السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
اليكم القصة
سام طفل في العاشرة من عمره يعيش مع والديه في منزل جميل في أحد ضواحي لاس فيغاس….عاشوا في هذا المنزل قرابة السبع السنوات ولكن شاءت الظروف أن ينتقلوا إلى حي آخر بسبب انتقال مكان عمل والد سام ولم يكن سام راضيا عن هذا التغيير لأنه سيفقد أصدقائه وجيرانه الذين لطالما اعتاد عليهم كما أن الحي الذي سينتقلون إليه حي هادئ ولا يسكنه إلا القليلون.
الفصل الأول
انتقلت عائلة سام إلى منزل مكون من طابقين طابق أرضي وطابق علوي وهو الذي سكنوا فيه أما الطابق الأرضي فقد كان صاحبه مسافرا.
دخل سام إلى منزله الجديد وهو غاضب ثم ذهب إلى غرفته فلحقت به والدته لكنه سبقها واقفل باب الغرفة عليه ثم ارتمى على فراشه واخذ يبكي طرقت والدة سام الباب عليه وهي تقول: سام..سام افتح الباب .
سام وهو يبكي : لا أريد .
والدة سام : حسنا ياسام لا تتتحدث معي بعد اليوم .
قام سام من فراشه وهو مطأطأ رأسه وفتح الباب لوالدته وعيناه مدمعتان فما كان من والدته إلا أن حضنته وقالت له: لا بأس يا صغيري لابأس ستعتاد على الوضع قريبا .
وفي الصباح أشرقت الشمس لتداعب خدي سام ويستيقظ من نومه وعندما استيقظ سام وجد والده أمامه وقد أحضر له هدية ….. أخذ سام الهدية بكل حماس ثم فتحها وقال: ماذا.. كتاب آكل لحوم البشر؟! …. شكرا لك يا والدي العزيز… شكرا ..شكرا .
فرح سام كثيرا وقبل والده وشكره فقد كان يعشق قراءة القصص والروايات المرعبة .
الفصل الثاني
دخلت والدة سام غرفته وهو يقرأ الكتاب وقالت له : ياسام لم لا تخرج وتلعب في الأرجوحة.
سام : ولكني أريد قراءة الكتاب .
والدة سام : لا بأس اقرأه بعد أن تعود من الخارج .
سام : حاضر ياأماه .
خرج سام من منزله ولعب في الأرجوحة التي في الحديقة إلى أن جاء إليه ولد سمين وقال : ماسمك .
قال : انا اسمي سام وانت ماسمك.
قال : انا اسمي بل.
قال سام : انتظر يا بل قليلا سأحضر لك من الكعك اللذيذ الذي تصنعه أمي .
قال بل : أحضره بسرعة أنا في انتظارك .
أحضر سام الكعك والتهمه بل كله حتى لم يبقي منه شيئا ... وطلب المزيد ..فأحضر له سام.... وبعد انتهائهم من الأكل بقليل .. طلب بل من سام أن يذهب معه إلى البحر ... فوافق سام وذهب لإحضار دراجته وكتابه ...
وعندما رأى بل الكتاب قال : ماهذا الكتاب .
قال سام : انه كتاب اكل لحوم البشر اتود قراءته.
قال بل: لا... أنا لا أحب القراءة.
ركب الولدان دراجاتهما واتجها نحو البحر وعند وصولهما فتح بل حقيبته باحثا عن الطعام فلم يجده
فقال: ماذا أفعل ياسام لقد نسيت أن أضع الطعام في حقيبتي
قال سام : مارأيك أن نصطاد السمك .
بل : حسنا لنصطاد السمك .
جلس بل وسام على الجسر ليصطادا السمك طويلا .... ومرت الدقائق والساعات دون جدوى....حتى اقترب موعد غروب الشمس ...فأسرعا وركب كل واحد منهما دراجته وعادا إلى المدينة.
الفصل الثالث
اقترب الصديقان من منزل سام وعند وصولهما تعجبا من السيارات الكثيره التي أمام منزل سام ...ثم رأى بل الرجال في الطابق الأرضي مجتمعين على صحن كبير ويأكلون اللحم... وبعد لحظات سمع سام صوت باب يفتح فاختبأ هو وبل خلف الشجرة التي في الحديقة... ثم خرج الرجال الواحد تلو الاخر ..وانطلقوا بسياراتهم وذهبوا حتى لم يبق منهم أحد .
فقال بل : مارأيك أن ندخل ياسام ونأكل اللحم فأنا جائع كثيرا .
سام : هل أنت مجنون ... أنا لن أدخل اذهب وحدك ..لابد أن أمي تنتظرني .
بل : لا تخف ياسام لقد ذهبوا .
دفع بل سام وأدخله من النافذة ولكن بل لم يستطع الدخول بسبب سمنته .. فأخذ سام يسحبه ويسحبه حتى انكب على وجهه وسقط أرضا .
هجم بل على صحن اللحم وقال : سام ألا تريد أن تأكل .
سام : لا شكرا ... سأبحث عن بعض السلطة في الثلاجة .
فتح سام الثلاجة و...............................
صرخ سام :واااااااااااااااااااااااااااا
هل تعرفون ماذا وجد سام ... لقد وجد رأس رجل ....نعم رأس رجل هذا يعني أن اللحم الذي أكله بل لحم الرجل... وأن الرجل الذي يسكن في الطابق الأرضي هو آكل لحوم البشر نفس الكتاب الذي يقرأه سام (( آكل لحوم البشر ))
الفصل الرابع
ذهب سام إلى والديه مسرعا
وقال وهو خائف ومرتبك : أمي ... أبي... لقد وجدت... رأس... رجل في ثلاجة جارنا ...الذي يسكن في الطابق ..الأرضي .
والد سام : مابك ياسام ؟! إن صاحب الطابق الأرضي مسافر وأنت تعرف ذلك .
سام : أمي صدقيني لقد عاد ... بعدما عدنا من البحر وجدنا سيارات كثيرة أمام منزله ... كان هو ...أصدقائه .. يأكلون اللحم .. لحم الرجل ..ثم ذهبوا جميعهم.
والدة سام : سام ...لابد أنك متعب ياصغيري...اذهب للنوم حتى تستيقظ مبكرا وتذهب إلى المدرسة .
سام : أمي ... أبي ..صدقاني.
لم يصدق أحد سام سوى صديقه بل الذي أصبح نباتيا ولا يأكل أي نوع من اللحوم بعدما رأى مافي الثلاجة ..ولم يخبر أحدا ما رأى لأنه يعرف أن لا أحد سيصدقه.
الفصل الخامس
ذهب سام إلى المدرسة .. وبدأت الحصص الواحدة تلو الأخرى ..وسام ينتظر متى يعود إلى المنزل ..حتى جاءت الحصة الأخيرة ..وفي هذه الحصة أخرج سام من حقيبته كتاب اكل لحوم البشر بدلا من كتاب المطالعة .. وبدأ الأستاذ يقرأ .. ثم طلب من الطلاب القراءة حتى جاء دور سام ... فلم يعرف ماذا يفعل !
فقال له الأستاذ :مابك ياسام لاتقرأ .. ماهذا الكتاب الذي تقرأه ؟
سام وهو مرتبك : إنه... إنه ..
الأستاذ :سأتحدث مع والديك عن اهمالك لمادة المطالعة واستهتارك في الحصة ...لم أتوقع هذا التصرف منك أبدا ياسام .
وبخ الأستاذ سام إلى نهاية الحصة ... وخاف سام أن يعاقبه والداه ويأخذان منه الكتاب ..فعاد إلى المنزل مسرعا حتى يعتذر من والداه .. وعندما فتح الباب ..قالت له أمه :مالذي فعلته ياسام.
سام : لا...لم أقصد .
ثم أدخلت والدة سام ابنها غرفته وهو يقول : أمي سامحيني .. يا أمي .
والدة سام : سأحبسك اليوم كله في غرفتك ... ثم أعطني الكتاب لا أريدك أن تقرأه مرة أخرى.
سام : أرجوك ياأمي أعطني الكتاب ألا يكفي انك ستحبسيني.
لم يعرف سام ماذا يفعل وقد أسره الملل في هذه الغرفة الكئيبة ..نظر أيمن منه فوجد دولاب ملابسه..ونظر أيسر منه فوجد النافذة .. ونظر أمامه فوجد السرير فلم يجد حلا إلا أن يضع رأسه وينام.
الفصل السادس
عاد والد سام من عمله وكانت الساعة الرابعة تقريبا ... وقبل أن يدخل إلى المنزل استوقفه رجل وقال : أهلا ..أهلا يا جاري العزيز ..كيف حالك ؟
والد سام : أنا بخير ....حمدا لله على سلامتك ....متى وصلت ؟
الجار: وصلت اليوم في الساعة التاسعة صباحا .
والد سام: ألم تكن موجودا بالأمس ؟!
الجار: لا ..لقد كنت بالأمس في مدينة نيويورك ....ولكني أتيت إلى هنا بغرض إنهاء بعض مهمات الشركة التي أعمل بها.
والد سام : مار أيك أن تتفضل في منزلي قليلا من الوقت ..
الجار : لابأس في ذلك .
وفي هذه الأثناء استيقظ سام من نومه وتقدم ليفتح الباب فلم ينفتح حينها تذكر أن والدته قد حبسته ... فجأة سمع صوت رجل غريب يتحدث مع والده ولم يخطر بباله أبدا أنه جارهم صاحب الطابق الأرضي ... ألصق سام أذنه على الباب وأخذ يسمع الحوار..
الجار:اليوم دعيت بعض من الأصدقاء لتناول العشاء في منزلي... وأريدك أن تكون من الحاضرين.
والد سام وهو يضحك : لحسن حظك ... أنا اليوم ليس لدي أي مخططات ... سـأنزل إليك في الساعة السادسة .
الجار : إلى اللقاء ... سأراك في الساعة السادسة .
والد سام : إلى اللقاء .
خرج الجار ... ثم طرق سام الباب ...فجاء إليه والده
وقال : مابك يا سام من الذي أقفل عليك الباب ؟!
فردت عليه والدة سام : أنا من حبسته .... وأخبرته بالقصة.
سام من خلف الباب : أرجوك يا أمي سامحيني .
والد سام : هذه المرة ستخرجك ولكن عدنا بأن لا تفعلها مرة أخرى .
سام : أعدك يا أبي .... أعدك يا أمي .
خرج سام من غرفته واعتذر لوالديه عما بدر منه ...ووعدهما بألا يفعلها مرة أخرى ...
ثم سأل والده : أبي من هذا الرجل الذي دعاك لتناول العشاء معه .
والد سام : إنه جارنا الذي يسكن في الطابق الأرضي .
يتبع ان شاء الله
وبانتظار الردود
اختكم : كلاريتا
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات