مشاهدة النتائج 1 الى 9 من 9
  1. #1

    إمام الجهاد/ الشهيد عبد الله عزام

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حبيت أعرض لكم سيرة المجاهد البطل الشيخ الشهيد (( عبد الله عزام ))

    أرجوا أن لا يحذف موضوعي (( كالعادة ))

    وسأنقل لكم كل يوم من موقع (( عبد الله عزام )) محطة من محطات حياته المليئة بالجهاد والكفاح


    المولد والنشأة

    ولد الشهيد عبد الله عزام في قرية سيلة الحارثية في لواء جنين وتقع في الشمال الوسط من فلسطين عام 1941م ، في حي اسمه حارة الشواهنة ، واسم والده الحاج يوسف مصطفى عزام الذي وافته المنية بعد سنة من استشهاد ابنه، أما والدته فهي زكية صالح حسين الأحمد ، من عائلة ثانية لها صلة قرابة بآل عزام، وقد وافتها المنية قبل استشهاد الشيخ عزام بسنة تقريبا ودفنت في مقبرة الشهداء ببابي .

    وعائلة عزام عائلة مشهورة ولعل الشهرة التي حظيت بها هذه العائلة نتيجة بروز بطل من أبطالها وليث من ليوثها، يحمل الدعوة أولا وهو في سن مبكر، عرف بين أقرانه منذ صباه في طهره وصفائه وقربه من الله تعالى.

    درج الشهيد على أراضي القرية ، فشب وترعرع في أحضان والديه، يسهران عليه، ويقومان برعايته وتربيته، وتنقل بين مرابع قريته وهو لم يتجاوز في سنه العقد الأول من حياته.

    وكان الشهيد لامعا منذ طفولته المبكرة ، فكان يتردد على أرحامه وأقاربه من أسرته ، وليس غريبا أن يكون هذا النبوغ المبكر من الشهيد عبدالله وهو لم يتجاوز سن البلوغ بعد ، فقد شهد له أساتذته ومدير مدرسته بذلك وهولا يزال طالبا في المرحلة الابتدائية ، كما انخرط في صفوف الحركة الإسلامية (الإخوان المسلمون) وهو دون سن البلوغ ، ولهذا ليس غريبا أن نرى المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن (أبو ماجد) يتردد على قرية الشهيد وهو في مراحله الأولى من دراسته، وهو لا يزال في الصف السادس الإبتدائى كما ذكر هذا أبو ماجد بنفسه ، فقد كان يرى مخايل النجابة والذكاء تلوح على وجهه.

    إجمالا فقد اشتهر وذاع صيته وهو لم يتجاوز العقد الرابع من عمره.

    ولقد عرفه الناس مصليا تاليا للقرآن منذ نعومة أظفاره ، وعرفه أقرباؤه وعشيرته وأهل بلده ، وعرفته فلسطين ، كان لا يضيع لحظة واحدة من وقت فراغة ، بل وصل الأمر به أن يقوم الليل وهو في المرحلة الإبتدائية المتوسطة


    تقول أمه الحاجة زكية: كنت أفيق في الليل فادخل عليه وإذا به يصلي ، فأقول له: يا ولدي رفقا بنفسك والزم فراشك واسترح ، فيقول لها: وهل لنا من راحة للنفوس والقلوب إلا بهذا ? أي بالعبادة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) .

    وقد غرس بفعله هذا حب قيام الليل والتهجد في نفوس أرحامه وأهله وعشيرته .

    وقد كان ملازما للمسجد يحافظ على صلاة الجماعة، ومدرسا وواعظا يقرع آذان المصلين بالذكر والموعظة الحسنة .

    تلقى الشهيد علوم الإبتدائية والإعدادية في مدرسة القرية ، ثم واصل تعليمه العالي بكلية خضورية الزراعية ، ونال منها دبلوما بدرجة إمتياز ، ورغم أنه كان أصغر أقرانه في الكلية إلا أنه كان أذكاهم .

    يقول والد الشهيد: رغم أن عبد الله كان أصغر الطلاب سنا إلا أنه كان أذكاهم ، فكنت عندما أذهب لزيارته في خضورية الزراعية - طولكرم- كان الطلاب يتجمعون حولي عندما أصل ويحيطون بي ويقولون: تريد الولد الصغير?! - لأنه كان أصغر أقرانه في الكلية - فأقول لهم: نعم أريد عبد الله.

    وبعد تخرجه من خضورية تم تعيينه معلما في قرية أدر -جنوب الأردن- في منطقة الكرك ، والسبب في ذلك إبعاده عن بلده ومسقط رأسه ، نظرا للخلافات التي كانت قائمة بينه وبين مدير الكلية، حيث كان الشهيد من الأوائل ويعرفه القاصي والداني، ولكنه لم يكن يصبر على الضيم، ولا يقبل اللف والدوران، فكان لا يعرف المهادنة ، صلبا في الحق بل أحد من السيف ، مما أثار حفيظة المدير فتركت هذه الخلافات بعض الحساسيات التي جعلت مدير الكلية يثأر لنفسه ، بأن يوصي بتعيين الشهيد خارج الضفة الغربية كعقوبة له.

    وبعد سنة من عمله نقل إلى مدرسة برقين [قضاء جنين] ، ويقول أحدهم المعلمين الذين كانوا يعملون معه : إن الشيخ عبد الله يختلف عن جميع المعلمين بكثرة تلاوته للقرآن ، وكلماته الحارة التي يبعثها من بين جنبيه للطلاب ، إن الأساتذة عندما ينصرفون من حصصهم إلى فترة الإستراحة -إلى غرفتهم- يتناولون السندوشات ويشربون الشاي، إنه يذهب لوحده إلى إحدى غرف المدرسة وقد خلت من الطلاب، يقرأ القرآن ولا يضيع لحظة واحدة من فراغه دون أن يستفيد منها.

    لكن الشهيد لم يقف عند هذا الحد في التحصيل العلمي ، فقد كان شغوفا بدراسة الشريعة فقد إنتسب الشيخ الشهيد إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جدا عام 1966م.

    صلة الشهيد بعلماء الشام
    تعرف الشهيد أثناء دراسته على خيار علماء الشام أمثال الدكتور محمد أديب الصالح، والشيخ سعيد حوى، والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وملا رمضان شيخ الشافعية في بلاد الشام، وقد زار ملا رمضان بيت الشهيد وقدم له الطعام فامتنع عن الأكل، فقال له صاحبه الذي يرافقه كل من طعام عبد الله ، فاستحيا وأكل، وقال: أنا لا آكل من طعام ابني الدكتور البوطي الذي يعمل استاذا في كلية الشريعة، لأن راتبه من الدولة التي اختلطت أموالها بالحلال والحرام مع المكوس وضرائب الخمر.

    ولقد تأثر الشهيد بمثل هذه المواقف التي يظهر منها ورع العلماء، كما التقى الشهيد في حياته بالشيخ مروان حديد المشهور بعداوته للطواغيت وجهاده لهم.




    زواج الشيخ عبدالله عزام

    وكان سنة 1965م قد اختار شريكة حياته ( أم محمد) ، وهي من بيت محافظ على الدين ، قد تربت على يدي والدها الذي هاجرمن قرية ( أم الشوف ) في شمال فلسطين بعد طردهم من قبل اليهود - إلى قرية الشيخ عبدالله ، ثم ارتحل والدها مع عائلته إلى قرية ( دير الغصون ) في منطقة طولكرم .

    وقد طلب الشيخ الشهيد من والده ووالدته أن يجهزوا هدية ، ثم انطلقوا إلى دير الغصون، وتم بفضل الله عز وجل عقد القران ( الزواج ) بينهما .

    ومن هذا الزواج المبارك الذي تم بين الشيخ عبدالله عزام وشريكة حياته أنجبت خمسة ذكور: محمد نجله الأكبر الذي ذهب إلى ربه شهيدا مع والده وعمره (20سنة ) ، وحذيفة (18عاما)، وإبراهيم الذي اختاره الله شهيدا مع والده وعمره (15 سنة ) ، وحمزة ( 13سنة ) , ومصعب ( 5 سنوات ) .

    ومن الإناث أنجبت منه فاطمة وعمرها (23سنة )، ووفاء عمرها (22سنة ) ، وسمية وعمرها (14سنة )


    يتــــــــــــــــــــــــــــبع


  2. ...

  3. #2
    مشكور أحمد على الموضوع
    لا اله الا الله..اللهم اشرح لي صدري

    miss myself



  4. #3
    محرر سابق wk4hNR
    الصورة الرمزية الخاصة بـ Li Hao







    مقالات المدونة
    8

    عضو ألماسي 2015 عضو ألماسي 2015
    مُميزي الصفحة الأخيرة مُميزي الصفحة الأخيرة
    رحمه الله وكثر من أمثاله وهو بإذن الله يتنعم الان في الجنه
    ((ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون..فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون باللذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون))

  5. #4
    شكرا لكم مروركم ... وغدا المحطة الثانية من حياة الشهيد

  6. #5
    المحطــــــــــــة الثانية من حياة إمام الجهاد

    جهاد الشهيد في فلسطين


    بعد احتلال الضفة الغربية 1967م حيث سقطت والشهيد يعيش داخل فلسطين، لم يرق للشهيد أن يعيش في ظلال الإحتلال اليهودي بعد ما رآه بأم عينه من دخول الدبابات اليهودية إلى فلسطين -وكأنها في نزهة- قد أثر على نفسه كثيرا ، مما جعله يأخذ للأمر أهبته واستعداده ، لذلك اليوم الذي يثأر فيه لدينه وربه ولأقصى المسلمين , فبعد الاحتلال اليهودي للضفة الغربية والقطاع بأسبوع تقريبا كان الشيخ يتململ من الوضع الجديد الذي رأى فيه نفسه أنه يعيش مكبلا داخل عشه وقفصه ، فصمم على الهجرة من فلسطين إلى شرق الأردن نظرا لأنه :

    لم يرق له أن يعيش ذليلا أسيرا مقيدا بقيود الاحتلال ، وامتثل لقوله تعالى:

    ( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) ... (النساء: 79)

    حتى لايكون من المستضعفين الذين لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلا فتنطبق عليه الاية:

    ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض ). (النساء: 79)

    ويوم أن حاول شيخنا الشهيد أن يخرج من القرية تشبث به والدي ومجموعة من أقربائي قائلين له: ياشيخ عبدالله كيف تخرج وتتركنا ? فأجاب الشهيد يومها - رحمه الله - ( أنا لا أستطيع أن أتعايش مع اليهود، كيف ترضون مني أن يمر اليهود أمام ناظري- دون أن أقف في وجههم - وأنا مكتوف الأيدي ? ).
    لذلك عزم الشيخ الشهيد أن يخرج مشيا على الأقدام ومعه مجموعة من الشباب بينهم رجل كبير من أهالي القرية، وبينما هم يتحركون باتجاه الشرق وفي منتصف الطريق اصطدموا بدورية عسكرية اسرائيلية ،

    فاستوقفتهم، وقام أحد الجنود بتفتيش الإخوة ، فكان الدور ينتظر الشيخ الشهيد ، فلما مد الجندي يده في جيب الشيخ أمسك بيد الجندي حتى لا يقع المصحف الصغير الذي كان يحمله بيد اليهودي لأن الكافر لا يجوز لنا أن نمكنه من المصحف ، فرجع الجندي اليهودي إلى الوراء وسحب أقسام البندقية، وأراد أن يقتل المجموعة ومن ضمنهم شهيدنا ، فتشهد الشيخ الشهيد ، وتقدم الرجل الكبير الذي يرافقهم يرجو الجندي أن يطلق سراحهم قائلا له إنهم أبنائي ، وتدخل أحد الضباط اليهود الذي دار بينه وبين الجندي محاورة أسفرت عن إطلاق سراحهم .
    ثم تابع الشيخ الشهيد سيره باتجاه الاردن حتى وصل إليها ، وقد تعاقد مع التربية والتعليم في السعودية لمدة سنة رجع بعدها إلى الاردن وبعد ذلك كان الشهيد يعمل معلما في مدرسة التاج الثانوية للبنات ، وكان يقيم في شقة في نفس الجبل غرفة في عمان، وفي ليلة هادئة ، وإذا بصوت نشيد ينبعث منه الحماس، من أفواه بعض الشباب للقتال على أرض فلسطين ، فيقول الشهيد : فقلت في نفسي: أليس من العار عليك يا عبد الله أن يسبقك هؤلاء الشباب إلى ساحات الأقصى ? من أولى بالجهاد منا ?

    أليس الشباب المسلم أولى بالدخول إلى فلسطين والوصول إلى روابي القدس?

    فذهب وقدم استقالته ، وانتقل فورا بعائلته من عمان ، من الشقة التي كان يسكن فيها مع عائلته إلى غرفة من طين !! غرفة واحدة ، هي المطبخ ، هي غرفة النوم ، وهي معدة للإستقبال ، وهي الحمامات.

    وكان العمل الفدائي قد ظهر على الساحة الأردنية .

    فاستنهض الشيخ الشهيد مجموعة من الشباب وبمشاورة الحركة الإسلامية في الأردن اتخذوا قواعد لهم في شمال الأردن ، وبدأوا عملياتهم على اليهود في فلسطين.

    ولقد كانت ردود الفعل تجاه جهاد الشهيد شديدة فلقد جاءت مجموعة من الأقارب، من بينهم والد الشهيد لإقناعه بالعدول عن طريقه، حيث كان الجهاد يومها مستغربا ، خصوصا من موظف مؤهل يحمل شهادة ، لأنه كان في نظر الناس أن الجهاد لا يقوم به إلا العاطل عن العمل أو غير الموظف !

    كان هذا في قرية الرصيفة حيث كانت تسكن شقيقته (أم محمد) فقال له والده : يا بني أنا كنت مؤملاً أن تكون من القضاة الكبار في عمان، وإذا بك تدور مع الأولاد الصغار -مع الشباب في الجبال، وبدأ يبكي هو والوالدة.

    فهب الشهيد غاضبا وقام من مكانه وقال: أنا أدعوكم إلى الجنة وأنتم تدعونني إلى النار (يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار). (المؤمن: 14)

    فمن يومها يرى الشيخ عبدالله أنه لا إذن للوالدين منذ أن كان مجاهدا على أرض فلسطين.

    اما زوجته أم محمد: فقد ارتضت هذا الخط الجهادي الذي قبله الشهيد لنفسه وصبرت معه.

    فبعد رجع الشيخ الشهيد من السعودية إلى الاردن سنة 1968م، وكان رحمه الله يرى أن السيف أصدق أنباء من الكتب ، وأن الكلمة لابد أن يرافقها السيف ، وأن الأمم لا تعترف بالضعفاء ، فالشطر الأول من عمره قضاه على أرض فلسطين دون أن تتاح له فرصة استعمال السلاح وهو يدب على أرضها نظرا لدخول قضية فلسطين الإسلامية إلى المحافل الدولية ، وللجمود والركود الذي واكبها بين سنة 1949م- 1967م .

    ولذلك عاودت فكرة التدريب واستعمال السلاح للوقوف في وجه اليهود تداعب أفكار الشيخ الشهيد ، وكيف يهدأ باله آنذاك وهو يرى حثالة اليهود تسرح على أرض فلسطين وتدنس مقدسات المسلمين ?! فحرض الشباب واستنهض هممهم للتدرب على استعمال السلاح لمقاتلة اليهود .

    وقد اتخذ الشيخ الشهيد مع مجموعات من الشباب المسلم قاعدة لهم في شمال الاردن كان الناس يطلقون عليها ( قواعد الشيوخ )، وكان الشهيد أميرا لقاعدة ( بيت المقدس في مرو) للانطلاق منها إلى فلسطين لمواجهة العصابات اليهودية المسلحة.

    وقد اشترك الشيخ في بعض العمليات على أرض فلسطين كان من أعظمها :-

    أولا: معركة المشروع أو الحزام الأخضر التي خاضها الشهيد مع إخوانه التي جرح فيها أبو مصعب السوري، وقد حصلت هذه المعركة في منطقة الغور الشمالي .

    ثانيا: وكان من بين العمليات التي أشرف عليها معركة 5 حزيران 1970م

    وقد اشترك فيها ستة من المجاهدين كان من بينهم أبو أسماعيل ( مهدي الادلبي ) الحموي ، وإبراهيم ( بن بلة )، وبلال الفلسطيني، وفي أرض مكشوفة تصدوا لدبابتين وكاسحة ألغام ، وكان دايان وزير الدفاع اليهودي قد أرسل مراسلا كنديا وآخر أمريكيا ليطوف بهم على الحدود ، ويريهم أن العمل الفدائي قد انتهى .

  7. #6
    واذا بجند الله يخرجون لهم كالجن المؤمن من باطن الأرض، وانهالت القذائف، وجرح الصحفيان ، واعترف اليهود باثني عشر قتيلا من الجنود والضباط ، ولكن قتلى الأعداء أكثر من هذا بكثير ، وقد استشهد ثلاثة من الإخوان في هذه المعركة .(إنظر هذا في كتاب حماس 76-77 لنفس الشهيد ) .

    ولكن ما جرى بين الجيش الأردني والفدائيين في حرب أيلول الأسود 1970م حال دون مواصلة الشيخ الشهيد وإخوانه الجهاد على أرض فلسطين وأغلقت الحدود .

    وعندما أغلقت الحدود، ومنع الإخوة من المشاركة في الجهاد على أرض فلسطين، رجع الشهيد يزاول العمل الوظيفي الذي استقال منه، ثم تابع تحصيله العلمي وحصل على درجة الدكتوراه، ورجع مدرسا في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية ، ولاشك أن هذا الأمر صعب على النفوس التي جبلت بحب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله .

    وكان الشهيد عزام وهو في ساحة الجهاد -في فلسطين- يقرأ وهو في المغارة - حيث كان أميرا لقاعدة بيت المقدس (في مرو) - وكان قد انتسب إلى الأزهر للحصول على شهادة الماجستير، وفي ظل هذا الجو كان يدرس، ثم تقدم للامتحان وهو خائف من عدم النجاح ، لأن القراءة كانت على الهامش ، فأرسل الشهيد يومها لأحد الإخوة في القاهرة أن يرسل له النتيجة ، فأبرق له: إنك ناجح في الماجستير، فأرسل الشهيد لهذا الأخ قائلا : أنت استحييت أن تقول إن معدلك مقبول ولا يقبل في الدكتوراه ، فأرسل للشهيد برقية ثانية أن تقديرك جيد جدا وأرسل مخطط الدكتوراه! وإذا به الأول على الدورة بكاملها.



    وفي أوائل سنة 1970م أعلنت كلية الشريعة يومها أنهم يريدون معيدين ، فتقدم فكان من ضمن المقبولين للتدريس في كلية الشريعة ، فأصبح محاضرا فيها ، ثم أُرسل بعد سنة في بعثة إلى الأزهر للحصول على شهادة الدكتوراه، وفي فترة إعداده للدكتوراه التقى بآل قطب ، وأخذ عنهم أخبار سيد قطب ، وفترة سجنه وإعدامه ، والفتن التي تعرضت لها الحركة الإسلامية أثناء اعتقال أفرادها , وفى عام 1973م حصل علي شهادة الدكتوراه ، فعاد مدرسا في الجامعة الأردنية ، وعندما كان الشهيد في قواعد الجهاد كانت نظرة الأقارب والأصدقاء تختلف تماما عن نظرتهم له ولأهله يوم أن كان معلما في المدارس الثانوية، أو بعد أن أصبح استاذا في الجامعة الأردنية .

