مشاهدة النتائج 1 الى 17 من 17
  1. #1

    الوليد بن عبد الملك........

    [SHADOW]بسم الله الرحمن الرحيم[/SHADOW]


    الوليد بن عبد الملك.. العصر الذهبي للدولة الأموية


    (
    في ذكرى وفاته: 15 من جمادى الآخرة 96هـ)






    تُوفي الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بعد أن ترك دولة قوية مترامية الأطراف متماسكة البناء، ثرية بالموارد، غنية بالرجال والقادة، وقد استغرق تحقيق ذلك سنوات طويلة من عمر خلافته، قضاها في تنظيم الدولة، وإدارة شئونها، وإعادة الوحدة إليها بعد أن نازعه في الخلافة عبد الله بن الزبير، والمختار الثقفي، لكنه نجح في التخلص منهما بعد جهود مضنية وسنوات شاقة، وكان ساعده الأيمن في تحقيق الوحدة الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان سياسيًّا ماهرًا، وإداريا كفئًا وقائدًا مغوارًا استخدم الشدة والعزم في تثبيت أركان الدولة، وإعادة الهيبة لسلطانها، لكنه اشتط في تطبيق سياسته الحازمة، وأسرف في معاملة الناس.

    وقد أنجز عبد الملك بن مروان أعمالاً إدارية ضخمة دفعت بدولته إلى طريق الرقي والتقدم بعد أن استتب الأمن وأُسكنت الفتنة، فقام بتعريب الدواوين والنقود وتنظيم شئون البريد، فلما تُوفي سنة (86هـ = 705م) كانت الدولة مستقرة تمامًا، وكان على خليفته الوليد بن عبد الملك أن يكمل المسيرة، ويرتقي بالدولة أشواطًا أبعد على طريق الرقي والإصلاح، وأن يزيد من رقعة دولته، ويفتح للإسلام آفاقًا جديدة وهذا ما كان.

    المولد والنشأة


    وُلد الوليد بن عبد الملك في خلافة معاوية بن سفيان حوالي سنة (50هـ = 670م) في المدينة المنورة، حيث كان يقيم أبوه "عبد الملك بن مروان بن الحكم"، وكان أكبر أبنائه، وحين هاجر مروان بن الحكم إلى الشام كان الوليد معه ضمن أسرته، والمعروف أنه ترك المدينة في ربيع الآخر سنة (64هـ = ديسمبر 683م) بعد أن أعلن عبد الله بن الزبير الدعوة إلى نفسه بالخلافة.

    وكان عبد الملك بن مروان قبل أن يلي الخلافة ينهل من علم أهل المدينة وفقهائها، ويتأدب بأدبهم وأكثر من مجالسة العلماء، وروى عنه جماعة من التابعين، مثل: خالد بن معدان، وعروة بن الزبير، والزهري، ورجاء بن حيوة، وقد اشتهر بالفقه حتى قيل: كان فقهاء المدينة أربعة سعيد بن المسيب، وعروة، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان، والأخبار تكاد تتواتر على فقهه وغزارة علمه ورجاحة عقله.

    وعرف عن عبد الملك أنه كان حريصًا على تربية أبنائه تربية صحيحة وإعدادهم لجسام الأمور، وأولى أكبر أبنائه عناية خاصة، وعُني بتدريبه على الإدارة والسياسة وفنون القتال، وحثه على التزود من العلم؛ فشبَّ الوليد على حب العربية، وكان أبوه يقول له: لا يلي العرب إلا من يحسن لغتهم، ونشأ على مداومة تلاوة القرآن؛ فكان يختمه في كل ثلاثة أيام، وقيل: في كل سبع، ولم يهمل هذا الورد حتى بعد أن تولى الخلافة وكثرت مهامه.

    تولِّيه الخلافة


    كان عبد العزيز بن مروان وليًّا للعهد في خلافة أخيه عبد الملك بن مروان، فلمّا تُوفي عبد العزيز سنة (85هـ = 704م) عين عبد الملك ابنه الوليد في ولاية العهد وبايعه الناس، فتولى الخلافة عقب وفاة أبيه في (15 من شوال 86هـ = 9 من أكتوبر 705م).

    تولى الوليد الخلافة وهو في شرخ الشباب مزودًا بثقافة واسعة وخبرة إدارية ونضوج عقل، وتسلّم مقاليد الأمور، ودولته يسودها السلام بعد أن قضى أبوه معظم خلافته في القضاء على الفتن والحروب الداخلية التي كادت تمزق أوصال الدولة، وبدأ في الإصلاح والتعمير، وإحياء حركة الفتوحات الإسلامية في المشرق والمغرب؛ فتم على يديه في المدة التي قضاها في الخلافة وهي لا تعدو عشر سنوات ما قد تعجز الدول عن تحقيقه في قرون عديدة.

    الحجاج الثقفي واستقرار الأمن


    استعان الوليد بن عبد الملك بواليه على العراق "الحجاج بن يوسف الثقفي" في إقرار الأمن في شرق العالم الإسلامي، وتوسيع رقعته، وكان الوليد يعرف فضله ومكانته فتمسك به، وأطلق يده في شئون المشرق الإسلامي الذي كان منبع الثورات في العصر الأموي، ولم تهدأ أحوال المشرق، وتسكن ثوراته إلا على يد الحجاج الثقفي، وكان فضله على استقرار دولة عبد الملك بن مروان لا ينكر، وكانت وصية عبد الملك لأبنائه في مرض موته: أكرموا الحجاج؛ فإنه الذي وطأ لكم هذا الأمر.

    وكان الحجاج مخلصًا لدولة بني أمية، لم يأل جهدا في توطيد سلطانهم وفي إقرار الأمن، والقيام بالإصلاحات، فلم يكن قائدًا عسكريًا بصيرًا بأساليب الحرب والسياسة فحسب، بل كان إداريًا حازمًا ومصلحًا ماليًا، فلما هدأت الفتنة واستقرت الأحوال انتقل الحجاج إلى ميادين جديدة من الإصلاح والتعمير، وكانت أياديه ظاهرة فيها، فاستكمل الحجاج في عهد الوليد بن عبد الملك الفتوحات الإسلامية في الجناح الشرقي للدولة، وعمل على إنعاش البلاد التي أنهكتها الحروب والثورات، فاهتم بإصلاح القنوات التي تخرج من دجلة والفرات، وأعاد فتح القنوات القديمة التي رُدمت، وشق قنوات جديدة، وعُني بإصلاح السدود، وتجفيف المستنقعات، وإحياء الأرض البور.

    حركة الفتوحات الإسلامية


    شهد عصر الوليد بن عبد الملك أعظم حركة للفتوحات الإسلامية في الدولة الأموية؛ فبسط المسلمون أيديهم على أكبر بقعة من العالم القديم المعروف آنذاك، واتسعت دولتهم على نحو لم تشهده من قبل، وبرز في عهده عدد من القادة الأكفاء الذين اتسموا بالقدرة العسكرية والمهارة الحربية وعُرفوا بالشجاعة والتضحية، فقاموا بعبء هذه الفتوحات وأعادوا للأذهان ذكرى الفتوحات التي تمت في عهد الخلفاء الراشدين.

    ففي الجناح الشرقي للدولة حمل الحجاج الثقفي أهل العراق على الاشتراك في جيش "قتيبة بن مسلم الباهلي" لفتح بلاد ما وراء النهر، واستغرقت جهوده في الفتح عشر سنوات (86-96هـ = 705-714م)، فتح خلالها بخارى وسمرقند ووصل إلى إقليم كاشغر الذي يلامس حدود الصين.

    وأرسل الحجاج ابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح إقليم السند في شبه القارة الهندية سنة (89هـ = 707م)، وكان دون العشرين من عمره، لكنه كان قائدًا عظيمًا، نجح في مهمته، وبسط سلطان الدولة في هذه البقاع، وفتح مدينة الديبل، وهي تبعد نحو 45 ميلا شرقي جنوب كراتشي في باكستان، وامتدت فتوحاته إلى ملتان في جنوب إقليم البنجاب.

    وأما في الجناح الغربي فقد نجح موسى بن نصير وطارق بن زياد في عبور البحر المتوسط إلى شبه جزيرة أيبريا (إسبانيا) سنة (92هـ = 711م)، وتمكنا من فتح تلك البلاد التي أطلق عيها المسلمون اسم الأندلس، ولم يقف طموح موسى بن نصير عند هذا الحد بل عزم على فتح بلاد غالة (فرنسا الحالية) على أن يتجه شرقًا حتى يصل إلى القسطنطينية التي عجز المسلمون عن فتحها، ثم يستمر في فتوحاته حتى يصل إلى دمشق حاضرة الخلافة، لكن الخليفة الوليد حذره من مغبة القيام بهذا العمل، والتوغل في دروب مجهولة، وأمره بالعودة إلى دمشق.

    ودأب الوليد على محاربة الدولة البيزنطية؛ لتأمين حدود دولته معها، وكان أخوه مسلمة بن عبد الملك بطل هذه الحروب، واشترك معه أبناء الخليفة الوليد في منازلة البيزنطيين وفتح حصونهم، وظلت الحملات تتوالى على بلاد الروم منذ سنة (88هـ = 706م)، ولا يكاد يخلو عام من حملة على الروم، واستعد الوليد لإرسال حملة برية وبحرية لغزو القسطنطينية، لكن المنية عاجلته قبل أن ينفذ هذا المشروع، فنهض به أخوه سليمان بن عبد الملك الذي ولي الخلافة من بعده.

    النهضة العمرانية



    الجامع الأموي

    عرف الوليد بن عبد الملك بأنه كان مغرمًا بالبناء والتشييد، محبًا للعمارة على نحو لم يعرفه خلفاء بني أمية؛ فحفر الآبار والعيون، وأصلح الطرق التي تربط بين أجزاء دولته المترامية الأطراف، وبنى المساجد والمستشفيات.

    وأثنى المؤرخون على جهوده العظيمة في هذا الميدان الذي شمل معظم أرجاء دولته؛ فعُني بتجديد الكعبة وتوسيع المسجد الحرام، وأعاد بناء المسجد النبوي، وزاد فيه من جهاته كلها، فأدخل فيه حجرات أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعهد بهذه المهمة إلى ابن عمه وواليه على المدينة عمر بن عبد العزيز، وبعث إليه بالأموال والرخام والفسيفساء وبثمانين صانعا من الروم والقبط من أهل الشام، وجدد أيضا المسجد الأقصى بفلسطين ، ويعزى إليه فكرة عمل المحاريب المجوفة في المساجد، وإقامة المآذن، كما أرسل إلى واليه في مصر بتجديد جامع عمرو بن العاص.

    أما أبدع ما أنشأه الوليد فهو الجامع الأموي بدمشق، الذي جاء آية من آيات الفن البديع والعمارة الإسلامية، وبالغ في تشييده وتزيينه؛ ليكون مظهرًا لقوة الدولة ومبلغ حضارتها، وأنفق عليه أموالاً طائلة واستغرق بناؤه عهد الوليد كله، وبقيت منه أعمال أنجزها أخوه سليمان بن عبد الملك من بعده.


    قصر الوليد
    وأنشأ الوليد قصر عمرة، وهو قصر صغير يقع على بعد خمسين ميلا شرقي عمان في الأردن، ولم يُعرف هذا القصر إلا في سنة (1316هـ = 1898م)؛ حيث اكتشفته البعثة العلمية التي كان يرأسها موزل، ويمتاز القصر بتصاوير جدرانه الرائعة ونقوش جميلة لطيور وحيوانات وزخارف نباتية.

    استكمال التعريب


    كانت عملية التعريب عملية طويلة بدأها عبد الملك وسار الوليد على نهجها؛ فأمر واليه على مصر عبد الله بن عبد الملك بتدوين الدواوين في مصر باللغة العربية بعد أن كانت تُكتب بالقبطية، فكان هذا تتمة لما بدأه عبد الملك بن مروان في سياسة التعريب التي لم تتم نهائيا إلا بعد تعريب دواوين خراسان سنة (124هـ = 741م)، وقد ساعد التعريب على شيوع اللغة العربية وانتشارها بين الموالي، وأصبحت لغة الثقافة، بالإضافة إلى كونها لغة الدين.

    كان من نتيجة استقرار الدولة أن زادت ماليتها وتكدست خزائنها بالأموال، وأنفق الوليد جزءًا منها على البناء والتشييد، وخصص جزءًا آخر لتقديم الخدمات للناس دون أجر، فأمر بتشييد المستشفيات لذوي الأمراض المزمنة، وأعطى رواتب لذوي العاهات من العميان والمجذومين وغيرهما، ومنح كل مُقعد خادمًا، وكل ضرير قائدًا.

    وفـــاته


    نجح الوليد في مدة خلافته التي لم تتجاوز عشر سنوات أن يقيم دولة عظيمة، وأن ينعم الناس في ظلها بالرخاء، وأن تنشط حركة العمران، وتزدهر الثقافة وحلقات العلم في المساجد الكبرى، حتى صارت دولته أقوى دولة في العالم آنذاك، ولم تطل به الحياة فتوفي في (منتصف جمادى الآخرة سنة 96هـ = 25 من فبراير 715م).
    attachment]
    تسلم اخي هشام رجب على التوقيع


  2. ...

  3. #2

  4. #3
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    بارك الله فيك أخي الكريم وننتظر المزيد ...

  5. #4
    وياكم اخواني جزاكم الله خير وانشاء الله سؤحاول أن أحضر المزيد بارك الله فيكم

  6. #5
    هناك ثلاث موجات فتوحات مرة على التاريخ الأسلامي :-

    - الاولى في عهد وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وشملت مصر والشام كلها والعراق وايران.

    - الثانية في عهد خليفتنا اليوم وهو الوليد بن عبد الملك وشملت بقية شمال افريقيا و الاندلس واجزاء من الانظول وبلاد السند وحتى حدود الصين.

    - والثالثة والاخيرة وهي الأكبر من نوعها في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني وشملت جزر البحر المتوسط بما فيها صقلية والنمسا والصرب والهند واجزاء من روسيا.


    بما يخص خليفتنا فكان مثل ابيه في الجزم والشده وقوة الشكيمة والاستعانة بالرجال ذوي الحزم والسياسة ، لم يشابهه في هذا الا اخوه هشام بن عبدالملك من بعده ، فرحم الله خلفاء بني أمية جميعاً من معاوية وابنه يزيد الى مروان بن محمد.


    وشكرا ً جزيلا ً لك أخي المستعصم بالله على تذكيرنا بواحد من خلفائنا ، والشكر موصول للجميع ........، والسلام ليس الختام.
    أخوكم جروماكي
    El laberinto del fauno

    Downloaded Plies

  7. #6
    لا فض فوكِ أخي العزيز..

    موضوع أكثر من رائع لا حرمك الله الأجر ، ونفع بك الإسلام والمسلمين ، وجعلك قدوة لأخوانك ، فكم نحن بحاجة لمثلك بارك الله فيك و في جهدك و في وقتك و زرقك من حيث لا تحتسب
    sigpic68752_3

  8. #7
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته smile

    مرحبا بك أخي العزيز ..

    موضوع رائع وشامل ومتكامل smile

    أشكرك عليه ..

    [GLOW]الوليد بن عبد الملك[/GLOW]

    واحد من أكبر الخلفاء الذي مروا في التاريخ ..

    وقد كانت مدة خلافته هي القمة والاوج في بني أمية ..

    وقد بدأ التدهور في تلك الدولة بعد وفاته مباشرة ..

    فلم يأتي بعده خليفة قام بمثل ما قام به الوليد ..

    ما عدا هشام بن عبد الملك ..

    ------------------------------------------------------

    لكنني أذكر في ما سبق وقرأته عن أن الوليد بن عبد الملك كانت لغته العربية ضعيفة . مما جعل أباه يقول له

    لا يلي العرب إلا من يحسن لغتهم،
    وقد كان لاستعانته بالحجاج دور كبير في توطيد أركان الدولة واستقرارها وانتشار الأمن

    وإن كان الحجاج قد أسرف في القتل وسفك الدماء والأخذ بالظنة .. بل وقد بلغ به الامر الى قتل عدد كبير من أكابر العلماء وآخرهم سعيد بن جبير ..

    لكن مع ذلك فقد عاش الناس عهدا مليئا بالرفاهية والامن ..

    ---------------------------------------------------

    وأشكرك أخي الكريم على هذا التقرير الرائع ..

    فأنا من المهتمين بتاريخ ما بعد النبوة smile

  9. #8
    فرحم الله خلفاء بني أمية جميعاً من معاوية وابنه يزيد الى مروان بن محمد.
    ما عدا شخصا واحدا فقط وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك frown

  10. #9
    بارك الله فيك على الموضع المعبر والرائع وجزاك الف خير وجعله فيه مؤزان حسناتك

  11. #10

    تحقيق أو نبذه او قصه

    من بعد أذنك أخي المستعصم بالله ، هذا موجه لأخي أنس :-



    الرحمة والترحم تجوز على كل أمرئ مسلم مهما مصدر منه في حياته.

    بالنسبة للوليد بن يزيد بن عبدالملك فقد كان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم وأشدائهم شاعراً من شعرائهم ويكني بأبي العباس .


    ليس زنديقا ً كما وصفه بعضهم ، صحيح أنه كان غير دقيق الإلتزام في عبادته ، لكنه غير مقصر بها ، إذ كانت له شخصيتان متناقضتان ، فهو في لهوه ولذته فإذا حانت الصلاة ترك ما كان عليه وأتجه إلى عبادته.


    قال شبيب بن شبة : كنا جلوسا ً عند المهدي ابن ابو جعفر المنصور فذكروا الوليد فقال المهدي : "كان زنديقا ً " ، فقام أبو علاثة الفقيه فقال" يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل أعدل من أن يولي خلافة نبوته وأمر الأمة زنديقا ً ، لقد لقد أخبرني من كان يشهده في ملاعبه وشربه عنه بمروءة في طهارته وصلاته ، فكان إذا حضرت الصلاة يطرح الثياب التي عليه ، ثم يتوضأ فيحسن الوضوء ، ويؤتى بثياب ٍ نضاف ٍ بيض ٍ فيلبسها ، ويصلي فيها ، فإذا فرغ من صلاته عاد لتلك الثياب فلبسها واشتغل بلهوه ، فهل هذه فعال من لا يؤمن بالله ؟ " ، فقال اللمهدي " بارك الله فيك يا أبا عثلاثة".


    غير أن أعداء الإسلام ممن يعيشون بينهم ويدّعون الانتماء لدينهم وجدوا ثغرة واضحة الوضوح في حياة هذا الخليفة في بعض جوانب حياته ، فركزو عليها وغالو بالافتراءات حتى تكلمو بما يخرج عن حدود العقل ، وذلك لتسقط هيبة الخلفاء من أعين الناس.


    ولما كانت هذه الثغرة من السوء لا ينكرها أحد لذا فإن العامة وأهل الأهواء ُيصدقون الطعن في عهده كله ، وهذا ما يريده الأعداء.


    لما مات مسلمة بن عبدالملك ، قعد هشامٌ أخوه للعزاء ، فأتاه الوليد وهو نشوان يجر مطرف ثوبه ، فوقف عند هشام وقال" يا أمير المؤمنين إن عقبى من بقي لحوق من مضى ، وقد أفقر بعد مسلمة الصيد لمن رمى ، واختل الثغر فهوى ، وعلى أثر من سلف يمضي من خلف ، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى " ، ثم بكى وانصرف - ( وقد كان الوليد يحب عمه مسلمة ) - .


    وم هذا يظهر أن هناك بعض جوانب الخير عند الوليد بن يزيد بن عبد الملك.


    للإستزاده في هذا الموضوع - لك أخي أنس ولجميع أخوتي الأعضاء - راجع البداية والنهاية لابن كثير ، و سلسلة الخلفاء لمحمود شاكر ، والشكر موصول للجميع ...........، والسلام ليس الختام
    أخوكم جروماكي

  12. #11
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة جوروماكي
    من بعد أذنك أخي المستعصم بالله ، هذا موجه لأخي أنس :-



    الرحمة والترحم تجوز على كل أمرئ مسلم مهما مصدر منه في حياته.

    بالنسبة للوليد بن يزيد بن عبدالملك فقد كان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم وأشدائهم شاعراً من شعرائهم ويكني بأبي العباس .


    ليس زنديقا ً كما وصفه بعضهم ، صحيح أنه كان غير دقيق الإلتزام في عبادته ، لكنه غير مقصر بها ، إذ كانت له شخصيتان متناقضتان ، فهو في لهوه ولذته فإذا حانت الصلاة ترك ما كان عليه وأتجه إلى عبادته.


    قال شبيب بن شبة : كنا جلوسا ً عند المهدي ابن ابو جعفر المنصور فذكروا الوليد فقال المهدي : "كان زنديقا ً " ، فقام أبو علاثة الفقيه فقال" يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل أعدل من أن يولي خلافة نبوته وأمر الأمة زنديقا ً ، لقد لقد أخبرني من كان يشهده في ملاعبه وشربه عنه بمروءة في طهارته وصلاته ، فكان إذا حضرت الصلاة يطرح الثياب التي عليه ، ثم يتوضأ فيحسن الوضوء ، ويؤتى بثياب ٍ نضاف ٍ بيض ٍ فيلبسها ، ويصلي فيها ، فإذا فرغ من صلاته عاد لتلك الثياب فلبسها واشتغل بلهوه ، فهل هذه فعال من لا يؤمن بالله ؟ " ، فقال اللمهدي " بارك الله فيك يا أبا عثلاثة".


    غير أن أعداء الإسلام ممن يعيشون بينهم ويدّعون الانتماء لدينهم وجدوا ثغرة واضحة الوضوح في حياة هذا الخليفة في بعض جوانب حياته ، فركزو عليها وغالو بالافتراءات حتى تكلمو بما يخرج عن حدود العقل ، وذلك لتسقط هيبة الخلفاء من أعين الناس.


    ولما كانت هذه الثغرة من السوء لا ينكرها أحد لذا فإن العامة وأهل الأهواء ُيصدقون الطعن في عهده كله ، وهذا ما يريده الأعداء.


    لما مات مسلمة بن عبدالملك ، قعد هشامٌ أخوه للعزاء ، فأتاه الوليد وهو نشوان يجر مطرف ثوبه ، فوقف عند هشام وقال" يا أمير المؤمنين إن عقبى من بقي لحوق من مضى ، وقد أفقر بعد مسلمة الصيد لمن رمى ، واختل الثغر فهوى ، وعلى أثر من سلف يمضي من خلف ، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى " ، ثم بكى وانصرف - ( وقد كان الوليد يحب عمه مسلمة ) - .


    وم هذا يظهر أن هناك بعض جوانب الخير عند الوليد بن يزيد بن عبد الملك.


    للإستزاده في هذا الموضوع - لك أخي أنس ولجميع أخوتي الأعضاء - راجع البداية والنهاية لابن كثير ، و سلسلة الخلفاء لمحمود شاكر ، والشكر موصول للجميع ...........، والسلام ليس الختام
    أخوكم جروماكي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته smile

    اهلا وسهلا اخي .. أشكرك من كل قلبي على هذه المعلومات الكثيفة والتي كنت اجهل كثيرا منها .. gooood

    وبالنسبة للمصادر التي ذكرت فقد قرأت كتاب ( التاريخ الاسلامي - الدولة الاموية ) لمحمود شاكر كامل تقريبا وقد بدأت في الدولة العباسية لكن لم أقرأ البداية والنهاية لابن كثير ..

    لكن هل تعرف شيئا عما سمعنا عن الوليد بن يزيد من تمزيق للمصحف الشريف واستهانة بالاسلام ؟ confused

    ام انها مجرد اشاعات ينشرها أعداء الدولة الاموية مستغلن بذلك بعض الثغرات التي يجدونها في بعض الخلفاء confused

    ولك جزيل الشكر اخي smile

  13. #12
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أولا أحب أشكركم جميعا على مروركم الرائع
    وانا شايف بصراحة بعد الخلافات على الوليد بن عبدالملك بن مروان
    عدا شخصا واحدا فقط وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك
    اخي الوليد بن عبدالملك من كبار الملوك الأموين
    لكن هل تعرف شيئا عما سمعنا عن الوليد بن يزيد من تمزيق للمصحف الشريف واستهانة بالاسلام ؟
    أستغفر الله
    ام انها مجرد اشاعات ينشرها أعداء الدولة الاموية مستغلن بذلك بعض الثغرات التي يجدونها في بعض الخلفاء
    اخي نعم هذا الكلام ولا تنسى ان السبب الرئيسي بسقوط الخلافات الاموية والعباسية والعثمانية هي كلها الفتنة الداخلية والعياذ بالله
    وشكرا لك وجزاك الله خير

    وشكرا لك خاصة اخي جوروماكي على نقاشك الرائع بارك الله فيك

    وشكرا لك أختي رحيق الإيمان على المرور جزاك الله خير

    وشكرا لك أختي topgirl على مرورك الرائع والغالي بارك الله فيك

    وشكرا لك اخي عيال الذيب على مرورك الرائع جزاك الله خير
    وشكرا لكم جميعا

  14. #13
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي العزيز .. المستعصم بالله smile

    عدا شخصا واحدا فقط وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك
    اخي الوليد بن عبدالملك من كبار الملوك الأموين
    نعم أخي انا لم أثصد الوليد بن عبد الملك الذي يتحدثه عنه موضوعك ..

    نعم طبعا هو من كبار الملوك الامويين وأفضل خليفة مر على تاريخ بني أمية ..

    لكنني قصدت الوليد بن يزيد بن عبد الملك

    وهو خليفة آخر جاء بعد الوليد بن عبد الملك بأكثر من 20 سنة .. ^_^

    وقد اشتهر بلهوه ومجونه وقد اختُلف في أمره كما جاء في رد أخينا الكريم جوروماكي gooood

    -----------------------------------------------------------------

    smile

  15. #14

    تحقيق أو نبذه او قصه

    لكن هل تعرف شيئا عما سمعنا عن الوليد بن يزيد من تمزيق للمصحف الشريف واستهانة بالاسلام ؟

    ام انها مجرد اشاعات ينشرها أعداء الدولة الاموية مستغلن بذلك بعض الثغرات التي يجدونها في بعض الخلفاء

    ولك جزيل الشكر اخي

    هذه الرواية هذا نصها :-

    - " فتح القرآن ذات مرة فأول آيق قرأها هي { واستفتحوا وخاب كل جبار ٍ عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء ٍ صديد - سورة إبراهيم الآيتان 15-16 - } فنصب المصحف وجعله عرضة للسهام وأقبل يرميه وهو يقول :-

    أتوعد كل جبار عنديد فها أنا ذاك جبار عنيد
    إذا ما جئت ربك يوم الحشر فقل يا رب خرقني الوليد "


    هذه الرواية لا يصدقها عقل ، هل هذا فعل أمرؤ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر؟

    قد كذب هذه الرواية من العلماء المسعودي والذهبي والأصفهاني - أنظر في كتاب الأغاني للأصفهاني ، ومروج الذهب للمسعودي ، والعالم الإسلامي في العصر الأموي للدكتور عبدالشافي عبداللطيف ، وتاريخ ملوك العرب الشعراء لعلي المصري - هذا والله أعلم

    والشكر موصول للجميع ................، والسلام ليس الختام
    أخوكم جروماكي

  16. #15
    لي تعليق بسيط قد لا يستصيغه أحد منكم ولكن

    ،فرحم الله خلفاء بني أمية جميعاً من معاوية وابنه يزيد الى مروان بن محمد


    كيف لنا ان نترحم على من قتل الأمام الحسين سبط النبي المصطفى !!!!

    و على من جاء من بعده من خلفاء الجور الذين سفكوا دماء سلالة أهل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم !!

    ومن أنكر عليّ كلامي فله أن يرجع لكتب التاريخ البعيدة عن التزيين والزخرفة كالتي تعودناها من كتب المدارس rolleyes


    تحيـاتـي
    يوماً مآ !
    ستُرزق بـ فرحة مِن حيث لآ تدري !
    تمآماً كمآ ابتُليت بـ الوجع من حيث لآ تحتسب

  17. #16

    تحقيق أو نبذه او قصه

    بالفعل دعونا من كتب المدرسة ولننظر في كتب التاريخ التي ذكرت هذا ، فلا أحد ينكر أن والي يزيد بن معاوية عبيدالله بن زياد بن ابي سفيان هو من تسبب في مقتل الحسين ، لكن هذا الأمر يقع جزء من تبعته على الحسين نفسه ، إذ أن الحسين ضرب بآراء ناصحيه عرض الحائط وخرج لأهل العراق الذين قتلوه وخذلو اباه واخاه من قبله ، ولا أحد ينكر أيضا َ أن والي هشام بن عبدالملك يوسف بن عمر الثقفي هو من تسبب أيضا ً في قتل زيد بن علي بن الحسين ، إذا كنى لن نترحم على الأمويين ، فلن نترحم على العباسيين أيضا ً فهم ايضا نكلو بابناء عمومتهم الطالبيين كما نكلوا بابناء عمومتهم الامويين ، الم يقتل ابو جعفر المنصور وعمه عيسى بن علي محمد النفس الزكية واخوه ابراهيم ؟ ومع ذلك فكلنا يترحم عليه ويشهد له بحسن التدبير وحكمة ادارته لدولته ، فلكل شخص حتى الأشخاص الخاملين لهم اخطائهم حتى صحابة رسول الله انفسهم ، والكل تجوز الرحمة عليه ما دام يشهد أنه لا اله الا لله وان محمدا ً رسول الله ، وأنظري اختي ساحرة السماء الفضية في كتب التاريخ التي تكلمت عن بني أمية ، لتجدي ان كثيرا مما كتب وقيل عنهم هو كذب ومفترى عليهم ، ثم ان تاريخهم كتب في عهد بني العباس اعدائهم ، وفي عهد بني العباس كذلك ظهر البويهيين الذين اباحو سبهم على المنابر حتى انهم اهانو خلفاء بني العباس انفسهم ، أنا أظن أن هناك كثيرا من الظلم في حق بني أمية ، لو لم يكونوا عدولا ً أوفياء ، لما مكن لله لهم امرهم وحرم منها الطالبيين للأبد فلم يكن منهم الا علي بن ابي طالب وابنه الحسن - رضي الله عنهما - فأنا أيضا ادعوكي للرجوع لكتب التاريخ كما دعوتينا ، والاحترام متبادل بيننا واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، والشكر موصول للجميع .............، والسلام ليس الختام
    أخوكم جروماكي

  18. #17
    بصراحة تامة كنت اتمنى معرفة الكثير عن الخلافات التي نسمعها حول الشخصيات التاريخية frown

    لكن بحكم بلدي البعيد فنحن لا نعرف شيئا الا ما نقرؤه هنا وهناك في الكتب والمواقع فأصبح صعبا على المرء أن يجد مصادر صحيحة يأخذ منها دينه ومعلوماته التاريخية

    فكتب التاريخ التي يصدقها ويعتمدها البعض قد يكذبها البعض الآخر dead

    وهذه مشكلة كبيرة وكبيرة جدا biggrin

    -----------------------------------------------------

    وخلاصة القول هي أن الله لا يظلم أحدا من عباده وأن كل واحد سيلقى جزاءه العادل عند الله دون اي نقصان

    وما علينا من حساب أحدهم من شيء smile
    اخر تعديل كان بواسطة » أنـس في يوم » 12-09-2006 عند الساعة » 23:59

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter