الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه..
تحية طيبة لكم إخوتي وبعد:-
فقد نقلت لكم بعض ما كُتب في كتاب التوحيد لعل الله أن ينفع به..
وقد حاولت اختصار ما استطعت فأرجو المعذرة إن كان الموضوع طويلاً
نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
1 – قال الله تعالى: (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمََنْ
كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )) "سورة الكهف آية:110"
2 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً (( قال تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل
عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه )).
3 – عن أبي سعيد مرفوعاً: (( ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ )) قالوا: بلى
يا رسول الله. قال: (( الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل )) رواه أحمد.
الرياء خلق ذميم:
لا يصدر إلا من قلب جاهل بعظمة الله وجلاله واستحقاقه للعبادة وحده،
غافل عما أعده الله من الجزاء العظيم لعباده المخلصين، ولذلك
قال صلى الله عليه وسلم: (( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي )) رواه مسلم.
الفرق بين الرياء والسمعة:
الرياء: يكون فيما يرى من العمل كالصلاة، والصدقة، والحج.
السمعة: يكون فيما يسمع كقراءة القرآن، والذكر، والوعظ.
الرياء شرك أصغر:
لكن يخشى إذا تمادى فيه الإنسان أن ينتقل به إلى الشرك الأكبر.
عقوبة الرياء: يحبط العمل الذي قارنه، ويأثم صاحبه، لقوله في
الحديث القدسي: (( من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه )).
وجوب إخلاص العبادة لله تعالى:
الله سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة وحده، فمن كان يأمل لقاءه
ورؤيته سبحانه وتعالى يوم القيامة فليستعد بالعمل الصالح الخالص
من الشرك.
شروط قبول العمل:
1 – الإخلاص لله تعالى.
2 – المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن أخلّ بالأول كان مشركاً، وإن أخلّ بالثاني كان مبتدعاً.
كمال غنى الله سبحانه:
الله تعالى أغنى الشركاء عن المشاركة، فلكمال غناه وكرمه لا يقبل
العمل الذي جعل له فيه شريك، بل يتركه لذلك الغير.
وفي الحديث دلالة على أن الرياء إذا خالط العمل لا يقبله الله سبحانه.
فالواجب الحذر منه.
الرياء أخوف على الصالحين من المسيح الدجال:
كان صلى الله عليه وسلم يخاف على أصحابه وأمته من الدجال،
فأنذرهم وحذرهم منه إلا أنه بين في هذا الحديث ما هو أخوف عليهم
من المسيح الدجال وهو الشرك الخفي؛ ( لأنه في القلوب لا يطلع عليه
الناس )، وهو من الشرك الأصغر.
وقد فصله صلى الله عليه وسلم بأنه: أن يقوم الرجل فيصلي فيحسن
صلاته بطول القيام والطمأنينة ونحو ذلك، ويقصد بذلك ثناء الناس
ومدحهم، وأفاد الحديث: قبح الرياء وأنه شرك، فالشرك ينقسم إلى أكبر
وأصغر، والرياء من الشرك الأصغر.
حكم العمل إذا خالطه الرياء:
لا يخلو الأمر من إحدى حالتين:
الأولى: أن يكون الباعث للعمل هو الرياء والسمعة، فهذا باطل من أصله.
الثانية: أن يكون العمل لله ثم يطرأ عليه الرياء:
= فإن جاهد نفسه ودافعه، فهذا لا يضره ولا يكون مرائياً.
= وإن لم يجاهد نفسه واسترسل فيه، فهذا يحبط ما قارنه من العمل.
تنبيه!
ليس من الرياء أن يعمل المسلم عملاً خالصاً لوجه الله، ثم يلقى له في
قلوب المؤمنين محبته والثناء عليه، فيفرح بفضل الله ويستبشر بذلك
فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من
الخير ويحمده الناس عليه؟ وفي رواية: ويحبه الناس عليه؟
فقال صلى الله عليه وسلم: (( تلك عاجل بشرى المؤمن )) رواه مسلم.
من طرق علاج الرياء:
1 – مجاهدة النفس في الخلاص من الرياء.
2 – تذكر عظمة الله وجلاله واستحقاقه إخلاص العبادة له وحده.
3 – تذكر أنه يحبط العمل الذي قارنه ويأثم صاحبه.
4 – تذكر الموت وسكراته، والقبر وظلمته، واليوم الآخر وأهواله.
5 – دعاء الله والالتجاء إليه.
---------------------
إن من أعظم الحسرات على العبد يوم القيامة أن يرى سعيه ضائعاً بسبب
فقده الإخلاص، وقد سعد أهل الإخلاص.
والله غني كريم لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصاً وابتُغي به وجهه.
1 – قال تعالى: (( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وهُمْ
فِيهَا لا يُبْخَسُونَ ( 15 ) أُوْلَئِكَ الَذينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إلاّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ
مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 16 ) )) " سورة هود".
الفرق بين الرياء وإرادة الإنسان بعمله الدنيا:
- يجتمع المرائي ومن أراد بعمله الدنيا في:
1 – كلاهما لم يقصد بعمله وجه الله والدار الآخرة.
2 – كلاهما وقع في الشرك الأصغر.
- ويفترقان في:
1 – أن المرائي يريد بعمله الصالح مدح الناس.
2 – الذي يعمل لأجل الدنيا يريد بعمله الصالح نفعاً في الدنيا كالمال والجاه.
أمثلة على إرادة الإنسان بعمله الدنيا:
- من يتعلم العلم الشرعي لأجل الحصول على وظيفة.
- من يحج البيت الحرام نيابة عن غيره وليس قصده زيارة المشاعر
والعبادات الأخرى وإنما قصده المال.
- من يتصدق على الفقراء لأجل سلامة ماله.
- من يجاهد لأجل الغنيمة.
أثر إرادة الدنيا على العمل الصالح:
1 – إذا كانت إرادة العبد الدنيا فقط فعمله باطل.
2 – إذا كانت إرادة العبد الدنيا والآخرة، فعمله ناقص؛ لفقده كمال الإخلاص.
أخذ الأجرة على العمل الصالح:
يجوز أخذ الأجرة على التعليم ونحو ذلك وغيره، لما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
(( إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله )). رواه البخاريّ.
كما يجوز أخذ الرواتب التي تدفعها الدولة على تولي الولايات كإمامة الصلاة، والقضاء ونحو ذلك.
لما في ذلك من إقامة الدين، والإعانة عليه، وعلى من يتولى ذلك أن يجتهد في إخلاص النية لله.
يتبع..
المفضلات