مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2
  1. #1

    مصرع أبي لهب وزوجته

    قال تعالى : (( تبت يدا أبى لهب وتب , ما أغنى عنه ماله وما كسب , سيصلى ناراً ذات لهب , وامرأته حمالة الحطب , فى جيدها حبل من مسد . ))(سورة المسد) .

    أبو لهب هذا الذي أفرد الله تعالى ذكره من كفار قريش , وهو أحد أعمام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , واسمه عبد العزى بن عبد المطلب , وكنيته أبو عتبة , وإنما سمي أبا لهب , لإشراق وجهه , ولتلهب وجنتيه , وكأن كنيته من جنس عمله ومآله إلى اللهب ( جهنم وبئس المصير ) وامرأته أم جميل , واسمها أروى بنت حرب بن أمية , وهي أخت أبي سفيان , ولقد كان أبو لهب كثيرا الإيذاء لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والبغض له والازدراء به والتنقص له ولدينه , وانظر إلى نموذج من نماذج كيد أبي لهب لدعوة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) التي عاداها من اليوم الأول للدعوة .

    روى الإمام أحمد عن ربيعة بن عباد , وكان جاهليا ً فأسلم _ قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول : (( يا أيها الناس , قولوا لا إله إلا الله تفلحوا )) والناس مجتمعون عليه , ووراءه رجل وضئ الوجه أحول ذو غديرتين , يقول : إنه صابئ كاذب , يتبعه حيث ذهب , فسألت عنه فقالوا : هذا عمه أبو لهب .

    وروى البخاري عن ابن عباس : إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى : (( يا صباحاه )) فاجتمعت إليه قريش فقال : (( أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني؟ قالوا : نعم . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد , فقال أبو لهب : ألهذا جمعتنا ؟ تباً لك )) . فأنزل الله تعالى : (( تبت يدا أبى لهب وتب .. )) .

    قلت : وكذلك امرأته العوراء أم جميل شديدة العداوة لله ولرسوله , قال ابن كثير : (( ولم يقض الله له ولا لامرأته أن يؤمنا , ولا لواحد منهما لا ظاهراً ولا باطناً , ولا مسراً ولا معلنا ً , فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة ))(تفسير ابن كثير) فهي دليل واضح على النبوة .

    ولما أجمع بنو هاشم بقيادة أبي طالب على حماية النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولو لم يكونوا على دينه , تلبية لدافع العصبية القبلية , خرج أبو لهب على إخوته , وحالف عليهم قريشاً وكان قد خطب بنتي الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) رقية وأم كلثوم لولديه قبل البعثة , فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما , حتى يثقل كاهل محمد بهما !

    وعن عطاء : نزلت في أبي لهب : (( إن شانئك هو الأبتر . )) (سورة الكوثر) وذلك حين مات ابن الرسول ( إبراهيم ) فذهب أبو لهب إلى المشركين وقال : بتر محمد الليلة _ فأنزل الله تعالى في ذلك : (( إن شانئك هو الأبتر . )) .

    نهايته :

    قال أبو رافع مولى رسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) : ( رماه الله (أي رمى أبو لهب) "بالعدسة" : وهي مرض من الأمراض الفتاكة المعدية التي تشبه الطاعون .. فقتله ,( فلقد تركه).. بعد موته ثلاثاً : بياض بالأصل ولعل تكملته ( فلقد تركه أولاده بعد موته ) حتى يستقيم المعنى ... , فما دفناه حتى انتن , وكانت قريش تتقي هذه العدسة , كما تتقي الطاعون حتى قال لهم رجل من قريش : ويحكما : ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن في بيته لا تدفنانه ؟ فقالا : إنا نخشى عدوة هذه القرحة , فقال : إنطلقا فأنا أعينكما عليه , فوالله ما غسلوه إلا قذفاً بالماء عليه من بعيد ما يدنون منه , ثم احتملوه إلى أعلى مكة , فأسندوه إلى جدار , ثم رخموا عليه بالحجارة !!! "الجزاء من جنس العمل ( ج 1 صفحة مائتان وواحد وخمسون ) . " ...

    أما ما حدث لزوجته فسوف يأتي في شرح آيات السورة .

    شرح معاني آيات سورة : ( المسد ) .

    قال تعالى : (( تبت يدا أبى لهب وتب .. ))

    معنى تبت : هلكت . وقال مقاتل : خسرت , وقيل خابت .

    وخص اليدين بالتباب , لأن أكثر العمل يكون بهما , وقيل المراد باليدين نفسه كما في قوله تعالى : ((بما قدمت يداك )) وكقولهم : أصابته يد الدهر , وأصابته يد المنايا ((وتب)) أي : هلك . قال الفراء : الأول دعاء عليه , والثاني خبر , كما تقول : أهلكه الله , وقد هلك .

    (( ما أغنى عنه ماله وما كسب )) . أي : ما دفع عنه ما حل به التباب وما نزل به من عذاب الله ما جمع من المال ولا ما كسب من الأرباح والجاه .

    وقال مجاهد : (( وما كسب )) وما كسب من ولد .. وولد الرجل من كسبه : ذكر عن ابن مسعود أن رسول الله لما دعا قومه إلى الإيمان , قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فإني أفتدي نفسي يوم القيامة من العذاب بمالي وولدي , فأنزل الله تعالى : (( ما أغنى عنه ماله وما كسب )) .

    (( سيصلى ناراً ذات لهب )) . والمعنى : سيصليه الله ناراً ذات اشتعال وتوقد , وهي نار جهنم .

    (( وامرأته حمالة الحطب )) . أي وتصلى امرأته ناراً ذات لهب , وهي أم جميل بنت حرب أخت سفيان , وكانت تحمل الغضى والشوك فتطرحه في الليل على طريق النبي (( صلى الله عليه وسلم )) , كذا قال ابن زيد والضحاك والربيع بن أنس ومرَة الهمداني , وقال مجاهد وقتادة والسَدَي : إنها كانت تمشي بالنميمة بين الناس . والعرب تقول : فلان يحطب على فلان : إذا نم به .

    وقال سعيد بن جبير : معنى حمالة الحطب أنها حمالة الخطايا والذنوب _ كما في قوله تعالى : (( وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم .. )) وقيل المعنى : (( حمالة الحطب في النار )) , قال ابن كثير : (( يعني تحمل الحطب فتلقى على زوجها ليزداد علي ما هو فيه فتكون يوم القيامة عوناً عليه في عذابه في نار جهنم . "تفسير ابن كثير ( ج 4 صفحة تسعمائة وواحد ) ."

    (( في جيدها حبل من مسد )) . في جيدها : في عنقها , والمسد : الليف الذي نفتل فيه الحبال .

    قال الضحاك وغيره : هذا في الدنيا , كانت تعيَر النبي (( صلى الله عليه وسلم )) بالفقر وهي تحتطب في حبل تجعله في عنقها فخنقها الله تعالى به فأهلكها , وهو في الآخرة حبل من نار .

    وقال مجاهد وعروة بن الزبير : هو سلسلة من نار تدخل في فيها وتخرج من أسفلها , وعن الثوري : هو قلادة من نار طولها سبعون ذراعاً .

    وأخرج ابن أبي حاتم وأبو زرعة عند أسماء بنت أبي بكر قالت : لما نزلت : (( تبت يدا أبي لهب )) أقبلت العوراء أم جميل ولها ولولة , وفي يدها (( فهر )) : الفهر هي الحجارة وهي تقول : مذمما أبينا * ودينه قلينا * وأمره عصينا .

    ورسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) جالس في المسجد ومعه أبو بكر , فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك , فقال رسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) : (( إنها لن تراني , وقرأ قرآناً اعتصم به كما قال الله تعالى : (( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً )) "الإسراء" , فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) , فقالت : يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني , قال : لا ورب البيت ما هجاك (قلت) وصدق أبو بكر فالنبي (( صلى الله عليه وسلم )) لم يهجها ولكن الله تعالى الذي انزل السورة . , فولت وهي تقول : قد علمت من قريش أني ابنة سيدها : قال الشوكاني : وأخرجه البزار بمعناه , وقال : لا نعلمه يروى بأحسن من هذا الإسناد ( فتح القدير ج 5 ص خمسمائة وثلاثة عشرة ) .
    قلت وهي الرواية التي ذكرنا آخرها عقب هذه الرواية .

    قلت : وفي رواية للحافظ البزار في آخرها : ( فلما ولت . قال أبو بكر : أي للنبي : ما رأتك ؟ قال : أي النبي : (( صلى الله عليه وسلم )) : لا ما زال ملك يسترني حتى ولت )) .

    وصدق ربنا عز وجل : (( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك فى الأذلين )) "سورة المجادلة" .

    أتمنى أن يعجبكم الموضوع , وأن لا تكون القصة مكررة ,

    منقول


  2. ...

  3. #2
    ๑۩๑-
    :-*๑۩۩๑-*-:
    :=:-*๑۩۞۞۩๑-*=:
    =:=:=:=:=:=:-*๑۩۞۞۞۩๑-*=:=:=:=:==:=

    pinkrosesbar
    =:=:=:=:=:=:-*๑۩۞۞۞۩๑-*=:=:=:=:==:=

    أجنحة العيد
    ترفرف فوق كلـ الهااامات
    وكلـ القلـوب..
    وتريد أن تخطف كلـ الخفقااات.. تريد أنـ
    تملأ الوجداااان سرور..

    ღ♥ღ

    ღ♥ღ

    العيد على الأبوااااب
    إفتح بااابكـ ..
    إفتح قلبكـ
    أحلـى عيد
    عيد مباااركـ سعيد .

    =:=:=:=:=:=:-*๑۩۞۞۞۩๑-*=:=:=:=:==:=
    pinkrosesbar
    =:=:=:=:=:=:-*๑۩۞۞۩๑-*=:=:=:=:==:=
    :=:-*๑۩۞۩๑-*=:
    :-*๑۞۩๑*-:
    -.๑۩๑.-

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter