بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيهات شرعية
على الاخطاء اللفظية
(38) " الفتنه أشد من القتل " : يقصدون بالفتنة الوشاية ونقل الكلام ، وهذا ليس أشد من القتل ، وإنما الفتنه فى الآية يراد بها الكفر ، فالناس ينزلون الكلمة فى غير موضوعها.
(39) " لا حياء فى الدين " : الصحيح أن الحياء من الدين ، فهو شعبة من شعب الإيمان ، ولعلهم يقصدون : (لا حياء فى العلم) وهذا هو الصحيح.
(40) " الشكر لله " : كثير من الناس إذا وضع معروفًا فقيل له : " شكرا " قال : " الشكر لله " ، ويعنى أن الشكر لله وحده ، والصواب أن الشكر للناس جائز : قال تعالى ﴿أن اشْكُرْ لي وَلِوَالديْكَ﴾.
(41) " الله .. الله " : يكثر بعض الناس من تكرار لفظ الجلاله منفردًا على سبيل الذكر ، وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم لأن لفظ الجلالة لم يَرِدْ إلا مقترنا بالثناء والوصف الجميل : " الحمد لله " ، و" الله أكبر " ، " سبحان الله " ، وهكذا أما لفظ الجلاله وحده دون ثناء فهو أمر مبتدع ، ولم يرد فى الشرع ، ولم يفعله أحد من السلف.
(42) " هو .. هو " : هذه أشد من قبلها ، حيث يجعلها بعضهم من أسماء الله ، وهذا باطل لأن " هو " ضمير غائب يصلح لأى أحد ، ولم يقل أحد من السلف أن من أسماء الله ، وهذا اللفظ يقولونه غالبا فيما يسمونه : " الحضرة " أو " الجلسة المحمدية " ، وبصورة جماعية ، ويهزون رءوسهم ، ويخرجونها من الأنف ، وكل هذه بدع مذمومة لا يقرها الشرع الحنيف.
(43) " الخطأ فى أسما الله " : من الألفاظ الشائعة : " يا ستار " ، " حوش يا حواش " ، " عبد العاطى " ، " عبد العال " ، " الله هو الجمال كله " ، " هو العظمة كلها " ، " هو القوة العليا " وغير ذلك ، وصوابها على الترتيب على ما يوافق الكتاب والسنة : " يا ستَّير " ، " عبد الوهاب " ، " يا حفيظ " ، " عبد المتعال " ، " الجميل " ، " العظيم " ، " القوي " .
(44) " عباد الشمس " : يسمون نوعًا من الزهور بذلك ، لأنه يدور مع الشمس ، وهو لا يجوز ، لأن الشجر والدواب تعبد الله وحده ، فيجب التحري فى اختيار الأسماء كأن يقال : " تابع الشمس " أو نحو ذلك.
(45) " الدنيا فونية " : يقولها الناس على سبيل اللعب بالألفاظ ، ولعل الكثيرين لا يعلمون أنها تحوير لكلمة : " الدنيا فانية " ، وهى كلمة جليلة لا يجوز التلاعب بها.
(46) " فلان شهيد " : لا يجوز أن يشهد لشخص بعينه أنه شهيد ، أخذا بظاهر حاله ، لأن الظاهر قد يكون بخلاف الباطن ، ولا يعلم بالقلوب إلا باريها ، وإنما الإعمال بالنيات ، فما يدرى القائل لذلك أن الله قد قبل فلانا فى الشهداء فهى تزكية لا تجوز ، قال تعالى : ﴿فَلا تُزَكُّوا أنفُسَكُمْ﴾ ، فهذا من التقول على الله بلا علم.
(47) " شهيد الحرية " : ومثله " شهيد الفن " ، " شهيد الوطن " ، وغير ذلك ، وهذه مع دخولها فى التزكية المهنى عنها (راجع رقم 46) فقيها مأخذ آخر ، وإذ الشهيد هو من شهد له الشرع بالشهادة ، وهؤلاء أدخلوا أنواعا ما أنزل الله بها من سلطان ، مع ما تتضمنه هذه الإطلاقات : " شهيد الفن " ، " شهيد الحب " من استهزاء ولعب بالشهادة التى عظم الله قدرها.
(48) " المرحوم فلان " : وهذه شهادة بالرحمة ، وهو أمر غيبي لا يقطع به إلا لمن شهد الله له بذلك ، وهو يشبه اللفظة السابقة ، فحكمه حكمها.
(79) " المغفور له " : هذه كسابقتها إن لم تكن أشد ، لأن هذه اللفظة أصرح وأوضح.
(50) " رسول الفن " : ومثلها " رسول الحب " ، " الفن رسالة " ، " الأدب رسالة " وهذا لا يجوز إطلاقه ، لأن لفظة " الرسالة " لا يجوز أن تحقر بحيث تطلق على مثل هذه الأمور ، وإذا كان فلان رسول الفن فمن أرسله ؟! وبماذا أرسله ؟! ولا شك أن هذا تجاوز للحد ، فكأنهم جعلوا الفن إلها يعبد والفنان مرسل من قبل هذا الإله ، وهكذا يقال فى الألفاظ الأخرى.
(51) " سيدتى سادتى " : هذه الكلمة خطأ من وجهين : أحدهما : أن التخاطب لا ينبغى أن يكون بالتسيد ، فليس كل الناس يقال له : سيد ، وإنما يمكن أن يقال " إخوانى " ، " الإخوة الكرام " أو نحو ذلك. الثانى تقدم السيدات على الرجال عادة غربية ذميمة ، إذ القرآن ، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولغة العرب : أن لفظة الذكور تعم الإناث ، فإذا قيل : " يا معشر المؤمنين " دخل فيهم المؤمنات ، وأحيانا يذكر الإناث مع الذكور للتوكيد أو غير ، وفى هذه الحالة يقدم الرجال على النساء.
المفضلات