بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت أعرض لكم سيرة المجاهد البطل الشيخ الشهيد (( عبد الله عزام ))
أرجوا أن لا يحذف موضوعي (( كالعادة ))
وسأنقل لكم كل يوم من موقع (( عبد الله عزام )) محطة من محطات حياته المليئة بالجهاد والكفاح
المولد والنشأة
ولد الشهيد عبد الله عزام في قرية سيلة الحارثية في لواء جنين وتقع في الشمال الوسط من فلسطين عام 1941م ، في حي اسمه حارة الشواهنة ، واسم والده الحاج يوسف مصطفى عزام الذي وافته المنية بعد سنة من استشهاد ابنه، أما والدته فهي زكية صالح حسين الأحمد ، من عائلة ثانية لها صلة قرابة بآل عزام، وقد وافتها المنية قبل استشهاد الشيخ عزام بسنة تقريبا ودفنت في مقبرة الشهداء ببابي .
وعائلة عزام عائلة مشهورة ولعل الشهرة التي حظيت بها هذه العائلة نتيجة بروز بطل من أبطالها وليث من ليوثها، يحمل الدعوة أولا وهو في سن مبكر، عرف بين أقرانه منذ صباه في طهره وصفائه وقربه من الله تعالى.
درج الشهيد على أراضي القرية ، فشب وترعرع في أحضان والديه، يسهران عليه، ويقومان برعايته وتربيته، وتنقل بين مرابع قريته وهو لم يتجاوز في سنه العقد الأول من حياته.
وكان الشهيد لامعا منذ طفولته المبكرة ، فكان يتردد على أرحامه وأقاربه من أسرته ، وليس غريبا أن يكون هذا النبوغ المبكر من الشهيد عبدالله وهو لم يتجاوز سن البلوغ بعد ، فقد شهد له أساتذته ومدير مدرسته بذلك وهولا يزال طالبا في المرحلة الابتدائية ، كما انخرط في صفوف الحركة الإسلامية (الإخوان المسلمون) وهو دون سن البلوغ ، ولهذا ليس غريبا أن نرى المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن (أبو ماجد) يتردد على قرية الشهيد وهو في مراحله الأولى من دراسته، وهو لا يزال في الصف السادس الإبتدائى كما ذكر هذا أبو ماجد بنفسه ، فقد كان يرى مخايل النجابة والذكاء تلوح على وجهه.
إجمالا فقد اشتهر وذاع صيته وهو لم يتجاوز العقد الرابع من عمره.
ولقد عرفه الناس مصليا تاليا للقرآن منذ نعومة أظفاره ، وعرفه أقرباؤه وعشيرته وأهل بلده ، وعرفته فلسطين ، كان لا يضيع لحظة واحدة من وقت فراغة ، بل وصل الأمر به أن يقوم الليل وهو في المرحلة الإبتدائية المتوسطة
تقول أمه الحاجة زكية: كنت أفيق في الليل فادخل عليه وإذا به يصلي ، فأقول له: يا ولدي رفقا بنفسك والزم فراشك واسترح ، فيقول لها: وهل لنا من راحة للنفوس والقلوب إلا بهذا ? أي بالعبادة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) .
وقد غرس بفعله هذا حب قيام الليل والتهجد في نفوس أرحامه وأهله وعشيرته .
وقد كان ملازما للمسجد يحافظ على صلاة الجماعة، ومدرسا وواعظا يقرع آذان المصلين بالذكر والموعظة الحسنة .
تلقى الشهيد علوم الإبتدائية والإعدادية في مدرسة القرية ، ثم واصل تعليمه العالي بكلية خضورية الزراعية ، ونال منها دبلوما بدرجة إمتياز ، ورغم أنه كان أصغر أقرانه في الكلية إلا أنه كان أذكاهم .
يقول والد الشهيد: رغم أن عبد الله كان أصغر الطلاب سنا إلا أنه كان أذكاهم ، فكنت عندما أذهب لزيارته في خضورية الزراعية - طولكرم- كان الطلاب يتجمعون حولي عندما أصل ويحيطون بي ويقولون: تريد الولد الصغير?! - لأنه كان أصغر أقرانه في الكلية - فأقول لهم: نعم أريد عبد الله.
وبعد تخرجه من خضورية تم تعيينه معلما في قرية أدر -جنوب الأردن- في منطقة الكرك ، والسبب في ذلك إبعاده عن بلده ومسقط رأسه ، نظرا للخلافات التي كانت قائمة بينه وبين مدير الكلية، حيث كان الشهيد من الأوائل ويعرفه القاصي والداني، ولكنه لم يكن يصبر على الضيم، ولا يقبل اللف والدوران، فكان لا يعرف المهادنة ، صلبا في الحق بل أحد من السيف ، مما أثار حفيظة المدير فتركت هذه الخلافات بعض الحساسيات التي جعلت مدير الكلية يثأر لنفسه ، بأن يوصي بتعيين الشهيد خارج الضفة الغربية كعقوبة له.
وبعد سنة من عمله نقل إلى مدرسة برقين [قضاء جنين] ، ويقول أحدهم المعلمين الذين كانوا يعملون معه : إن الشيخ عبد الله يختلف عن جميع المعلمين بكثرة تلاوته للقرآن ، وكلماته الحارة التي يبعثها من بين جنبيه للطلاب ، إن الأساتذة عندما ينصرفون من حصصهم إلى فترة الإستراحة -إلى غرفتهم- يتناولون السندوشات ويشربون الشاي، إنه يذهب لوحده إلى إحدى غرف المدرسة وقد خلت من الطلاب، يقرأ القرآن ولا يضيع لحظة واحدة من فراغه دون أن يستفيد منها.
لكن الشهيد لم يقف عند هذا الحد في التحصيل العلمي ، فقد كان شغوفا بدراسة الشريعة فقد إنتسب الشيخ الشهيد إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جدا عام 1966م.
صلة الشهيد بعلماء الشام
تعرف الشهيد أثناء دراسته على خيار علماء الشام أمثال الدكتور محمد أديب الصالح، والشيخ سعيد حوى، والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وملا رمضان شيخ الشافعية في بلاد الشام، وقد زار ملا رمضان بيت الشهيد وقدم له الطعام فامتنع عن الأكل، فقال له صاحبه الذي يرافقه كل من طعام عبد الله ، فاستحيا وأكل، وقال: أنا لا آكل من طعام ابني الدكتور البوطي الذي يعمل استاذا في كلية الشريعة، لأن راتبه من الدولة التي اختلطت أموالها بالحلال والحرام مع المكوس وضرائب الخمر.
ولقد تأثر الشهيد بمثل هذه المواقف التي يظهر منها ورع العلماء، كما التقى الشهيد في حياته بالشيخ مروان حديد المشهور بعداوته للطواغيت وجهاده لهم.
زواج الشيخ عبدالله عزام
وكان سنة 1965م قد اختار شريكة حياته ( أم محمد) ، وهي من بيت محافظ على الدين ، قد تربت على يدي والدها الذي هاجرمن قرية ( أم الشوف ) في شمال فلسطين بعد طردهم من قبل اليهود - إلى قرية الشيخ عبدالله ، ثم ارتحل والدها مع عائلته إلى قرية ( دير الغصون ) في منطقة طولكرم .
وقد طلب الشيخ الشهيد من والده ووالدته أن يجهزوا هدية ، ثم انطلقوا إلى دير الغصون، وتم بفضل الله عز وجل عقد القران ( الزواج ) بينهما .
ومن هذا الزواج المبارك الذي تم بين الشيخ عبدالله عزام وشريكة حياته أنجبت خمسة ذكور: محمد نجله الأكبر الذي ذهب إلى ربه شهيدا مع والده وعمره (20سنة ) ، وحذيفة (18عاما)، وإبراهيم الذي اختاره الله شهيدا مع والده وعمره (15 سنة ) ، وحمزة ( 13سنة ) , ومصعب ( 5 سنوات ) .
ومن الإناث أنجبت منه فاطمة وعمرها (23سنة )، ووفاء عمرها (22سنة ) ، وسمية وعمرها (14سنة )
يتــــــــــــــــــــــــــــبع
المفضلات