بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
..........
..............
................
كن جميلاً ... ترى الوجود جميلاً....
الجو صحو ، والبدر يغمر الكون بخيوط من لجين، والنجوم تتلألأ في القبة السوداء كأنها الدراري المعلقة، والماء ينساب عبر القنوات مصدراً خريراً ينسجم مع زقزقة العصافير ليكون لحناً رائعاً يخترق السكون الذي يلف الكون بين أعطافه والنسيم يهب عليلاً فينشر عبق الأزهار وشذا الورود في الأجواء، وتتمايل معه أغصان الشجر في رقصات حالمة...
تلك صورة من صور الجمال،ولا شك. ولكن.. هل الجمال يكمن في الشيء الجميل أو المليح أو الصحيح،فحسب ؟؟
وهل الجمال معناه السماء الزرقاء ، والقمر المتألق، والربيع المونق،، والشجر المورق، والطير الصادح، والمياه الجارية، والخضرة المنبسطة،فحسب؟؟؟
وهل الوجه الصبوح ، والعيون السوداء أو الزرقاء ، والشفاه اللمياء والشعور الليلاء أو الشقراء ، والقد المياس ، والصوت الطرب ، فحسب؟؟؟
وهل هو في القصور المشيدة ، والجنان المترفة ، والرياش الفاخرة، والنمارق الوثيرة، والظل الظليل، والهواء العليل، فحسب ؟؟؟؟
لا أعتقد ذلك . فالعاصفة الهوجاء ، والشيخوخة الموقرة ، والصحراء الجرداء، والبرد القارس ، والحر اللافح ، أو حتى أنّات الألم ، وصفحات المآسي قد تحمل أيضاً في تضاعيفها مسحة من الجمال.إذن ، فالجمال كامن في كل شيء ، بشكل أو آخر تتحسسه النفس البشرية ، وتتفاعل معه بمقدار ما تمتاز به من صفاء.
فقد عرفنا أناساً لا يفتأون يشكون ويتذمرون من كل ما حولهم وربما أكون أنا منهم !!!
فأصبح لا يرضيهم شيء ، ولا يعجبهم أمر . ولو محصنا شكواهم وغربلناها لما وجدنا لها سبباً معقولاً ، ولو كشفنا الظروف التي يعيشونها لوجدناهم في نعمة سابغة ..
>>أقول هذا الكلام ولا أزكي نفسي ...
فأنا مقصرة وقد ينطبق علي هذا الكلام..!!<<
وهناك .. أناس آخرون عرفناهم لا يعدمون أن يجدوا في غمرة الشدائد والصعاب لحظات هناء ينعمون بها ، بل نراهم يستخلصون من مظاهر القبح لمسات من الجمال تزكي بها نفوسهم.
أولئك صفت دخائلهم،فنظروا إلى الحياة بمنظار مشرق ، واستمتعوا بما مـّن الله به عليهم ، فأدوا واجب الحمد (( وأما بنعمة ربك فحدث)).....
وقد صدق ايليا أبو ماضي حين قال :
أيهذا الشاكي ومـــــا بـــك داء كن جميلا تــــرى الوجود جميلا
منقوووول
جنوووون الحياة
المفضلات