النقطة الأولى

تستوقفني أحيانا عبارة "ابتسم تبتسم لك الحياة"....عبارة كنتُ أحاول تطبيقها في صغري...فكنتُ أبتسم أمام المرآة...وأمام أهلي...وأمام جيراني وألعابي ....مؤمنة أن الدنيا ستريني تلك البسمة التي لطالما انتظرتُ موعد وصولها...كنتُ أستغرب غيابها رغم ابتساماتي الكثيره...
فقررتُ في لحظة تفكير مطول...وبريء...أن أبتسم للسماء....فالدنيا كنا نلتفتُ لها أفقيا...فحين الدعاء ندعو رافعين رؤوسنا...وحين الفرح نرفع رؤوسنا ونضحك....
ابتسمتُ ابتسامة توسل للدنيا علها تبادلني الابتسام....
ولكني لم أجد شيئا من هذا القبيل...
ونسيت أمر العبارة مع الأيام....
ولكني مع الكِبر...تذكرتها....ومع قليل من العلم والدراسة وحشو دماغي بالعمليات الحسابيه والحروف والكلمات...عرفتٌ أن تلك البسمة ليست بالضرورة فميه(أي عن طريق الفم)....بل هي في الوجدان والمشاعر....
فحاولتُ أن أبتسم عن طريق النجاح...وعن طريق السهر مع عائلتي...وحاولتُ أن أبتسم في داخلي كلما وجدتُ ما يرضيني ...وكلما تحققت طلباتي....
ولكنها رغم ذلك...لم تريني الدنيا ابتسامتها....
فأحيانا أشعر أن النفس سقيمة تعاني الملل....تعاني كره الذات....تعاني الغربة حتى وأنا في أحضان أهلي....
ولكن مع مرور الأيام نسيت العبارة....
ونسيتٌ بنسيانها....معنى الابتسام....


***

النقطة الثانيه:

مشاعر أحيانا نعجز عن التعبير عنها....كالحب والكره....
تخشى أن تعبر عن حبك فتخسر ....وتخشى أن تعبر عن كرهك فتخسر....
تهديد الخسارة يلاحقنا....حتى في مشاعرنا....
لن أتحدث عن تجارب الحب العابرة التي تعيشها الفتيات اللاتي عشن نفس عمري....واللاتي يحملن نفس فكري....
فالحب بالنسبة لي....تجربة شؤم لا أكثر.....
لا علينا من الحب...
ولكن عندما أريد أن أعبر عن مشاعر الحب تجاه أبي....أتردد....عندما أحاول أن أعانقه وأقبل شيبته...أتردد...
هل هذا هو خجل الفتيات؟؟....ولكن أي خجل مقيت هذا؟....
أحاول أن أتذكر لحظة عانقتُ فيها أبي....ولكن أعجز...مع أن حبي له فاق حب ابنة لأبيها...
إنه عشق جعلني أتمنى أن أتزوج شخصا مثله بمواصفاته....بعيوبه وحسناته....
ولكن رغم هذا العشق....لم أستطع البوح به...

ربما لو تحدثنا عن الكره لقلتُ أنني بارعة في التعبير عنه....إذ يكفي جلوسي مع إنسان لا أحبه...حتى يشعر قلبي برغبة في التقيأ....فأقول له : آسفه أنا ذاهبه....
هذا عدا النظرات المحتقره و التأفف في حضرة من "أكرههم"....
وربما ألتجأ إلى مغادرة المكان وإغلاق الباب بقوة كي أعبر عن عدم رغبتي بوجود ذاك الإنسان....

نقيض بين الحب والكره عندي....
مع أنهما إحساسان قد يعيشان جنبا إلى جنب في نفس القلب....
ولكنهما في داخلي متصارعان....


***


النقطة الثالثه:

لن أدعي حسن كتابتي للخواطر الأدبيه....فهناك من يكتبها أفضل مني بكثير....أنا مجرد هاوية لا أكثر...ولكن ما يميز خواطري هو الصدق....والانفعال أحيانا....
أنفعل حين تقع لي مواقف غير جيده....فأبادر بالبكاء....ثم بكتابة خاطرة على عين المكان.....
أحيانا تعجبني خواطري التي تأتي إثر عرس من البكاء....!!
لا أدري لماذا....ولكن هكذا!!!

***


نواقض كثيره.....غلفت حياتي....
حتى باتت جزءا مني....