هيليـــن كيلــــر
[glow]المـــرأة المعجـــزة [/glow]
صارعت كل ما قست به الطبيعة عليها ، حين هاجمها المرض في طفولتها المبكرة ، فتركها فريسة لمجموعة من العاهات ...
و لكنها كانت تمتلك عزماً و قوة و إرادة فناضلت في الحياة حتى قهرت المرض و تفوقت على نفسها ...
عـالم مظلـــــم ...
كانت أيام حياتها الأولى عادية تشبه حياة الصغار الآخرين ... أتت إلى هذا العالم و تفتحت عيناها على النور و انتصرت كما ينتصر أول طفل في العائلة ... و في الشهر السادس من عمرها نطقة كلمة ( شاي ) ثم كلمة ( ماء ) و تعلمت السير و هي في السنة الأولى من عمرها ....
لكن هذه السعادة المنطلقة في طفولتها كانت قصيرة العمر إذ انها لم تدم طويلاً ...
جاء شهر شباط الكئيب من سنة 1882 و في هذا الشهر نزل بها المرض .. فأغلق عينيها و أذنيها ، و أغرقها في حالة من الغيبوبة . و اعتقد الطبيب أن حظها في الشفاء قليل ، و من غير الممكن أن تكتب لها الحياة ... و لكنها استعادت وعيها ذات صباح باكر مرة أخرى ، فابتهج والديها كثيراً ذلك الصباح ، و لكن ما من أحد كان يعلم بأنها سوف تتمكن من الرؤية أو السمع مرة أخرى .
و تقول هيلين عن ذلك المرض (( كنت أستيقظ من نومي المضطرب ، و أدير عينيّ الملتهبتين الجافتين إلى الحائط ، بعيداً عن الضوء الذي أحببته ذات مرة و الذي كان يصلني آنذاك باهتاً جداً .. ثم إنه ظل يزداد ظلمة يوماً بعد يوم )) .
و زايلها المرض ، و لكن بقيت آثاره ..
و بدأت تتعود على السكون و الظلمة حولها قليلاً قليلاً ..
و هنا كانت هيلين قد فقدت حاستي البصر و السمع إلى الأبد !!!
الأيـــام الصعبــــة ...
و تقول هيلين عن تلك الأيام (( كنت كلما تقدم بي السن - و في السادسة تقريباً - تضاعفت رغبتي في التعبير عن نفسي . لقد أصبحت الإشارات القليلة التي أستعملها غير مرضية لي ، و كان فشلي في جعل نفسي مفهومة لدى الآخرين يسبب لي انفعالاً شديداً . كيف لا و أنا أشعر أن هناك يداً خفية تقيدني و تقطع علي الطريق !! ))
المعلمـــة ( سوليفان ) ...
تقول (( إن أعظم يوم في حياتي هو ذلك اليوم الذي وصلت فيه معلمتي ( سوليفان ) . و إنه ليملأني العجب و أنا أفكر بفارق الظلمة و النور في حياتي قبل مجيئها و بعده ...
إننا في اليوم الثالث من آذار 1887 ، و لم يبق على بلوغي السابعة من عمري إلا 3 أشهر ، لقد ظللت أشعر باليأس و الاستياء خلال الأسابيع الأخيرة ، و يتملكني ضجر عميق من واقعي المرير . كنت مثل سفينة في مهب الرياح ، و لكني لا أملك القدرة التي تقودني إلى الشاطئ الأمين ..
ًََُ" أيها النور ، أعطني النور ! "
كانت هذه صرخة صامتة قد انبعثت من روحي ، و ها قد أضاء علي نور الحب في هذه اللحظة نفسها ...
لقد جاءت معلمتي ( مس سوليفان ) ...
في صباح اليوم التالي لوصولها قادتني معلمتي إلى غرفتها حيث قدمت لي دمية جميلة ... و بعد أن لهوت بها فترة من الوقت ، أخذت الآنسة سوليفان تتهجأ كلمة " دمية " ( Dall ) في يدي . و أثارت لعبة الأصابع هذه اهتمامي على الفور فحاولت محاكاتها . و عندما نجحت في عمل الأحرف بشكل صحيح ، أحسست بشعور من الفرح و الاعتزاز . و بعدها توالت الكلمات و خاصة كلمة " ماء " لقد أيقظت تلك الكلمة الحية روحي ، و زودتها بالنور ، و الأمل و السرور ، و اعتقتها !...... الآن فهمت أن لكل شيء اسماً ، و قدم لي كل اسم قاعدة لفكرة جديدة ! ))
استيقــاظ الروح ....
كانت هيلين تملك مفتاح اللغة الكامل الآن و تتلهف لاستخدامه !
و بالتدريج كثرت الكلمات التي عرفتها و فهمتها ...
و هكذا ... تعلمت من الحياة نفسها . لقد كانت في البدء كتلة صغيرة فقط من الامكانات ، و كانت معلمتها هي التي راقبت نموها و ساعدت فيه ؛ فعندما حضرت تحول كل ما حولها إلى شيء ينطق بالحب و الفرح و يمتلئ بالمعاني !!
تعلـــم النطـــق ...
في سنة 1890 ، تعلمت النطق . كانت في العاشرة من عمرها ، عندما طلبت من معلمتها - كتابةً - إسماع صوتها للعالم !!
تقول هيلين (( ابتدأت معلمتي عملها بالطريقة التالية : و جعلتني أمر برفق بها على وجهها ، و أتحسس موضع شفتيها و لسانها بينما كانت تتحدث . فاشتاقت نفسي إلى أن أقلد كل حركة من حركاتها في كل لحظة . و في ساعة واحدة تعلمت 6 أصوات و ليس يمكنني نسيان الدهشة و السرور الذين شعرت بهما عندما نطقت بأول جملة كاملة " الجو دافئ " نعم إنها كانت غامضة و متقطعة ، و لكنها كانت كلمات إنسان حرر نفسه من سجن الصمت الرهيب إلى دنيا الناس !!
و لقد دهشت عندما وجدت كم هو أسهل أن أتكلم من أن أتهجأ بأصابعي . لذا فإنني توقفت عن استخدام الأحرف الهجائية اليدوية إلا مع معلمتي !!
مدرســــة الصـــم ...
في صيف سنة 1894 ذهبت هيلين إلى مدرسة خاصة للصم في مدينة نييورك . و كان قد وقع اختيار أهلها على هذه المدرسة ، من أجل أن تحصل على أحدث طرق تدريب الصم في النطق و قرائة الشفاه . هناك قضت سنتين درسة فيهم علم الحساب و الجغرافيا و اللغة الفرنسية و بعض الألمانية .
و بعدها دخلت مدرسة كامبردج للبنات استعداداً للالتحاق بكلية " رادكليف " فيما بعد ...
و الواقع أن فكرة الالتحاق بالجامعة كانت قد تأصلت في نفسها . و قد دفعتها إلى أن تدخل سباقاً مع الفتيات المبصرات و السامعات .
تقول هيلين (( لقد كانت معلمتي تذهب معي إلى قاعة الدراسة كل يوم و تتهجأ في يدي بانتظام ، و دون كلل ، كل ما كانت تقوله المدرسات و أظنه لا يمكن لأحد أن يتصور كم كان هذا العمل مرهقاً )) .
و دخلت الجامعة في خريف سنة 1900 .
تقول (( كانت الامتحانات تشبه الأحلام المزعجة بالنسبة إلي مع انني كنت قد واجهتها مرات كثيرة . و كانت شجاعتي تتخلى عني عندما تعود . أما الأيام التي تسبق هذه التجارب و التي نقضيها في ملء ذاكرتنا بالحقائق ...
و أخيراً كنا نصل إلى الساعات المفزعة . و ننجح .
هكذا كانت حياة " هيلين كيلر " الصماء و العمياء و كيف انتقلت من الظلام الدامس إلى النور و الأمل ّ
البيت الذي ولدت فيه هيلين في 27 من يونيو سنة 1880...
[glow]============================================[/glow]
هكذا أكون انتهيت من موضوعي عن هيلين كيلر المعجزة !!
و سوف أرشح الموضوع لمسابقة أفضل نبذة 3
و عذراً على الإطالة مع أني حاولت الإختصار قدر الإمكان
تحياتي
المفضلات