لكل كتاب مقدمة تلخصه،وهكذا هي سورة الفاتحة في القرآن دستور الإسلام.فبعد ((الحمد لله)) على نعائمه التي لا تحصى، وتمجيد أسماء الله الحسنى((الرحمن ، الرحيم ، مالك يوم الدين)) ماذا تطلب منا الفاتحة؟ تطلب أن نتجه إلى الله تعالى ب((إياك نعبد)) قولا و عملا. فأي عبودة هذه؟ مع الأسف أصبحت العبودية المتداولة بين البشر تعني القهر والإذلال و السحق حتى العظم إن لم ينفع إلهاب ظهور العبيد بالسياط! وبالتالي أصبح معظم الناس ينفرون من صفة العبودية،ويحق لهم النفور منها إن كانت بهذا المعنى المهين. ولكن العبودية لله تعالى لها معنى يختلف 180 درجة عن هذا المعنى المهين.فما هو معنى الإلهي للعبودية؟ باختصار شديد:إنه التكرم ! أليس الله تعالى هو القائل ((ولقد كرمنا بني آدم)). كل بني آدم . لأن الله بدءا((كتب على نفسه الرحمة)) وبتبسيط لا يصل إلى حد التسطيح، تعني العبو دية الإلهية، أن الله تعالى سخر لبني آدم ما في السموات والأرض ليستمتعوا بها، وما عليهم إلا أن يسلكوا الطريق المعبد الذي بينه لهم إلى تحصيل ذالك الاستمتاع، لأنه هو الخالق وهو الأدرى بأي الطرق تنجز ذلك التحصيل. ولذلك طلب الله تعالى من البشر أن ينادوه ((إياك نستعين)) على معرفة ذلك الطريق الذي أردف تسميته ب((اهدنا الصراط المستقيم)) وقد جاء القرآن دليلا للصراط المستقيم، وجاءت السنة شارحة له. فإذا كان المعنى الأصلي للعبودية يعني الإتباع ، فإن العبودية لله تعالى تعني اتباع طريق المعبد. إذن فالعبودية الإلهية تكريم ورحمة واستماع! من علاماتها الكامنة: الإيمان بالله و ملائكته وكتبه و رسله و اليوم الآخر وبالقدر، ومن علاماتهاالظاهرة الصغرى الشهادتانوالصلاةو الزكاة والصيام والحج للمستطيع. فما هي علاماتها الكبرى؟ كل قول أو عمل خير: صدق الحديث عبادة ، إتقان الطبيب
لعمله عبادة ،إغاثة الملهوف عبادة، إعانة الضعيف عبادة، قطف الشهوة الحلال عبادة. فما أكثر طرق عبادة الله تعالى، وما أسهلها بالنسبة لعبادة غيره التي لاتورث إلا معيشة ضنكا،وما أجزل عبادة الله تعالى دنيا و آخرة
منقول للفائده((القاموس الإسلامي))
المفضلات