المستشفى
الساعة الرابعة وعشرون دقيقة صباحاً
الواحد والعشرون من سبتمبر
قفزت مؤشرات عقل "أحمد" من حالة السكون إلى حالة الاضطراب
وبدأت المؤشرات تتحرك بحالة عشوائية
فأسرعت الممرضة التي تشرف على حالة "أحمد" باستدعاء الطبيب
الذي جاء يركض خلفها وهي تشرح له ما رأته
وعندما وصلوا الغرفة كان المقدم "أحمد" قد أستيقظ من غيبوبته
وجلس على طرف سريره وهو يمسك رأسه بيديه
فأسرع الطبيب نحوه وفتح عينه وأضاء منظاره الطبي بها
فدفعها "أحمد" وقال آه إنك تؤلمني
أين أنا ...
فقال الطبيب أنت في المستشفى لقد حصل انفجار في شقتك ...
ولكن "أحمد" لم يستمع لبقية العبارة
فقد حاول النهوض وعندما أستقر به الأمر واقفاُ
وأراد أن يسير خطوته الأولى باتجاه الباب
ولكنه انهار فجأة ولكن الطبيب كان خلفه تماماُ فتلقفه بيديه
وقال مهلاُ يا رجل إنك لم تشفى بعد تحتاج إلى شهرين على الأقل
حتى تعود صحتك كما كانت ثم أشار للممرضة فعاونته على رفع "أحمد" و إعادته
إلى فراشه ولكن "أحمد" قاوم بضعف ثم إستسلم
وترك الطبيب يضعه على الفراش ويفحصه
ثم سأل الطبيب أين "عبد الله"
أجابه الطبيب إنه في الغرفة المجاورة لك
تمتم "أحمد" وكيف حاله ...
أجابه الطبيب وهو يفحص نبضه إنه بخير
فحالته مستقرة وعظامه سليمة ,,,
ثم نظر للمرضه وقال أبلغي رجال الأمن الذين بالخارج باستعادة المقدم وعيه
ونظر لـ"أحمد" وقال لقد طلبوا أن نبلغهم بالمستجدات
...
المنزل الآمن الثاني للموساد
الساعة الرابعة والنصف صباحاً
الواحد والعشرون من سبتمبر
ضحك "جان" بصوت مرتفع
وهو يحدث "حاميم" لقد انتهت الفرقة كلها
يجب أن نشرب نخب ذلك وذهب ليسكب لنفسه كأساً من الفودكا
و يقدم الآخر لـ"حاميم" الذي أخذ الكأس ... ثم قال ولكن ...
توقف "جان" في عن شرب كأسه وهو يسأل "حاميم" ولكن ماذا
تمتم "حاميم" لقد نسيت أمر الطبيب و ابنته ... يا سيدي
لعنتك روح الآباء والأجداد يا "حاميم" دائماً ما تفسد فرحتي
ثم صمت قليلاً وتنهد وكأنه يبتلع انتصاره الدموي
من قابله من رجالنا ...
تمتم "حاميم" كان الوضع يحتاج إلى رجل صارم وقوي
و جدي جداً بحيث ...
نظر "جان" إلى عينيه وقال لقد قمت أنت بمقابلته إذا يا "حاميم"
تنفس "حاميم" الهواء بقوة وكأنه لأول مرة يتنفس
ثم قال سيدي لا تقلق كثير سوف نقضي عليه قبل أن تغرب الشمس
استمر "جان" بتحديقه بعيني "حاميم" ثم سأله بشغف
وإن لم يقضى عليه قبل غروب الشمس
توتر "حاميم" ثم قال لن يكون أمامنا سوى تنفيذ خطة "نهاية البداية"
ضرب "جان" مكتبه بقوة وقال لن أنسحب من هنا قبل أن أنجح بالقضاء على هذا الشيطان
المسمى "أحمد" أتسمعني
وإن كنت نقطة ضعف في هذه المهمة يا عزيزي "حاميم"
فلن أتردد بإزالتك منها ...
وترك "حاميم" يبتلع ريقه الناشف بصعوبة وهو موقن أن "جان" جاد بما يقول
ثم قال "حاميم" بتوتر أترك لي مهمة القضاء عليه
لن تجد أفضل مني لهذه المهمة ...
ابتسم "جان" و أدار ظهره لـ"حاميم" وقال لا لن تؤدي أي شيء منذ هذه اللحظة
سوف تخرج من الرياض إلى القاهرة ومنها إلى تل أبيب فلقد انتهى عملك هنا
قال "حاميم" ولكن يا سيدي ...
قاطعه "جان" هذا أمر ... وجودك أصبح يهددنا ويهدد المهمة بالفشل
سوف أجد من يتدبر أمر الطبيب ...
بدا الحزن والأسى يخط خطوطه على وجه "حاميم"
ولكن "جان" تجاهل ذلك كله وقال "كاسنجر"
فدخل رجل أصلع ضخم البنيان يرتدي بدله رسمية سوداء
فقال له "جان" رافق "حاميم" للمطار وتأكد من وصوله سالماً
نظر "كاسنجر" لسيده ثم لـ"حاميم" للحظه ثم قال كما تريد يا سيدي
كما تريد ...
...
المستشفى
الساعة الخامسة والنصف صباحاً
الواحد والعشرون من سبتمبر
قال "أحمد" قضوا على فريق الاقتحام كله !!
أجابه "زيد" ليس كله فقط الذين اقتحموا الشقة
تمتم "أحمد" لقد تطاولوا كثيراً ...
لقد أصبحنا الآن في موقف تصدي الضربات فقط
يجب أن نوقفهم .. هل حققتم مع الطبيب
أجابه "زيد" نعم ... في البداية اعتقدنا أننا لن نحصل على شيء مفيد منه
لكن ما حصلنا عليه كان مفيداً جداً
لقد أدلى لنا بأوصاف الرجل الذي قابله
وعندما أجرينا بعض التحريات و الاتصالات بمكتبنا هناك بتل أبيب
أتضح أن الرجل أحد عملاء الموساد و أسمه "حاميم دزرائيل"
لقد دخل السعودية بجواز روسي ...
لقد نشرنا أوصافه على كل رجال الأمن هنا في الرياض
ولن يستطيع المغادرة ...
تمتم "أحمد" لو كان يهم دولته كثيراً لأخرجته من الرياض بأي طريقة
ولم يكد يتم جملته حتى أطلق هاتف "زيد" النقال رنينه
فالتقطه ونظر لرقم لثانيه وقال لا أعرف الرقم هل أتجاهله ..
غمم "أحمد" أجب ربما احد أصدقائك لن تخسر شيئاً
قال "زيد" ربما و أجاب المكالمة بكلمة – أهلاً –
سأله الطرف الآخر - أأتحدث للملازم "زيد" –
أجابه "زيد" ــ نعم من معي –
رد الطرف الآخر – أريد التحدث إلى المقدم "أحمد" –
تمتم "زيد" ــ بأي صفة تريد التحدث إليه –
أجابه الطرف الآخر – قل له أن الموضوع يخص محاولة قتله –
بدأت الدهشة تغزو وجه "زيد" الذي وضع يده على هاتفه
و التفت نحو "أحمد" وقال يقول الموضوع يخص محاولة قتلك
غمم "أحمد" أعطني الهاتف إذاً ..
و التقط الهاتف من يد "زيد" ثم قال
- المقدم "أحمد" يتحدث معك -
وسمع صوت زفير الراحة من الطرف الآخر
الذي تمتم - سوف أعقد معك صفقة رابحة أيه المقدم تطيح بمطارديك .. ما رأيك –
أجابه "أحمد" والمقابل ...
قال الطرف الآخر لا ينفع الحديث بالهاتف سيد "أحمد"
سوف نلتقي بمطعم القمة الذي يبعد عن مستشفاك شارع فقط ناحية الشمال
أنا أنتظرك هناك ولا تحاول أن تتصل بقيادتك أو أن تلقي القبض علي
ولا يأتي معك أحد تعال لوحدك
وتأكد سوف أراقبك وأراقب المكان ... وأغلق الخط
...
في الطريق إلى المطار
الساعة الخامسة صباحاً
الواحد والعشرون من سبتمبر
كان "كاسنجر" يقود السيارة نحو المطار
ولنكن صادقين ليس نحو المطار بل إلى خارج مدينة الرياض
في طريق لا يؤدي إلى المطار أبداً
ولكن "حاميم" لا يعلم ذلك بل إنه لم يكن يشعر بما حوله
وعندما ابتعدت السيارة عن المدينة
توقف "كاسنجر" بجانب الطريق
فنظر إليه "حاميم" وقال ما بك
ولم يكد يتم سؤاله حتى أخرج "كاسنجر"
مسدسه ووجه نحو "حاميم" وهو يغمم
لقد أمرني السيد "جان" بإبعادك عن ...
لكن "حاميم" لم يمهله ليتم عبارته لقد رفع مسدسه عالياً
فأطلق "كاسنجر" رصاصته لتخترق سقف السيارة
وصرخ "كاسنجر" بغضب سوف أقضي عليك ...
ولم يمهله "حاميم" ليتم عبارته الأخرى لقد لكمه بقوة
جعلت الدم يسيل من أنفه
وأتبعها بأخرى في معدته جعلته يتأوه بألم
وترتخي يده عن المسدس قليلاً
فسحب "حاميم" المسدس من يده ووضعه على صدر "كاسنجر"
وأطلق رصاصة اخترقت ذراع "كاسنجر"
الذي أبعد المسدس باللحظة الأخيرة قبل انطلاق الرصاصة
ثم كال لكمة قوية ألقت "حاميم" بعيداً عنه
وكال له لكمة قوية أخرى كادت أن تخرج معدة "حاميم" من موضعها
ولكن "حاميم" فتح باب السيارة الذي خلفه
وسقط وظهره لشارع فألتقط "كاسنجر" مسدسه الذي وقع من "حاميم"
ووجه لهذا الأخير وهو يصرخ إلى الجحيم أيه ...
ولكن "حاميم" لم يكن كثير الكلام كا"كاسنجر"
لقد سحب مسدسه الاحتياطي الذي في جراب قدمه
وأطلق رصاصة اخترقت جبهة "كاسنجر" وسال منها خيط من الدم
وسقط بعدها "كاسنجر" و خيط الدم يستمر بالنزيف
فأخذ "حاميم" يلهث بشدة ثم تمتم اللعنة
لقد قرروا التخلص مني إذاً
سوف يندمون على ذلك كثيراً
وأخذ يتلفت حوله ولكن الطريق كان فارغاً من السيارات
فقام بحمل "كاسنجر" ووضعه بصندوق السيارة الخلفي وأغلقه عليه
ونظر لسيارة قليلاً ثم قال لم تغرق السيارة بالدماء فقط بقع قليله يسهل إخفائها
و أخرج المفارش التي بالخلف وغطا بها بقع الدم حتى لا تغرق ملابسه
ثم تمتم من الجيد أن الرصاصة استقرت في رأسه ولم تخترقه
ثم دار بالسيارة وذهب بعيداً عن الطريق المعبد ثم فتح الصندوق وألقى "كاسنجر"
ثم عاد لطريق المعبد وتابع طريقة نحو الرياض
و طوال طريق عودته كان يفكر ويخطط
حتى أستقر على فكرة بدت مجنونه ولكن لم يجد غيرها
فذهب للمنزل الذي أخفيت فيه ابنة الطبيب
و أخذها من الرجال الذين هناك
وبالطبع لم يعترضوا لأنهم يثقوا به
فوضعها بالصندوق الخلفي لسيارته بعد أن قاموا بتكميمها وتقييدها جيداً
وذهب بعدها لمطعم يقابل المستشفى الذي به "أحمد"
وأجرا مكالمته ... ليعقد صفقته
...
المفضلات