في زاويتي السوداء00حيث السكون المخيف00
حيث الهوام المشعة00والهواء المنقطع ينخر جدار الزمن00
هنالك00حيث الوحدة00يقبع جسدي المتخم بالبؤس بلا حراك00
لاأدري00الحال ينذر بالشؤم00
فهاهي غرفتي المشرقة بألون الطيف في كل ركن00 غدت بلا لون يذكر00
أهو رمادي أم أسود00أوهو لون لم يخترع له اسم بعد؟!
وأين ذلك الأثاث الذي غصت به أرض غرفتي؟00
أتحول إلى ذرّات وجزيئات تبخرت والتصقت في ذلك الجدار؟!
أكل هذا يحدث فجأة بعد ليلة فقط؟!
لا00لا أظن00بل هي عيناي التي لم تعد قادرة على الرؤية أكثر00
خبأت رأسي مرة أخرى في حجري00لاأريد مناظر كئيبة00
يكفيني ماأنا به00
ولم أدر أن هربت إليها بنفسي حيث الذاكرة تتسع ذلك الزمن00
حيث تلك الحروف الراعشة00التي سلبت مني راحة مقلتي00
آه00يالثقل الهواء وهو ينسحب من صدري00
أسندت رأسي على الجدار وألقيت ببصري عن بعد—
مالذي أصابني00؟!
بات العالم في عيني مظلما00
إنها تلك الكلمات00نعم تلك التي أفرغت صبري00في كؤوس الانتظار00
وأشربتني منه حتى الثمالة00
يالقسوتك00!!
أجل يالقسوتك00أيها الزائر00
لمَ لمْ تطل في مقامك؟!00رحلت سريعا عن عيني00
بعد أن رشفت من يديك00عذوبة حضورك المثالي00
وتلألأت عيني00ببريق اسمك00وتراقص قلمك الذهبي00
وبنى لك القلب قصرك الأوحد00
لتغيب00بعيدا00ونسيت أن تغلق بوابته العظيمة00
لأنك أخبرتني مرة أنك ستعود00بعد00ثلاثة00أيام00
أجل00ثلاثة00
لكن الأيام قد مضت وأشرق اليوم التالي على قصرك00
وعادت شمسه للمغيب000وأنت لم تعد00
وانصهرتُ أنا حرقةً في بوتقة الانتظار00مابين شوق00وخوف00
أبعثر رسائلي00علي أجد منك واحدة تبشر قلبي بعودتك00
وتريح صدري00من أرق الوداع00
لكن عناوينها تعددت00والمواضيع فيها اختلفت00
وماوجدت اسمك00ولاعنوان لموضوعك00
فعرفت حينها00أن الانتظار سيطول00وأن خيبة الأمل قد سخرت عنوة مني00
فأعود أدراجي00بخيبتي00وألقي نفسي على سريري00
وكأن القدر يزجرني لعبثي00ويلزمني السكوت000
ليزورني طيفك00وأسكب على رؤاه قطرات دموعي00شوقا إليك00
أسامره00عله يجيب00: ((أين أنت؟!طمني ولو بكلمة منك!!))
لكن الرؤى تتشتت00ويجيبني الواقع المر00بحقيقة الغياب00
((الغياب وهّاب))00 هكذا قلت لنا يوما00
يوم أن كنت هناك 00تحت تلك النافذة من الذكريات 00
هنالك كنت تقف بصمت كعادتك 00وكنت أنا أقف بحيرة منك00
أيقنت حينها أن الحياة غير عادلة 00تعطيك من حيث لاتريد00
وتأخذ منك أعظم ماتملك 00
ماأقساه من مساء00!!
حينها عدت ألي وغادرت سريعا وكأنك لم تعد00
بددت إثرها خطوات اللقاء00
وصغرت الفرحة في عيني00
مساء يحترق حتى الاشتعال00
بكيت فيه من جراح قلبي00يوم أن كنت أقف أمام صورة ذلك البحر00
أشكو إلى الله مواجعي وكأنه حي يجيبني بدوره بموجه الهائج00
تمنيت حينها أني لو أملك قلبا مثل تلك الصخرة00
يوم أن يفتت قلبها بموجاته الصاخبة التي تحمل نفس الألم
الذي أحمله في صدري00لينكسر من صخرها الكثير وتتغير معالمها00
وهي صامتة لاتأبه00
هنالك انحدرت غيمتين في قلبي تشكيان ضعف صبري00
وكأن آخر دمعة يذرفها العالم00
تلتقي بدمعتي00حمراء حارقة00
لاضفاف لها00تسيل كحد الجريان00وتلتهب كشعلة نار00
رفعت عيني حينها للسماء00
حيث الشمس تذبح أمام الملأ00ويسيل شفقها دما أحمرا00يملأ وجوه
العالم00الضاحك00على ذلك الانتحار00
قد أصبح منظرا اعتياديا00
فحتى تودع الشمس يومها عليها أن تساق وتذبح00
كما الحال هنا00في قلبي00
فلقد اعتدتَ على أن ترى الوجع في قلبي00
ينتحب كلما ودعتني00
لتتركني أحترق وأعود لأطفئ نار صدري بنفسي00
أطلت الغياب يا00قلبي00فقد اعتدت على اغتيال المساء00
ومسائي حزين00بتّت فيه أدئية الالتياع00
وصورتك00ترتعش استعدادا00للذوبان
00حيث تقبع في صمت00حيث البعد والغربة00
وأنا هنا00مع المساء 00في شوق وانتظار00
عد إلي سريعا00أعد إلي فرحتي 00ونور مسائي00
وردتي كادت أن تذبل في قاع الانتظار00
تعودت أن ترشف من ماء حنانيك العذب00
يوم أن كانت لك00بلا اختيار00
فمتى ستعود00أيها 00الشوق 00 وتطرق أبواب قلبي000؟!!
المفضلات