عندما أرى أبي ... وأشم الحنان في كف أبي .. وأقرأ رواية الحزن العظيم في عين أبي .. وألمح الآه المرسومة فوق جبين أبي .. وأرى الصبر يقف عاجزاً من أحتمال صبر أبي ....؟؟
عندها فقط .. أتمنى لو كنت رجلاً ؟؟
عندما تمطر السماء وتستحم منازل مدينتي الجميلة تحت المطر عارية من غبار خطاينا وتغتسل شوارع قريتي بدموع السماء .. وتختفي الشمس خلف عباءة المساء بحثاً عن قمرها المفقود .. ولا يأتي مع الليل صوت ذاك الرجل الذي أحلم برؤيته ..وأحلم بمصافحته .. وتخذلني نفسي في تحطيم تماثيل الظروف الممتدة بيني وبينه ........؟؟
عندها فقط .. أتمنى لو كنت رجلاً ؟؟
وعندما أبحث عن شطر قلبي الآخر .. ونصف حلمي الآخر .. ويجهدني البحث عنه في زحمة الأيام وأفقد الأمل في إيجاده والوصول إليه .. ويرعبني سباق الأحلام التي لا تتحقق والعمر الذي لا يتوقف .. واقف حائرة بين التخلي عن عمري .. أو التنازل عن حلمي ......؟؟
عندها فقط .. أتمنى لو كنت رجلاً ؟؟
وعندما يخذلني الأحبة .. ويودعني من لا أتمنى وداعهم .. وتدرك حكايتي الصباح وتضيق بي أسوار مدينتي .. ويصبح الجرح باتساع السماء .. والأرض بضيق القبر وأتمنى الهروب إلى البعيد .. فترجمني تقاليدهم بحجارة الممنوع .. وتجلدني سياط عاداتهم التي وجدوا آبائهم عاكفين عليها ........؟؟
عندها فقط .. أتمنى لو كنت رجلاً ؟؟
وعندما أضيق بأسوار دراستي بأيام الجامعة .. ويكاد روتينها أن يقتلني .. وأتمنى زوالي وأتمرد على التوقيعات اليومية .. وتلاحقني المشرفة بدفتر الحضور اليومي مهددة إياي بالقلم الأحمر ... فيعاودني حلمي القديم بالتخصص الذي كان حلمي منذ الصغر .. .....؟؟
عندها فقط .. أتمنى لو كنت رجلاً ؟؟
وعندا أتذكر الآخرة .. وعذاب القبر .. وجنة الخلد .. وحور العين .. ونار جهنم التي أخبرنا عنها المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام أن معظم أهلها من النساء وذكر من عذابهن ما لا طاقة لبشر على إحتماله ....
عندها فقط .. أتمنى لو كنت رجلاً ؟؟
أعذروني على ما تمنيته فهي فقط أمنية بلحظة تفكير وبرهة تأمل بالحياة من حولي
مع تحياتي
المفضلات