السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحياناً يبدع الانسان في أماكن غريبه ...وأوقات عجيبه ..بصراحه لنقل غير مناسبه
وهذه القصه ...التي سأضعها الآن ...كانت من هذا القبيل ...
أكيد بتقولوا وين كتبتيها ....
في إحدى المحاضرات الممله ...والظريف أنني كتبت نصفها في المحاضره والباقي أكملته في نفس المحاضره في الأسبوع التالي ...
والآن أترككم مع القصه ..
************************************
وقفت أمام لوحتها ..ممسكة بفرشاتها بخفه ...
كانت تشع بألوان زيتيه ..تشع حياة بأحمر وأصفر وأخضر ..ترسم ملامحاً تكتسي تفاؤلاً وأملاً وكأنها تريد أن تقول ....لا داعي للقلق ..لا يزال هنالك أمل ..
لكن ريشتها تأبى إلا أن تتحرك بخفة لتوقع بالسواد في إحدى زواياها ..
شعرت بالضيق من ذلك فلم يعد مظهرها جميل الآن ..أمسكت بالفرشاة من جديد ..محاولة تغطية ذلك السواد وبرشاقة يديها المعتادة يضيع ذلك السواد بين الآلوان ولكن يظل مكانه غبش بخطوط رماديه شفافه تشق طريقها في اللوحة رغم أضواء الألوان الفاقعة وكأنها ............
وكأنها دمعة محتبسه على أطراف عين أتقنت فن الكذب والكتمان كما أتقنت فن مسك الفرشاة ..
أترى ما نخفيه سيظهر حتماً علينا ..أم ماذا تراه يكون ....؟
أخذت نفساً عميقاً ....وإذ بتلك الأصوات الجافه بكلماتها الحاده تجول بخاطرها ...في ذلك اليوم عندما كانت تجلس في بيت جدتها ....
حركت رأسها قليلاً وكأنها تبعد تلك الأصوات ...إتسعت عيناها فجأة نحو لوحتها وهي تسمع صوت والدتها القادم من الصالون ..
حتى صوت والدتها غدا حاداً وجافاً أيضاً ....
نجوى....نجوى .....نجـــــــــــــــوى ..أين أنت ..تعالي .
أجابتها بسرعة :حاضر قادمة يا أمي.
تقدمت خطوات ثم عادت لتلقي نظرة سريعه على لوحتها ...لقد لفحها السواد رغم كل محاولاتي لإزالته ...
بل غطت الغيوم السماء وغطى الظلام بيتي الصغير الجميل ..وسلب مني بحماقه ..مهما حاولت فلن أستطيع أن أغير هذه اللأوان ولكني أستطيع أن ....
نجـــــــــــــــوى .....
عاد الصوت مدوياً ينادي من جديد
خرجت بسرعة هذه المره وقفت أمام والدتها بثوبها الملطخ باللأوان ..وخصلات شعرها المسترسلة على عينيها بإهمال وعيناها العسليتان التي مات بريقها وغدت باهته ..أما السواد فقد وجد له مكاناً مناسباً تحت عينيها
............................
نظرت إليه باشمئزاز من منظرها قائلة : رسم مرة أخرى ..ألن تكبري بعد ...؟يبدو أنك حقاً بالفعل لا تتحملين أي مسؤوليه .....!!!!!
إبتلعت غصتها في ريقها فلو خرجت لإندفع معه شلال من دموعها المحتبسه ..طالما أخفيتها لأبدو قويه ..لا لن أحطم كل شيء الآن ...حتى الرسم لا يحق لي ...؟ألا يحق لي فعل شيء لأنني ..لأنني ..لأننــــــي ....؟
بادرت والدتها مسرعة بعد أن رأت تغير ملامح وجهها : نجــوى ..أنسيت غداً زفاف ابنة خالك ..واليوم سوف تستلمين فستانك .
-حقاً لقد نسيت .
- ما أبردك .....!!!! من مثل غدير ستتزوج دكتوراً ..أه دنيا حظوظ .
- المهم أن يتفقا .
ردت عليها بغضب ...
-بل من المفترض أن تضحي المرأة ...ولا تتفلسف كثيراً .
علت وجه نجـــــــــــوى إبتسامة بارده ..وصمت قاتل ...ثم غادرت المكان ..
************************************************** *****
رغم طبقات المكياج التي غطت وجهها ..وأخفت ملامحها الهادئة الرقيقه ..لا يزال السواد تحت عينيها يظهر بوضوح ..إبتسمت إبتسامة ساخرة من مظهرها ...( كل ما نخفيه سيظهر حتماً علينا ..نعم سيظهر ).
ألقت والدتها عليها نظرة سريعة ..وقالت معاتبه : ألم أقل لك يا نجـــــوى أن هذا اللون البحري لا يليق عليك ..فستانك تصميمه بسيط جداً ...ماذا سيقول الناس عنا ...؟
- ليقولوا ما يشاءون ..لم يعد شيء يهمني على الإطلاق .
-لقد أصبحت كل تصرفاتك لا تعجيني ...لو رأيت فقط فستان ابنة عمك ...لما كان لك وجه لتحضري الزفاف .
*********************************
أخذت مكانها في القاعة قرب بنات عمها ..
رمقت نوال نجـــــــــوى بنظرة ثم قالت محدثة منال : هل سمعت يا منال ...؟أحلام تطلقت هي الأخرى ..!!
- حقاً أحلام !!! صديقتنا التي كانت معنا في الثانويه .
- نعم ..إنها هي نفسها يا منال.
- على كل حال لقد كانت مغرورة .
- مغرورة أو غير مغروره لقد كثر الطلاق هذه الأيام ...
نظرت نظرات سريعه لنجوى ثم أكملت قائلة : لا أعلم مالذي جرى لبنات هذه الأيام ...ألسنة طويله وعدم مسؤوليه .[
************************************************
خلعت عبائتها بقوة وألقت بها بتملل في الصالون نظرت لساعة الحائط ..لم يبقى سوى دقائق لصلاة الفجر ...
اتجهت لغرفتها لتتخلص من هذا المكياج الذي إزعجها وما إن أصبحت في وسط الغرفة حتى دخل أخاها نايف عندها ...
نظر إليها نظرات متفحص ..ثم عبس في وجهها ..ورفع حاجبيه متسائلاً : ما هذا الشيء الأحمر تحت عنقك ...؟
تذكرت بالفور ابن أخيها نواف هاني الصغير حملته وقت الزفة فجرحهها بأظافره .
قالت له وهي تحرك المنديل في وجهها :ابن أخيك هاني .
هانـــــــــــــــــي ..قالها بنبرة إستنكار ...ثم قال : لا أدري .
وخرج مسرعاً أحست بكلماته سكاكين حاده ..قطعت نياط قلبها لم تعد تضيق أكثر من ذلك ..أيشك في شرفها ...؟
شعرت بثورة من ألم ..لا بل غضب ..لا بل حقد ..لا بل أوجاع وأوجاع من جرح لم ولن يندمل ..أسرعت للوحتها ولحقتها دموعها تترا على خديها ...
وقفت أمامها تأملتها ..وبأقوى ..بأقوى ما تستطبع ...
أمسكتها وحطمتها ...ثم جثت على ركبتيه باكية على بقايا اللوحة المحطمه وكأنها ترثي حالها ..
وخرجت الصرخة من فيهها أخيراً ....
أكل هذا لأنني ..مطلقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـه.......!!!![/COLOR]
إنتهت
The far horizon
أنتظر ردودكم .
المفضلات