في ليلة البارحة
زارني طيف والدتي رحمها الله في المنام
رأيتها جالسه على أريكة أشبه بسرير أبيض
هكذا رأيتها
هكذا تخيله حلمي في غرفة لا أعرف إلى أي مدى أبعادها
كانت تنظر إلي بنظرات أشبه بالحزينة على إبنها الوحيد
حاولت أن أحادثها فلم أستطيع
ولكنها قالت لي بعض الكلمات التي لم أعرف معناها
قالت لي
يا إبني الأكبر
تعالى إلي
فقد إشتقت إليك كثيرا
وكان تحرك يداها لأن آتي إليه
ولكني لم أستطيع أن أتحرك ساعتها
حاولت وحاولت أن أحرك قدماي فلم أستطيع
لا أعرف ماذا جرى لي
فرأيت قدماي ووجدتها لا تستطيع الحراك
ثم رفعت بصري تجاه والدتي رحمها الله
فإذا بيديها ساكنة على ركبتيه
ولكن والدتي لازال تنظر إلي
فحاولت أن أتحدث فلم أستطيع أيضا
ولكن والدتي إبتسمت لي
وقالت
لن تستطيع أن تأتي إلى هنا
بل هم من سيأتون بك إلي يا إبني الغالي
حاولت أن أسأل والدتي من هم الذين سيأتون بي إليها
ولكن لم أستطيع أن أتحدث
ولكن والدتي كأنها قرأة سؤالي من علامات عيناي
فأجابتني بالنظر إلى فوق
فحاولت أن أنظر إلى فوق فلم أستطيع ذلك أيضا
ثم قالت
أما زلت يا (س) عنيدا تجاه قلبك
أما زلت منشدا في ذكريات شمسك
تعجبت كثيرا وذهلت من والدتي
كيف علم بأني أنشد ذكريات الشمس في قلبي
ثم قالت
لقد كنت تعاند والدك في دائما
فلا تعانده وهو يطلالبك بنسيان شمسك
تناسى الذكريات وتزود فإن خير الزاد التقوى
فلن تنفعك شمسك ولا قلبك في قبرك يا بني
بعد ذلك أفقت من النوم فزعا
لا أعرف ماذا أقول والعرق يتصبب فيني
قمت وتوضأت وصليت الفجر
بعد ذلك أخذت أقرأ القرآن الكريم
وصليت ركعتان لله ودعوت لوالدتي رحمها الله
لم أستطيع في الحقيقة أن أذهب إلى مكتبي
كنت غارقا في البحث عن إجابة لكلمات والدتي
لم أعير كلامه عن الشمس أي إهتمام
فأنا لم ولن أتوب عن ذكريات الشمس
ولكني كنت أفكر في كلماته التي قال
هم من سيأتون بكِ إلي
من هم !
وهل والدتي تعرفهم !
وإذا كان يعرفهم فلماذا لم يقل أسمائهم !
حاولت أن أجد إجابة فلم أستطيع
ولم أحب أن أستفسر عنها من البشر
ولكني قلت سأقرأ إجابة استفساري مع مرور الأيام
وفي الأخير ذهبت إلى مزرعتنا
لأبدّل طقوس مناخي قليلا
ورأيت خيلي الغالية تعدوا في ساحة المزرعة
فأخذت أنظر إليها وأتفكر في جمال أيامها
جلست في المزرعة إلى أن بدأت الشمس بالمغيب
وكانت حينها خيلي بجانبي وكنت ممسكا بلجامها
فمشيت أنا وخيلي في ساحة المزرعة
ثم نظرت إلى الشمس ساعة المغيب
فأخذت أتفكر وأنظر إلى روعة جمال الغروب
وكنت حينها أتذكر كلمات والدتي رحمها الله عن الشمس
فذرفت من عيناي دموع حزينة مؤلمة
دمعة حزينة على فراق والدتي رحمها الله
والدمعة المؤلمة على ذكريات الشمس
وفي الأخير صرخت بقوة إرتاعت منها خيلي
ووجهت صرختي إلى تلك الشمس
لأسمع الزمن
وتصغي لصرختي أذن الدهر
لأقول في صرختي
عفوا .. عن ذكريات الشمس لن أتوب
لتحملها الشمس رسالة قبل مغيبها إلى والدتي رحمها الله
هكذا كان الحلم
حوار بيني وبين والدتي رحمها الله
وأمكنة ساقتني إلى خيلي
أمام مرأى من غروب الشمس
فحوار والدتي عن الشمس قد رفضته
فهل أرفض من سيأتون بي إلى والدتي رحمها الله
والذي قال لي تعالي يا إبني فأنا مشتاقه إليك ..
ولكني رغم كل شيء ..
ستكون إجابتي الخالدة عن ذكريات الشمس أمام العالم
عفــوا .. لن أتــوب
نعم لن أتوب عن ذكريات الشمس
نعم لن أتوب عن أماكن الشمس
نعم لن أتوب عن حب الشمس
نعم لن أتوب عن جمال قلب الشمس
عفــوا أيها القدر .. عفوا والدتي
لن أتــوب
أمنياتي
(س)
المفضلات