بسم الله الرحمن الرحيم
يقول د.جيفري لانج أمريكي مسلم في كتابه ...
ابنتي ((جميلة))، سألتني يوما بعد أن انتهينا من صلاة الظهر معاً :
- دادي، لماذا نصلي ؟
السؤال أخذني على غرة. لم أتوقعه من فتاة في الثامنة من عمرها، كنت أعرف، بطبيعة الحال، الإجابة الأكثر وضوحاً- إننا كمسلمين ملزمون بأدائها ولكني انتهزت الفرصة؛ لكي أشاركها تجربة وفوائد الصلاة. ومع ذلك، حاولت أن أستجمع رداً في عقلي. أخذت بعض الوقت وبدأت بقولي :
- نحن نصلي؛ لأن الله يريد منا أن نفعل ذلك.
- ولكن لماذا ((دادي))، ما الذي تفعله الصلاة؟. سألتني.
- من الصعب أن أشرح لفتاة صغيرة : حبيبتي، يوماً ما إذا أديتِ الصلوات الخمس كل يوم، أنا متأكد أنك سوف تفهمين، ولكنني سأبذل قصارى جهدي لكي أجيب على سؤالك.
انظري، حبيبة قلبي، الله هو مصدر جميع الحب، والرحمة، والحنان، والحكمة-كل ماهو جميل- الذي نمارسه ونشعر به، مثل ما أن الشمس هي مصدر النور الذي نراه طوال اليوم، الله هو مصدر كل ذلك، وأكثر منه كثيراً. وهكذا، الحب الذي أشعر به نحوك، ونحو إخوتك، ونحو ((مامي))، الله هو الذي منحه لي. نحن نعرف أن الله محسن، ورحيم بجميع الأشياء التي منحها لنا في هذه الحياة. ولكن، عندما نصلي، يمكننا أن نشعر بحب الله ورحمته، وحنانه بأسلوب خاص، بأسلوب أكثر قوة. مثلاً، أنتِ تعرفين أن ((مامي)) وأنا نحبك بالطريقة التي نرعاك بها. ولكن، عندما نحتضنك، ونقبلك، يمكنك أن تشعري حقيقة القدر الذي نحبك به. بطريقة مماثلة نحن نعرف أن الله يحبنا ويحسن إلينا بالطريقة التي يرعانا بها. ولكن، عندما نصلي يمكننا أن نعشر بحبه لنا بطريقة حقيقية وخاصة .
- هل الصلاة تجعلك أفضل، دادي؟ سألتني.
- أرجو هذا، أريد أن أعتقد ذلك؛ لأنه إذا ما لامسك حب الله ورحمته في الصلاة، هو شيء جميل وقوي، يجب أن تشاركي فيه من حولك، وخاصة أسرتك. أحيانا، بعد يوم عمل شاق، أشعر أنني منهك، وأن ما أريده فقط هو أن أظل منفرداً. ولكن، إذا شعرت بإحسان الله ورحمته في الصلاة، أنظر إلى أسرتي وأتذكر أي نعمة كبيرة أنتم بالنسبة لي، وكل الحب والسعادة التي لدي لأنني أبوكم وزوج أمكم. أنا لا أقول إنني أب مثالي، ولكنني أعتقد أنني لن أكون أبا صالحا بدون الصلاة. هل كان لما قلته معنى لك؟.
- أنا فهمت تقريبا ما تعنيه، أجابت جميلة. ثم عانقتني وقالت لي : وأنا أحبك كثيراً دادي.
- وأنا أحبك أيضاً يا حبيبتي، أنا أحبك أيضاً.
المفضلات