طفولة مخبأة في ذاكرة الكبار
الإحساء - عبير البراهيم
موسيقى صاخبة تدلل على تسارع الأحداث والهجوم والاحتيال تلك التي كانت تضج بها صالة الجلوس " فتوم يسرع إلى
علبة الصابون لكي يلقيها في وجه " جيري " الذي كان يسرع خلفه ليبتلع الصابون ويقع رهينة الفقاعات الكثيرة "
هكذا كانت تتابع " نعيمة " امرأة الأربعين الرسوم المتحركة او أفلام الكرتون للفأر والقط بين دهشة كبيرة وبين
ضحكات واستمتاع يشغلها عن تقطيع البطاطا والجزر الذي كان بيدها من أجل إعداد الغداء قبل عودة أولادها من
المدرسة.
فأفلام الكارتون تلك تحتل مكانة في نفسها كبيرة على الرغم من كبر سنها إلا أنها دائما تقف عند التلفاز لترى كل ما
يعرض من برامج الكارتون المخصصة للأطفال، فهي تحب ذلك النوع من البرامج وتأنس بها.
يشارك " نعيمة " في حبها لمشاهدة أفلام الكارتون الكثير من النساء والرجال الذين يجدون متعة كبيرة في ذلك النوع
من المتابعة لأفلام الكارتون خاصة القديمة منها تحتل مكانة الطفولة والمتعة المستمرة التي لم تنقطع حتى مع تقدم العمر.
فالكبار يشاركون الصغار عشقهم ذاك على الرغم من تخطي مراحل الطفولة.
الكثير من النساء تحدثن عن تلك الظاهرة بالكثير من المحبة والمتعة والابتهاج وفي حديثهم ذاك كانت هناك فرحة تغمر
الإحساس تجاه ذلك النوع من الأفلام الكارتونية.
مريم الغانم " أحبت كثيرا متابعة الكارتون منذ طفولتها واستمر ذلك الحب حتى حينما أصبحت الآن في سن الثلاثين
وبالرغم من أن ذلك الحب قل بعد الكبر إلا أنها لا تستطيع أن تصرف النظر عن مشاهدة أفلام الكارتون حينما يتابع
أطفالها بعضها خاصة حينما يعرض القديم منها مثل " توم وجيري، وسندباد، وهايدي، وعدنان ولينا، وبندق الدب
الأسمر، وجونقر. ولوسي وفلونا. وغيرها من الكارتون..متحدثة عن المتعة التي مازالت تشعر بها وكأنها طفلة صغيرة
تستثيرها أحداث تلك الأفلام وتشتاق لمتابعتها بشكل مستمر وقد تلفت انتباهها حتى حينما تراها في أماكن عامة
معروضة أو في منزل احد الأقارب والأصدقاء.
أما فايزة السند " فترى ان متابعة الأفلام الكارتونية لا ترتبط بعمر محدد وإن كان المتعارف أنها للأطفال فقط ولكن
حينما يكون هناك من يحبها من الكبار فلابد أن لا ينتقد ذلك فيه، متحدثة عن حبها لمشاهدة أفلام الكارتون خاصة
مااستحدث حاليا منها والتي أصبحت تتحدث بلهجات متعددة مثل العامية والمصرية والفصحى ، كما أن هناك قصص
الأنبياء التي تقدم على شكل " كرتون " مما يزيد من المتعة أثناء الإصغاء إليها وتمثيلها، مدللا على ذلك ماأستحدث
حاليا من أفلام الكارتون التي أصبحت تعرض حتى في شهر رمضان المبارك والتي اهتم بها الصغار قبل الكبار مثل "
فروحه " التي كانت مشاهدتها والأغاني التي تعرض معها من أكثر ما يشاهد فترة الفطور في رمضان مما يدلل على
أن " أفلام الكارتون " مازالت تحتل جزءا من عالم الكبار واهتمامهم واستمرارية مشاهدتهم.
وتتفق معها "سمر الحسن " التي تخصص من وقت مذاكرتها فترة العصر من أجل متابعة برامجها المفضلة والتي منها "
الكارتون " سالي " الذي يتحدث عن فتاة الأحزان وطفلة الرماد مشيرة إلى أن بعض القصص التي تورد في أفلام
الكارتون يحب مشاهدتها الكبار وذلك لأنها تركز على قيم جميلة إنسانية، وعلى الرغم من أنها تلقى الكثير من التوبيخ
من والديها حينما تصطف مع اخوتها لمشاهدة الكارتون في تلك الفترة إلا أنها لا تبالي حيث انها تعشق مشاهدتها
بالكثير من المتعة حتى أنها تشتاق إلى الحلقات التي تليها وتهتم متابعتها في اليوم الذي يليه.
أما " هنوف العوض " فلا يقتصر عشقها لمشاهدة الكرتون في التلفاز وما يعرضه فهي ترى أن أفلام الكارتون القديمة
أجمل بكثير مايعرض في الوقت الحالي حيث ان الكثير منها لم يعد يركز على بعض الأخلاق الجيدة وتنميتها في نفس
الطفل فالكثير منها " ديجتال " وحرب ومصارعة وبرمجة " وآلة ، بعكس الكرتون في القدم لذلك فهي لا تتردد في أن
تشتري لها أفلام الكارتون القديمة وتراها بين الحين والآخر خاصة رحلات " سندباد وعلي بابا " الذي كان يعني
للأطفال الكثير في القدم في غرس الفضائل بالإضافة إلى " حكايات عالمية " وهو الفيلم الذي يعرض عبر قصص بأسلوب
جميل ، ومازالت تحب مشاهدتها على الرغم من أنها متزوجة ولديها طفلة.
ولا يختص ذلك الحب بالنساء فقط فعادل الحميد يحب دائما متابعة أفلام الكارتون على الرغم من أنه رجل بالغ ويعمل،
وقد لا يخصص وقت لمشاهدتها كما يفعل البعض إلا أنه حينما يكون مع الأسرة في جلسة المساء والأطفال يشاهدون
بعضها فانه قد تثيره لمتابعتها، وقد يضحك عليها أحيانا " خاصة التي تتحدث باللهجة المصرية " أو "توم وجيري "
المحبوبين.
أما " عدنان الجعفري " فيرى ان أفلام الكارتون مازالت تحتل الكثير من عالم الكبار حتى أنه دائما يحب أن يشاهد
القديم منها والحديث ويترجم ذلك الحب بوضع صورة لكابتن " ماجد " على زجاج سيارته فهو يرى ان أفلام الكارتون
تحتوي على الكثير من الدهشة التي قد لا يعج بها عالم الكبار بالإضافة إلى عنصر الذاكرة الذي قد يقودك إلى تذكر
أيام كانت تلك الأفلام من الكارتون تعني له الكثير وقد تأثر بها.
المصدر جريدة اليوم بتاريخ 15/1/1427هـ العدد 11932
الرابط هنا
المفضلات