    لقد تغيرت نظرات النساء تجاه زوجته وأولاده، واحترامهم لها لأنها كانت زوجة موظف ، فأصبحت زوجة مجاهد تنتقل في الجبال مع الأولاد الصغار -مع الشباب- في نظر الناس.

    لقد شكت زوج الشهيد من عدم زيارة نساء الأقارب لها، فقال لها: إطمئني أنت ستصبحين بإذن الله خيرا منهن في الدنيا قبل الآخرة، لأن الله يقول: (والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة) (النحل: 14)

    ويوم أن فتح الله على الشهيد وجاءت إليه الدنيا طائعة أحست فعلا زوجته أن نعمة وبركة الجهاد لا يعدلها وظيفة ولا منصب ولا مال.

    فلقد أصبح راتب الشهيد عشرة أضعاف ، ولكن البركة التي كانت تخيم على بيته (غرفة الطين) يوم أن كان مجاهدا قد فقدت بعد أن أصبح أستاذا في الجامعة ، فزادت تكاليف الحياة والكماليات ، وفقد أهل الشيخ الشهيد السعادة الحقيقية والنعمة والبركة التي كانت تغمرهم أيام جهاد الشيخ في فلسطين.

    ولهذا ليس غريبا أن يضيق الشهيد -رحمه الله- ذرعا بإيصاد أبواب الجهاد في وجهه، وهو يعبر عن الجهاد بالنسبة للمجاهد بأنه كالماء للسمك، فمعاودة الشهيد إلى العمل الوظيفي، والحياة الروتينية نغص عليه عيشه، وكدر عليه صفو حياته.

    ورغم أن الله فتح عليه وجاءته الدنيا طائعة إلا أنه يرى أن هذه ليست هي الحياة الحقيقية ، وليس هذا هو الدور المنوط به ، وقد سار في طريق الجنة شوطا كبيرا وهو يرى نفسه الآن يعود إلى الوراء، بالرغم من أنه ربى جيلاً في الأردن، ومعظم من نلتقي بهم يقولون لنا: إننا تأثرنا بالشهيد ، ولولا الله ثم عبد الله لكنا الآن نرتع مع الضائعين ، وإن كنا ننسى فلا ننسى أروقة الجامعة الأردنية التي شهدت له في محاضراته العامة والخاصة ، وبصماته الواضحة فيها ، وقد تربى على يديه مئات الشباب المسلم العائد إلى ربه ، والذين كان يعدهم ليوم اللقاء مع العدو ليزيل بهم نير الاحتلال عن فلسطين ، ويقيم بهم دولة القرآن.

    ولهذا لم يمهل ، فتم فصله من الجامعة الأردنية بقرار من الحاكم العسكري العام سنة 1980

    سبب فصل الشهيد من الجامعة الأردنية :

    كان الشيخ شخصية فريدة من نوعها، وقد استطاع أن ينشر أفكاره بين صفوف الطلبة في مختلف كليات الجامعة، ولهذا وجدنا أن الدولة بدأت تضيق عليه لصلابة مواقفه، ولهذا كان الشباب المسلم في الاردن يطلقون عليه ( سيد قطب الاردن ) لوجود التشابه بينهما في الوقوف في وجه الحكام والطواغيت ، ولذلك نجد سيد قطب قد وقف في وجه حكام عصره مما أدى إلى أن يكلفه ذلك حياته .

    وقد كان شهيدنا من هذا الطراز، بل تربى على فكر سيد قطب وتأثر به وبأسلوبه ، فكان يصدع بكلمة الحق مهما كانت النتائج .

    وقد وقع بين يدي شهيدنا ذات مرة جريدة الرأي الأردنية ، وإذا بها كركتير يضم مجموعة من المشايخ وهم يحملون بندقية (16م)، وفي أسفل الصورة يرمز إلى أنهم مخابرات أمريكية.

    فاتصل الشهيد بمدير المؤسسه الصحفية وطلب منه أن يعتذر على ما أصدره في هذه الصحيفة ، فرفض المدير هذا الطلب ، فقال له الشهيد: لقد اعذر من أنذر .

    وإذا بالمدير يتصل بالحاكم العسكري الأردني الذي قام بإصدار قرار بفصله من الجامعة سنة 1980م .



    بدأت أجهزة الأمن تضيق على الشهيد وتحد من نشاطه وحركته في نشر الدعوة وإلقاء المحاضرات والدروس ، فقرر أن يبحث عن مكان آخر للدعوة ، فغادر إلى السعودية حيث عمل عام 1981م مع جامعة الملك عبدالعزيز في جدة .

    ولكنه لم يطق العيش بين أعطاف النعيم ، فطلب من مدير الجامعة العمل في الجامعة الإسلامية الدولية / في إسلام آباد، ليكون قريبا من الجهاد الأفغاني ، فانتدب للعمل فيها سنة 1981م.

    إستقالة الشهيد من جامعة الملك عبد العزيز:

    رجع الشيخ الشهيد في نهاية عام 1983م إلى جدة من أجل تجديد فترة الإنتداب ، فوجد إدارة الجامعة في جدة قد أنزلت له برنامجا حتى يدرس فيها ، ورفضت الجامعة تجديد عقد الإعارة لحساب الجامعة الإسلامية ( في إسلام آباد )، فقدم الشيخ استقالته وتعاقد مع الرابطة 1984م [هكذا في الأصل والصحيح أن التعاقد مع الرابطة كان في نهاية عام 1986م]. وعاد مستشارا للتعليم في الجهاد الأفغاني .

    وعندما اقترب من المجاهدين الأفغان وجد ضالته المنشودة، وقال: هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد ، حيث بدأ العمل الجهادي في عام 1982م ، وقد قام عام 1984م بتأسيس مكتب الخدمات الذي كان ولايزال يوجه الإخوة العرب في خدمة الجهاد الأفغاني ، وقد قدم استقالته من الجامعة الاسلامية [الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد].، وتفرغ للعمل في الجهاد الأفغاني، ولهذا المكتب الذي استقطب معظم المجاهدين العرب القادمين لأفغانستان نشاطات كثيرة في كل أنحاء أفغانستان - تقريبا - بين المجاهدين تعليمية وتربوية وعسكرية وصحية واجتماعية وإعلامية .

    لقد صبر الشهيد على ظلم الطواغيت، فكان كالطود الشامخ لا يحني هامته إلا لله العزيز القهار، فآثر الأفعال على الأقوال، وآثر الجهاد على القعود مع الخوالف من النساء والولدان.

    آثر الجهاد على البريق الخادع والمناصب الكاذبة التي تجذب أصحابها إلى مستنقع الطين والذل التي تكلفهم أن يقدموا على مذابح الذل أضعاف ما تتطلبه الكرامة .

    لقد كان من ضمن وصايا الشهيد: أيها المسلمون:حياتكم الجهاد، وعزكم الجهاد، ووجودكم مرتبط ارتباطا مصيريا بالجهاد، أيها الدعاة: لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم أسلحتكم وأبدتم خضراء الطواغيت والكفار والظالمين .

    إن الذين يظنون أن دين الله يمكن أن ينتصر بدون جهاد وقتال ودماء وأشلاء هؤلاء واهمون لا يدركون طبيعة هذا الدين.

  8. #7

  9. #8
    محرر سابق wk4hNR
    الصورة الرمزية الخاصة بـ Li Hao







    مقالات المدونة
    8

    عضو ألماسي 2015 عضو ألماسي 2015
    مُميزي الصفحة الأخيرة مُميزي الصفحة الأخيرة
    ..من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه..
    هؤلاء أبطال سطروا التاريخ بدماءهم واستحقوا لقب البطولة عن جداره
    هو ان شاء الله يحيا حياة حقيقية الان هنيئا له ولأمثاله
    اخر تعديل كان بواسطة » Li Hao في يوم » 16-06-2006 عند الساعة » 14:20

  10. #9
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مشكورة على الموضوع

    تقبلوا تحياتي........

    سوهارا
    بعـد غيـاب ،، وشـوق طـال مـداهـ
    أعـود لكـــــم بأحدث ما يقـدمه قلمــي ..


بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter