قال عليه الصلاة والسلام)خمس تجب للمسلم علىأخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز( (رواه مسلم).
صيغ السلام:
قال النووي:[ وأفضل السلام أن يقول: ( السلام عليكم ) فإن كان المُسلم عليهواحداً فأقله (السلام عليك) والأفضل أن يقول: (السلام عليكم ) ليتناوله وملكيه،وأكمل منه أن يزيد (ورحمة الله) وأيضاً (وبركاته)، ولو قال: (سلام عليكم) أجزأه.]
* السلام أول أسباب التآلف, ومفتاح استجلاب المودة. وفي إفشائه تحقيق للألفة بين المسلمين, وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل, مع ما فيه من رياضة النفس, ولزوم التواضع, وتعظيم حرمات المسلمين. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم"(رواه مسلم).
ولقد جاءت نصوص كثيرة تبين آداب السلام، نستخلص منها ما يلي:
*يستحب إلقاء السلامبصيغته الكاملة:
وهي: "السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته" ودليل ذلك: ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مجلس فقال: السلام عليكم، فقال: "عشر حسنات" . فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله،فقال: "عشرون حسنة" . فمر رجل آخر فقال: السلام عليكمورحمة الله وبركاته، فقال: " ثلاثونحسنة" (رواه البخاري في الأدب المفردوصححه الألباني). ومن هذا الحديث نعلم أن للسلام عدة صيغ، وأفضليتها بحسب الأجرالمذكور في الحديث السابق.
وأما رد السلام فهو واجب، يتعين على المُسلَّم عليه الرد و إلا أثم، وأدلة فرضيته كثيرة، منها: قوله تعالى: )وَإذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أو رُدُّوهَا)(النساء86. وقد ذكر جمع من العلماء الإجماع على وجوب الرد. وتكون صفة الردبمثل السلام أو بأحسن منه؛ للآية، ويكون الرد بضمير الجمع وإن كان المسلِّم واحداً. * إذا لاقى الصاحب صاحبه اكتفى بالمصافحة مع السلام:
فيترك المعانقة إلا عند القدوم من السفر، فإن المعانقة هنا مستحبة؛ لما ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه من قوله: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا" (رواه الطبراني في الأوسط).
* من السنة الجهر بالسلام وكذلك الرد:
فلقد كان هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في السلام أن يرفع صوته بالسلام، أخرج البخاري في أدبه عن ثابت بن عبيد قال: أتيت مجلساً فيه عبد الله بن عمر، فقال: "إذا سلَّمت فأسمع فإنها تحية مباركة طيبة" (قال الألباني: صحيح الإسناد).
وذكر ابن القيم: أن من هديه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يُسمع المسلم رده عليه.
وأقل الجهر أن يسمع في الابتداء والجواب، ولا تكفي الإشارة باليد ونحوها، فإن لم يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه، لم يكن آتياً بالسلام، فلا يجب الرد عليه.
* كراهية الابتداء بـ (عليك السلام):
فعن جابر بن سليم الهجيمي - رضي الله عنه - أنه قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: عليك السلام. فقال: "لا تقل: عليك السلام، ولكن قل: السلام عليك". (رواه الترمذي) وعند أبي داود: "فإن عليكم السلام تحية الموتى"(صححه الألباني).
*استحباب تكرار السلام ثلاثًا، إذا كان الجمع كثيرًا، أو شُك في سماع المُسلَّم عليه:
فعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا، وإذا أتى قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثًا (رواه البخاري). وذلك محمول على إذا ما كان الجمع كثيراً، وكذا لو سلم وظن أنه لم يسمع فتسن الإعادة.
* من السنة تعميم السلام:
للحديث المروي في الصحيحين وغيرهما: عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رجلاً سـأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي الإســلام خـير ؟ قـال : "تطعـم الطعـام وتقـرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" ( رواه البخاري ومسلم) لما في ذلك من إفشاء السلام ونشره بين الناس، فيحصل بذلك مصالح عظيمة من تآلف بين المسلمين، وسلامة قلوب بعضهم لبعض .
وضده السلام على الخاصة، وهو فعل غير محمود، بل هو من علامات الساعة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة"( الصحيحة /648).
فعجباً للمسلمين الذين تركوا هذه السنن فتفرقوا، ومضوا يطلبون النصر وهم على هذه الفرقة!..
اللهم اجمع شمل المسلمين وارزقهم وحدة الصف يا رب العالمين... آمين
المفضلات