لماذا يكتب أصحاب الأقلام ولمن ؟ والى متى ؟
لا أعلم لمن أكتب هذا الموضوع
ربما لقارئ
اعتاد القرأة منذ سنوات ، وكبر بين الكلمات ، وترعرع بين
السطور واستمر العادة والتعود يقرأ المزيد دون أن يعي
ماذا قرأ أو لماذا يقرأ
أو لصديق
كان زائرا ثم أصبح قارئا ، ثم أصبح صديقا ، لا أعرف أسمه ، أو
ملامحه ، بيني وبينه جسر من الرسائل والمواضيع
أو لصديقة
منحتني صفة صديقة ، وأضافتني الى أجندة صداقتها دون
علمي
وتحرص على زيارة ملفي الشخصي لتبحث عني ،
وتفتش عن جديد أحلامي ، وعن أخر أحزاني ،
فتفرح معي ، وتحلم معي ، وتحزن معي
أو لقريبة
تقرأ لي على غفلة مني ، تحفظ حرفي ، تكتم أمر علاقتنا
بكلماتي ، تعرفني وأجهل أنها تعرفني ، تبتسم في وجهي حين
تراني ، أقرأ في عينيها الكثير من الود والكثير من الحب
أو لعزيز
رحل ذات عام بعيد ، وقال انه سيعود
فتفتحت أيام ، وأزهرت أيام ، وذبلة أيام ، ومرت الأعوام بامتداد
العمر ، وتوالت السنوات تلو السنوات ، والقطارات تلو
القطارات ، وخيم الهدوء فوق المحطات ، وأوشكت شمس
الانتظار على المغيب ، ولم يعد
أو لفارس
جاء ممتطيا جواده ذات حلم
طرق باب الحكاية ، ودخل من بوابة العمر ، تجول بين القلب
والقلب ، أعاد ترتيب الأحلام والأيام ، وأحرق أوراق الحزن
ومسح أثار البكاء ، وشيد للفرح مدائن ، وللانتصار محطات
أو لرجل مسن
مازال يتكئ على حلم قديم تأكلت أطرافه وملأ غبار الواقع
عينيه
كان يملك الكثير من الأحلام ، والكثير من الأيام ، والكثير من
الأحزان ، فقد أحلامه وأيامه ، ولم يفقد أحزانه
أو لامرأة مسنة
بدأت عيناها تنطفئان ، بدأ الظلام يتسرب الى عالمها
في قلبها شمعة وأحساس منهك ، وفي ذاكرتها شموع ووجوه
غابت ، تحمل الأمس الممتلئ بها في خاطرها كالحلم الدافئ
ومنه تستمد قوة لغدها المهجور منها
أو لأنسان مهزوم
هزمته نفسه قبل أن يهزمه الزمن ، بدا بخسارة الكثير ، وأنتهى
بخسارة نفسه
أغلق أبواب اليأس على نفسه ن وأحكم اغلاق النوافذ بينه وبين
الأمل ، يتفنن في عقاب نفسه ، وتدمير طرق العودة للصواب
أو لحكاية
مازالت ناقصة ، على الرغم من محاولة أكمالها
وما زال أبطالها ينتظرون اكمال أدوارهم بها
مازال أطفالها ينتظرون ولادتهم على صفحاتها
مازالت أحداثها مستمرة ، على الرغم من عوائق
تلاستمرار
وبعد أن أرعبنا المساء
الى متى سنبقى نكتب ؟
ولمن نكتب ؟
وهل يصل ما نكتب ؟
المفضلات