[FONT="Arial Black"] هذه اول مشاركة لي في نادي القصة اتمنى تعجبكم...........
الشبح الأسود
(من أنت ؟ من تكون؟ ..........) ولكن الشخص الواقف في الظلام لم يجب بل بدا يتلاشى ويختفي .......ركضت إليه محاولة الإمساك به ولكنها........رفرفت (منار) بعينيها عندما تسلل إليها ضوء شمس الصباح وقالتلقد كان حلما ....) ونهضت من فراشها لتسرع لتناول طعام الإفطار.....(صباح الخير ...منار ..هل نمت جيدا ؟) ابتسمت منار وهي تجيب الشخص القادم باتجاهها (نعم ..عدا بعض الأحلام) لقد كان السيد (عماد ) الشخص الذي أنقذها من الحادث ...مع انه لا يعرفها........وهي الآن تعيش في منزله حتى تعود ذاكرتها....
(أحلام سعيدة أم كوابيس مزعجة؟) سألها السيد عماد وهما في طريقهما لغرفة الطعا م ...
(بل لغزا غامضا....رأيت شخصا في حلمي ...شخص اعرفه تمام المعرفة ...ولكني لم أتعرف عليه؟؟) قالتها منار وهي تشد على أصابع يديها ..
.(ألا تذكرين ملامحه ...قد نجد شخصا بمواصفاته يساعدنا....)........
(لقد كان يقف في الظلام....ثم تلاشى ..نعم تلاشى...) قالتها بصوت يحمل في طياته حزنا عميقا مما دفع السيد عماد للتوقف عن سؤالها....وصلا لغرفة الطعام أخيرا حيث كان الجميع بانتظارهم (والدا السيد عماد وولديه اللذين لم يبلغا الثامنة من العمر بعد (مجد ورغد) .....القيا التحية على الجميع ...ثم تناولا الطعام ...
....مر اليوم سريعا قضته منار مع الصغيرين باللعب وقراءة القصص لهما ..لكن تفكيرها كان متجها نحو الشخص الذي كان في حلمها من يكون ؟ لماذا يغمرها شعور قوي بأنه تعرفه ؟....هل كان معها عندما.......
قاطعها صوت الصغيرين وهما يلعبان حولها......(هل ستبقين معنا ..منار؟) سألها مجد بوجه طفولي بريء
لتتابع رغد كلامه(اجل منار هل ستبقين معنا نحن فعلا سعيدين بوجودك فكما ترين لا احد يلعب معنا سواك هنا)
لم تدر منار ماذا تقول للصغيرين فهي لا تذكر من أين أتت ومتى سترحل.. (وماذا عن والدكما.ألا يلعب معكما؟)
نظر الصغيران بصمت إليها قبل أن يجلسا بهدوء...بعد برهة تحدثا..(والدنا مشغول بعمله ..لا نراه ألا وقت الطعام فقط لا غير......)....................
ظلت كلمات الصغيرين ترن في أذني منار.....لابد وانهما يريدان تمضية بعض الوقت مع والدهما .......أذن عليها أن تساعد هما ولكن كيف ؟هذا ما ستعرفه غدا فقد غلبها النعاس وهي تفكر.............
وفي هذه الأثناء (هل ستبقى تعيش معك في منزلك؟) سؤال طرحته والدة عماد بشدة وتريد الحصول على جواب
(نعم ....ستبقى تعيش هنا أمي ما لذي تتوقعينه ).........
(لكنك لا تعرف عنها شيئا ..........)
(وكذلك هي أمي ........وكذلك هي)
ليتدخل والد عماد(مالذي تقصده بالضبط؟ هلا أوضحت كلامك)
صمت عماد لبعض الوقت قبل أن يبدأ بسرد القصة....(كنت عائدا من العمل تلك الليلة عندما فاجأني حيوان ضال في الطريق لم استطع تفاديه ......ففقدت السيطرة على السيارة ....فجأة ظهرت أمامي سيارة أخرى فارتبك سائقها.....واصطدم بحافة الجسر.....لا ادري مالذي حل بالسائق ولكن............) سكت عماد وهو ينظر لكأس الماء في يده......(ولكن منا ر كانت في تلك السيارة ......ونتيجة اصطدام السيارة فقد تلقت ضربة قوية على رأسها مما افقدها الذاكرة.......لذا فانا المسؤول عن إصابتها وعلي تحمل النتائج)..........
همست الأم بهدوء .....(والسائق...........؟)
(لا اعرف حتى الآن ماذا حل به ....قالت الشرطة ربما انه ربما وقع عن الجسر...........من يدري ..كل ما أتمناه وأرجو حدوثه ألا يكون شخصا قريبا من منار والا فان الصدمة ستكون كبيرة عليها.......)
(ولكن....) قالها الأب ....( هل سيطول فقدانها للذاكرة........وماذا سيحث أن عادت ذاكرتها.....)
نظر إليه عماد متسائلا ( ما لمغزى من كلامك.........؟)
( المغزى من كلامي واضح ......فان استعادت ذاكرتها فمن المؤكد أن لها عائلة وطبعا سترحل من هنا .....وفي هذه الحالة ماذا سيحدث للصغيرين .....فكما ألاحظ فقد تعلقا بها كثيرا فهي تمضي اغلب وقتها معهما.......)
( لكل حادث حديث يا أبي ......فلا احد يدري متى ستستعيد ذاكرتها .....لا احد يدري..........لا احد)
( وهل ستبقى الأمور على حالها.....؟) تساءلت الأم .....
(اجل ستبقى الأمور على حالها ......فمنار لا تذكر الحادث أبدا ولكنها ترى شخصا في أحلامها ولا تعرف من هو.....بالرغم من أنها متأكدة بأنها تعرفه تمام المعرفة................)
نظر الأب لعماد وقال ( هل ذكرت ملا محه .....أو رأت وجهه ؟)
( لا ......تقول انه كان في الظلام قد يكون حلما ولكنها تراه باستمرار وهذا ما يخيفني ........ولكنها تقول أنها تراه ثم يتلاشى إلى أن يختفي .....)
( قد يكون شبحا .......) قالها الأب وهو يبتسم وراح يردد....( شبح اسود ........شبح يتلاشى ........)
(قد يكون هذا الشبح طرف الخيط أبي ..........قد يقودنا إلى معرفة مكان عائلة منار ومعرفة هوية السائق ....)
رد الأب بهدوء ...( كل الاحتمالات ممكنة ........وكلها غير ممكنة فقد يكون في النهاية ليس سوى حلم مزعج )
..................فمن يكون هذا الشبح الأسود ؟؟ وماذا يريد من منار ؟؟....................
في اليوم التالي استيقظ كل من في المنزل مذعورين من صوت الصراخ .........صوت منا ر أسرع الجميع إلى غرفتها لمعرفة ما حدث وعندما دخلوا عليها وجدوها مرتعبة خائفة سألها عماد (الذي حدث؟.......)
أجابته بنفس منقطع ....وصوت مرتعد ( لقد كان معي ......كان معي .......)
( من الذي كان معك.......؟) سألها عماد مذهولا........
(الشخص الغامض الذي يتلاشى في الظلام كان معي ......داخل السيارة....ولا ادري ما حل به بعد اصطدام السيارة ......لقد اختفى ....تلاشى بعد التصادم تلاشى.....)
(اشربي هذا ستشعرين بتحسن ......) قالها عما د وهو يناولها كاس الماء الذي شربته بسرعة لتهدىء من روعها وترتاح .....( الأفضل أن تعودي للنوم وفيما بعد سنناقش الأمر .....المهم الآن أن ترتاحي ...........) قالها الأب وهو يخرج الجميع من الغرفة ......لتبقى فيها منا ر تحدق في سقفها بصمت ..................
عند الظهيرة استطاعت منا ر الخروج من السرير لتنزل إلى الحديقة حيث كان يجلس عماد مع والده يتباحثان في العمل ولكنهما توقفا عند رؤيتها ( من الجيد انك استطعت الانضمام إلينا..) قالها الأب وهو يبتسم لها ليتابع ......( ظننا أننا لن نراك اليوم حتى أن الصغيرين لم يستمتعا بيومهما كما هي عادتهما .....) لترد عليه.....
( لا أظن أنهما يستمتعان كما تقول فهما يمضيان الوقت فقط لا غير......).....مما جعل عماد يلتفت إليها ويسال بحدة(ماذا تعنين بهذا.....؟ ) .....أخذت نفسا عميقا قبل أن تجيبه (هما يمضيان الوقت فقط كي ينتهي يومهما ويذهبا للنوم ليعودا ويكررا ما فعلاه في اليوم التالي وهذا لا يعني استمتاعهما .......)
( أتلمحين انهما ليسا سعيدين .......؟) قالها عماد وهو يقف غاضبا ليكمل ....( أم أنني أعمى لدرجة لا ألاحظ فيها صغيري إذا كانا سعيدين أم لا.......هل هذا ما تقصدينه يا منار....أجيبي ؟)
انتفضت منار غاضبة من كلامه......( لا ادري اجبني أنت إذا كانا سعيدين أم لا ...؟ فأنت دائما مشغول بعملك حتى وقت الطعام تتحدث عن العمل فمن يدري ربما كان طفليك يريدان منك دقائق أو ثواني لتبقى معهما أو تتحدث وتلعب معهما .......لن يصيبك مكروه إذا تصرفت كأب حقيقي......) قالتها وانصرفت لغرفتها .....متسائلة لماذا غضبت بهذا الشكل من كلامه....... وماذا سيحدث بعد الذي قالته...........
تجمع الدم في عروق عما د من كلام منا ر لقد جرحته في الصميم صرخ قائلا.....( من تظن نفسها هي بالكاد تذكرت اسمها والآن تحاول توجيهي في كيفية العناية بطفلي........ما كان يجب أن احضرها إلى هنا من الأساس )
(على ما يبدو أنها أصابت جرحا بكلامها )....قالها الأب وهو يبتسم ( إلا لما غضبت هكذا.........)
( ولكن .........لكن .....) نظر عما د إلى أبيه وجلس بجانبه ( هل طفلي تعيسين ......هل كنت أعمى بحيث لا أرى معاناتهما...........هل أصبحت أنانيا ولا اهتم لأحد..............)
مسح الأب على راس ابنه مواسيا.....(أنت تسال الشخص الخاطىء بني........واجل أصبحت أنانيا بعد وفاة زوجتك أغرقت نفسك في العمل لتنسى حزنك ونسيت طفليك ......الم تفكر انهما أيضا يفتقدان أمهما ....ويحتاجانك أكثر من أي وقت مضى ......لم يحدثك احد بهذا إلا وأنت تغضب ......والآن شخص غريب عن الأسرة لاحظ ذلك وواجهك .........فماذا ستفعل حيال ذلك.....؟..........))
مرت لحظة صمت ابتسم عماد بعدها ونهض من مكانه..( اعرف تماما ما سأفعله......) وانطلق مسرعا لغرفة منار حيث كانت تجلس بقرب النافذة شاردة الذهن .....تفكر في الشبح الأسود ...عندما قاطعها صوت عماد ( منا ر أتسمحين لي بالدخول) .....فتحت له الباب وهي تتوقع شجارا ولكنها ذهلت من رده عليها ( اعتذر عما قلته لك .....ربما كنت على حق بل كنت على حق لقد كنت أعمى تماما عن طفلي ولا اعرف شيئا عنهما.....فأرجو أن تقبلي اعتذاري.....) لم ينتظر ردها بل امسك يدها وأخذها معه إلى غرفة الصغيرين ....( ما لذي تنوي فعله.......) سألته منار بذهول....،نظر إليها وابتسم ( لاشيء سوى إصلاح الأمور ....أتصرف كوالد حقيقي ....أليس هذا ما طلبته مني أنا الآن أقوم بتنفيذه ..........) وصل إلى غرفة الصغيرين اللذين كانا يطالعان بعض القصص المصورة وقال لهما ( مرحبا صغيري أحضرت لكما مفاجأ ة .....) قبل أن يكمل كلامه قفز الصغيران باتجاه منار فرحين بخروجها من غرفتها ...........(ألا تريدون معرفة مفاجأتي لكم........) نظر إليه الجميع وقال الصغيرين ( أي مفاجأة.....) تظاهر عما د بأنه يفكر ( ليس اليوم لدي عمل كثير......) بدا على الصغيرين خيبة أمل ....ولكنه تابع ( ولكن اليوم إجازة سنذهب في نزهة.......) وبمجرد انتهائه من جملته حتى قفز الصغيران من مكانهما باتجاهه يحضنانه ويمطرانه بالقبل..........خرج عماد وطفليه معا وأيضا منار ولكن والداه فضلا البقاء في المنزل على الخروج معهما .....كان يوما رائعا وجميلا بالنسبة للصغيرين لانهما أمضياه مع والداهما ......يركضان ويتدحرجان ......( لم اكن اعرف انهما رائعين هكذا لم أر أو اسمع ضحكاتهما منذ زمن طويل )
قالها عماد وهو يجلس بجانب منار.....(لاستطعت الاستماع إليها طويلا....إذا بقيت معهما ) قالتها منار وهي تنظر للصغيرين يتسابقان بسعادة......فجأة لاح خيال الشخص الغامض أمامها .......وأصابها دوار خفيف .....حتى قاطعها صوت عماد ( هل أنت بخير ؟ ) هزت رأسها بالإيجاب وهي تتنفس بعمق (هل هو الشبح الأسود ؟)
نظرت إليه (ماذا.....؟ ) ليضحك بصوت خافت ( معذرة انه الاسم الذي أطلقه على الشخص الذي يتلاشى في الظلام ........) ........شبح اسود سيطرت تلك الفكرة على ذهنها مما دفعها للضحك ....(انه فعلا شبح حتى اعرف من يكون ...........) قالتها وهي تنظر للأفق بأمل كبير ليتابع عماد كلامها ( وستعرفين من يكون .....ستعرفين امنحي نفسك الأمل فقط .....) أنهى جملته مع وصول طفليه اللذين افترشا الأرض من شدة التعب
وفي الليل عادوا إلى المنزل ومنذ وصولهم والصغيران يثرثران عن النزهة وما حدث لقد كانا فعلا سعيدين واستمتعا بيومهما ولكن.....كيف ستكون بقية الأيام مع منار وماذا يخبيء لها الغد يا ترى ؟؟.....:...........
FONT]
انتظر الردود وساتابع بقية القصة بعدها
المفضلات