(عمّي)قصة قصيرة
وقف ذلك الرجل الذي كان يرتدي معطفا فخما من الفراء الأسود يتطلع إلى أحد محلات الساعات الراقية من الخارج لأن المحل كان مغلقا،ومن بعيد راح شاب يمشي في خطوات أقرب إلى الجري وهو يتجه نحو ذلك الرجل وعندما اقترب منه وقف يتطلع إلى وجهه برهة،ثم هتف بسعادة:
عمّي؟؟!!....متى عدت من استراليا؟!
تطلع ذلك الرجل إلى الشاب قليلا ثم قال:
ما بك أيها الشاب ؟!..أنا لست عمك ،هيا ارحل من هنا.
وضع ذلك الشاب كفّيه على كتفّي الرجل وقال:
بلى أنت هو أنا لم أنسى ملامحك،فعندما توفي والدي منذ ثلاثة أعوام ترك لنا الكثير من الثروة ولقدت أخذت أنت نصفها وسافرت إلى أستراليا بحجة استثمارها.
ثم توقف عن الكلام وهو يتطلع إلى ثياب عمه واستطرد:
ويبدو أنك قد نجحت في ذلك.
أبعد ذلك الرجل كفّي الشاب وهو يقول بعصبية:
اذهب من هنا أيها الشاب المجنون،قلت لك إنني لست عمك،ألا تفهم؟!
صرخ الشاب بقوة وقد تجمهر الناس حولهم:
لا تنعتني بالمجنون أيها اللص الكبير.
أخرج الرجل هاتفه المحمول وأدار رقما قصيرا وهو يقول للشاب :
حسنا انتظر قليلاً.
ووضع الهاتف على اذنه ولم يكد يسمع صوت محدثه حتى قال بسرعة:
بسرعة أيها السائق،أطلب لي ثلاثة من رجال الأمن وتعال إلى هنا،هناك شاب مجنون يصر على أنني عمّه.
ولم يكد ذلك الشاب يسمع عمه يهتف بذلك حتى انقض عليه وكال له لكمة أسقطت هاتفه المحمول ثم قفز فوقه وأسقطه أرضا وهو يصرخ:
أيها النصاب،لو كان أبي حياً لما استطعت فعل ذلك.
حاول الرجل أن يقاوم ولكنه سقط أرضاً مرة أخرى إثر لكمة أقوى على فكه وأمسك الشاب بياقته وهو يهتف بجنون :
لماذا ياعمي لماذ؟؟
حاول الرجل المقاومة مرة أخرى وحاول النهوض ولكن الشاب أمسك بوسطه وراح يضغط عليه بشدة،فصرخ الرجل:
النجدة إني أختنق..أختنق.
ولم يحاول أحد من الناس التدخل ومن بعيد سُمع صوت أبواق سيارات الشرطة وهي تقترب فهرب ذلك الشاب والرجل يهتف بإعياء:
أمسكوا ذلك الشاب المجنون..أمسكوه!!
وفي شارع جانبي لاحت ابتسامة خبيثة على فم ذلك الشاب وهو يربت على محفظة نقود مليئة..
محفظة عمه..
سابقاً...
.تمت.
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات