مشاهدة النتائج 1 الى 7 من 7

المواضيع: بدائع الكـــون

  1. #1

    تحقيق أو نبذه او قصه بدائع الكـــون

    بدائع الكـــون


    قال لي شيخي :
    في هذا الكون ، بدائع وعجائب وآيات تذهل العقل ، وتبهج النفس ، وتهتز لها الروح ، ويرف لها القلب ، ولا يسع العقل السليم إلا أن يلهج بالتسبيح لخالق هذه العجائب والبدائع تباركت ربنا وتعاليت ، (ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار )
    هذه العوالم فيها إبداع وحكمة ، ودلائل قدرة ، وآيات رحمة ، والله سبحانه لا يرضى لنا أن نمر بهذا المهرجان ونحن مغمضو العيون عن آثار جماله ، ودلائل قدرته وكماله ، ولازال يهيجنا إلى النظر والتأمل فيها ، فبهذا التفكر يمتلئ القلب بمعرفة الخالق عز وجل ، وبمحبته ، فإنه متى عرفه ، احبّه ولابد ، فعلى مقدار العلم به ، تكون قوة الحب له ، والتعلق به ،
    وكلما كثرت الأدلة والبراهين والآيات ازداد القلب محبة للخالق سبحانه ، ومثال ذلك أن يقال لك إن عالماً ألّف كتاباً بديعاً ، فقد تعجب به ، ولكن إذا قيل لك أنه ألّف (ألف كتاب) في فنون مختلفة ، وأتى في كل منها بالعجب الذي يبهر العقول ، فإنك لا تملك إزاء ذلك إلا الإعجاب به ، والثناء عليه ، والإجلال له ، ولله المثل الأعلى .. ها أنت حيثما وجهت نظرك رأيت آيات ودلائل وأعاجيب تهز القلب ، وفي كل منها شاهد قوي على أنها من صنع اللطيف الخبير سبحانه وتعالى ولكن أكثر الخلق كما قال تعالى :
    ) وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنا معرضون (
    ألا تعجب لكنوز مكشوفة مستورة ، وجواهر محجوبة منظورة ، وأسرار خافية ظاهرة ، تملأ ما بين السماء والأرض ، تقدّم للناظر شهادات على صفات خالقها وأسمائه الحسنى !
    )وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون)
    ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )
    أما العقلاء يا بني ..
    فقد هالهم هذا الجمال ، وأدار رؤوسهم هذا الإبداع في الكون ، فوقفوا إزاءه خاشعين ، منبهرين ، متفكرين معجبين ، مسبحين هذا الخالق العظيم جل شانه ، وفي ذات الوقت : هم يعجبون من هذا الإنسان الذي قد يقف أمام صورة زيتية نقشها مخلوق ، فلا يزال يتفكر فيها ويعجب بها ، ويثني على مبدعها ، ويعدد مناقبها ، ثم تجد هذا الإنسان بعينه :
    يعمى عن جمال هذا الكون ، وحوادث هذه الدنيا البديعة ، وصورها المتحركة، وغاب عن عقله أن يفتش فيها عن صانعها ، ويتعرف من خلالها على أسمائه الحسنى ، وصفاته العليا ، ويثني عليه بما هو أهله ، حتى يتنور قلبه ، وتشف روحه ، وتزكو نفسه ، لم يفهم من هذه البدائع والعجائب إلا الصور الماثلة ..!! سبحانك ربي سبحانك ..! في الأرض بحار وجبال ، وأشجار وأزهار ، وفي السماء شموس وأقمار ، ونجوم ومجرات ، ونظام وإبداع ، وفصول مختلفة ، وكائنات متنوعة ، وآيات تتولد منها آيات ..
    فكيف لا يُشكر الله العظيم في علاه تبارك اسمه وتعالى جده ، ولا إله غيره ، ولا رب سواه ..!؟ سبحانه من أعظمه .. وأجل شأنه ..!
    يا بني ..
    من يدرس الكون دراسة متأملة واعية ، فيرى آثار رحمة الله ، وكمال قدرته وعظمة حكمته : لابد أن يمتلئ قلبه بحب الله تعالى والحياء منه ، كما صاح أحد العارفين يوماً : رباه ..! في العيون بهاؤك ، وفي القلوب حبك ، في الروح إجلالك .. جمالك في السموات ظاهر ، وفي الأرض باهر ، ولكن أكثر الناس محجوبون ، يتقلبون في النعماء ، ويرون مظاهر الجمال في كل مكان وأكثرهم صم بكم عمي …!! وكأين من آية يمر بها الإنسان وهو معرض ..! يالها من دروس بثها الله في الأرض ، ولكن أكثر الخلق عنها غافلون ..
    يا بني..
    بدراسة هذه العجائب والبدائع يقوى إيماننا ، وتزكو نفوسنا ، وتقوى عقولنا ..


    صــورٌ وعجائب إن ذُكِـرت **** ذُكِـر الخلاق على الأثـرِ


    انظر يا بُني في حب الرمان مثلاً :
    تجد الحلاوة في المرارة ، وترى الحب الحلو وهو مغروس في أصول شديدة المرارة ، وهناك لطائف لطيفة على الحب لتمسكه فلا يضطرب وتحفظه وتمده بالغذاء ..!! وانظر إلى اللسان في هذا الإنسان ،
    إنه معجزة قائمة بذاتها ، كيف نطق ، وكيف استوى ، وتفكر لو أنه طال حتى تدلى ، أو لو أنه قصر حتى تعطل عن وظيفته ، أو لو أنه كان ثقيلاً فلا يتحرك ، أو خفيفاً تقطعه الأسنان إذا وقع تحتها ،
    فمن ذا الذي قدّره وسواه ، وأبدعه ، وألهمه كيف يؤدي وظيفته ..؟؟ وعلى هذا وذاك قس ترى العجب العجاب فلا تملك إلا ان تلهج في خشوع :
    ( ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك ، فقنا عذاب النار )
    فإذا ثبتت قدمك في هذا الطريق :
    فما أسرع ما تجد صدى هذا الإقبال في قلبك : يقين راسخ ، وإيمان لا يزال يزيد وينمو كلما وقع نظرك على آية .. ولذا قالوا : ما نفع القلب شيء مثل خلوة يدخل بها ميدان فكرة .. بمعنى : أن يختلي الإنسان بربه _ يعتكف _ ليدير عقله في هذه الأعاجيب .. وختم شيخنا حديثه الشائق بقوله : عجبت ممن يرى هذه الأعاجيب ، ثم هو لا يعرف الله سبحانه ..! وعجبت ممن عرفه ثم لم يحبه ..!
    وعجبت أكثر ممن زعم أنه يحبه ثم هو لا يقبل عليه بالطاعات والقربات ..ثم أخذ يردد :
    تعصي الله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس فظيع
    لو كان حبك صادقاً لأطـعتـه إن المحب لمن يحب مطيع

    (نقلا عن موقع "تعال نؤمن ساعة")


  2. ...

  3. #2
    السلام عليكم ،
    مشكورة اختي على هذا الموضوع الرائع
    وجزاك الله كل خيرbiggrin
    تحياتيcool

  4. #3
    تسلمين اختي سما على هذا الموضوع الجميل wink
    وفيه ايه ودي اكتبها عن هذا الموضوع بس خايف انها تصير غلط فراح اكتبها مره ثانيه ان ما نسيت wink

  5. #4

  6. #5

  7. #6

  8. #7
    عجائب الخلق وبدائعه كثيرة لا تعد ولا تحصي

    أين العقل الذي يهتدى


    شكرا لكي أختيgooood

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter