سلامي للجميع .....
صدقوني رايحين تستمتعوا ...
كان عبدالله بن حذافة من القادة المسلمين الذين اشتركوا في فتح بلاد الشام ، وقد أوكلت إليه مهمة محاربة أهل قيسارية المدينة الفلسطينة الحصينة على شاطئ البحر المتوسط ، ولكن قدّر الله أن يفشل عبدالله بن حذافة في إحدى المعارك ، وأن يقع أسيرا بيد الروم0
و وجدها هرقل فرصة مناسبة لإيذاء المسلمين والانتقام منهم ، فأخضر عبدالله بن حذافة أمامه وأراد أن يفتنه عن دينه ويبعده عن إسلامه ، فبدأ معه بسلاح الغراء والمساومة فقدم له عروضا مغرية قال له : ادخل النصرانية ولك ماتشاء من الاموال . ورفض ابن حذافة هذا العرض ، ثم قال له هرقل : ادخل النصرانية وازوجك ابنتي . ورفض ابن حذافة العرض الثاني . ثم قال له هرقل : ادخل النصرانية واشركك في ملكي . ورفض ابن حذافة العرض الثالث0
وعرف هرقل انه أمام نوع خاص من الرجال ، فعرض عليه العرض الرابع قال له : ادخل النصرانية واعطيك نصف ملكي ونصف مالي ، فأجابه ابن حذافة اجابة ثابتة قاطعة : لو أعطيتني جميع ماتملك وجميع مايملك العرب ما رجعت عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ، لجأ هرقل بعد فشله في عروضه ومساوماته واغراءاته إلى سلاح الاضطهاد والتعذيب والتهديد والوعيد . فقال له : اذا اقتلك؟ ، وما درى هرقل ان من ينتصر على سلاح الاغراء والمساومة ينتصر على سلاح الاضطهاد والتعذيب ، وان الذي يدوس الدنيا بقدميه لن يبخل عن تعذيب روحه فداءا لدينه . فقال لهرقل : انت وذاك . فوضع ابن حذافة في السجن ، ومنع عنه الطعام والشراب ثلاثة ايام ، ثم قدم له الخمر ولحم الخنزير ليأكله ، ولكن ابن حذافة رفض ان يذوقة ، واستمر اياما من دون طعام او شراب حتى اوشك على الموت . فأخرجه هرقل وقال له : مامنعك ان تأكل من الخمر ولحم الخنزير وانت مضطر جائع ؟ ، فقال له : اما ان الضرورة قد احلتها لي ، ولا حرمة عليّ لو أكلتها ، ولكني آثرت ان لا آكل ، حتى لا اجعلك تشمت في الاسلام !! ثم امر هرقل به فصلبوه ، واوثقوه على الخشبة ، وصار الرماة يرمون السهام قريبا من بدنه ، وهو ثابت. وهرقل يعرض عليه التنصر ، وهو يأبى ! ثم أنزله . وأمر بوضع مائ في قدر عظيمة ، واشعال النار تحتها . ولما صار ماء القدر يغلي ، جيئ بأسير مسلم ، فأكفى فيها فذاب لحمه في الماء ، وتحول إلى هيكل عظمي ، ثم القى فيها اسير مسلم ثان . وابن حذافة ينظر !
ثم أمر هرقل بالقاء ابن حذافة بالماء الذي يغلي ، فلما أخذوه ليلقوه بكى !! فقيل لهرقل : ان ابن حذافة بكى . فظن هرقل ان بكاء ابن حذافة لخوفه من الموت ، وانه يدل على تراجعه عن موقفه ، وتنازله عن ثباته ، وانه سيستجيب له ! فدعاه . وعرض عليه التنصر فأبى !! فقال له : اذا لماذا بكيت؟ فأجابه جوابا عجيبا حقا أعجزه ، واثبت له فشله معه وهزيمته امامه : بكيت ، لأني لا املك إلا نفسا واحدة ابذلها فداءا لديني في سبيل الله ، وتمنيت لو كان لي بعدد شعري انفسا أبذلها فداءا لديني ، وتموت كلها في سبيل الله !! ، وأيقن هرقل بهزيمته أمام ابن حذافة . هزيمته وهو يملك المال والجاه والسلطان والقوة والدنيا أمام رجل مسلم أعزل مجرد من كل هذه المظاهرة فعرض عليه الاعرض الأخير لانهزامه حفظا لماء وجهه : يا ابن حذافة . ههل لك أن تقبل رأسي ، وأخلي عنك ، واطلق سراحك ؟ ، قال ابن حذافة : نعم . على شرط ان تطلق معي سراح جميع الأسرى المسلمين في سجونك وكانو أكثر من ثلاثمائة أسير !! وقبّل ابم حذافة رأس هرقل ، وخرج بإخوانه إلى عمر ابن الخطاب في المدينة ، وأخبره قصته مع هرقل ، وتحرج بعض الصحابة من تقبل ابن حذافة رأس هرقل ولاموه عليه ، ولم يلتفتوا للثمن الكبير من الاسرى الذين أطلقت سراحهم تلك القبلة ، ووافق عمر ابن حذافة على تصرفه ، وقال له : حق على كل مسلم ان يقبل ابن حذافة ، وانا أبدأ بذلك . وقام عمر إلى ابن حذافة وقبل رأسه ، وتبعه باقي الصحابة0
من الإيميل ..
المفضلات