنجلترا وتأهل بوليفيا التي عادت إلى النهائيات بعد غياب استمر 44 عاما.. وأخيرا الصعوبات التي واجهتها الارجنتين التي اضطرت إلى خوض مباراة حاسمة ضد أستراليا لتصل إلى النهائيات.

    وفي الواقع لقد كانت الارجنتين أحد أبطال هذه البطولة حتى ولو كان على الجانب السلبي.

    ففي المرحلة النهائية من البطولة التي أقيمت ما بين 17 حزيران/يونيو و17 تموز/يوليو عام 1994 على تسعة ملاعب حققت الارجنتين فوزا مقنعا على اليونان 4/صفر ثم فازت على نيجيريا 2/1 لكن تبين بعد ذلك أن مارادونا تناول منشطات من نوع بسيودوفيدرين المحظور.

    وكما فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم مع اللاعب الاسكتلندي ويللي جونستون في عام 1978 طرد مارادونا على الفور من البطولة.

    وكان مارادونا قد تورط من قبل في قضية تناول مخدرات وبعد هذا الحادث لم يعد أبدا حتى ولو شبحا لما كان عليه.

    وتأثر المنتخب الارجنتيني بفقدان مثله الاعلى وخسر أمام رومانيا في دور ال.16

    ولم يرتفع الاداء الفني لمباريات البطولة التي أقيمت في درجات حرارة مرتفعة لكنها شهدت حضور 5ر3 مليون متفرج وهو رقم قياسي إلى المستوى المنشود لكن تقارب مستويات الفرق وارتفاع نسبة التهديف عما كانت عليه في إيطاليا عام 1990 زادت من حماس المتفرجين.

    لكن هذا الجانب الايجابي انهار خلال المباراة النهائية التي جاءت متواضعة المستوى وجمعت بين البرازيل وإيطاليا أمام 95 ألف متفرج على ملعب "باسادينا روز بويل".

    ففي مباراة سيطر عليها الخوف من جانب الفريقين حيث بقي كل منهما في نصف ملعبه لم تهتز الشباك في الوقتين الاصلي والاضافي وحسمت المباراة النهائية للمرة الاولى بالركلات الترجيحية.

    وأهدر روبرتو بادجيو النجم الذي قاد إيطاليا إلى المباراة النهائية بتسجيله هدفا في الدقيقة الاخيرة ركلة الترجيح الحاسمة في حين أن قائد الفريق المنافس دونجا سجل الركلة التي سددها ببراعة ومنح بها بلاده كأس العالم للمرة الرابعة بعد 24 عاما من الغياب عن الفوز باللقب.

    وكان الفريق الذي ضم مجموعة من الهدافين أمثال روماريو وبيبتو (سجلا 8 أهداف معا) والذي قاده المدرب كارلوس البرتو باريرا خير خلف للفريق الذي فاز بكأس العالم للمرة الاخيرة في عام 1970 في المكسيك محققا انتصارا لم يتمكن نجوم كبار مثل زيكو وسقراطس وجونيور وكاريكا وفالكاو وديرساو وإيدر من تحقيقه.

    وتقاسم الروسي أوليج سالينكو الذي نال شرف أن يكون أول لاعب يسجل خمسة أهداف في مباراة واحدة لقب هداف البطولة مع البلغاري خريستو ستويكوفيتش.

    وصار اللاعب الكاميروني روجيه ميلان الذي خاض البطولة وهو في الثانية والاربعين من عمره أكبر لاعب يسجل هدفا في نهائيات كأس العالم.

    ومن المآسي التي تسببت فيها نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة مقتل اللاعب الكولومبي أندريس إسكوبار الذي تسبب بإحرازه هدفا في مرماه بطريق الخطأ وخسارة بلاده أمام الولايات المتحدة وخروجها من المنافسات.

    بيبتو (7) و روماريو (11) شكلا قوة ضاربة للبرازيل في عام 1994
    attachment

    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  18. #17
    1998: فرنسا - فرنسا تحقق المجد العالمي أخيرا بإحراز لقبها العالمي الاول


    كان كأس العالم لكرة القدم 1998 بفرنسا بطولة نموذجية. فقد قدمت فرنسا تنظيما مثاليا تواكب مع حماس دولة كاملة لاضفاء لون على المسابقة العالمية التي انتهت باحتفالات وأفراح صاخبة مع فوز المنتخب المضيف باللقب.

    لقد رأى العالم كله فوز فرنسا بلقب كأس العالم في ذلك العام كمكافأة عادلة. ليس فقط لان فرنسا كانت الفريق الافضل بالبطولة وإنما لانها قدمت العديد من الاسهامات الجليلة للعبة كرة القدم طوال تاريخها.

    فقد تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 1904 واتخذ من بناية الاتحاد الفرنسي لرياضات ألعاب القوى بالعاصمة باريس مقرا له. وكان الفرنسي جوليه ريميه مؤسسا للاتحاد وهو أيضا الرجل الذي وفر القوة الدافعة لاقامة بطولات كأس العالم. كما أن العديد من الاحداث الكروية الاخرى مثل بطولة كأس أوروبا كانت في أصلها من إبداع الفرنسيين.

    إلا أن فرنسا لم تكن قد فازت بأي ألقاب ببطولة كاس العالم قبل عام .1998 وربما تكون قد اقتربت منه في الثمانينات من القرن الماضي بمنتخبها المتميز بقيادة النجم ميشيل بلاتيني وجان تياجا وألان جريس. ولكنها ودعت البطولة مرتين خلال هذا العقد على يد ألمانيا الغربية وضربات الجزاء الترجيحية.

    كما كان فوز فرنسا باللقب عام 1998 إشارة لبداية عصر جديد. فقد مثلت فرنسا "أوروبا القديمة" ولكن لاعبيها كانت لهم جذور ممتدة بجميع أنحاء العالم والتي شملت الجزائر (زين الدين زيدان) وجواديلوب (ليليان تورام وتيري هنري) ونيو كاليدونيا (كريستيان كاريمبو) والسنغال (باتريك فييرا) وغانا (مارسيل ديساييه) وأرمينيا (يوري ديوركاييف) وغينيا الفرنسية (برنار لاما) والارجنتين (ديفيد تريزيجيه).

    كما دعم مفهوم تعدد الثقافات ببطولة كأس العالم 1998 زيادة عدد الفرق المشاركة بها من 24 فريقا إلى .32 وذلك عندما أصبحت بطولة كأس العالم صغيرة جدا بالنسبة لحجم الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي لم يكن يريد غياب الفرق الكبرى عن البطولة إلى جانب رغبته في إعطاء المزيد من المقاعد للمنتخبات الصاعدة.

    وكانت أورجواي وللمرة الثانية على التوالي هي الدولة الوحيدة الغائبة عن كأس العالم من بين "القوى الكبرى" في عالم كرة القدم.من ناحية ثانية شاركت عدة دول أخرى مثل كرواتيا وجامايكا واليابان وجنوب أفريقيا في كأس العالم للمرة الاولى في تاريخها وزاد في ذلك العام عدد الدول الفائزة بلقب البطولة إلى سبع دول بانضمام فرنسا إلى قائمة الكبار التي تضم البرازيل وإيطاليا وألمانيا والارجنتين وأورجواي وأنجلترا.. ونجحت نهائيات البطولة التي جرت في الفترة ما بين العاشر من حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو بعشرة مدن مختلفة واشتملت على 64 مباراة في محو العديد من الصور القاتمة التي خلفتها بطولتي إيطاليا 1990 والولايات المتحدة 1994 لتسعد الجماهير بمباريات مثيرة ولحظات رائعة.

    وأدى توسيع حجم البطولة إلى العديد من التغييرات الاساسية كان أهمها إقامة 48 مباراة ضمن منافسات دور المجموعات. فقد ضم هذا الدور ثماني مجموعات بدلا من ست إلا أن عدد الفرق بهذه المجموعات ظل ثابتا بأربعة منتخبات في كل مجموعة مما يعني أن فرق المركز الثالث بكل مجموعة لم يعد لديها أي فرصة في التأهل لدور الستة عشر.

    وكان من بين ضحايا هذا التغيير أسبانيا التي خسرت 2/3 في مباراتها الافتتاحية أمام نيجيريا ثم تعادلت مع باراجواي وأخيرا فازت 6/1 على بلغاريا لتخرج من الدور الاول للبطولة.

    ومن بين المناسبات الخالدة في كأس العالم 1998 فوز إيران 2/1 على الولايات المتحدة في مواجهة رياضية غير عادية بين دولتين لم تجمع بينهما أي علاقات دبلوماسية.

    إلا أن بطولة كأس العالم 1998 شهدت حادثة قاتمة وحيدة عندما هاجمت مجموعة من مثيري الشغب الالمان الشرطي ديفيد نيفيل وضربته ضربا مبرحا خلال اشتباكات عنيفة بمدينة لانس الفرنسية. ولم يتعاف نيفيل قط من إصاباته.

    ومع ذلك فقد واصلت منافسات البطولة طريقها وشهدت لقاء تاريخيا آخرا بين الارجنتين وإنجلترا في إطار مباريات دور الستة عشر فازت فيها الارجنتين بضربات الجزاء الترجيحية وتحول النجم الانجليزي الشهير ديفيد بيكهام إلى كبش فداء لخروج بلاده من البطولة.

    في الوقت نفسه سجل الفرنسي لوران بلان أول "هدف ذهبي" في نهائيات كأس العالم ليقود بلاده لدور الثمانية بالبطولة على حساب باراجواي.

    والتقت فرنسا مع البرازيل التي كانت تسعى لاحراز لقبها الخامس بكأس العالم تحت قيادة نجمها رونالدو في نهائي البطولة أمام 80 ألف متفرج باستاد "سان دينيس" بأطراف مدينة باريس.

    ولكن قبل ساعة واحدة من بداية المباراة جاءت الاخبار المفاجئة بأن رونالدو سيبدأ اللقاء على مقاعد البدلاء. ثم وقعت مفاجأة أخرى في اللحظة الاخيرة وهي إدراج اسم رونالدو مجددا بقائمة اللاعبين الاساسيين في منتخب البرازيل.

    وخسرت البرازيل المباراة صفر/.3 أما رونالدو الذي عرف لاحقا أنه أصيب بنوبة صرع قبل المباراة فقد كان ظلا لنفسه طوال اللقاء وترددت شائعات عن أنه شارك في المباراة بضغط من أحد الرعاة الذي لم يعلن عن اسمه حتى الان.

    ولكن في كل الاحوال لا يوجد الكثير من الفرنسيين الذين يتذكرون كل هذه الاحداث. فانتصار البلد المضيف والاحتفالات الصاخبة التي عمت البلاد بعد ذلك غطت على كل الاحداث الاخرى مثل فوز الكرواتي ديفور سوكر بلقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف أو حتى انتخاب خليفة للبرازيلي جواو هافيلانج رئيس الفيفا السابق الذي سلم سلطته لاقرب مساعديه السويسري جوزيف بلاتر بعد 24 عاما من العمل في اتحاد الكرة الدولي.

    زين الدين زيدان يرفع الكأس بعد فوز فرنسا على
    البرازيل 3-0 وسجل زيدان منها هدفان
    attachment

    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  19. #18
    2002: اليابان وكوريا الجنوبية - رونالدو يقود البرازيل لاحراز اللقب في الشرق الاقصى


    انتقلت بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2002 إلى أراض جديدة حيث أقيمت في آسيا للمرة الاولى وفي دولتين مختلفين هما اليابان وكوريا الجنوبية. وللمرة الخامسة فارت البرازيل التي تتمتع بتاريخ طويل من النجاح في كرة القدم باللقب وابتعدت أكثر عن أقرب منافسيها إيطاليا وألمانيا في سباق السيادة العالمية في مجال كرة القدم.

    كانت بطولة كأس العالم لهذا العام معقدة من عدة أوجه. فأولا: أقيمت البطولة في دولتين مختلفتين لا يجمعها تقليديا سوى العداء والنزاع.

    كما لعبت السياسة دورا كبيرا في كأس العالم 2002 حيث أن كل دولة من الدولتين المضيفتين كانت لها حكومتها الخاصة ومصالحها الشخصية مما أدى إلى المنافسة المستمرة بين الدولتين.

    وتحول التنظيم إلى كابوس حقيقي بسبب اختلاف اللغات بين الدول المضيفة والمشاركة بالحدث. فقد أقيمت البطولة في 20 موقعا مختلفا وكانت كل المهام تنجز مرتين. هذا بخلاف أن كوريا الجنوبية واليابان دولتان جارتان يفصلهما بحر كل منهما تطلق عليه اسما مختلفا - حيث يسمى البحر الشرقي في كوريا وبحر اليابان في اليابان.

    والحقيقة أن أيا من الدولتين لم تكن ترغب في تنظيم كأس العالم مع كل منهما الاخرى. فقد كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والظروف هي التي اضطرتهما قبل يومين من التصويت النهائي لاختيار الدولة المنظمة في زيورخ عام 1996 لتقديم طلب استضافة مشترك يضمن استضافة آسيا لكأس العالم للمرة الاولى. وعندها فقط انسحبت المرشحة الثالثة لاستضافة كأس العالم 2002 - المكسيك.

    وكانت هذه البطولة بمثابة الشوكة في ظهر السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا. فقد انتخب بلاتر لرئاسة الفيفا عام 1998 إلا أن مهندس عملية التنظيم المشترك كان سلفه الرئيس السابق البرازيلي جواو هافيلانج.

    وعندما أدرك بلاتر حجم المشكلة التي ورثها عن هافيلانج قال "في المرة المقبلة التي أشرف فيها على شيء كهذا (التنظيم المشترك) يجب أن يكون فيه دولة متفوقة على الاخرى. فالامر أشبه بتنظيم بطولتي كأس عالم في وقت واحد".

    وضمن نظام تأهل 32 دولة للنهائيات الذي كان قد طبق بالفعل في بطولة 1998 عدم وجود أي مفاجآت خلال مرحلة التصفيات المؤهلة للبطولة. وللمرة الاولى شارك في النهائيات جميع الدول السبع التي سبق لها الفوز بلقب كأس العالم.

    ولكن النهائيات كانت أمرا مختلفا. فحاملة اللقب فرنسا ودعت البطولة دون أن تحرز هدفا واحدا. وصعدت المنتخبات الحديثة مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية للدور التالي على حساب البرتغال وبولندا وهما أكثر قوة كرويا من الدولتين السابقتين.

    أما الارجنتين فقد كانت ضحية "مجموعة الموت" حيث خرجت من الدور الاول أيضا بينما تأهلت إنجلترا والسويد لدور الستة عشر.

    وكانت كبرى مفاجآت البطولة هي تركيا وكوريا الجنوبية اللتين تأهلتا للدور قبل النهائي. وكذلك السنغال التي تسلمت راية القيادة الافريقية من الكاميرون وقدمت "البهجة الافريقية" للعالم بتأهلها لدور الثمانية للبطولة بعد فوزها على فرنسا 1/صفر في المباراة الافتتاحية بالبطولة وتغلبها على السويد في دور الستة عشر.

    إلا أن النجاح الكوري الجنوبي شابه الكثير من القرارات التحكيمية المشكوك في صحتها مما اضطر بلاتر نفسه للاعتراف بارتكاب "العديد من الاخطاء الجسيمة". ففي دور الستة عشر ألغى الحكم الاكوادوري بايرون مورينو هدفا صحيحا لايطاليا وطرد النجم الايطالي فرانشيسكو توتي دون سبب وجيه.

    وبعد أربعة أعوام من انتهاء الحدث مازالت أسبانيا تشكو من عدم احتساب هدفين صحيحين لها أحرزهما إيفان هيلجيرا وفيرناندو موريانتس وألغاهما الحكم المصري جمال الغندور.

    وأخيرا أوقفت ألمانيا كوريا الجنوبية في الدور قبل النهائي إلا أن أمواج المشجعين الكوريين بقمصان منتخب بلادهم الحمراء التي كانت تملا شوارع البلاد كانت تعود لمنازلها كل يوم راضية تماما عما حققه فريقها. فقد كاد المنتخب الكوري يصل للمباراة النهائية وفي كل الاحوال كان الانجاز الكوري أكبر بكثير من نظيره الياباني الذي لم يتعد دور الستة عشر بالبطولة.

    وجاء نهائي 2002 بين البرازيل وألمانيا. اثنان من أكبر الفرق في تاريخ كرة القدم ولكنهما لم يلتقيا كثيرا في بطولة كأس العالم. ووصلت ألمانيا إلى نهائي 2002 برغم أنها لم تقدم أي عروض قوية طوال البطولة بعد أن قطعت مشوارا متوسط المستوى بها لم تلتق فيه بأي من القوى العظمى.

    فقد التقت ألمانيا خلال البطولة بمنتخبات السعودية (8/صفر) وأيرلندا (1/1) والكاميرون (2/صفر) في دور المجموعات. ثم باراجواي (1/صفر) في دور الستة عشر. والولايات المتحدة (1/صفر) في دور الثمانية وأخيرا كوريا الجنوبية (1/صفر) في الدور قبل النهائي.

    ولكن بالنسبة لالمانيا التي أنقذها حارسها المتألق أوليفر مرات كثيرة خلال البطولة كان مجرد التأهل للنهائي حلم يفوق كل توقعاتها حتى أكثرها جرأة. أما البرازيل التي لم تتعادل حتى طوال البطولة والتقت بإنجلترا في دور الثمانية فقد كانت الهزيمة المشينة في نهائي كأس العالم 1998 مازالت عالقة في أذهان لاعبيها وخاصة رونالدو.

    ولذلك كان رونالدو هو من سجل مرتين في نهائي كأس العالم 2002 ليحسم المباراة لصالح البرازيل بمساعدة قائمة طويلة من اللاعبين الموهوبين أمثال رونالدينيو وريفالدو وروبرتو كارلوس وكافو ودينلسون مما أعاد الكأس الغالي إلى البرازيل بعد أن حققت إنجازا غير مسبوق بإحراز لقب كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخها.

    كابتن البرازيل كافو يحتفل بفوز البرازيل للمرة الخامسة
    attachment

    الرجاء عدم الرد قبل الانتهاء من الموضوع

  20. #19

  21. #20

الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter