لا يكتفي ببرد النصف الأول من الليل
يضع وقته في الصمت
همس يدب في صدره فيرحل
رحيل ثلج الجبل عند الصبح نحو الوادي
يترك أثرا لخلفه الأمامي
يترك أنفاسا مضنية في حجرة الرئة
يمشي وحده في وحدته المبعثرة
تسقط دمعة من عينيه
تكشف سجال حزنه للأرض
يختفي بين وريقات الحياء من المارة
لا شيء يصرفه عنها
هي....
اسمها الذي يردده في الخفاء
يذكره كلما قرأ حرفا منه
أو سمع نداءه
قد يكون البحر خلوته الذي يخفي انكساره
لا نوم له
لا سرير لسروره المحتمل يوما
يلمح عينيها من نجمة تقف عند طائر المدينة الغريب
يمد يديه لسراب جناحيه يبحث عن خبر
يبقى وكأنه الذبول
لا يمطر له في الفاه قطرة حياة
ينتظر والبحر يكرر عليه الصبر
موجة
موجة
ذهول يتربص به
ظهره للرمل
ورأسه تضرب أصداف البحر
تلك دوشةالفراش في ذاكرته
تنبش أيامها معه
ضحكاتها
دمعاتها
اغمضة عينيها قبل الانصراف
شفتيها المغلقة باطباقة حياء
العنق الشامخ النضر
والأخضر المغروس فوق الرمشين
هندسة الاحمرار في الوجه
وشعرها المدلل والمدل ياسمينا مموها بالسواد
أسراب الهواء
صوت يديها وهي تضرب على "الكيبورد"
تكتب قطعا من قلبها
تتعب ولا يتعب هو
يشتاق لها كلما طلبت المغادرة
ويستسلم لرغبتها
بعد طول رجاء
يرمي رأسه على وسادة الفجر
يكرر المشهد
الصبح خلف الباب
والعشاق يكرهون غياب الليل
يكرهون النهر المقطوع عند نقطة الفراق
ويكرهون النهايات المفاجئة
يكرهون
ويكرهون
ويكرهون..
تأتيه الشمس وأرهق البحر من أحزانه
حرث قلبه من أسى
ولا ينتهي منه لكي ينتهي
يأيتها البعيدة الواقفة
على حرف حياتي وموتي
ما ذنبي أن كنت أنا الصبار
والبحر هو المشتكي
المفضلات